الملحدون هم الأمل الوحيد لنا


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5081 - 2016 / 2 / 21 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

برنامج الجهر بالإلحاد
-------------
بدأت في برنامج الجهر بالإلحاد مجموعة حلقات كانت اولها في 19 فبراير 2016 المعنونة
الحلقة 57 مع النبي سامي الذيب ومصطلحات ملغومة -- التي ادعوكم لمشاهدتها
https://www.youtube.com/watch?v=ppx2Oi-DlOo
حيث عرفت بنفسي لمن يهمه الأمر وتعرضت لمعنى الإلحاد
والحلقة التالية ستكون في 26 فبراير 2016 حول كلمة اخرى ملغومة وهي كلمة الإسلاموفوبيا
.
التقية في الافصاح عن الإلحاد
------------------
زميلنا الشيخ الشيعي المتنور احمد القبانجي الذي انقطع عن الكتابة في صفحته
http://www.ahewar.org/m.asp?i=5933
له رأي في موضوع الإلحاد. فقد قال لأحد معارفه بأن لا يستعمل ابدا كلمة ملحد في الإشارة إلى نفسه، لأنها تعطي رؤية سلبية. وقد سأل مخاطبه: "هل انت تؤمن بالحب؟" فأجاب المخاطب بالإيجاب. فرد عليه احمد القبانجي: "إذن انت مؤمن. كل مرة تتكلم فيها عن نفسك قل بأنك مؤمن ... وما تؤمن به لا دخل للأخرين فيه".
وبطبيعة الحال من يعرف التعاليم الشيعية، يعرف أن التقية مبدأ أساسي على اتباع الشيعة الإلتزام به. والتقية تعني أن تقول كلام مخالف تماماً لما تفكر به. وترى الشيعة أن التقية واجب على الجميع، وأن دون اللجوء للتقية لما تمكن الأنبياء من نشر رسالاتهم. ويقول الإمام جعفر الصادق في هذا المجال: "إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له"، و"التقيَّة ديني ودين آبائي، ولا إيمان لمن لا تقيَّة له". ويعتمدون خاصة على الآية القرآنية:
لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير (آل عمران 28)
وقد فسرها التفسير السني الجلالين كما يلي:
{ لاَّ يَتَّخِذِ ٱ-;-لْمُؤْمِنُونَ ٱ-;-لْكَٰ-;-فِرِينَ أَوْلِيَاءَ } يوالونهم { مِّن دُونِ } أي غير { ٱ-;-لْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰ-;-لِكَ } أي يواليهم { فَلَيْسَ مِنَ } دين { ٱ-;-للَّهِ فِي شَىْء إِلا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَٰ-;-ةً } مصدر (تَقَيْتُه): أي (تخافوا مخافة) فلكم موالاتهم باللسان دون القلب وهذا قبل عزة الإسلام ويجري في بلدة ليس قوياً فيها { وَيُحَذِّرُكُمُ } يخوّفكم { ٱ-;-للَّهُ نَفْسَهُ } أن يغضب عليكم إن واليتموهم { وَإِلَىٰ-;- ٱ-;-للَّهِ ٱ-;-لْمَصِيرُ } المرجع فيجازيكم.
وفسرها المفسر الشيعي ابراهيم القمي
هذه الآية رخصة ظاهرها خلاف باطنها يدان بظاهرها ولا يدان بباطنها إلا عند التقية، أن التقية رخصة للمؤمن أن يراه الكافر فيصلي بصلاته ويصوم بصيامه إذا اتقاه في الظاهر وفي الباطن يدين الله بخلاف ذلك.
وجاء عند المفسر الشيعي الطوسي
والتقية - عندنا - واجبة عند الخوف على النفس وقد روي رخصة في جواز الافصاح بالحق عندها. روى الحسن أن مسيلمة الكذاب أخذ رجلين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال لاحدهما أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم. قال: أفتشهد أني رسول الله؟ قال: نعم، ثم دعا بالآخر فقال أتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، فقال له أفتشهد أني رسول الله؟ قال إني أصم - قالها ثلاثاً كل ذلك تقية - فتقول ذلك فضرب عنقه فبلغ ذلك فقال أما هذا المقتول فمضى على صدقه وتقيته وأخذ بفضله فهنيئاً له. وأما الآخر فقبل رخصة الله، فلا تبعة عليه فعلى هذا التقية رخصة والافصاح بالحق فضيلة. وظاهر أخبارنا يدل على أنها واجبة، وخلافها خطأ.
.
لا ديني أم ملحد؟
-----------
في حلقة برنامج الجهر بالالحاد رقم 55 حول المرأة في الاديان مع الكاتبة والشاعرة العراقية منى حسين
https://www.youtube.com/watch?v=BHcRwFgEx8E
قالت منى حسين بأنها ترفض أستعمال كلمة ملحد، لأن الإلحاد هو مسمى ديني ويطلق من قِبل رجال الدين والمتدينين... ولذلك تفضل استعمال كلمة "لا ديني" -- ككلمة مخالفة لكلمة "ديني".
وحقيقة الأمرالقول بأن احد "لا ديني" يعني انه لا يدين بأي مبدأ مهما كان. ولذلك ترى المتدينين يقولون ان الملحدين يمكن ان يمارسوا الجنس مع امهاتهم أو اخواتهم.، اي أن لا مبادئ أخلاقية لهم. وكلمة دين تعني في حقيقتها القانون. ولذلك يطلق على المحكمة في العبرية إسم "بيت هدين"، أي بيت القانون. وإن كان شيوخ الأزهر يدينون بمبادئ الإسلام التي تخولهم بأن يحكموا على المرتد بالقتل كما بينت في الفتاوى التي نشرتها والتي سوف استمر في نشرها، فإن الملحدين يدينون بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص المادة 18 على ما يلي:
لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
.
فالأزهر وشيوخه يدنيون بتعاليم الإسلام الإجرامية في مجال الحرية الدينية، وعلى اساسها يريدون قطع رؤوس الملحدين (أنظر هذا المقال http://goo.gl/hPj6XS)
بينما الملحدون يدينون بتعاليم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في نفس المجال وهي نقيض تعاليم الدين الإسلامي.
وعلى هذا الأساس، ارى ضرورة تفادي كلمة "لا ديني" للتعبير عن الملحدين، لأنهم في حقيقتهم يتبعيون دينا أسمى من دين الأزهر ومشايخه الإجرامي.
.
كلمة ملحد لغويا
---------
المشكلة التي خلقتها كلمة "ملحد" جاءت من كونها ترجمة خاطئة للكلمة الإنكليزية Atheist والتي جاءت من اليونانية وتعني "من لا يعترف بالإلهة". وانا أرى انه لا مانع من ان تؤمن بالله وفي نفس الوقت أن تكون ملحدا. وموضوع الإيمان بالله موضوع شخصي، لا دخل للغير فيه. وأنا شخصيا اقول عن نفسي بأني مسيحي ملحد، اي لا اقبل بكل تعاليم المسيحية، كما اني ارفض رفضا تاما فكرة الوحي بمعنى أن الله انزل كتابا للأنبياء... فلا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك وبراز الطيور. وموضوع وجود الله لا يهمني لا من قريب ولا من بعيد: فأنت لا تقدر لا على خلقه إن لم يكن موجودا، ولا يمكن ان تلغيه إن كان موجودا. فلماذا اذن تقلق لشيء لا يد لك به؟ والمؤمنون بوجود الله الذين يريدون فرض آراءهم على الأخرين "يحملون سلمهم بالعرض" ويتدخلون فيما لا يعنيهم، ويجب ادخالهم في مصحة امراض عقلية. لهم الحق في الإيمان بالله أو بالقرد. ولكن لا حق لهم بفرض رأيهم على الأخرين أو انتقاص حقوقهم لهذا السبب.
.
وإن رجعنا لمعنى كلمة "ملحد" في اللغة العربية كما جاء ذكرها في القرآن نجد أنها تعني "المائل". وهي توازي كلمة "حنيف" التي تعني أيضا المائل. فابراهيم كان حنيفا، اي أنه مائل عن تعاليم قومه ولا يعترف بها، وعلى هذا الأساس هو ملحد. ونفس الأمر فيما يخص موسى وعيسى ومحمد. وشيخ الأزهر هو ملحد بالنسبة لبابا روما، وبابا روما ملحد بالنسية لشيخ الأزهر، لأن كل منهما مائل عن تعاليم الآخر.
ولذلك اقترح في الحوارات التلفزيونية ان يتم الرد على من يتهمون شخصا ما بالإلحاد، بأن يرد بأن مكلمه ايضا ملحد، وأن شيخ الأزهر ملحد، وأن موسى ملحد، وإن عيسى ملحد، وأن محمد ملحد. يجب الرجوع للمعنى اللغوي للكلمة.
.
ومن يعيروهم شيوخ الأزهر بأنهم "ملحدون" هم في الحقيقة أشخاص يرفضون تعاليم الإسلام الإجرامية ويدينون بتعاليم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وموقف هؤلاء الملحدين هو الوحيد الذي يتفق مع مبدأ الإنسانية. لا عيب إذن البتة في استعمال صفة "ملحد"، على شرط تفهيم معناها للمستمعين مهما كانوا. وهؤلاء الملحدون هم الأمل الوحيد لتخليص مجتمعنا من التعاليم الإجرامية التي يبثها الأزهر واتباعه وأمثاله من مؤسسات دينية والتي انتجت لنا داعش والإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات الإجرامية التي تطبق ما يدرس في مناهج الأزهر والحوزات الشيعية.
.
يجي يوم الأزهر دة يحتو على بابو خشبتين ويكتبو "هنا كان يدرس الجهل"
من أقوال المرحوم محمود محمد طه الذي حض الأزهر على شنقه متهما إياه بالردة
.
د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8
كتبي المجانية http://goo.gl/Jzlq7o
اشرطتي http://sami-aldeeb.com/video