تحرّش شرعي ! - العلاج النفسي الأدبي 4-


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 22:26
المحور: الادب والفن     

في عام 2011 انطلقت حملات من الفيديوهات التي تنادي بقلب نظام الحكم السوري للإصلاح...

أذكر تماماً الفيديو المتحذلق الذي ظهرت فيه إحدى المعارضات- و التي لقبت فيما بعد بمعارضة (البسكليت) لظهورها مع دراجة هوائية في زمن الحرملك- ...

هذا الفيديو و ما شابهه دعوا الناس للمشاركة في إسقاط النظام سلمياً وهذا كان حقاً أمل بعض الشباب الذين لم يجدوا لهم مكاناً في الوطن...

لكن في ذات الوقت -بعد أقل من ثلاثة أشهر- على بدء الثورة.. أرسل لي عدة أصدقاء في الداخل السوري يخبروني أن قيادات سياسية لبنانية و سعودية و قطرية أدخلت من السلاح ما يكفي لبدء أي حرب! قال لي أحدهم:

"الموضوع أكبر من تغيير نظام حكم.. الموضوع هو أمان اسرائيل لعقود قادمة.. لن يقتنع أحد أن ما يحدث هو مخطط كبير.. الشعب هنا طيب و بسيط.. و الفقر كافر..."



عندها قرأت الفاتحة على الحلم بالأفضل.. و رأيت الوطن متشحاً بالسواد...



من رواية " علي السوري"بقلم: "لمى محمد".

**************



صافح إنسانيتي:

الرجل الذي يرفض مصافحة المرأة: عقله بين فخذيه.. مشغول دوماً بالأمور الجنسية، طبيعي .. فعلمياً:

البشريّ يقلق دوماً حول ما هو فاشل أو مهووس فيه...

المرأة التي ترفض مصافحة الرجل: عقلها بين فخذيه..و ليس فخذي( ها!)!

مشغولة دوماً بالحفاظ على الرجل، قلقها حول الجنس طبيعي.. فعلمياً:

يوّلد الكبت و الخوف كل أنواع الرغبات المحرَّمة.. و المرأة التي تقبل بالمسّلم دون أن تفكر فيه جارية تجاري الذكور ولوحاولت إقناع نفسها بالعكس!

في ظل الخوف الشديد من الإسلام و محاولة إلباسه كل عباءات الشيوخ و المفتين.. يطل كثير من الأغبياء ليوقعوا على ذلكو يدينوا دينهم بدلاً من نشر السلام...

قلت لرفاقي " السلام عليكم".. تعني :

"Peace be upon you "

فقال لي أحدهم: " لم نرَ شيئاً من هذا السلام.. شاهدي الأخبار اليوم.. هل أيادي البشر تمنع السلام! ناس يرفضون المصافحة في حاجة إلى تأهيل جنسي...".



ربط كل الأمور بالجنس راجع إلى الكبت.. المكبوت قنبلة موقوتة ستنفجر حتماً إما بحزام ناسف أو بأسرة مدمرة و بالتالي مجتمع منحط و وضيع..

لا يستحق الإسلام من المسلمين هذه المعاملة السيئة، لا يستحق دمغه بالحرب و بالسيوف .. و إلباسه ( اللانجري)!

كان حريّاً بالمسلمين أن يظهروا دينهم كسلام و حب.. يد ممدودة للمصافحة و مَقْبُوضَة في وجه التمييز العرقي، الطائفي.. و القوميّ...

لكن و للأسف.. غرس المسلمون بذاتهم خنجر عادات و تقاليد و موروث محرّف في دينهم فقسموه و طيفوه و جعلوا الناس تهرب منه!

***************



صافح كي لا تصبح حيواناً:

في الطب النفسي يحتوي النشاط الجنسي (sexuality) على سبع مكونات:

1- الهوية الجنسية، 2- التوجه، 3-النية 4- الرغبة 5- الإثارة 6- الرعشة 7- الارتياح العاطفي...



بالنظر إلى حالات التحرش في بلدان ( المسلمين).. و بتحليل ما يحدث من وجهة نظر نفسية و علمية.. نحن أمام خيارين أحلاهما مقرف...

الأول : ولّد الكبت عند الشباب ( المسلم) فقداناً للهوية الجنسية و تحولاً إلى دمى تثار برؤية أي شيء.. مما جعل النشاطالجنسي يفقد جميع مكوناته الإنسانية و يقتصر على الرغبة و الإثارة...

الثاني:

تحريف الدين من قبل الساسة و اللحى قد فعل فعله و حوّل الشباب إلى مقاتل من أجل الجنس و جنان حور العين...

المصافحة من وسائل الاتصال المحترمة بين البشر.. أفهم أنك لن تصافحني لأنك مستعجل.. لكن لا أقبل ألا تصافحني لأنك ستثار.. أو لأنني سلعة للجنس.. أو لأنني قذرة أو أنت أقذر!



هُدِمَ الطب النفسي من قبل ذكور الدين عبر العصور.. كانت سياسة الترهيب و سلطة الخوف الحل الوحيد لسحر البسطاء وضمان ولائهم.. هكذا هُدِمَ الطب النفسي في بلدان العرب العتيدة.. هكذا تم تكفير العلماء.. حرقهم و قتلهم...

جاءت حكومات السياسة لتضمن كراسيها بنفس الطريقة.. و أكثرت من كليات الشريعة و الجوامع المُصاغة بالذهب .. بينماقلت بيوت الله.. و ندرت الشكوى إلى الواحد الأحد...

**************



صافح التاريخ:



إن الوصمة التي تلحق المرض النفسي هي العار الحقيقي بحق الإنسانية.. كيف تكون سليماً نفسياً و روحياً و لا ترتكس منداخلك للقتل.. للجوع.. للقمع.. للكذب.. للطفولة المسروقة؟!

إن الخطوة الأولى في الخلاص من الحروب و من (فوبيا) التفكير تبدأ بدعم الطب النفسي في بلدان العرب ...

خاصة إذا عرفنا أن أول مشفى للأمراض النفسية في العالم كان في العراق ( عام 705AD).. و ثاني مشفى في مصر(800AD) و الرابع في العالم في سوريا(1270AD)!
نحن لم نسمع بهذا في مدارسنا لأننا كنا نحفظ التاريخ المزوّر، و نرعى (حضارة) السيف بدلاً عن حضارة القلم...

كانت الدول دول علم.. كيف تدهور الوضع بعد ذلك؟

السياسة و تسييس الدين جعلوا من المجانيين الحقيقيين و أصحاب العقد الجنسيّة رعاة للمجتمع و أسياده.. بينما اختفى المرضى النفسيون تحت غطاءالوصمة التي اخترها قليلو المعرفة....

" العراق" و أخوته كانوا الأوائل دائماً و لا بد أن تعود لمكانها...
***********

صافح المستقبل:


يسمى من يكتئب من الحرب مجنون.. من يسعى لإيقافها عميل.. بينما من يصفق لها وطنيّ ومن يمدها بالسلاح صديق !

إذا لم يكن هذا فجوراً فما الفجور ؟!



الحرب مستمرة طالما في بلدانكم بيوت لله بأسماء طوائف.. حكر على الذكور…

الله لا يحتاج بيوتكم.. لمّوا عياله و لاتزاودوا...
صافحوا مستقبلكم...





يتبع...