في تعليق للاخت امتثال عبد الكريم جاء السؤال الاول التالي:


حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن - العدد: 5136 - 2016 / 4 / 18 - 13:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في تعليق للاخت امتثال عبد الكريم جاء السؤال الاول التالي:
"كيف يفسر الآستاذ حسقيل حقيقة أن رؤوس الأموال الأجنبية العاملة في قلعة الرأسمالية الكبرى الولايات المتحدة هي أعظم بكثير من رؤوس الأموال الأميركية العاملة في البلدان الأجنبية حيث توظف الصين الشيوعية وحدها أكثر من 2.3 ترليون دولار في الولايات التحدة ؟"
عزيزتي الاخت امتثال. ان تحويل النقود من بلد الى اخر ليس دائما تصديرا للراسمال. ان النقود التي تصدر للانتاج فقط هي التي تعتبر تصديرا للراسمال. التريلونات الصينية لم ترسل الى الولايات المتحدة للانتاج فيها وليست الصين منتجة في الولايات المتحدة. اما ما تصدره الولايات المتحدة الى الصين فهو اما للانتاج في الصين او لشراء المنتجات الصينية التي انتشرت في العالم كله على انها منتجات رخيصة. والمثال الذي ذكرته حول مكائن حلاقة فيليبس هو اوضح مثال على ذلك. شركة فيليبس تصدر اموالها الى الصين لا للاستفادة منها كخدمة شخصية وانما من اجل شرائها بمليارات الدولارات من اجل توزيعها وبيعها في ارجاء العالم من اجل مضاعفة ارباحها. ان الصين اليوم هي اكبر بلد منتج للمنتجات الرخيصة كما كانت اليابان قبل الحرب العالمية الثانية. ان الصين ليست مصدرة للراسمال على الاقل في الولايات المتحدة وان اميركا هي المصدرة للراسمال في الصين. الصين هي المنتج والولايات المتحدة وسائر الدول الامبريالية هي المستهلكة لانتاجها في ارجاء العالم.
الملاحظة الثانية "نحن بانتظار إجابة الأستاذ المحترم وبغياب ذلك ترتب علينا أن نفهم حسب تحليل الاستاذ حسقيل بأن الصين الشيوعية هي الدولة الإمبريالية وأن الولايات المتحدة هي الدولة المستعمَرة أو التابعة“!
الصين الشيوعية لم تكن شيوعية ولو يوما واحدا في تاريخها. كانت الثورة التي قادها ماوتسي تونغ ثورة برجوازية ضد الاقطاع المتمثل في حكومة شان كاي شك والامبريالية الاميركية التي ساندتها. فكانت اعظم ثورة برجوازية في التاريخ. لكنها مع ذلك ثورة برجوازية. وبموجب نظرية لينين تنتهي الثورة البرجوازية يوم انتصارها فتبدأ مرحلة الثورة الاشتراكية. كان على الثورة الصينية ان تبدأ مرحلة الثورة الاشتراكية يوم تشكيل الديمقراطية الشعبية في الصين كما يجب ان يجري في جميع الديمقراطيات الشعبية وقد عبر عن ذلك ديمتروف اوضح تعبير حين كان رئيسا لبلغاريا. اي ان تقوم الديمقراطية الشعبية من اعلى من الدولة ومن اسفل من الشعب للقضاء البرجوازية وتحقيق المجتمع الاشتراكي سلميا دونما حاجة الى ثورة عنفية. الصين لم تفلح في تحقيق ذلك. بدلا من القضاء على البرجوازية شجعتها وطورتها فحولت الصين الى دولة راسمالية. لذلك لم تكن الصين يوما واحدا بلدا اشتراكيا او شيوعيا. الصين الشيوعية هي دولة راسمالية شانها شان سائر الدول الراسمالية.
مع التحية