التوبة وزواج الجيرل فريند .


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 5222 - 2016 / 7 / 13 - 22:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

قال : قول رب العزة جل وعلا :( الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) هل ينطبق هذا على من له ( Girl Friend ) ويريد أن يتزوجها .!
قلت : دعنا نقرأ السياق المحلى للآية : يقول جل وعلا : ( سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (1) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (4) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) النور ) .
قال : ما هو مغزى إفتتاح هذه السورة ؟
قلت : هنا إعجاز أنبأ مسبقا عن أن هجرا وتكذيبا سيحدث لهذا التشريع القرآنى ، لذا جاء التأكيد من البداية قبل تشريع عقوبة الزنا بأنها سورة أنزلها الله جل وعلا وفرض التشريع ، فى آيات بينات واضحات لعل المسلمين يتذكرون . ولم يتذكر المسلمون بل إفتروا تشريع الرجم .
قال : كيف تكون الآية صريحة بهذا الشكل ثم يتجاهلونها ويتمسكون بتشريع الرجم الذى لا يزال سائدا حتى الآن ؟
قلت : لا تنس أن أكثرية البشر مُضلّون لو إتبعهم النبى نفسه لأضلوه : (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الانعام )، وهذا ينطبق على المسلمين وهم الآن بليون ونصف البليون نسمة ، الأغلبية العظمى منهم تؤمن بالأحاديث الشيطانية التى وصفها رب العزة بالطاغوت ، وامر بإجتنابه .
قال : إذن فعقوبة الزانى والزانية هى الجلد مائة جلدة فقط ؟
قلت : ليس فقط ، بل يضاف الى ذلك عقوبة أخرى ، وهى تحريم الزواج ، فالمؤمن لا يتزوج زانية ، والمؤمنة لا تتزوج زانيا . وهذا معنى قوله جل وعلا : ( الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) النور ).
قال : هذا يعنى قطع طريق التوبة ، بمعنى أن يقال طالما أنتم زناة فلا زواج لكم ، أى إستمروا فى الزنا .
قلت : بالعكس .. هذا التشريع للتشجيع على التوبة وبدء حياة عفيفة ، بل ولمنع تنفيذ عقوبة الجلد ..
قال : كيف ؟
قلت : كل العقوبات فى القرآن الكريم تسقط بالتوبة العلنية .
عن جريمة الزنا والقذف يقول جل وعلا : (إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) النور ) . فالذى يعلن توبته من الزنا ويعلن عزمه على الصلاح تسقط عنه العقوبة ، سواء عقوبة الجلد أو تحريم الزواج منه .
قال : ولماذا إذن قال جل وعلا : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ) ؟
قلت : هذا يتعلق بالزانية والزانى المتمسك بالزنا بلا توبة بحيث تنطبق عليه صفة الزنا . هنا يكون تطبيق عقوبة الزنا .
قال : ماذا عن الاغتصاب ؟
قلت : ليس على الاغتصاب عقوبة .
قال : هل هذا يشمل الرجل والمرأة ؟
قلت : نعم . من الممكن أن تُجبر إمرأة رجلا على الزنا ، فليس عليه عقوبة ، والعكس هو الأكثر ، أى أن يغتصب رجل إمرأة . العقوبة تتعلق بالتعمد ، سواء كانت العقوبة فى الدنيا أو فى الآخرة . يقول جل وعلا : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) الاحزاب )، وبالنسبة لموضوع الزنا بالذات يقول جل وعلا : (وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) النور ).
قال : هل يسرى إسقاط العقوبة على الجرائم الأخرى غير الزنا ؟
قلت : نعم .
قال : مثل ؟
قلت : فى أفظع عقوبة وهى قطع الطريق ، والتى تتضمن القتل والصلب وتقطيع الأطراف فى قول رب العزة جل وعلا : (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) المائدة ) يأتى الإستثناء بإسقاط هذه العقوبة بالتوبة ، يقول جل وعلا : ( إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (34) المائدة )
قال : وما الهدف من هذا ؟
قلت : العقوبات فى الاسلام ليس للإنتقام ولكن للإصلاح فى الدنيا قبل أن يأتى اليوم الآخر بخلود المجرم العاصى فى عذاب الجحيم . أى إن هدف العقوبات هو التشجيع على التوبة وبدء حياة جديدة عمادها التقوى ، لذا يقول جل وعلا بعد الآية السابقة يحث على التقوى وإبتغاء الوسيلة بالعمل الصالح والايمان الخالص : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (35) المائدة ) ثم تأتى الآية التالية تذكّر بعذاب يوم القيامة الذى لا إفتداء ولا خروج منه ، يقول رب العزة جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37) المائدة ) . ثم تأتى الآية التالية فى نفس السياق عن عقوبة السرقة ، وهى قطع اليد قطعا فعليا ، يقول جل وعلا : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) المائدة ) ثم تأتى الآية التالية بإسقاط العقوبة على الذى يتوب ويعلن صلاحه ، يقول رب العزة جل وعلا : ( فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39) المائدة ).
قال : أى هو نفس الحال ، يتم تطبيق قطع اليد على السارق الذى يتمسك بالسرقة ولا يتوب ، ويستحق وصف السارق ؟
قلت : نعم . وبالتالى فإن توصيف القطع لليد هو للردع ، لأن السارق الذى يتعرض لاحتمال قطع يده لا بد أن يبادر بالتوبة خوفا من قطع يده . وإذا عاد فهو فعلا سارق ويستحق قطع يده .
قال : مهما يكن فإن قطع اليد شىء فظيع . ألا ترى ما تفعله داعش ؟
قلت : نحن هنا نتحدث عن دولة اسلامية يحصل فيها كل فرد على حقوقه ، ليس فيها إستبداد ولا فساد ولا خليفة يملك الأرض ومن عليها ، بل فيها عدالة إجتماعية وكفالة للمحتاجين . ولا يعلو فيها أحد على الناس ، أى لو سرق أولو الأمر يتم تطبيق العقوبة عليهم . وبالتالى فلا عُذر لمن يسرق ، ولا عذر لمن يُعطى فرصة التوبة وسقوط العقوبة عنه ثم لا يتوب .
قال : إذن ، فالوصف بالزانى والسارق والزانية والسارقة هو وصف مرحلى يمكن تغييره ؟
قلت : نعم . فى اللسان العربى إذا دخلت ( أل ) على إسم الفاعل تكون ( أل ) الموصولة التى تعنى الوقوع فى الفعل مرة ، ف (القاتل ) يعنى (الذى يقتل )، و ( الزانى ) يعنى ( الذى يزنى ) ، وهكذا ( السارق ) ، وبالتالى فهو وصف مرحلى ، لأنه لو جاء بصيغة المبالغة لأفاد الاستمرار ، ومن صيغ المبالغة : ( فعّال ) و ( فعيل ) و ( فعول ) و ( مفعال ) . وهذا هو الفارق بين اسم الفاعل ( قاتل ) و صيغة المبالغة ( قتّال ) مثلا . وهو الفارق بين (آثم ) و ( أثيم )، وبين ( كافر ) و ( كفّار ) و ( كفور ). من هنا فالذى يأتى على صيغة (فاعل ) بالألف واللام يعنى وصفه مؤقتا بأنه زانى وسارق وقاتل ..ويمكن أن تتغير هذه الصفة بالتوبة ، فيصبح ( تائبا ) ، وقد يُبالغ فى التوبة فيكون توّابا أوّاها حليما مثل ابراهيم عليه السلام (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (75) هود ) (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) التوبة ). يلاحظ هنا الوصف بالمبالغة فى ( أوّاه ، حليم ، منيب )
قال : إذن فالزانى الذى يزنى ثم يتوب ويُصلح يتغير وصفه ولا يصبح موصوفا بالزنا ؟
قلت : نعم .
قال : وما هو الدليل ؟
قلت : إقرأ قول رب العزة جل وعلا : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71) الفرقان )
قال : بمعنى ؟
قلت : أى إن مرتكب الكبائر مثل الكفر والشرك والقتل للنفس البرئية والزنا إذا تاب توبة مقبولة بتصحيح الايمان والمداومة على عمل الصالحات فإن الله جل وعلا يبدّل سيئاتهم حسنات ، وبالتالى يغفر لهم الغفور الرحيم يوم القيامة .
قال : أريد دليلا أخر .!
قلت : أسألك أنا : هل تعرف معنى إقامة الصلاة ؟
قال : نعم . إقامة الصلاة أى المحافظة عليها وإقامتها فى القلب بالتقوى والابتعاد عن الفحشاء والمنكر: ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) العنكبوت ). الخشوع فى الصلاة أى وقت تأدية الصلاة ، ولكن إقامة الصلاة هى الابتعاد عن المعاصى بين الصلوات الخمس ، لأن هدف كل العبادات هو التقوى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)البقرة ) ، فالصلاة هدفها التقوى ، وحين تُقيم الصلاة طوال يقظتك فالمعنى أنك تتقى الله جل وعلا .
قلت : هل معنى هذا أنك لو تقيم الصلاة ستكون معصوما من الوقوع فى السيئات ؟
قال : لا .. لا يوجد بشر معصوم من الوقوع فى السيئات .
قلت : فماذا إذا كنت تقيم الصلاة ولكن تقع فى السيئات التى لا يخلو من الوقوع فيها بشر ؟
قال : لا أدرى ..أريد الاجابة منك .
قلت : الاجابة فى قول رب العزة جل وعلا : ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) هود )
قال : بمعنى ؟
قلت : الذى يقيم الصلاة طوال يقظته ( طرفى النهار وزُلفا من الليل ) يكتسب حسنات كثيرة، وقد يقع فى سيئات ، ولكن هذه الحسنات الكثيرة ُيذهبن السيئات ، أى صغائر الذنوب . وبمعنى آخر يبدل الله جل وعلا سيئاته حسنات يوم القيامة . وهذا ينطبق على من تاب عن الكبائر وعمل عملا صالحا وتاب الى رب العزة جل وعلا متابا . وهذا هو معنى أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم الجنة ، وهذا المعنى تكرر كثيرا فى القرآن الكريم ، بمعنى آمنوا إيمانا صادقا وتكاثرت أعمالهم الصالحات فغطّت على سيئاتهم .
قال : نسينا السؤال الأول عن العلاقة الجنسية مع الجيرل فرند . هل هو زنا ؟
قلت : نعم . الزنا نوعان: (سفاح ) زنا بغير تمييز فى العلاقات الجنسية العابرة ، سواء كان إحترافا أو عن رغبة بلا إحتراف ، وهناك الزنا المستمر بين ذكر وإنثى يعشق كل منهما الآخر ، وهو إتخاذ أخدان . والنوعان حرام .
قال : ولكن الغرب يبيح هذا
قلت : هذا من تناقض الغرب ، يحرم تعدد الزوجات وهو حلال ويبيح الزنا بالأخدان .
قال :نفرض أن لى جيرل فريند وأعاشرها بالزنا ، وأريد أن أتزوجها ؟
قلت : لا بد أن تتوبا عن الزنا توبة صادقة .
قال : كيف ذلك .؟
قلت : بالامتناع عن المعاشرة الجنسية لإثبات التوبة مدة معقولة ، وعقد التوبة فى خشوع لرب العزة جل وعلا . ثم تتزوجان .
قال : فماذا إذا أردت الزواج ببنت أمريكية أعرف أنه كانت لها علاقات جنسية كالعادة ، سواء كانت من الزنا بغير تمييز بالعلاقات العابرة أو بعلاقة البوى فرند . لنفرض أننا إتفقنا على الزواج الاسلامى فكيف يكون ؟
قلت : بالتوبة ايضا ، وهنا تتحدد مدة لتوبتها ، وهى ( إستبراء الرحم ) أى مدة العدة ، أى ثلاث حيضات ليتم التأكد من خلو رحمها من أى حمل ، فإذا تبين أنها حامل تمتد المدة الى وضع الحمل والولادة ، ونسبة الولد الى ابيه ، وبعد الولادة يمكنك الزواج بها .
قال : فلو فرضنا أنها حامل منى أنا ، وأنا متأكد أننى والد الجنين ؟
قلت : هنا يكون الالتزام بالتوبة ، بنفس ما سبق ، بالامتناع عن المعاشرة الجنسية لإثبات التوبة مدة معقولة ، وعقد التوبة فى خشوع لرب العزة جل وعلا . ثم تتزوجان .
قال : وما هو تحديد المدة المعقولة ؟
قلت : حين يحسُّ كل منكما بشعور التوبة ، من الندم على ما فات ، والرغبة الأكيدة فى بداية جديدة نقية شريفة صالحة .
قال : ثم ؟
قلت : أهلا بكما عندى لأعقد لكما زواجا شرعيا إسلاميا بصداق وشهود ، ويتم تسجيله رسميا فى مقاطعة فيرفاكس ولاية فيرجينيا .