اسماء الله الحسنى والاسم الخفى


هشام حتاته
الحوار المتمدن - العدد: 5155 - 2016 / 5 / 7 - 00:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

لماذا هم 99 اسما
تقديس الرقم 12 ( الاسباط والعرب العاربة والمستعربة .... الخ ) يعود الى اكتمال علامة الزودياك او دائرة البروج الاثنى عشر والتى توافق اكتمال العام
فالتالى الرقم 100 هو علامة ايضا على الاكتمال او الكمال لانه يشير الى نهاية قرن وبداية قرن جديد ( خير القرون قرنى – والقرون الثلاثة الاولى المفضلة ... الخ ) ثم انه اكتمال عددى ايضا ، فلماذا لاتكون اسماء الله الحسنى 100 وليست 99 ؟ لتكون علامة على الكمال والاكتمال ؟
وهل فعلا اسماء الله الحسنى ذكرت كلها فى القرآن ؟
وماهى حقيقة الاسم الخفى الذى يتمم الرقم 100
اسئلة كثيرة ارجو ان اجيب عنها فى هذا المقال
من المسكوت عنه ان اسماء الله الحسنى الـ 99 لم ترد كلها فى سورة واحدة او حتى فى عدة ايات تحمل كل منها عدة اسماء سواء حملت هذا الاسم او اى اسم غيره
الايات 22 ، 23 ، 24 من سورة الحشر اشتملت على 15 إسما فقط
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)].
انه اطول نص يحوي عدداً كبيراً من أسماء الله الحسنى والباقى تم اقتصاصه من آيات عديدة لاتتحدث عن الاسماء الحسنى ولكنها الله يتحدث عن نفسه مثل : ( قل هو الله احد * الله الصمد ) فتكون "الاحد " و "الصمد " من اسماء الله ، وهاكذ ......... الحسنى
وها هو احد اساطين الوهابية الشيخ محمد بن صالح العثيمين يصرح فى كتابه القواعد المثلى تسعة وتسعين اسماً أخذها من القرآن والسنة – الرابط
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=12383
بان الاسماء الحسنى تم حصرها من كل ايات القرآن التى يتحدث فيها الله عن نفسه والباقى من السنه والحديث
(إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة) رواه البخاري
ولكن يبقى السؤال : لماذا 99 وليست 100 التى تدل على الكمال والاكتمال ؟
فى حقيقة الامر ان الاسم المائه احتفظ به الله لنفسه واصبح هو اسم الله الخفى الذى لايصل اليه الا المتحدين مع ذاته ( كبار المتصوفة )
اما الرقم 99 ايضا فيعود بنا الى بداية تقديس الرقم 3 والذى يشكل الرقم 99 ، فكل تسعه منهم هى حاصل 3 فى 3 والتى تعنى قداسه المقدس والذى كان فى الحضارة المصرية القديمة هو التاسوع الالهى او مجمع الآلهه مع آمون ورع فى السماء
وكما قلت دائما ، عندما نريد ان نتتبع حذور اى ظاهرة دينية علينا ان نتوجه صوب وادى النيل حيث عاش المصرى القديم وانتج تصوراته عن نفسه وبدايه خلقة وحياته بعد الموت والتى دخل الكثير منها فى صلب الاديان الابراهيمية الثلاثة
تصور المصرى القديم ان جسم الانسان يتكون من ثلاثة عناصر
- " خات " وهو الجسم المنظور
- " با " وهى الروح السماوية و شخصية الانسان فى عالم الروح
- " كا " وهو القرين وعلى شكل الانسان ومطابقا له تماما ويولد مع الانسان ويلازمه بعد الوفاة ليدافع عنه فى العالم الاخر
ومن هنا اصبح الرقم 3 مقدسا لانه الثالوث الذى يتكون منه الانسان ورقم 9 الاكثر تقديسا لانه تقديس المقدس فكانت اسماء الحسنى تتكون من تسعتين وهى زيادة فى تقديس المقدس
وكما وضحنا ان الرقم 12 هو اكتمال علامة الزودياك او اكتمال دائة البروج وارتباط ذلك باسباط اليهود والعرب العاربة والمستعربة ، نضيف سبب تقديس الرقم 7 ولو انه خارج عن موضوع المقالة
عرف المصرى القديم والعراقى القديم علم الفلك ، وعرفوا ان عدد الكواكب هو 5 كواكب ، وباضافة القمر والشمس عليهم يكون العدد 7 هو اكتمال المجموعه الشمسية ، وكان المصرى القديم يحج الى ابيدوس مقرالاله اوزويريس ويدور حولة 7 مرات ومن هنا جاءت السماوات السبع والارضين السبع وطقوس الحج المكية

اذن وصلنا الى تقديس الرقم 99 ، وبقى لنا ان نعرف ماهو الاسم الذى تكتمل به العدد الاول او نهاية القرن
فمنضى فى البحث لنعرف ان كل آلألهه القديم كانت لها اسماء ، من اول آلهه القرى الصغيرة حتى آلهه السماء ، ولكن ايضا وعلى ضفاف النيل فى مصر القديمة نجد اول إله بدون اسم ولكن يعرف بصفته فقط والتى هى قرص الشمس ( الاتون )
فى الاسرة الثامنه عشر كانت مصر فى اوج عظمتها وامتذ نفوذها فى الاتجهات الاربعه والتى اطلق عليها ( عصر الامبراطورية المصرية ) ، وكان لابد من توحيد الإله الذى تنضوى تحته كل آلهه اقاليم هذه الامبراطورية ، لابد ان يكون إلها جديدا او من نوع جديد ، ولايكون قد سبق اطلاق اسمه على اى من الآلهه الاخرى سواء فى السابق او فى الحاضر
فكان الإله الذى لااسم له ، ولكن صفته كانت معروفة لدى آلهه مصر الا وهى الشمس التى عرفت مصر مظاهرها المتعددة حيث عبدت فى شكل رع واتوم وخبر وحور إختى
انه الاله بدون اسم والمتثل فى قرص الشمس والمرموز له بالاتون ، والذى يرسل اشعته على كامل الامبراطورية فى نهاية كل شعاع منهم كف صغير والذى كرس الفرعون امنحتب الرابع له نفسه فاصبح ( اخ - ان – آتون ) وتعنى الروح الحية لاتون او المفيد لآتون

وعرفت ادبيات اليهودية والمسيحية والاسلام ان لله اسم خفى لو توصل اليه الانسان ينال كل مايطلب – والوصول اليه يكون فى اعلى مراتب الروحانية والتصوف
ولكن بعض الصوفية اطلقوا عليه ( الهو ) وهو مختلف عما قاله فرويد عن الهو والانا والانا العليا
فربما جائت من الـ (يهواااااا ) اليهودى الذى لا صورة له ولاتمثال منحوت ، سائرا على نفس التراث الاخناتونى ( والتشابه بين مناجاة اخناتون لاتون وبين المزمورين 104 ، 145 جعل العديد من الباحثين وعلى راسهم هنرى بريستد يعتقدون بارتباط قوى بين الاخناتونية واليهودية
ومن التراث اليهودى نراه ايضا فى التراث المسيحى ....رئيس السلام..ملك ملوك كل الارض والاكوان....الجالس عن يمين القدوس

ويتداول الاسم فى الريف والمدن المصرية وحتى الاحياء الشعبية فى القاهرة ولكن بتنغيمة اخرى ( هوووووه ) بدلا من ( ياهوااااااا )
فنجد اذا نزلت نازله او كارثة مثل حريق كبير او غرق جاموسه او مشاجره بين اثنين او مصاب فى حادثة .... الخ يخرج الاهالى صائحين :
ياخلق هووووه ، الحقونا ياهوووووه ، الحقونا ياخلق هوه
واعتقد انه استدعاء الاسم الخفى من اسماء الله الحسنى الـ 100 ، مما يؤكد لنا اننا مازلنا نعيش فى الاسطورة
والى اللقاء فى مقال آخر