الاقتباس من ماركس : فارس كمال نظمي نموذجاً.


عبد الحسين سلمان
الحوار المتمدن - العدد: 5092 - 2016 / 3 / 3 - 14:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

الاقتباس من ماركس : فارس كمال نظمي نموذجاً.

كل عمل ابداعي هو ملك شحصي للمبدع, وحالما يطرحه للجمهور , فأن هذا العمل الابداعي يصبح ملكاً للناس , ولكن ليس من حق الناس ان تغير في سمفونية لبيتهوفن او بيت شعر للجواهري, او الوان في لوحة بيكاسو, او نصاً من روايات كافكا او فقرات من كتب ماركس.
قصيدة يادجلة الخير للشاعر الكبير الراحل , الجواهري:
حيّيْتُ سفحكِ من بُعد فحييني
يا دجلة الخير يا أم البساتين
ليس من حق شاعر آخر ان يغير مفردات القصيدة, فيقول مثلاً:
حيّيْتُ سفحكِ من قُرب فحييني
يا دجلة الخير يا أم النخيل.

هكذا عمل السيد فارس كمال نظمي مع مقدمة نقد الاقتصاد السياسي 1859 .
كتب السيد فارس كمال نظمي في مقاله, سيكولوجيا الأمل.. والتغيير السياسي القادم في العراق, بتاريخ 01-03-2016:
كان "كارل ماركس" قد أطلق نبوءته الملهمة (؟؟):
الحركة الداخلية للنظام القائم وتفاعلاته الخارجية تولد نقيضه في أحشائه. وينمو هذا الجنين وينضج إذ يأخذ النظام القديم مداه. ويزداد التوتر بينهما في داخل النظام القائم حتى يصل حداً لا يعود عنده النظام القائم قادراً على احتواء القوى التي تحمل بذور النظام الجديد. عند ذاك، تفجّرُ هذه القوى النظامَ القديم من الداخل وتقوض أركانه مشيدة النظام الجديد على أنقاضه ومن الدمج الجدلي بين عناصره....أنتهى
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=507183


أن ما ذكره السيد فارس كمال نظمي , لا علاقه له بماركس. لم يقل ماركس هذا, ومفردات العبارة ليست لغة ماركس.
كتب ماركس مقدمة , مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي في كانون الثاني 1859 اثناء اقامته في لندن.
ادناه نص ماركس بترجمة الدكتور راشد البراوي.
النص:
.....يمكن أن ألخص على النحول التالي النتيجة العامة التي وصلت إليها والتي أفادتني كخيط موصل في دراساتي:
في إنتاج الناس الاجتماعي لحياتهم يدخلون في علاقات محددة، ضرورية ومستقلة عن إرادتهم، وهي علاقات إنتاج تطابق درجة معينة من تطور قواهم الإنتاجية المادية. ويشكل مجموع علاقات الإنتاج هذه البنيان الاقتصادي للمجتمع، أي يشكل الأساس الحقيقي الذي يقوم فوقه صرح علوي , (البنى الفوقية , Uberbau, superstructure )
, قانوني وسياسي وتتمشى معه أشكال اجتماعية. فأسلوب إنتاج الحياة المادية هو شرط العملية الاجتماعية والسياسية والعقلية للحياة بوجه عام. ليس وعي الناس بالذي يحدد وجودهم، ولكن وجودهم الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم. فعندما تصل قوى المجتمع الإنتاجية المادية إلى درجة معينة من تطورها تدخل في صراع مع أحوال الإنتاج القائمة أو بالتعبير القانوني مع أحوال الملكية التي كانت تعمل في ظلها حتى ذلك الوقت. وتتغير هذه الأحوال التي هي قيد على الأشكال التطورية من القوى الإنتاجية. وفي هذه اللحظة تحل حقبة من الثورة الاجتماعية. فتعديل القاعدة الاقتصادية يجر في أذياله قلبًا سريعًا بدرجة أكثر أو أقل، لكل الصرح العلوي الهائل. وعند دراسة الانقلابات التي من هذا النوع يجب دائمًا أن نفرق بين القلب المادي الذي يحدث في أحوال الإنتاج الاقتصادية والتي يمكن تقريرها بدقة علية، وبين الأشكال القانونية والسياسية والدينية والفنية والفلسفية أو بكلمة واحدة الأشكال الأيديولوجية التي يدرك الناس في ظلها هذا الصراع ويجاهدون في سبيل فضه. إذا لم يكن في الإمكان الحكم على فرد طبقًا لما يراه هو عن نفسه، فلن يكون في الإمكان الحكم على حقبة مشابهة من الثورة على أساس وعيها بنفسها؛ وإنما بالعكس يجب تفسير هذا الوعي بمتناقضات الحياة المادية في أحشاء المجتمع القديم. وهذا هو السبب الذي من أجله لا تكلف البشرية نفسها إلى بمهام تستطيع تحقيقها. والواقع، لو نظرنا عن كثب لاكتشفنا دائمًا أن المهمة لا تظهر إلى إذا كانت الظروف المادية اللازمة لتحقيقها قائمة أو في سبيل التكون على الأقل. من ناحية الخطوط العريضة نستطيع أن نعتبر أساليب الإنتاج الأسيوية والقديمة والإقطاعية وفي المجتمع البورجوازي الحديث كأنها حقب متدرجة في التكوين الاقتصادي للمجتمع. وتشكل أحوال الإنتاج البورجوازية الشكل المتناقض الأخير من عملية الإنتاج الاجتماعي. ولكن التناقض ليس فرديًا، ولكنه ينبعث من الأحوال الاجتماعية التي يعيش فيها الأفراد. أو أن القوى الإنتاجية التي تنشأ في أحشاء المجتمع البورجوازي تخلق في الوقت نفسه الأحوال المادية التي تسمح بفض هذا التناقض، ومن ثم فبهذا التكوين الاجتماعي ينتهي عصر ما قبل التاريخ للمجتمع البشري.....أنتهى.
هنا ماركس يتحدث عن نمط الإنتاج, وتحديداً نمط الإنتاج الرأسمالي في منتصف القرن التاسع عشر.
لكن ما هو نمط الأنتاج ؟
يعتبر نمط الإنتاج مفهوماً مركزياً في التصور المادي للتاريخ , و كذلك في رؤية , weltanschauung, ماركس للعالم.
في اللغة العربية: نمط الإنتاج.
في الأنكليزية. Mode of Production .
وفي لغة ماركس....Produktionsweise
و نمط الإنتاج دائماً محدد , محسوس, عياني concrete, .
نمط الإنتاج = قوى الإنتاج + علاقات الإنتاج )
قوى الأنتاج (Produktivkraft , productive force ): ان ادوات الانتاج التي يجري بها انتاج القيم المادية والناس الذين يشغلون ادوات الانتاج وينفذون انتاج القيم المادية بفضل درجة من التجربة الاجتماعية والمهارة العملية، كل هذه العناصر مجتمعة تشكل قوى الانتاج في المجتمع.
علاقات الأنتاج(Produktionsverhaltnisse, relations of production ) : هي علاقة الناس ببعضهم البعض في عملية الانتاج، علاقات الانتاج بين الناس , وحسب تعريف ماركس لها:
في إنتاج الناس الاجتماعي لحياتهم يدخلون في علاقات محددة، ضرورية ومستقلة عن إرادتهم، وهي علاقات إنتاج تطابق درجة معينة من تطور قواهم الإنتاجية المادية.
وعلاقات الإنتاج هي عنصر من عناصر التناقض في البنية الاقتصادية.
الآن نصل الى المحصلة النهائية: وهي الثورة الأجتماعية.
يستنج ماركس ما يلي:
فعندما تصل قوى المجتمع الإنتاجية المادية إلى درجة معينة من تطورها تدخل في صراع مع أحوال الإنتاج القائمة أو بالتعبير القانوني مع أحوال الملكية التي كانت تعمل في ظلها حتى ذلك الوقت. وتتغير هذه الأحوال التي هي قيد على الأشكال التطورية من القوى الإنتاجية. وفي هذه اللحظة تحل حقبة من الثورة الاجتماعية.
هذا التصور المدعم بالبعد الاقتصادي هو الذي سوف يستعمل في تطبيق مفهوم الثورة على نضال الفلاحين ضد الاقطاعية , وعلى نضال البرجوازية ضد الاقطاعية , في مرحلة الاصلاح الديني أو في ثورة العام 1789.
ولم تكن ولن تكون هنا نبؤات ملهمة كما يقول السيد فارس كمال نظمي, بل تحليل اقتصادي سياسيى لحقبة معينة في زمان معين و مكان معين .




جاسم الزيرجاوي
كولن, ألمانيا.


http://www.mlwerke.de/me/me13/me13_007.htm


https://www.marxists.org/archive/marx/works/1859/critique-pol-economy/preface.htm