المؤتمر العربي العالمي إلى الحمير من المحيط إلى الخليج


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 5162 - 2016 / 5 / 14 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أولاً
أنا لا أسيء الظن فيك، يا أخي الحمار العربي، فالحمار بين الحمير حمار، وبين الجِلادِ أكثرها صبرًا، ميزة للطبع فيه قلما تجدها لدى حيوانات أخرى كالثعلب مثلاً أو الذئب، فالثعلب مكار، والذئب غدار، ليست لكليهما سحنة الملاك التي للحمار، ولا أذناه المتدليتان، وتدلي الأذنين للحمار مبعثه التدله، التدله بِقَوامه، التدله بأسنانه، التدله بأصواته، التدله بكل شيء خاص بِكِيانه، إلى حد التدله بظلاله، لهذا كان الحمار خجولاً وَجِلاً منطويًا على نفسه، ميزات أخرى ميزت فرديته، بل فرادته، ولهذا أَفْرَغَت هذه الميزات القول المعروف "يد الله مع الحمير" من معناه، لأن إذا كانت هناك يد لله مع أحد، فمع الحمار، مع أو دون الحمير، لهذا هو يتألق، لهذا هو رابط الجأش، لهذا هو الأمل.

ثانيًا
لكنك يا أخي الحمار العربي لست وحدك في هذا العالم، هناك من الحيوانات الأخرى ما تضاهيك في فرديتها، ليس إلى حد الفرادة مثلك، لكنها تضاهيك على طريقتها كالطاووس في التباهي، والأسد في البأس، والقرد في البحث عن القمل في رؤوس زملائه القِرَدة، وكأنه يبحث عن الشعور بالوجود وإثبات قِرْدِيته التي هي الفردية بشكل آخر.

ثالثًا
لهذا كان مؤتمرنا لكل الحيوانات التي أنت واحد منها، يا أخي الحمار العربي، ولكل واحد منها، فكيف يكون؟ ليس بالميزات التي فيك وفي غيرك، الميزات لا تصنع مؤتمرًا يريد أن يعيد بناء النظام العربي على أساس الحرية الفردية، فالصبر والمكر والغدر والتباهي والبأس معايير أخلاقية، نحتاج إليها كلها في أجهزة الدولة، فيما بعد، أما ما نحتاج إليه الآن، فهو تأسيس المؤتمر، والتأسيس يمضي بتأسيس المؤسسة التي تؤسس للمؤتمر وتهيئ لانعقاده.

رابعًا
أنت تعرف، يا أخي الحمار العربي، قصة الحمار الذي ينقل على ظهره أكياس الملح الثقيلة، وليخفف من ثقل حمولته، قطع بها السيل، فذاب الملح، ومعه ثروة صاحبه. هذه هي حال الحمار الرأسمالي العربي الذي يقطع بأمواله السيل كناية عن إيداعها في البنوك، فلا تكون له بها الفوائد التي يتمنى لو أعارنا بعضها –أنا لا أقول أعطانا بعضها- فنرد له مقابل المليون عشرة. لغتي هذه ليست لغة حمير للأغبياء من الحمير، فهناك من بين الحمير أغبياء، وهذا شيء طبيعي، لغتي هذه لغة حمير للأذكياء من الحمير، فالاستثمارات، فيما بعد، ستكون في كل مكان، والحمير الرأسماليون العرب سيكونون أسيادها، وفي سيادة التعمير والبناء والخلق والإبداع ننهض كلنا حميرًا وثعالبَ وذئابًا وطواويسَ وأسودًا وقِرَدة.

خامسًا
أخي القارئ العربي هل صدقت أنك حمار كما قلت لك؟ أثبت أنك لم تصدق ذلك بالضغط على "يعجبني"، وتقييم المقالة بمية على مية، وبلاش حمرنة! معذرة ومحبة! هههههههههه! المؤتمر العربي العالمي سينعقد إن عاجلاً أم آجلاً، مهما كانت الظروف، مهما كانت الشروط، مهما كانت العقبات، مهما كانت الصعوبات... اليوم أنا وحدي وغدًا العالم معي! بانتظار الحمار الرأسمالي العربي!