الصهيونية - رؤية تحليلية مقارنة


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     


نظم مركز د.حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية لقاءاً ثقافياً هاماً عبر استضافة أ.غازي الصوراني بعنوان: " الحركة الوطنية الفلسطينية الحركة الصهيونية " رؤية تحليلية مقارنة


استضاف بها أ.غازي الصوراني بحضور عدد كبير من المثقفين والإعلاميين والأكاديميين وممثلين عن الفصائل وشخصيات عامة وشبابية، وذلك يوم الأثنين 9/5/2016  في جمعية الشبان المسيحية بمدينة غزة.


 


غازي الصوراني :


سأبدأ من حقائق الواقع الراهن لكل من مسار العدو الصهيوني ، والمسار الفلسطيني رغم الواقع المرير أو الكارثي الذي وصلناه في هذه المرحلة نتيجة استمرار الانقسام والصراع على المصالح الفئوية بين فتح وحماس من ناحية، ونتيجة للتراجع الحاد لقضيتنا الوطنية الفلسطينية في أذهان شعوبنا العربية من ناحية ثانية... فالعالم العربي اليوم من وجهة نظري عالماً افتراضياً.


الحديث المقارن بين الحركة الصهيونية والحركة الوطنية الفلسطينية هو حديث عن بنيتين، احداهما متخلفة والثانية متقدمة مستندة إلى الحداثة الرأسمالية، وهذا لا يعني أبداً توقف النضال ضد الحركة الصهيونية والامبريالية كعذو وسبب رئيسي في تكريس أوضاع التخلف والتبعية والانحطاط.


مسار الحركة الصهيونية منذ تأسيسها تميز بالصعود والتقدم رغم افتقاره لأي عنصر من عناصر الشرعية أو الحق بالمعنى التاريخي أو السياسي .. لكن العامل الذاتي والظرف الموضوعي العالمي عزز من تقدمه وصولاً إلى اللحظة الراهنة التي تحولت فيها دولة العدو الصهيوني إلى حالة امبريالية صغرى في المنطقة، تميزت بممارسة أبشع وسائل العدوان والقتل والقهر العنصري النازي الذي تَفَوَّق على النازية الهتلرية.


أما مسار الحركة الوطنية الفلسطينية منذ نشأتها، فقد تميزت قيادته بالرخاوة والمهادنة ارتباطاً بمصالحها الطبقية سواء عبر كبار الملاك أشباه الاقطاعيين أو القيادات البرجوازية اليمينية في المرحلة الراهنة خاصة في اطار م.ت.ف، كما في اطار الحركات الاسلامية، وبالتالي تميز ذلك المسار بغياب المواقف المبدئية والبرامج الواضحة، علاوة على التناقضات الداخلية وسيطرة المصالح الطبقية ومهادنة الاستعمار، إلى جانب تآمر العملاء العرب من الملوك والامراء وصولاً إلى اللحظة الراهنة من الانقسام والصراع على المصالح بين فتح وحماس، وتفكك النظام السياسي وتراجع المشروع الوطني في ظروف لم تعد فيها قضيتنا الوطنية مسألة مركزية في اذهان شعوبنا العربية. (وفي كل الأحوال لا يخرج تحليلنا للتاريخ عن التحليل الطبقي وفق المنهج الماركسي الذي يعزز نضالنا ضد الوجود الامبريالي/ الصهيوني من منطلق الصراع العربي الصهيوني).


فيما يتعلق بموضوع ندوتنا اليوم، سأبدأ حديثي عن المشروع الصهيوني بالإشارة إلى ثلاث وجهات نظر: الأولى لأحد علماء اليهود شلومو ساند ، والثانية للمفكر الراحل د.جمال حمدان ، والثالثة للمفكر الراحل د. عبد الوهاب المسيري.


يقول المفكر اليهودي: "شلومو ساند" ، في مقدمة كتابه "اختراع الشعب اليهودي"الطبعة العربية – 2010 : "على الرغم من أن مصطلح " شعب" فضفاض، وغير واضح جداً ، إلا أني لا أعتقد بأنه كان في أي زمن مضى شعب يهودي واحد .


اما مفكرنا الراحل د.جمال حمدان، في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا"، يقول فيه إن "العودة" اليهودية إلى فلسطين ظاهره استعمارية استيطانية إحلاليه، وليست عودة توراتية أو تلمودية أو دينية وإنما هي "عودة" إلى فلسطين بالاغتصاب وهو غزو وعدوان غرباء لا عودة أبناء قدامى، إنه استعمار لا شبهة فيه بالمعنى العلمي الصارم، يشكل جسماً غريباً دخيلاً مفروضاً على الوجود العربي، غير قابل للامتصاص.. فهم ليسوا عنصراً جنسياً في أي معنى بل جماع ومتحف حي لكل أخلاط الأجناس في العالم .


إن اليهود اليوم إنما هم أقارب الأوروبيين والأمريكيين، بل هم في الأعم الأغلب بعض وجزء منهم وشريحة، لحماً ودماً، وإن اختلف الدين، ومن هنا اليهود في أوروبا وأمريكا وروسيا ليسوا كما يدعون غرباء أو أجانب دخلاء يعيشون في المنفى وتحت رحمة أصحاب البيت، وإنما هم من صميم أصحاب البيت نسلاً وسلالة، لا يفرقهم عنهم سوى الدين.


وانطلاقا من هذا ، لا يمكن الاقرار بأن اليهود يمثلون قومية أو شعباً أو أمة، بل هم مجرد طائفة دينية تتألف من أخلاط من كل الشعوب والقوميات والأمم والأجناس، فما الذي يجمع بين الافريقي من أثيوبيا أو المصري أو اليمني أو الهولندي والأمريكي والروسي والصيني والبولندي والانجليزي والفرنسي سوى الدين التوراتي؟ انها دولة بلا مستقبل لا تعيش الا بدواعي القوة والعنف وضعف العرب وتفككهم.


في هذا السياق، أشير إلى ان القراءة الموضوعية لتاريخ ما يسمى بـ "المسألة اليهودية " تؤكد أن 95% من اليهود المعاصرين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل ألفي عام.


أما  المفكر الراحل د.عبد الوهاب المسيري، يقول : إن مصطلح "صهيونية" نفسه لم يكن قد تم سكه، إلا بعد تبلور الهجمة الإمبريالية الغربية على الشرق ، ومع تبلور الفكر المعادي لليهود في الغرب.


وبعد المؤتمر الصهيوني الأول (1897) في بازل ، تحدد المصطلح وأصبح يشير إلى الدعوة التي تبشر بها المنظمة الصهيونية وإلى الجهود التي تبذلها، وأصبح الصهيوني هو من يؤمن ببرنامج أو مشروع "بازل" الذي لم يتحقق إلا من داخل مشروع استعماري غربي ، وهذه هي الصهيونية السياسية، وهناك وجوه متعددة للصهيونية: (صهيونية دينية / ثقافية / صهيونية اشتراكية/ صهيونية مركبة/ صهيونية نظرية / صهيونية عملية / صهيونية مسيحية / صهيونية اسلامية .. فالصهيونية ليست أيديولوجية محددة، وكل هذه الأنواع من الصهيونية أو "الايديولوجية" مرتبطة بالمصالح الرأسمالية الحديثة أو الاستعمار ثم الامبريالية ثم العولمة).


فالمعروف أن الحركة الصهيونية في بداياتها الأولى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، لم تتمسك ابداً بالمنطلق الديني التوراتي لإقامة " دولتها" بل وافقت في مؤتمرها السادس (1903) على إقامة دولة إسرائيلية في اوغندا أو الأرجنتين، كدليل ساطع على تجاوز الادعاءات الدينية فيما يسمى بـ"أرض الميعاد" .


وفي هذا الجانب يمكن العودة إلى كتابات أبرز المفكرين والقادة الصهاينة اللذين أكدوا على أهمية فصل الدين عن الدولة مثل "موشي هس" و "ليو بنسكر" و "مندلسون" و "تيودور هرتسل" و "وايزمن" و"بن جوريون" ...إلخ ، ما يعني دوراً رئيسياً للعلمانيين الصهاينة في تأسيس الدولة. (التوراه عند بن جوريون عشيقه الحكومة العلمانية).


فالمؤسسين الأوائل للحركة الصهيونية تعاملوا مع كتب الديانة اليهودية كالتوراة والتلمود، مجرد فلكلور قومي يهودي، وكان هيرتزل يردد: "إن الدين لا يهمني، بل إن ما يهمني هو الأسطورة الجبارة للعودة".


فالدين هنا، أو التوراة والتلمود ، ضروري جداً كمدخل لدى فقراء اليهود ، وبدونه – كما يستطرد هرتسل في كتابه – يصبح من المستحيل على الحركة الصهيونية أن تقنع آلاف الفقراء اليهود من العودة إلى "أرض الميعاد".


 بعد ما يقرب من ألفي عام على طرد الرومان لليهود، لم يتحرك أحد من الدول الغربية – ومن اليهود – بصورة جدية للعودة إلى ما يسمونه بـ"أرض الميعاد" حتى ظهور الرأسمالية وانتشارها وتوسع مصالحها، ومن ثم نبشها للماضي الأسطوري واستخدامه ذريعة لزرع الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي.


 وبالتالي فإن استخدام والأساطير الدينية والتوراتية، كان ولا يزال، لحساب الأهداف السياسية ، التي تخدم الكذبة الكبرى التي تقول بأن اليهود أمة ، وذلك على قاعدة أن الصهيونية هي الجانب القومي في اليهودية ، واليهودية هي الجانب الديني في الصهيونية، وقد تبلور المفهوم الغربي للصهيونية تماماً في وعد بلفور.


ما يؤكد على أن "إسرائيل" انطلاقاً من دورها ووظيفتها ، لم تنشأ إلا لخدمة مقتضيات التوسع الرأسمالي، وكان وعد بلفور أحد أهم ثمار تلك المقتضيات لخدمة المصالح الاستعمارية البريطانية.


 وبعد أفول السيطرة الاستعمارية والدور البريطاني لحساب السيطرة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ عام 1957 انتقلت "إسرائيل" إلى التعاطي مع الإمبريالية الأمريكية لتصبح أداة طيعة في تنفيذ مخططاتها وحماية مصالحها في الوطن العربي حتى اللحظة.


تاريخ الصهيونية : نشأت الصهيونية ونَمَت بين يهود روسيا وبولونيا، وباقي دول أوروبا الشرقية، خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث كانت تعيش آنذاك أكثرية اليهود في العالم.


تبدأ المرحلة الأولى من المسألة اليهودية، بمفهومها الذي شكل مقدمة نشوء الصهيونية على الأقل، من طرد اليهود من أسبانيا سنة 1492 .


السفارديم، نسبة إلى "سفاردا" – اسبانيا بالعبرية- ويطلق عليهم، عامة، اسم "اليهود الشرقيين").


 الاشكناز، نسبة إلى "اشكناز" – الاسم القديم لألمانيا بالعبرية – ويطلق عليهم أيضاً اسم "اليهود الغربيين"). وكانت البندقية، اول من ادخل نظام الغيتو في حياة اليهود، عندما اصدر مجلس المدينة، سنة 1516، أمراً اجبر بموجبه اليهود في المدينة على السكن في حي مغلق خاص بهم. وقد انتشر هذا النظام، فيما بعد، في اكثر من مدينة أو بلد أوروبي.


المصالح الاستعمارية ودورها الرئيسي في خلق الحركة الصهيوينة:


  • عام 1798م : نابليون يصدر أول وعد في العصر الحديث يدعو فيه اليهود الى إقامة دولة لهم في فلسطين.

  • عام 1838م: لورد شافتسبري (1801 – 1885)، يطالب بتوطين اليهود في فلسطين بحيث تحل أوروبا مسألتها اليهودية عن طريق التخلص من الفائض اليهودي فيها، عن طريق ايجاد قاعدة للاستعمار والحضارة الغربية في قلب الدولة العثمانية، وحسب تعبير أحد رؤساء بريطانيا في تلك المرحلة الذي قال: "لو لم تكن هنالك حركة صهيونية لصنعنا حركة صهيونية". (بدون المصالح الاستعمارية لم يكن ممكناً تحقيق الصهيونية ذاتياً)


  • عام 1891م : تأسيس شركة إيكا للاستعمار اليهودي، الشركة تبدأ نشاطها بالاستيطان في الأرجنتين.

     

    وكان أكثر من مفكر أو زعيم صهيوني على استعداد، خلال المراحل الأولى من نشوء الصهيونية، لاقامة دولة يهودية أو لتوطين اليهود في أي مكان من العالم. (مثلاً: مشروع هرتسل في اوغندا، والعريش، ومشروع البارون موريس دي هيرش لتوطين آلاف اليهود في الأرجنتين)

    ولم يحسم الصهيونيون موقفهم، الا بعد اقامة المنظمة الصهيونية العالمية، عندما قرر المؤتمر الصهيوني الأول، المنعقد سنة 1897، ان الدولة اليهودية يجب ان تقام في فلسطين فقط. بزعم انها أرض بلا شعب، على الرغم من انها كانت أرض زاخره بالشعب المنتج والعامل / وتقدم الانتاج الزراعي والصناعي، ورغم ان يافا كانت تصدر أكثر من 1.5 مليون صندوق برتقال عام 1880.

    - في سنة 1870 افتتحت أول مدرسة زراعية يهودية في فلسطين، "مكفيه يسرائيل" ("رجاء اسرائيل"). وتأسيس مستوطنة "بيتح تكفا" (عام 1879)، وفي عام 1884 تأسست مستعمرة "ريشون لتسيون" ، بعد ان تبنى البارون روتشيليد قضية الاستيطان عام 1883.

    وقد لعبت بيتح تكفا – "ام المستوطنات" ، كما عرفت فيما بعد – دوراً مهما في بلورة مفاهيم عديدة داخل الكيان الصهيوني في فلسطين .

    وخلال الفترة 1881 – 1904 ، هاجر من روسيا ودول أوروبا الشرقية الاخرى ، خصوصاً رومانيا،  25 – 30 ألف نسمة إلى فلسطين.

    طرح المفكر الصهيوني "موسى هس" (1811 – 1875) الداعية الأول للصهيونية السياسية فكرة الدولة اليهودية في منتصف القرن التاسع عشر في كتابه ذي الطابع الاستعماري الواضح "روما والقدس " .

    أما الدكتور يهودا ليف (ليو) بينسكر (1821 – 1891): قام بنشر آرائه في كراس ، بعنوان "التحرير الذاتي"، طبع في برلين سنة 1883. كان "التحرير الذاتي" أول منشور من نوعه، يتصدى لطرح حلول جذرية للمسألة اليهودية.

    اما الحل الذي يقدمه بينسكر فيدعو إلى ايجاد "مكان خاص بنا" ، في أي منطقة في العالم، وليس في فلسطين بالذات، يستطيع اليهود العيش فيه و"قبل كل شيء علينا الا نحلم ببعث بلاد يهودا القديمة".  علينا الا نتطلع إلى بلادنا "المقدسة" وانما إلى بلاد "لنا". تولى بينسكر ، بعد نشره "التحرير الذاتي"، زعامة حركة هواة صهيون.

    وفي الأول من آب (أغسطس) 1882 وضع الاساس لمستوطنة أطلق عليها اسم "ريشون لتسيون".

    وفي الوقت نفسه، قام البارون روتشيلد، بشراء ما مساحته 3,750 دونما من الأراضي، الواقعة إلى جنوب مدينة الرملة، لتأسيس مستوطنة عليها عرفت باسم عكرون.

    وصل عدد المستوطنات اليهودية في فلسطين سنة 1897، عشية انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول، إلى 17 مستوطنة.

    هرتسل والمنظمة الصهيونية العالمية: كان الدكتور هرتسل (1860 – 1904)، مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية، واحداً من ابرز الزعماء الصهيونيين واوسعهم نشاطاً.

    ولاقامة دولة اليهود ، يدعو هرتسل في كتابه (الدولة اليهودية - 1896) إلى انشاء مؤسستين: الأولى "جمعية اليهود" ، والثانية "الشركة اليهودية" ، ولكل واحدة من هاتين المؤسستين مهامها الخاصة بها.

    إن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من كتاب مؤسس الحركة الصهيونية يمكن تكثيفها في عبارة واحدة : أن نتعلم من التجربة الذاتية للصهاينة في استجابتهم للفكرة المركزية، التوحيدية، التي حددها هرتسل عبر هدف إقامة دولة إسرائيل، للخلاص – كما يقول – من" كل ما يتعرض له اليهود في أصقاع الأرض من اضطهاد أو قمع لن يستطيع إبادتنا، بل إنها ستكون حافزاً (لليهود) عبر الصدق والالتزام، وعنصراً أساسياً لنجاح الكفاح في تحقيق اهداف حركتنا ونهوضها".

    هذا الكتاب الصغير، نجد في صفحاته الكثير مما يتوجب علينا تعلمه من تجربة الحركة الصهيونية.

    وأن نتعلم أيضاً أهمية التخطيط المسبق وبناء العامل الذاتي وقراءة الواقع قراءة موضوعية لنضع برامجنا ومخططاتنا على مراحل، بحيث تتوضح فيها الحدود الدنيا والحدود القصوى.

    والأهم من كل ما تقدم هو أن نتعلم من العدو ومن خبرات نضال شعبنا أن " الاضطهاد والقمع لا يمكنهما إبادتنا.

    بدأت الحركة الصهيونية بعد مؤتمرها الاول (1897) في التطبيق العملي لأفكارها عبر التخطيط ثم التنفيذ المتدرج، فأسست الصندوق القومي لشراء الأرض عام 1902، ثم قامت بإنشاء الجامعة العبرية عام 1924 ومعهد التكنولوجيا (التخنيون)، كما خططت ونفذت العديد من مصانع الأغذية والذخيرة والأسلحة والاسمنت والأدوات والمعدات إلى جانب تأسيس وتنفيذ الأجهزة الأمنية والمؤسسات العسكرية والاقتصادية والنقابية (الهستدروت) والجمعيات والاتحادات الصناعية والزراعية، وذلك خلال الفترة من عام 1910-1948.


1902م

-   تأسيس حزب مزارحي (المركز الروحي) الديني بإيعاز من هرتسل وبتمويل من ماله الخاص تحت شعار: أرض يسرائيل لشعب يسرائيل وفقاً لتورارة يسرائيل رغم عدم ايمانه بالتوراه.

-   5 تموز 1902 قابل تيودور هرتسل جوزيف تشمبرلين وزير المستعمرات البريطاني، واقترح عليه تخصيص قبرص للهجرة اليهودية، لكن تشمبرلين رفض ذلك بحجة ان سكان هذه الجزيرة من البيض .. وانه لا يستطيع طردهم من أجل الهجرة اليهودية، وقال تشمبرلين لهرتسل: "اذا اشرتم علي بأي جزء من الممتلكات التي لا يوجد فيها سكان بيض فانني على استعداد للمناقشة".

1906م

-    تأسيس حزب "بوعالي تسيون" ("عمال صهيون") "حزب العمال الاشتراكي – الديموقراطي اليهودي.

1907م

-   وفي سنة 1907، سجلت الكيرن كاييمت رسمياً كشركة مساهمة في بريطانيا معلنة في أول مادة من عقد تأسيسها، ان هدفها العمل على استملاك الأراضي.

-   تقرر اقامة منظمة سرية، اطلق عليها اسم "بار – غيورا". وكان قد تقرر: (أ) تشجيع العمل من خلال الارادة الحرة. (ب) عمل عبري وحراسة عبرية. (ج) اقامة قوة دفاعية – مقاتلة .

وبعد مرور نحو سنة ونصف على اقامة بار – غيورا، عقد اعضاؤها مؤتمراً، (ابريل) 1909، وقرروا اقامة منظمة علنية ، اطلقوا عليها اسم "هاشومير" ("الحارس")، معلنين ان هدفها هو "تطوير عنصر الحراس اليهود، في بلادنا، وتعليمهم ركوب الخيل والرياضة واستعمال السلاح،.

-    الكيبوتس، الذي وضعت اسسه في دغانيا سنة 1908، نما وتبلور، واصبح رأس الحربة في تنفيذ المشاريع الاستيطانية الصهيونية في فلسطين، خلال فترة الانتداب او حتى بعد اقامة اسرائيل.

-   ومؤسسات الضمان الصحي والاجتماعي، والصحف ودور النشر، والتعاونيات، لا تزال كلها قائمة منذ تأسيسها خلال فترة الهجرة الثانية.

1909م

-   تأسيس المنظمة العسكرية الصهيونية الحارس (هاشومير) لحراسة المستوطنات، وفرض عمليات الاستيطان، وهي تطوير لمنظمة بار جيورا.

1911م

-       مشروع إقامة الجامعة العبرية في القدس.

1912م

-       تأسيس المنظمة النسائية الصهيونية (هاداسا) في الولايات المتحدة.

1914م

-     في مطلع سنة 1914، كان المسؤولون الصهيونيون في البلد قد استطاعوا اقامة علاقات مع عدد من الزعماء العرب، فاجتمع سوكولوف ببعضهم، للبحث في امكانية ايجاد سبل للتفاهم بينهم وبين الصهيونيين وتوحيد جهود الطرفين.

-     كذلك تم الاتفاق على عقد اجتماع عربي – صهيوني في برمانا، بالقرب من بيروت، في صيف سنة 1914. وبسبب هذه الاتصالات ، امتنع المؤتمر العربي الذي عقد في باريس، في حزيران (يونيو) 1913، عن اتخاذ موقف علني مناوئ للهجرة الصهيونية إلى فلسطين.

1915م

-   تكوين فرقة البغّالة الصهيونية العسكرية من المستوطنين اليهود ، فلاديميير جابوتنسكي يقوم بالدور الأساسي في تكوين الفرقة، وفي عام 1921 دعا جابوتنسكي إلى عدم الاكتراث بالمعارضة العربية، "لان اميركا لم تحصل على موافقة الهنود الحمر عندما وطنت البيض فيها، واستراليا ايضاً لم تطلب موافقة السود".

-   تأسيس المنظمة الصهيونية السرية المسماة "نيللي" في فلسطين للتجسس على القوات العثمانية، إمداد القوات البريطانية بالمعلومات، وتعاون وثيق مع الاستخبارات البريطانية.

1916م

-       اتفاقية سايكس – بيكو .

-       المفاوضات بين الشريف حسين والسير هنري مكماهون، المفوض البريطاني في مصر.

-       في مراسلاته مع "مكماهون" عام 1916، تنازل "الحسين بن علي" عن فلسطين وعن أرض عربية كبيرة ، عن قصد وتصميم .

-       ولده "فيصل" علم باتفاق "سايكس بيكو" وقرأ نصه الكامل قبل نهاية 1917.

-       ذكر فيصل فيما بعد ، ان والده أرسل يامره بأن لا يهتم بقصة وعد بلفور، وان يتابع عمله في خدمة البريطانيين ، وإلا فهو "خائن" بنظر ابيه .

1917م

-       صدور وعد بلفور 2 تشرين الثاني (نوفمبر.

-       احتلال فلسطين : وفي 11 كانون الأول (ديسمبر) 1917، أي بعد مرور 40 يوماً على اصدار وعد بلفور، دخل الجنرال اللنبي، قائد القوات البريطاني، إلى مدينة القدس – وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ فلسطين ، والصهيونية.

-       تشكيل قوة يهودية مسلحة، بالاشتراك مع الصهيونيين في خارج فلسطين، تحت ستار المساهمة مع بريطانيا في الحرب.

-       صيف 1917 اقامة كتيبة يهودية في الجيش البريطاني، اسمتها (الكتيبة 38) وعين جابوتينسكي ملازماً فيها، ثم انضمت اليها في أيلول/سبتمبر1918 (الكتيبة 39)، التي شكلت من متطوعين يهود في الولايات المتحدة وكندا، كان من بينهم دافيد بن – غوريون.

1918م

-   استطاعت شركة تطوير اراضي فلسطين، شراء 192 دونماً في القدس على جبل سكوبس، حيث اقيمت الجامعة العبرية فيما بعد.

-   واشترت شركة تطوير فلسطين سنة 1913، ما مساحته 249 دونما من الارض على جبل الكرمل، واقيم على جزء من تلك الاراضي ، آنذاك، معهد الهندسة التطبيقية، التخنيون، وفي سنة 1918، اشترت الشركة 2,536 دونماً، في اماكن مختلفة في المدينة .

-       تأسيس أول جهاز أمني وجهاز المستعربيين.

1920م

-   اعتداءات على العرب من جانب المستوطنين الصهاينة في فلسطين، مظاهرات عربية مضادة، جماعة صهيونية مسلحة بزعامة جابوتنسكي تحاول اقتحام باب الخليل في حماية القوات البريطانية.

-       تأسيس الصندوق التأسيسي لفلسطين (كيرين هايسود) لتمويل المشروع الصهيوني.

-   الانتداب البريطاني على فلسطين، (صك الانتداب أداة لتحقيق وعد بلفور، حسب مقدمة القرار) ويتولى هربرت صمويل منصب المندوب السامي البريطاني في فلسطين حتى عام 1925.

-   تأسيس الاتحاد العام للعمال اليهود في إرتس يسرائيل (الهستدروت) / بن جوريون يتولى قيادته.

-       تأسيس المنظمة العسكرية الصهيونية (الهاجاناه) في القدس.

-   تشكيل القسم السياسي في الوكالة اليهودية ليكون جهاز استخبارات صهيونياً بالتعاون مع السلطات البريطانية.

-       اقيمت في تموز (يوليو) 1920، في لندن، المنظمة العالمية للنساء الصهيونيات.

-   عقد المؤتمر العام للعمال اليهود تحت اسم "النقابة العامة للعمال اليهود في أرض- اسرائيل" (المعروفة باسم الهستدروت).

1921م

-       المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث في حيفا برئاسة موسى كاظم الحسيني حتى عام 1934.

-       مظاهرات لعرب فلسطين احتجاجا على استفزازات المستوطنين الصهاينة.

-       اجراءات قمعية ضد العرب من جانب السلطات البريطانية والمستوطنين.

-       لجنة هيكرافت، للتحقيق في أحداث العنف، تدين الممارسات الصهيونية.

-       وقع تصادم آخر بمناسبة عيد العمال العالمي في الأول من أيار عام 1921 في مدينة يافا.

-   "عبدالله" بدأ اتصاله بالبريطانيين لينصبوه أميراً على الامارة التي صنعت خصيصاً له . وكان الثمن الذي دفعه اعترافه بالانتداب البريطاني على فلسطين وشرق الأردن ، أي أن وضع "عبدالله" أميراً على شرق الأردن انما كان إجراء بريطانيا اخر لتنفيذ المخطط الصهيوني لابتلاع فلسطين. وكان عبد الله يعلم ذلك .  

1922م

-       ايار (مايو) 1922 ، اتخذ الكونغرس الاميركي ، قراراً يعلن فيه ان الولايات المتحدة "تحبذ انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين".

-       تبين من احصاء عام للعمال اليهود في فلسطين، أجرته اللجنة التنفيذية للهستدروت في العاشر من أيلول (سبتمبر) 1922، ان 8394 عاملاً من بين 16608 عمال، أي ما يزيد قليلاً على النصف (50,54 بالمئة) كانوا اعضاء فيها.

-         وفي أواخر سنة 1922، زار الامير عبدالله لندن واجتمع خلال وجوده هناك خمس مرات مع الدكتور وايزمان.

-         منظمة الهاجاناه اشترت كميات من الاسلحة في فيينا، بينها رشاشات، ونقلتها إلى فلسطين.

1924م

-       افتتاح معهد التخنيون في حيفا.

1925م

-       في هذه المرحلة ركزت الهجرة الصهيونية على النوعية وليس العدد.

-       افتتاح الجامعة العبرية في القدس بمشاركة عدد كبير من الوفود العالمية والعربية.

-       إضراب عربي شامل في فلسطين احتجاجاً على زيارة بلفور.

-       تأسيس شركة "تنوفه" لتسويق المنتجات الزراعية والحيوانية.

تأسيس صحيفة يومية تابعة للهستدروت، سميت "دافار" (والاسم يعني: قول ، مقال، عمل ، نبوءة).

-       تأسيس "منظمة الشباب العامل" (فيما بعد "منظمة الشباب العامل والمتعلم".

1926م

-         منتصف أيلول (سبتمبر) 1921، وقع اتفاق بين المندوب السامي، والمهندس بنحاس روطنبرغ، حيث قام بتأسيس شركة كهرباء يافا، وفي الخامس من آذار (مارس) 1926 منح امتياز مماثل لشركة الكهرباء الفلسطينية التي أسست برأسمال يهودي.

-         مؤتمر النساء اليهوديات (الثالث) خلال هذه الفترة، أيضاً، في تل أبيب، في نيسان (ابريل) 1926، بحضور 150 مندوبة ، يمثلن نحو 6000 عاملة عضو في الهستدروت، أي نحو ربع الاعضاء.

1928م

-   قام "عبدالله" بمنح اليهود امتياز بناء محطة توليد كهرباء عمان، ومنح امتيازاً آخر لشركة كهرباء روتنبيرج باستثمار مياه الأردن واليرموك وأعطاها حق الاستيلاء على ستة آلاف دونم أرض داخل الأردن لتأسيس مستعمرة جسر المجامع في صيف 1928 . وبلغ ثمن الصفقة ثلاثة آلاف وسبعمئة جنيه.

1929م

-  انتفاضة عرب فلسطين احتجاجا على بيع أراضي في شمال فلسطين وطرد الفلاحين الفقراء منها.

-  تنصلت الزعامات العربية الفلسطينية من مسؤولية الأحداث أمام شدة رد الفعل البريطانية، تاركة البدو والفلاحين غير المنظمين وغير المسلحين عرضة لهجمات الطائرات والعربات المصفحة والقوات البريطانية.

-  وقدمت السلطات البريطانية أكثر من ألف منهم إلى المحاكم وصدرت أحكام الإعدام على 26 شخصاً بينهم يهودي واحد. وأصرت على تنفيذ حكم الاعدام في ثلاثة من الشهداء المعروفين: فؤاد حجازي، محمد جمجوم وعطا الزير؛ ونفذ فيهم حكم الإعدام يوم الثلاثاء الذي عرف بالثلاثاء الحمراء في 17 حزيران 1930.

-  تعتبر انتفاضة البراق، أهم توتر دموي في العقد الثاني،  وعلى الرغم من تلك الانتفاضات كانت الاتصالات مطروحة من اجل الوصول إلى حلول سلمية للعلاقات بين العرب (أحمد الخالدي / جمال الحسيني) والأقلية اليهودية في فلسطين.

-  وفي يناير 1929 منح عبدالله الصهيونيين حق استثمار معادن البحر الميت واملاحه ، باسم "شركة البوتاس الفلسطينية المحدودة" .

1930م

-   لجنة حائط البراق (لجنة شو) البريطانية تبحث النزاع بين العرب والصهاينة ، وتؤكد الحقوق العربية الإسلامية.

-       تأسيس حزب الماباي (حزب عمال أرض إسرائيل).

-   راح مباي يلعب، منذ اقامته، دور الحزب القائد للكيان الصهيوني في فلسطين (ثم اصبح الحزب الحاكم "حزب العمل" في اسرائيل بعد إنشائها).

1931م

-       تأسيس المنظمة العسكرية القومية في إرتس إسرائيل (إتسل) والمعروفة باسم "إرجون".

-   بلغت علاقات عبدالله بالصهيونيين ذروتها في 1931 حينما عرض على الوكالة اليهودية أن تستأجر سبعة وستين ألف دونم أرض اجارا طويلاً ، مقابل أجر سنوي قدره ألفان ومئتا جنيه.

-       في 1931،  كان المتعلمون بين مسلمي فلسطين251 بالألف بين الذكور و33 بالألف بين الإناث، 715 بالألف بين الذكور المسيحيين و441 بالألف بين الإناث. (وكانت النسبة 934 بالألف بين ذكور اليهود و787 بين إناثهم!".

1932م

-       تأسيس حزب الاستقلال في فلسطين.

-       وفي تشرين الأول (أكتوبر) 1932، قرر "صندوق الامة" ان " تخصص جميع الأموال التي جمعت وستجمع للصندوق لمشتري الأراضي في فلسطين" .

-   انشاء "صندوق الامة" (أحمد حلمي باشا).. يقول الشاعر الوطني إبراهيم طوقان تعليقاً على إنشاء "صندوق الأمة" عام 1932 لإنقاذ أراضي فلسطين من البيع لليهود، "إن ثمانية من القائمين على مشروع صندوق الأمة كانوا سماسرة على الأراضي لليهود"، وكان الشاعر طوقان كشف في وقت مبكر، ذلك الدور الذي كان يلعبه الملاكون الكبار في مسألة الأرض:

باعوا البلاد إلى أعدائهم طمعاً ... بالمال، لكنما أوطانهم باعوا ... قد يعذرون لو أن الجوع أرغمهم... والله ما عطشوا يوماً ولا جاعوا

1933م

-       مجموعة من اللقاءات تمت بين (بن غوريون) و (شرتوك) وبين موسى العلمي عام 1933.

1934م

-    اتجه (بن غوريون) عام 1934 إلى البحث عن زعماء عرب في فلسطين على استعداد للقبول بالأمر الواقع، اجتمع على التوالي مع عوني عبد الهادي في تموز، ومع موسى العلمي في آب، وفي جنيف التقى شكيب أرسلان وإحسان الجابري، في العام نفسه .

1935م

-   استشهاد المجاهد الفلسطيني عز الدين القسام (نوفمبر 1935) في مواجهة مسلحة مع السلطات البريطانية .

-   شيعت الجماهير جثمان شهيدها القسام مشياً على الأقدام إلى قرية ياجور مسافة 10 كيلو مترات، على أن أهم ما في الأمر كان افتضاح القيادات الاقطاعية أمام التحدي الذي مثله الشيخ القسام، حيث هتفت الجماهير الشعبية لأول مرة "يسقط الاستعمار والصهيونية والافندية".

-       تأسيس الحزب العربي الفلسطيني آيار 1935، يرأسه جمال الحسيني، وهو ممثل تقريباً لسياسة المفتي ويمثل الإقطاعيين وكبار تجار المدن.

-       تأسيس حزب الدفاع الوطني، يرأسه راغب النشاشيبي، وتأسس في كانون الأول 1934، وهو يمثل البرجوازية المدينية الناشئة، وكبار الموظفين.

-       تأسيس حزب الاستقلال الذي كان قد تأسس عام 1932 برئاسة عوني عبد الهادي، وهو يجمع المثقفين والبرجوازية الوسطى وبعض قطاعات البرجوازية الصغيرة، وساعد ذلك على بروز دور خاص للجناح اليساري فيه.

-       تأسيس حزب الإصلاح الذي أسسه الدكتور حسين الخالدي في آب1935، وهو ممثل لعدد من المثقفين.

-       تأسيس حزب الكتلة الوطنية الذي يرأسه عبد اللطيف صلاح.

-       تأسيس حزب الشباب الفلسطيني الذي يرأسه يعقوب الغصين.

-       إن هذا التعدد في فصائل العمل الوطني كان شكلياً، ولم يكن يعبر تعبيراً واضحاً وحاسماً عن الخارطة الطبقية في البلاد، فالأكثرية الساحقة من الجماهير لم تكن ممثلة فيه (احزاب نخبوية مغلقه).

-       أما الحركة العمالية فقد كانت ضعيفة وناشئة، ومع ذلك تعرضت إلى عسف السلطة.

1936م

-  الانتفاضة الفلسطينية الكبرى ضد الاحتلال البريطاني والمستوطنين الصهاينة، أطول عصيان مدني في التاريخ (1936 – 1939).

-   لكن القيادة التقليدية الفلسطينية وافقت على فكرة مهادنة السلطات في سبتمبر 1939 حسب طلب الملوك والأمراء العرب، وأرسل عبد العزيز بن سعود نداء إلى عرب فلسطين في اليوم العاشر من أكتوبر وقع عليه ، معه ، امام اليمن وملك العراق وأمير شرق الأردن . ان يعطوا الحكومة البريطانية الصديقة فرصة جديدة لكي تنظر في المسألة. فلبى العرب النداء، وانتهت الثورة مؤقتا بعد صراع دموي مدة نصف سنة.

-       وفي 11/10/1936وزعت اللجنة العربية العليا بياناً يطلب إنهاء الإضراب، وبالتالي الثورة، "ولما كان الامتثال لإرادة أصحاب الجلالة و السمو ملوك العرب، والنزول على إرادتهم، من تقاليدنا العربية الموروثة، لذلك فاللجنة العربية العليا، امتثالاً لإرادة أصحاب الجلالة والسمو الملوك والأمراء، إنهاء الإضراب والاضطراب إنفاذاً لهذه الأوامر السامية .

-       إن الحقائق تشير إلى أن الثورة الفلسطينية في 1936-1939 ضربت على مفاصلها الثلاثة: المفصل الذاتي، بمعنى عجز وتذبذب وضعف وذاتية وفوضى قيادتها الطبقية الاقطاعية المتخلفة.

-       والمفصل العربي، بمعنى تواطؤ الأنظمة العربية على إجهاضها في وقت لم تتفاعل الحركة الوطنية العربية الشعبية (الضعيفة) مع الثورة الفلسطينية.

-       والمفصل العالمي، بمعنى الخلل الضخم في ميزان القوى الموضوعي، والناشئ عن تحالف مجموع المعسكر الاستعماري فيما بينه.

-      على أن الخسائر الحقيقية، والأكثر خطراً، كانت في ذلك النمو السريع لأسس الوجود الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، عسكرياً واقتصادياً.

-      ويذهب أحد المؤرخين الإسرائيليين إلى حد الإقرار بأن "ظروف الانتصار في 1948 كانت قد خلقت إبان فترة الثورة العربية (1936)".

-       وسوف يترك هذا "العدو" المثلث بصماته على تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية منذ 1936 بصورة أوضح مما كانت في أي وقت مضى، وحتى الهزيمة الثالثة التي تلحق الجماهير الفلسطينية والعربية في 1967.

-       حتى آذار (مارس) 1936 كان الصهاينة قد اشتروا 1231900 دونم من الأراضي.

-       وفق تقرير بريطاني قدم إلى عصبة الأمم فان عدد الشهداء العرب خلال ثورة 1936 يبلغ حوالي الألف، هذا عدا عن الجرحى والمفقودين والمعتقلين.  ويقدر عدد البيوت التي نسفت فيها بـ 220 وعدد الذين شردوا نتيجة النسف بـ 6 آلاف نسمة.

-       دروس الحركة: لقد تركت حركة القسام كثيراً من العبر الكفاحية أهمها:

-       كانت المبادرة الثورية الأولى في ظل الانتداب لخوض الكفاح المسلح بمعزل عن القيادة الرجعية.

-       كشفت خوار الحركة الوطنية شبه الإقطاعية.

-       فتحت الحركة أمام الجماهير الباب لانتزاع المبادرة من القادة التقليديين (الافنديه)، فنشبت ثورة 1936 بمبادرة شعبية خالصة حيث فرضت الجماهير لبس الحطة والعقال على الجميع... لكن للأسف نجحت القيادة التقليدية/ الافنديه في تطويق واحتواء الثورة في وقت لاحق.

-       لم تأخذ الحركة فرصتها، زمنياً، لتجميع الجماهير ولفها حولها، فكان أن أصابت ضربة الاستعمار قلب التنظيم القسامي.

-       فرضت اعتبارات الأمن على القسام، وقف تنظيمه على النخبة، مما أدى إلى ضيق حجم التنظيم.

-       ومهما يكن من أمر، فإن انتفاضة القسام كانت المقدمة، بل والبداية الحقيقية لثورة 1936، ولم تكن الأشهر الخمسة التي فصلت بينهما، إلا الفرصة التي تمكن فيها رفاق القسام من التقاط أنفاسهم ولم شملهم، ونجح تنظيم القسام هذه المرة في تفجير الثورة التي امتدت أكثر من ثلاث سنوات سطر فيها شعبنا من العمال والفلاحين الفقراء أروع آيات التضحية والبطولة والفداء في تاريخ العرب الوطني.

-       خبرات ثورة 1936:

·        كانت قيادة الحركة الوطنية (اللجنة العربية العليا) هي الوتر الرخو في قيثارة الثورة.

·        انعدم انضباط الثورة، ولم ترتبط بقيادة مركزية، حتى أنه وصل الأمر إلى انعدام التنسيق بين قادة المناطق وقادة الفصائل.

·        ساد الثورة غموض فكري لافتقارها إلى برنامج سياسي واضح.

·        لم تلعب الطبقة العاملة دور بارز في هذه الثورة نتيجة ضعفها وانفصالها إلى حد كبير عن تنظيمها السياسي.

·        انزلقت الثورة إلى ممارسة الاغتيال السياسي، وهو سلاح ذو حدين إذ سرعان ما تلقفته الثورة المضادة ومارسته ضد الوطنيين وألصقت تلك الأعمال بالثوار مما أدى إلى عزل الثورة جماهيرياً.

·        أخيراً الدرس الهام وهو: ضرورة النضال من اجل اسقاط الأنظمة الرجعية العربية ، ضرورة التحالف مع القوى الوطنية العربية والعالمية وذلك بالتلاحم مع يسارها والعمل على كسب وسطها والحذر من يمينها ومقاطعته وفضح سياساته وممارساته.

1937م

-          تقرير لجنة بيل يقترح، للمرة الأولى، خطة لتقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية، وقبول الأمير عبدالله وحزب الدفاع للتقسيم رغم رفض الفلسطينيين، وفي هذا الجانب أشير إلى أن حزب الدفاع الذي يتزعمه راغب النشاشيبي لعب دور الممثل الشرعي لنظام شرق الأردن العميل داخل الحركة الوطنية الفلسطينية.

-   لقد شَكّل الهاشميون واعوانهم في فلسطين جبهة واحدة مع الاستعمار والصهيونية. وايدوا الهجرة والانتداب، وأيدوا التقسيم ، ودعوا لوطن قومي يهودي في جزء من فلسطين وتسليم  الجزء الآخر إلى شرق الأردن.

-    في 26 أيلول (سبتمبر) 1937، قام الثوار العرب باطلاق النار على لويس اندروس، حاكم لواء الجليل بالوكالة.

-    وفي الثامن عشر من نوفمبر 1937 ، اصدرت احدى هاتين المحكمتين حكماً بالاعدام على الشيخ فرحان السعدي، احد قادة الثوار، الذي كان يناهز، آنذاك، الثمانين من العمر. ونفد الحكم فيه شنقاً في السابع والعشرين ، وذلك خلال شهر رمضان. واستمرت احكام الاعدام في الصدور بعد ذلك، بين الفينة والاخرى، حيث نفذت ، حسب المصادر الرسمية، ثلاثة احكام اخرى من هذا النوع بحق الثوار العرب حتى نهاية سنة 1937، و 54 حكماً سنة 1938 و 55 حكماً آخر سنة 1939.

1938م

-       كانت بريطانيا، التي عدلت في تشرين الثاني 1938 عن التقسيم الذي أوصى به تقرير لجنة بيل، أخذه في محاولة كسب الوقت، وهنا يجيء مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقد في لندن في شباط 1939 نموذجاً لتلك الصفقة المشبوهة التي كانت تجري طوال الوقت بصمت بين القيادة الفلسطينية وبين البريطانيين الذين كانوا يعرفون يقيناً استعداد تلك القيادة للمساومة في أية لحظة.

1939م

-       مؤتمر لندن بين القيادة الاقطاعية في فلسطين والحركة الصهيونية (مفاوضات عبثية).

-   تأسيس المنظمة العسكرية الصهيونية ليحي (المحاربون من أجل إسرائيل) بزعامة ابراهام شتيرن.

-       تأسست خمسون مستعمرة إسرائيلية في الفترة الممتدة بين 1936 و1939، بالإضافة لعشرات من المشاريع الأخرى. ازدادت قيمة الصادرات ولا يوجد تفسير لذلك إلا النشاط المضاعف الذي طرأ على الاقتصاد اليهودي.

1947م

-   التقســيم: أحال الاستعمار البريطاني قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة، التي ناقشتها في مايو 1947 ثم أوفدت لجنة من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، وقد قدمت اللجنة تقريرها في سبتمبر 1947 والقاضي بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود.

-   أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروع التقسيم، في 29تشرين الثاني (نوفمبر) 1947 بأغلبية 33 صوتاً ضد 13 وامتناع عشر دول عن التصويت من بينها بريطانيا.

1948م

-       تأسيس نظام سياسي قائم على الحراك السياسي والديمقراطية لليهود، مع حكومات قويه بالأكثرية المطلقة (النصف +1) ومعارضة قوية تنافسها وتغيرها، مع رقابة صارمة (في المقابل أنظمة عربية متخلفة / وراثية / مستبدة / تابعة / تقمع شعوبها).

-       بعد اعلان دولة الكيان الصهيوني، دخلت المسألة الفلسطينية مرحلة جديدة، وسرعان ما نشبت الصدامات بين المواطنين العرب وبين المستوطنين اليهود، وأعاد العرب تشكيل "اللجان القومية" وقاموا بتكوين فصائل المقاتلين من عرب فلسطين عرفت باسم "الجهاد المقدس" وترأسها القائد الوطني الشهيد عبد القادر الحسيني، ثم دخل جيش الإنقاذ المكون من متطوعين من البلدان العربية إلى فلسطين بقيادة فوزي القاوقجي!!، وفي مواجهة التسليح الحديث للصهيونية، كان العرب يتسلحون ببنادق قديمة، محدودة العدد، وشحيحة الذخائر إلا أن الفلسطينيين نجحوا في الحفاظ على أغلب مدنهم وقراهم، إلى أن دخلت جيوش الدول العربية فلسطين في 15 أيار (مايو) 1948 (بقيادة حليف الصهاينة الجنرال جلوب باشا)، وسارعت تلك الجيوش، وخاصة الجيشان المصري والأردني بانتزاع الأسلحة من المقاتلين الفلسطينيين بل واعتقلت القوات الأردنية بعض هؤلاء المقاتلين لتفسح المجال لمخططات وأطماع الملك عبد الله، تلك التي كانت تباركها الحركة الصهيونية... وكانت النكبة.  

-       في هذا السياق يقول الشهيد غسان كنفاني" إن الحركة الوطنية الفلسطينية قد دجنت بصورة تكاد تكون نهائية: فقد كان رأسها محطماً ومشتتاً وكانت قاعدتها قد أنهكت واهترأ نسيجها الاجتماعي وتفتتت نتيجة للتحول العنيف الذي كان يجرى في المجتمع، ونتيجة إخفاق قياداتها وأحزابها في تنظيمها وتعبئتها، ونتيجة، أيضاً، لضعف اليسار وحيرته وميوعة الحركة الوطنية في الأقطار العربية المجاورة.

-       وهكذا دخلت الحركة الصهيونية الأربعينات لتجد الميدان أمامها فارغاً تقريباً، وليكون الجو العالمي ملائماً للغاية في أعقاب جو التعاطف النفسي والسياسي الذي عممته المذابح الهتلرية ضد اليهود.

-       وهكذا، وما أن جاء عام 1947حتى كانت الظروف ناضجة كلياً لقطف ثمار الهزيمة التي منيت بها ثورة 1936، ولذلك فان الفترة التي استغرقها الفصل الثاني في الهزيمة (من أواخر 1947 إلى أواسط 1948) كانت فترة مذهلة بقصرها، وذلك أنها كانت مجرد تتمة لفصل دموي طويل كان قد استمر من نيسان 1936 إلى أيلول 1939.

-   مذبحة دير ياسين في العاشر من نيسان 1948، وبعد ذلك المزيد من المذابح في إطار ما أسماه "ايلان بابه" التطهير العرقي حسب خطة دالت و معلومات المستعربين في جهاز الأمن الصهيوني.

-   استيلاء الحركة الصهيونية على 78% من فلسطين واقامت كيانهم في 15 ايار 1948(النكبة)، علماً بأن ملكيتهم حتى ذلك التاريخ لم تتجاوز 2.5% من أرض فلسطين.

-   اعتراف أمريكي وسوفيتي فوري، اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية، وطرد الفلسطينيين من ديارهم، وصدور القرار 194 عن هيئة الأمم الذي يعترف بحقهم في العودة إلى فلسطين، وبقاء 150 ألف عربي داخل فلسطين المحتلة.

-       تأسيس الحزب الصهيوني المسمى "حيروت" (حركة الحرية) في فلسطين.

-       تأسيس الحزب الصهيوني المسمى "مابام" (حزب العمال الموحد) في فلسطين.

-       دمج المنظمات العسكرية الصهيونية في الجيش الإسرائيلي.

-       1/10/1948 المجلس الوطني غزة وحكومة عموم فلسطين.

-       انهيار وتلاشي كافة الاحزاب الفلسطينية بعد النكبة !؟ غياب الاحزاب الوطنية الفلسطينية حتى الستينيات.

1949م

-   اتفاقية الهدنة بين الدول العربية وإسرائيل وقبول عضوية "إسرائيل" في هيئة الأمم. (قطاع غزة .. 565 كم2 إلى 365 كم2)

1953م

-   البدايات الأولى للنشاط الذري الاسرئيلي: أرسلت وزارة الدفاع الاسرائيلية مجموعة من العلماء الشباب بمختلف فروع علم النوويات العلي إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرة وهولندا. وقد عاد هؤلاء في عامي 1953 – 1954. ولم يكن صدفة انه توافق وصول هؤلاء مع تأسيس دائرة الفيزياء النووية في معهد وايزمان للعلوم.

-   في النصف الأول من عام 1953 جرى التوقيع على معاهدة "تعاون في حقل الذرة" بين اسرائيل وفرنسا.

-   وفي العام 1956 تعهد فرنسا ببناء المفاعل النووي في مستعمرة "ديمونا" بدء العمل في بناء المفاعل عام 1957 حتى نهاية عام 1960، إلى جانب استمرار التقدم التكنولوجي والابحاث العلمية والتطور الاقتصادي والصناعي حتى اللحظة.

1954م

بداية العمل الفدائي الفلسطيني، في شكل تسلل، من قطاع غزة – مصطفى حافظ.

1955م

الانتفاضة الفلسطينية الأولى بعد النكبة في قطاع غزة فبراير 1955 ضد التوطين.

1956م

إسرائيل تحتل قطاع غزة.

1957م

الاردن الملك حسين ومحاولة ضم غزة .

1964م

مؤتمر القمة العربي، وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة للشعب الفلسطيني، ثم تأسيس مركز الابحاث وجيش التحرير، وغير ذلك من المؤسسات.

1965

تأسيس حركة فتح و م.ت.ف ثم الفرع الفلسطيني حركة القوميين العرب.

1967م

-   هزيمة حزيران، وبداية تحول دولة العدو الإسرائيلي تدريجياً إلى شريك حقيقي للإمبريالية الأمريكية ، خاصة في ظروف العولمة الراهنة وخضوع الشرائح الحاكمة في معظم النظام العربي الرسمي لمقتضيات وشروط التحالف الصهيوني الإمبريالي عبر اتفاقات "كامب ديفيد" و "وأوسلو" و "وادي عربة" وبداية مسلسل التطبيع مع "إسرائيل".

-   تأسيس طلائع المقاومة الشعبية 9/1967 والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 12/1967 وعدد من الفصائل فيما بعد.

1974م

اعتراف الدول العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي الوحيد لشعب فلسطين.

1975م

صدور قرار هيئة الأمم المتحدة الذي يعتبر أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية (10 نوفمبر 1975). ألغي القرار في عام 1992 .. منذ ذلك الحين أصبح العالم الرأسمالي المعولم صهيونياً.

1979م

توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في مارس، وتبادل العلاقات والسفراء. (قوة مصر قوة العرب والعكس)

1982م

-       الغزو الإسرائيلي للبنان (يونيو)، والخروج إلى تونس بعيداً عن فلسطين.

-       حصار بيروت، وصمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مذابح صبرا وشاتيلا.

1987م

-       الانتفاضة الفلسطينية (ديسمبر وتستمر ستة أعوام).

-   إسرائيل قتلت على مدى ستة أعوام من الانتفاضة حوالي 1500 فلسطيني وجرحت واعتقلت عشرات الآلاف منهم.

1990

-   تطور ونضوج الاقتصاد الاسرائيلي ودخوله طور اقتصاد المعرفة ومواكبة ثورة العولمة وصولاً إلى النانو وتحول إسرائيل إلى امبريالية صغرى .

1993م

-       عقد مفاوضات "أوسلو" السرية، وتوقيع اتفاقية غزة وأريحا – أولاً بتاريخ 13/9/1993.

1994

-       اقامة السلطة الفلسطينية .. آنذاك الناتج المحلي الفلسطيني 4 مليار ، الإسرئيلي 60 مليار .

1996

الانتخابات الأولى في الضفة الغربية وقطاع غزة

2000

28/9/2000 انتفاضة الأقصى من اجل الحرية والاستقلال، وحصار الراحل أبو عمار واستشهاده في نوفمبر 2004 وفشل أوسلو وحل الدولتين إلى جانب تكريس اللاءات الصهيونية: لا للقدس لا للدولة المستقلة لا لحق العودة لا لإزالة الاستيطان ... إلخ.

2006

الانتخابات الثانية – فوز حركة حماس وتفاقم الصراع بين فتح وحماس .

2007

الانقسام 14/ حزيران، و تفكك وتراجع الهوية الوطنية والمشروع الوطني.

2011

اشتعال "الانتفاضات" العربية وانفجار الصراعات الطائفية الدموية وتراجع القضية الفلسطينية بصورة غير مسبوقة. وتكريس الانقسام ، وانقسام الهوية الوطنية الفلسطينية وانقسام الشعب الفلسطيني إلى عدة مجتمعات وهويات.

2011-2016

-       الحركة الصهيونية – نتنياهو ، واعادة انتاج وتجديد شعار الدولة اليهودية.

-        مخاطر الاعتراف بالدولة اليهودية في اللحظة الراهنة من التفكك والانقسام .

1.  يجعل قيام دولة "إسرائيل" أمراً مشروعاً وأخلاقياً؛ وهذا شأن خطير جداً لأنه يعني ان الفلسطينيين والعرب لا يعترفون بإسرائيل كأمر واقع، بل يعترفون بشرعيتها التاريخية.

2.    منع إقامة وطن قومي للفلسطينيين على أرض العام 48؛

3.    عدم مساواة الفلسطينيين الذين بقوا في الـ48 مع اليهود في إطار دولة؛

4.    منع حق اللاجنين في العودة، ومخاطر احياء التقاسم الوظيفي الاسرائيلي/الاردني.

إن استدعاء الاعتراف العربي والدولي بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي هو بمثابة استدعاء لنهاية "القضية الفلسطينية" من الجذور، وإعادة إحياء تاريخي لـ "المسألة اليهودية" في نسختها الأوروبية، ولحلها الصهيوني أو اليهودي- السياسي، العنصري- الاستعماري، في جوهره الحقيقي .

-   تفاقم العنصرية الصهيونية وبروز بشاعة النازية الصهيونية في القرن الواحد والعشرين، فالعنصرية الصهيونية – كما يقول البروفيسور اليهودي الامريكي نورمان فينكل ستاين ، قد غرست في اعماق العقل الباطن الاسرائيلي العنصري كراهية لا ترويها الدماء ، فلا فرق لدى العنصري ان كانت الدماء المسفوكة لأطفال او لنساء حوامل او كبارا في السن" .

وفي هذا الجانب أشير إلى تصريح  اللواء يائير غولان (نائب رئيس اركان جيش العدو الصهوني) إنه يلاحظ في اسرائيل وجه شبه مع سياقات وقعت في أوروبا وفي المانيا قبل الكارثة "اذا كان ثمة شيء يخيفني في ذكرى الكارثة، فهو ملاحظة سياقات تبعث القشعريرة وقعت في أوروبا بشكل عام وفي المانيا في حينه .. وايجاد دليل عليها هنا في أوساطنا، اليوم في 2016. في ضوء ذلك يصبح الحديث عن السلام مع هذه الدولة العنصرية النازية نوعا من الوهم او نوعا من الخضوع والاستسلام... دولة العدو الاسرائيلي اليوم أمام خيارات دولة "ثنائية القومية" أو "دولة يهودية"


 


الاخوة والاخوات والرفاق والاصدقاء الاعزاء .. إن الوضع الفلسطيني الراهن يتميز بحالة من العجز والتيه تعيشها النخب السياسية الفلسطينية، وهي نخب بدت كأنها أفاقت للتو على المأزق الذي أوجده مسار أوسلو، وعلى قناعة باستحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة في ظل الشروط والممارسات الإسرائيلية المدعومة أميركياً، وتبعاً لما تعيشه الدول العربية من تفكك وحروب خارجية وداخلية، وتراجع الصراع العربي الصهيوني والصراع الطائفي الدموي.


انتهت المرحلة التي كان من الممكن أن نعتقد فيها، أن قضية الشعب الفلسطيني قابلة للحل عن طريق إقامة دولة فلسطينية المستقلة في الأراضي المحتلة منذ سنة 1967 وعاصمتها القدس.


الأخطر من كل ذلك، تراجع المشروع الوطني من مشروع لتحرير كامل التراب إلى مشروع سلطة في اطار حل الدولتين ، وصولاً إلى الانقسام والحديث عن دويلة غزة المسخ، وما يتبقى من الضفة الغربية في ظل افق مسدود ما يعني اننا اليوم بلا مشروع وطني واضح رغم التضحيات الكبيرة للشباب في الضفة وغزة.


لكِنَّني على الرَّغْمِ مِنْ ذلككما تقول بحق وبوضوح المثقفة الوطنية والباحثة المتميزة الصديقة د.غانيه ملحيس-  "شديدَ اليَقين بِأنَّ طَريقاً واحِداً مُمْكِناً لا بَديلَ سِواه للخُروجِ مِنَ المَاْزَقِ الفِلسْطيني الرَّاهِن، يَكْمُنُ بالاعْتِرافِ بأننا كَفِلِسْطينِيّيّن نَقِفُ أمَام إخْفاقٍ شامِلٍ بامْتِياز، وبِأنَّنا، جَمِيعاً، احزاب وفصائل ومثقفين وأكاديمين وقوى مجتمعية نَتَحَمَّل مَسؤولِيّةً مُشْتَرَكَةً عَنْ تَزايُدِ ابْتِعادِنا عَنْ تَحْقيقِ أهْدافِنا التَّحَرُّرِيّة ، على الرَّغْمِ من التَّضحياتِ الجسيمة لِشَعْبِنا والبِناء على ذلك بالإدْراك بأنّ المَرْحَلَة الرَّاهِنة تقْتَضي مَعْرِفَة مُتَطَلَّبات إدارَتِه بما يَحْفَظ الهَوِيَّة الوَطنيّة الجامِعَةَ" والفكره الوطنية التوحيدية للفلسطينيّين في الوَطَنِ والشَّتات ، ويَحْمي التَّماسُك المُجْتَمَعي الفلسطيني، بما يعزز صمود شعبنا ومواصلته لمسيرة النضال التحرري والديمقراطي.


لكن ذلك لن يتحقق بدون ممارسة الضغط الشعبي الديمقراطي لانهاء الانقسام واستعادة وحدة النضال الوطني والديمقراطي، ومجابهة آثار أوسلو نتائجه الكارثية وصولاً إلى الانقسام ونتائجه التفكيكية، ذلك ان كل من أوسلو والانقسام، أديا إلى فتح الطريق امام الحركة الصهيونية لتحقيق أهدافها في استكمال هزيمة المشروع الوطني الفلسطيني وبالتالي كان أوسلو ثم الانقسام امتداداً مباشراً أو غير مباشر لهزيمة ثورة 1936.


 


أخيراً وصولاً إلى الأهداف الكبرى.. لابد من ممارسة كل أشكال النضال السياسي لانهاء الانقسام والإعداد الفوري لانتخابات ديمقراطية للتشريعي وبلديات في الضفة والقطاع، تتجاوز مع انتخابات للمجلس الوطني والرئاسة .


وبالتالي .. لا مفر من ان نؤكد معاً -رغم المأزق الذي نعيشه اليوم بسبب الانقسام - أن مشاعل الحرية والعودة التي أضاءها شهداء شعبنا ومناضليه من أبناء الفقراء والكادحين لن تنطفئ ولن تتوقف فلا خيار أمامنا سوى استمرار النضال الوطني التحرري المقاوم والديمقراطي... ففلسطين ليست يهودية ... ولن تكن إلا وطناً حراً مستقلاً، في مجتمع عربي حر وديمقراطي موحد.


وكل ذلك يحتم النهوض بالمشروع اليساري الثوري بعد اخفاق اليمين الوطني والديني ...وبدون ذلك النهوض اليساري سيبقى الخيار المحتوم هو الخيار بين النكبة والاستسلام لكل المخططات العالمية والعربية والصهيونية.