كيف غرر الأنبياء بالأغبياء؟


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 18:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

وصلتني هذه الرسالة من احد قرائي، انشرها كما هي
--------------------------------
الدكتور سامي الذيب المحترم
تحيه طيبه وبعد
الدين خرافه (ضد المنطق) الدين كدب وتضليل للعقل الانساني
السؤال المهم السؤال الكبير السؤال المحور والجوهر: كيف استطاع اصحاب الاديان وهم شخص واحد وعقل واحد. اقول كيف استطاعوا (الاليه) واي عقل جبار هذا ان يجدوا لهم اتباع عبر العصور وعبر التاريخ بالملايين الملايين (لك ان تعد عدد الاتباع ليس اليوم فقط ولكن عبر التاريخ الاحياء منهم والاموات)؟
كيف لعقل واحد ونص واحد ان يخدع ملايين العقول عبر التاريخ وعلى كافه مستويات البشر الجهلاء والمتعلمون، الاغنياء والفقراء، في الشرق والغرب، النساء والرجال ...... الخ؟
اليس للعقل الانساني اي الية للوقوف ضد الخرافه والكذب والدجل والشعوده؟
ونحن نتحدث كما قلنا عن ملايين العقول وعن الاف السنين.
كيف نستطيع ان نفهم هده الحقيقه من الناحيه العلميه الفكريه العقليه الاحصائيه. .....الخ
الاجابه عن هدا السؤال. اعتقد جازما هو الباب للدخول الى عالم جديد وثوره في فهم جديد للعقل الانساني.
ما طبيعته ما هي مستقبلاته receptors وماهي المؤثرات التي تعمل وتؤثر عليه ايجابيا ( المنطق السليم الخير الحب السلام) وسلبيا (الدين الكذب الشر الخرافه)
كيف استطاع محمد والاهه وكتابه ان يؤثر في البشريه هدا التاثير....؟؟؟؟؟
كيف استطاع موسى؟ كيف استطاع عيسى؟
وبقيه الاديان واصحابها، الدجالون السايكوباث الكدابون ان يتغلبوا على قوة العقل الانساني؟؟؟؟؟؟؟
ارجوا الاجابه من خلال التطرق الى هذا الموضوع الذي اعتبره اساس ومحور الصراع بين (العقل الخير) وبين الدين (الخرافه الشر)
مع كل الاحترام والتقدير والاعجاب
د. XXXXX
طبيب عراقي مقيم في (بلاد الواق واق)
.
وكتبت له
------
اخي الفاضل
شكرا على رسالتك الكريمة
سوف انشر مضمونها دون الإشارة إلى اسمك الكريم واحاول الرد عليها... مجرد محاولة
نهارك سعيد
.
وهذا ردي
------
بين عامي 1974-1976 تبعت دروس استاذي طيب الذكر Rudolf Bystricky في المعهد الجامعي للدراسات الدولية في جينف عام 1974-1976، وهو دبلوماسي شيكوسلوفاكي لجأ إلى اوروبا بعد الأحداث في بلده.
وكان يدرسنا الماركسية... التي يعاديها. وكل يوم كان يأتي لنا بقصاصات من الصحف ويضعها امام الطلبة ويطلب منا ان نعلق عليها. وعندما كنا نطلب رأيه، كان جوابه دائما: الأستاذ يجب ان يساعد على طرح الإسئلة الصحيحة، وليس اعطاء الرد عليها. وعندما قدمت له اجزاء من دراستي للحصول على دبلوم العلوم السياسية، سألته ما رأيه فيما كتبت. وكان رده: وانت ما رأيك؟ فقلت له انه هو الأستاذ وليس انا. فكان جوابه: يجب ان تبحث في نفسك هل انت راضي عما كتبت ام لا. وهذا يذكرني بالجملة الفقهية الشهيرة: استفت قلبك ولو افتاك الناس. ويذكرني باسلوب الفيلسوف سقراط في حواراته مع تلاميذه، فيما يعرف بالمنهج السقراطي الذي يتمحور حول طرح أسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح.
.
ما سأله الأخ الطبيب يصب في خانة الأساسيات، ولكل شخص ان يبحث في داخله ما جعله يؤمن بهذه الخرافات وكيف تم "تطبيعه". وكلمة تطبيع قد لا يفهمها اهل المدن، فهي كلمة من صميم الموروث الفلاحي. فعندما يشتري فلاح بقرة لم تحرث ابدا ويريد ان يستعملها في حرث الأرض، يقوم بعملية التطبيع. فيربط البقرة مع بقرة اخرى ذات خبرة في الحراثة ويجعل البقرتين تجران حجرا كبيرا ورائهما لعدة ايام... حتى تلين رقبة البقرة الصغيرة وتعتاد على الأوامر. وكلما التقي عبر الأثير من "ملحد" أو "ملحدة" من خلفية مسلمة يتبادر إلى ذهني السؤال التالي: "ماذا جعلك تهرب من سجن الإسلام؟" وهو نفس السؤال الذي يطرحه المسلمون على من يتحولون إلى الإسلام من خلفية مسيحية: لماذا اصبحت مسلماً. وهناك كتب كثيرة تحمل مثل هذا العنوان. وهذا السؤال في الواقع هو سؤال ثانوي. فالسؤال المهم هو: كيف خضعت كل هذه السنين لتعاليم الإسلام... أو أي دين آخر؟ هل كان ذلك باختيارك؟ هل فرض عليك هذا الدين؟ ما هي الوسائل التي استعملت ضدك حتى تبقى في صف القطيع؟... ثم بعد ذلك يأتي السؤال: كيف تمكنت من الهروب من السجن؟ وما هي الصعوبات التي واجهتها عند هروبك من السجن؟ وما طبيعة المخاوف التي راودتك في اللحظة الفاصلة التي قررت فيها كسر باب السجن؟
.
الرد على هذه الأسئلة على مستوى الفرد يتطلب الرجوع للذاكرة وللماضي... الذي قد يكون اليما... ومثل هذه الإعترافات قد تقود لحبل المشنقة. ولذلك كثير من الناس يخافون من الرد عليها... فهم يتظاهرون بالإنتماء إلى دين معين خوفا من العقاب، او خوفا على مصالحهم المادية، او خوفا على علاقاتهم الأسرية والإجتماعية ... وهذا قد ينطبق على 99% من كتاب الحوار المتمدن. وإن كان من الصعب الحصول على اعترافات صريحة على مستوى الأفراد، فما بالك بالإعترافات على مستوى الجماعات؟ كيف ترك ملايين الأقباط ديانتهم المسيحية لكي يتحلوا للإسلام؟ ما هي الأسباب؟ وكيف تحولوا إلى ارهابيين مسلمين؟ فهل انتشر الإسلام بحد السيف أو بسبب الإغراءات؟ وهو ما يسارع المسلمون بنفيه رغم وجود ادلة دامغة على ذلك في القرآن وسيرة النبي محمد ذاتها. ونفي المسلمين هذا هو في حقيقته عملية تمويه تخفي الكثير من الأسئلة. كيف يمكن اخفاء الحقيقة واللجوء للكذب الفواح؟ وما يقال عن الإسلام يمكن قوله عن جميع الأديان دون استثناء.
.
ويكفي هنا ان اذكر الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي الذي اوصى بنشر كتابه المعنون “كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس” فقط 50 سنة بعد وفاته. ويذكر فيه بيتا للشاعر ابو العلاء المعري:
أرائيك فليغفر لي الله زلتي **** فديني ودين العالمين رياء
ويعلق قائلا:
والرياء، قبحه الله، من أكبر الرذائل الاجتماعية لأن فيه التمويه والتضليل وكلاهما من سموم السعادة في الحياة الاجتماعية.
والكتاب المذكور متوفر من هذا الموقع http://goo.gl/P7u846
.
هل اعتبر ما كتبته في الفقرات القليلة رداً على أسئلة القارئ الكريم؟
بالتأكيد لا. فالرد على تلك الإسئلة قد يتطلب المجلدات... ومتخصصين في المجالات المختلفة.
ولكن آمل اني ساهمت في القاء الضوء على اهمية الإسئلة التي طرحها، تاركاً للقراء النبش في اعماقهم في محاولة للبحث عن جواب ... كل حسب وضعه.
وهنا اهمية مقولة سقراط: اعرف نفسك بنفسك.
.
وهنا اتطرق إلى موضوع قد يهم قرائي. خلافاً للقنوات التبشيرية المسيحية والإسلامية وغيرها، أنا لا ادعو الناس لكي يدخلوا في دين معين. فأنا لست مبشراً. ولا اريد ان اكون مبشراً. كل ما اريده هو ان يرجع الشخص إلى اعماق نفسه ويحرر نفسه بنفسه. وانا لا اكتب ابدا لإقناع المتدينين (فالج لا تعالج)، ولكن لتسليح من يواجهون الشك حتى يجدوا الشجاعة لكسر اسوار السجن الذي وجدوا نفسهم فيه دون اختيارهم.... وهذا ينطبق على اكثر من 99% من الناس.
.
يقول الفلاسفة ان الإنسان اجتماعي بالضرورة. ولكن قد يكون اصح ان قلنا ان الإنسان يجب القطيع بالضرورة.... يحب اتباع الجماعة... وقليلون من يستعملون كل قواهم العقلية... لسبب أو لاخر... قد يكون الجهل، او الخوف، او المحفزات. وقد عبر عن ذلك الفقهاء المسلمون بعبارة بليغة مبنية على القرآن والسنة: "الترغيب والترهيب". وفي العامية نقول: الجزرة والعصا. فمحمد في العصر المكي في مدة 12 سنة لم يكن له اكثر من 100 تابع (من عام 610 إلى عام 622). ولم يكثر اتباعه إلا بعد الهجرة إلى المدينية وتسليط السيوف على رقاب الناس واغراهم بالغنائم وسهم المؤلفة قلوبهم والسبايا والحوريات في الجنة. وما زالت الحركات الإرهابية الإسلامية تلجأ إلى نفس هذه الوسائل لفرض هيمنتها وافساد الحرث والنسل. ومن شابه نبيه ما ظلم. وإن نجحت هذه العوامل في عصرنا... فما بالك العصور الماضية!
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/JpqIST أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/GmV3Ty
كتبي المجانية http://goo.gl/cE1LSC
اشرطتي http://sami-aldeeb.com/video