الثورة الفلسطينية استفادت من تجارب الثورة الجزائرية


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 5122 - 2016 / 4 / 3 - 16:04
المحور: مقابلات و حوارات     

الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة مع جريدة الحوار- الجزائر
(الحلقة الأولى)

• عبد الناصر هو الشخصية الألمع والأكثر تأثيراً تحولات كبرى وأخطاء كبيرة
في المنطقة العربية وشعوبها

يعتبر نايف حواتمة أحد أبرز أقطاب اليسار الديمقراطي الثوري الجديد في الحركة القومية الحديثة، ومؤسس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حيث قاد مع آخرين "حركة القوميين العرب"، ساهم في معركة تحرير اليمن من الاحتلال البريطاني، وساهم بإعداد برنامج المؤتمر الرابع لسلطة اليمن الجنوبي بعد الاستقلال مباشرة، وأصدر كتاب "أزمة الثورة في الجنوب اليمني"، الذي طرح برنامجاً جديداً للثورة في مجرى الصراع والذي كان دائراً بين اليسار واليمين في السلطة وحزب الجبهة القومية، الذي قاد حرب التحرير ضد الاستعمار البريطاني.
يكشف في هذا الحديث المسلسل عبر حلقات والذي سينشر كاملاً على صفحات جريدة "الحوار"، عن مساره النضالي الطويل ورؤيته للقضايا الكبرى في العالم العربي.
في هذا الحلقة يتحدث عن تأثر الثورة الفلسطينية بالثورة الجزائرية وعن الدور الكبير الذي لعبه الرئيس جمال عبد الناصر في المنطقة العربية.
الحوارات الشاملة على ثمانية حلقات، تمت مع جريدة "الحوار" الجزائرية اليومية المستقلة بين 3 آذار/ مارس 2016 حتى 22 آذار/ مارس 2016، ونشرت على حلقات، الاعلام المركزي ينشر الحوارات الساخنة كما وردت نصاً في جريدة" الحوار" - الجزائر

الجزائر – جريدة "الحوار" – يومية وطنية مستقلة
حاوره : وهيب شاهر
■-;- بعد أن توليت رسمياً قيادة الجبهة كيف أصبح المشهد الثوري الفلسطيني؟
■-;-■-;- نعم منذ ذلك الحين تحولت "الجبهة الديمقراطية" إلى فصيل أساسي ورئيسي في إطار إئتلاف منظمة التحرير وفي اطار الثورة والشعب الفلسطيني وفي صفوف حركة التحرر والتقدم العربية، ولعبت دوراً أساسياً في صياغة برامج ومهمات الثورة والمنظمة، وفي حياة الكفاح الوطني الفلسطيني. ومعارك الدفاع عن الثورة والمنظمة والشعب في الأرض المحتلة، كما في الأردن وفي لبنان، وفي سوريا وكل أقطار الشتات في البلدان العربية والمهاجر الأجنبية، بالمراحل الزمنية المختلفة وفي إطار الإنتفاضة والعمل الجماهيري والشعبي ضد الاحتلال والاستيطان.
■-;- في سبتمبر 1970، المعروف بـ "أيلول الأسود"، صدر عليك حكم بالإعدام؟
■-;-■-;- في سبتمبر 1970 قامت السلطة الأردنية بالحرب على المقاومة الفلسطينية، وأصدرت بياناً خاصاً بإلقاء القبض عليّ "حياً أو ميتاً" ورصدت مبلغاً كبير لمن يقوم بذلك وكان هذا حكم الإعدام العلني على يد السلطة الأردنية حينها للأسف.

■-;- يرى كثير من المراقبين المتابعين للشؤون الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي والصراع العربي الإسرائيلي أنكم شخصية مبادرة وتتمتع بكاريزما، وتقدم الحلول العملية والواقعية الجديدة للقضايا والجديدة على جدول أعمال الثورة الفلسطينية؟
■-;-■-;- نعم كنت أول من قدم لمنظمة التحرير برنامجها الوطني الواقعي المرحلي عام 1973، وخضت في إطار الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية "والجبهة الديمقراطية" معركة "البرنامج الوطني"، الذي أصبح بعد سنة من طرحه برنامج الشعب والثورة والمنظمة في الدورات المتتالية للمجلس الوطني الفلسطيني منذ جوان 1974، وقمت بإدخال مجموعة التطورات اللاحقة على الفكر السياسي الفلسطيني المعاصر، وليس من قبل المبالغة أن أقول إنني أول قائد فلسطيني دعا بوضوح إلى حل يقوم على أساس قرارات الأمم المتحدة والتسوية السياسية الوطنية والتفاوض عملاً بقرارات ومرجعية الشرعية الدولية، وعملاً بتجارب ثورات الشعب الفلسطيني وكثير من الأقطار العربية، وقوانين الثورات وحركات التحرر الوطني الجامعة بين الثورة والمقاومة والسياسة والمفاوضات من فيتنام إلى الجزائر، إلى اليمن، إلى جنوب إفريقيا وفي كل بلدان العالم الثالث. ووجهت بهذا الصدد النداء الأول الذي يصدر عن مسؤول فلسطيني لمجموع الإسرائيليين على الصحيفة العبرية "يديعوت أحرونوت"، وعدد من الصحف الدولية كـ "الواشنطن بوست"، "لوسوار" البلجيكية "اللوموند" الفرنسية في مارس 1974، و"النهار" البيروتية في أفريل 1974، دعوتهم فيه للإعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير والاستقلال، ودعوتهم بالعبارة التالية "تعالوا لنحول السيوف إلى مناجل". في إطار سلام متوازن يقوم على الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس وتقرير المصير وحق عودة اللاجئين بموجب الحق التاريخي والقرار الأممي 194.

■-;- ثم جاء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982؟
■-;-■-;- نعم، بعد الخروج من بيروت عام 1982 في ختام القتال والصمود الكبيرين للشعبين الفلسطيني واللبناني ضد الاجتياح والحصار الإسرائيلي، لعبت الجبهة الديمقراطية دوراً محورياً في الدفاع عن ائتلاف منظمة التحرير الفلسطينية، والدفاع عن وحدتها في وجه محاولات الانشقاق والتدمير الذاتي بين جناحيّ فتح وفصائل أخرى، ودفعت "الجبهة الديمقراطية" الثمن الكبير لهذا الموقف الوطني التوحيدي، بضغوط متتالية من الدول والقوى الإقليمية الأخرى.
وواصلت في تقديم الحلول والبرامج التي تقررت في مؤسسات منظمة التحرير الائتلافية، وخاصةً قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وإعلان الاستقلال نوفمبر 1988 وفي دورة المجلس المركزي بالجزائر، وقرارات أسس التسوية السياسية الوطنية للمجلس الوطني في سبتمبر 1991، ومشاريع البديل الواقعي لاتفاقات أوسلو وسياسة الخطوة خطوة.
■-;- مسار الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية يشير إلى أنكم واحد من أبرز قادة الرعيل الأول في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وفي منظمة التحرير الفلسطينية، وأن كتابات عربية وفلسطينية كثيرة تطلق عليكم لقب "فيلسوف الثورة الفلسطينية"؟
■-;-■-;- اهتماماتي الثقافية تبين هوية حواتمة المثقف والإنسان فأنا مشدود في كثير من وجداني إلى التراث العربي والإسلامي التقدمي التنويري وتقديم العقل على النقل، واستدعاء العقل النقدي، في مراجعة وتحديث التراث بمسار حركات الإصلاح الفكري الديني، والتاريخ الثوري الأوروبي بموجاته في النهضة الثقافية والتنويرية والثورات الاشتراكية في أوروبا وروسيا والصين وكوبا، وحركة التحرر الوطني في العالم الثالث، وفي مسارها دور الزعيم الكبير جمال عبد الناصر في التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية الكبرى، بروح الدخول في عصر الحداثة والثورة الصناعية الأولى، ونقد الأخطاء الكبرى في تجربة عبد الناصر، وفي المقدمة: غياب الديمقراطية الفكرية، الحزبية، والنقابية، غياب المساواة في المواطنة وبين المرأة والرجل، وغياب الإصلاح الديني، مدنية الدولة، ما أدى إلى مقتل تجربته في تاريخ العرب المعاصر بعد النكبة القومية الكبرى 1948، حيث اعتبره الشخصية الألمع والأكثر تأثيراً في المنطقة وشعوبها إبان سنوات حياته في مصر والوطن العربي والعديد من دول العالم الثالث "تحولات كبرى إلى أمام، وأخطاء كبيرة..".

يتبع