المستبد الشرقى :( الهمزة اللمزة )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 5168 - 2016 / 5 / 20 - 00:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

المستبد الشرقى :( الهمزة اللمزة )
أولا : رؤية عامة لسورة ( الهمزة )
1 ــ يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) الهمزة )
2 ـ سورة الهمزة تنقسم الى قسمين : الأول هو الوعيد لذلك ( الهمزة اللمزة ) وصفاته . والثانى هو تحقيق هذا الوعيد بالخلود فى النار ووصف عذابها .
3 ـ فى القسم الأول : وصف لمن تجتمع فيها وتغالب عليه وتتحكّم فيه صفتا ( الهمز ) واللمز ) بأنه منهوم فى جمع المال ، يحسب أنه بالمال سيخلد فى الدنيا . القسم الثانى من السورة يؤكد أن جزاءه أن يُلقى فى الحطمة ، وهى إسم من أسماء النار ، وفيها تشتعل فيه النار لتصل الى فؤاده ، ويظل فيها أبد الآبدين ، وما أغنى عنه ماله وما كسب .
ثانيا : وقفة مع مفردات السورة :
1 ـ ( وَيْلٌ ) هو ( الهلاك ) ؛ التهديد الالهى به مقدما لمن يعاند كافرا ، أملا أن يتوب قبل فوات الأوان ، ويستعمله دُعاة الحق فى دعوتهم الاصلاحية ، وسيأتى مقال خاص عن ( ويل ) فى القاموس القرآنى . و ( ويل ) هنا تهديد من رب العزة ـ بهدف التحذير والاصلاح ـ لكل هُمزة لُمزة .
2 ـ ( لِكُلِّ ) ، الخطاب هنا عام موجه للبشر ، عن صفتى ( الهمزة اللمزة ) ، ليس حديثا عن اشخاص بأسمائهم ، ولا عن جيل معين ، أو مجتمع أو أمة ، أو عصر ، بل كل فرد من البشر ذكرا أو أُنثى يتصف بهاتين الصفتين ، حتى يتوب ويتخلص منهما .
3 ــ ( هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ): تركيب الكلمتين هنا رائع ، فهما صيغة مبالغة من ( الهمز واللمز ) يوصف بهما أولياء الشيطان . إذ أن الشيطان هو مصدر ( الهمز واللمز ) . والحديث هنا عن شخص سيطر عليه الشيطان فأصبح ( هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ).
وفى توضيح هذا نقول : إن الشيطان وسوس من قبل لآدم وزوجه وخدعهما بأمانى التملك والخلود لو أكلا من الشجرة المحرمة : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ (20) الاعراف ) . وجاء التحذير لنا ـ بنى آدم ـ من فتنة الشيطان وخداعه لنا بأمانى التملك والخلود : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الاعراف ) .
ومن تعبيرات الوسوسة الشيطانية ( النزغ ) ، والمؤمن التقى هو الذى إذا وسوس اليه الشيطان أو أصابه نزغ من الشيطان تذكر ربه فأفاق ، وهذا ما قاله رب العزة لخاتم النبيين ولكل مؤمن : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنْ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)الاعراف ) وهذا عكس أولياء الشيطان : ( وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (202) الاعراف ) . ووصف يوسف ( نزغ ) الشيطان لأخوته فألقوا به فى الجب : (وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) (100) يوسف ) ، لذا يأمر الله جل وعلا النبى وكل مؤمن بالاستعاذة برب العزة إذا نزغه ـ أى وسوس اليه الشيطان ، يقول جل وعلا : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36) فصلت ) .
ومن أوصاف وسوسة الشيطان ايضا ( الهمز ) ، وقد أمر الله جل وعلا النبى وكل مؤمن أن يستعذ برب العزة من ( همزات الشياطين ) ، يقول جل وعلا : ( وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) المؤمنون ) .
والبشر نوعان : نوع يستعيذ برب العزة جل وعلا من همزات ونزغ ووسوسة الشياطين ، فيتحرر من سيطرة الشيطان ، ونوع آخر يسيطر عليه الشيطان، يقول جل وعلا : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) النحل ). سلطانه على من يتولونه وبه يقعون فى الكفر والشرك ، ويكونون اولياء الشياطين ، كما قال جل وعلا محذرا بنى آدم من قبل : ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27) الاعراف ).
والواقع أن من ينحرف عن الحق القرآنى طاعة للشيطان يصبح له قرين من الشياطين يزين له الحق باطلا والباطل حقا ، يقول جل وعلا : ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)الزخرف ) يتحكم فيه قرينه الشيطانى دون أن يراه ، ثم يراه فى الآخرة ويعرف الخدعة التى أعاشه فيها قرينه الشيطانى فى الدنيا :( حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) الزخرف).
هذه مقدمة طويلة لفهم معنى ( هُمزة ) أى الذى سيطر عليه الشيطان بهمزاته فجعله ( هُمزة ) يتخيل أن جمع المال سيجعله خالدا ، وهو نفس ما وسوس به الشيطان من قبل لآدم وزوجه :( هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) طه).
وهذا ( الهُمزة ) هو أيضا ( لُمزة ) أى يلمز الناس طلبا للمال حتى لو كان ثريا ، فهو بسبب عبادته للمال لا يخجل ولا يتورع من طلبه وتسوله ليأخذ ما ليس حقا له . وبهذا جاء وصف المنافقين الأثرياء الذين كانوا يطمعون فى أخذ الصدقات باللمز والسؤال والإلحاح ، فإذا نالوا غرضهم رضوا ، وإلا فهم ساخطون ، يقول جل وعلا عنهم : ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58) التوبة ). ومن أجل هذا نهى رب العزة المؤمنين عن إرتكاب هذا اللمز فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات ).
ويرى المفسراتية أن ( همزة لمزة ) تعنى كثير العيب فى الناس ، وهذا خطأ . وهم يتجاهلون حقيقة قرآنية أن القرآن يفسر بعضه بعضا : ( وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) الفرقان ) وأن بيان القرآن فى داخل القرآن (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) القيامة ) . ولهذا فإن الله جل وعلا هو الذى يفسّر معنى ( هُمزة لٌمزة ) بأنه ( الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) ).أى ليس الهمزة اللمزة هو كثير العيب فى الناس .
4 ـ ( الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ). الملمح الأول للهمزة اللمزة أنه الذى ينشغل بجمع المال وتعداده وأصنافه ؛ من أموال سائلة وارصدة و عقارات وزخارف ، وخلافه . ثم هو لا ينفق من ماله شيئا فى سبيل الله جل وعلا . ولماذا هو يفعل هذا ؟ لأنه كما جاء فى الاية التالية عن الملمح الآخر لهذا الهمزة اللمزة أنه :
5 ـ ( يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ): ( يحسب ) أى يظن خطأ أن المال هو سبيله للخلود ، وهو بحمعه للمال وباعتباره المال سبيلا للخلود إنما يحقق خديعة الشيطان لآدم وزوجه حين وسوس لهما:( هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) طه). وجزاؤه جهنم كما جاء فى الآية التالية :
6 ـ ( كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ) : ( كلا ) نفى لاعتقاده بأن المال سبيله للخلود ، بل على غير ما يتوقع ؛ مصيره أن ( يُنبذ ) أى يلقى مُحتقرا ويُترك مذلولا فى الحطمة. وهنا يقترن العذاب بالنار مع العذاب النفسى من الخزى والإذلال . وصيغة التحقير فى إلقاء اهل النار فيها يأتى أحيانا بوصفهم كالزبالة التى يُرمى بها من أعلى الى أسفل ، مثل قوله جل وعلا : ( فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) الشعراء ) (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (37) الانفال ) .و ( الحطمة ) من اسماء النار . مثل سقر والجحيم . ولأن القرآن الكريم يفسّر بعضه بعضا فإن معنى الحطمة جاء التنبيه عليه بقوله جل وعلا :
7 ـ ( وما أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ ) ، وهذا نظير قوله جل وعلا : (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) المدثر ) (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) المرسلات ) (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) الطارق ) (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) الانفطار ) ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) المطففين ) (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) البلد ) (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) القدر ) (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) القارعة ، ثم (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) )، ويأتى تفسيرها :
8 ـ ( نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ) : النار هنا منسوبة لرب العزة ، أى تختلف عن النار التى نستوقدها ، لأنها خالدة ، تظل موقدة لا تخمد نارها ، نار تستمر مشتعلة ذاتيا ، ويأتى وصفها بأنها :
9 ـ ( الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ) ، أى من اسفل لتصعد الى أعلى ومن أعلى الى أسفل ، وهذا فى دورة مستمرة لا نهائية .
10 ـ ( إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ )، الجنة مفتوحة أبوابها (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ (50) ص ) ، أما جهنم / الحطمة فهى مؤصدة أبوابها ، وكلما أرادوا أن يخرجوا منها طاردتهم ملائكة النار بمقامع من حديد : ( وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) الحج ). وبهذا يتحقق لهم الخلود ، أو بتعبيره جل وعلا :
11 ـ ( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ) اى فى زمن لا نهائى .
ثالثا :
تأمل هذه السورة الكريمة تجدها تنطبق تماما على المستبد الشرقى فى عصرنا . فهنيئا له بما ينتظره فى الحُطمة ونار الله الخالدة الموقدة التى تطللع على الأفئدة . أخيرا :
كلما إزداد طغيان المستبد الشرقى تذكرت قوله جل وعلا بأكثر أساليب التأكيد عما ينتظرهم يوم القيامة : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49) سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (51) هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (52)) ابراهيم )
ودائما : صدق الله العظيم .!!