ستالين و المعارضه التروتسكيه 8


عبد المطلب العلمي
2016 / 2 / 7 - 20:30     

ستالين و المعارضه التروتسكيه 8

يوسف فيساريونفتش ستالين

ترجمه :عبد المطلب العلمي

الكلمة الختامية بعد مناقشه التقرير السياسي (الجزء الخاص بالمعارضه) في المؤتمر الخامس عشر للحزب
7 كانون الاول 1927


ايها الرفاق! بعد مداخلات العديد من المندوبين ، لم يتبقى لي إلا القليل لقوله. حول خطب يفدوكيموف و مورالوف ، لا يوجد أي شيء لاقوله ، لأنهم لم يطرحوا ما يتوجب مناقشته. يمكننا أن تقول شيئا واحدا فقط: ليغفر الله لهم ذنوبهم، فهم لا يدركون حول ماذا يثرثرون (ضحك وتصفيق) أود التوقف حول خطب كامينيف وراكوفسكي، ولا سيما كامينيف،فان خطابه هو الأكثر فريسييه و الاكثر كذبا ، من بين جميع خطب المعارضين. (أصوات: "صحيح تماما!")

I. حول خطاب راكوفسكي

أ)حول السياسة الخارجية. أعتقد أن راكوفسكي عبثا ، تطرق لمسألة الحرب والسياسة الخارجية. الجميع يعرف أن راكوفسكي اظهر غبائه، حول مسأله الحرب، في كونفرنس موسكو. جاء الى هنا وطلب إلقاء كلمة، على ما يبدو من أجل تصحيح هرائه. ولكن اتضح ان طرحه أشد سخافة. (ضحك). أعتقد أنه سيكون من الأفضل لراكوفسكي الصمت حول السياسة الخارجية.
ب) عن اليمين واليسار. راكوفسكي يؤكد أن المعارضة هي القطاع الأيسر لحزبنا. تاكيده يضحك حتى الدجاج . ايها الرفاق،من الواضح انه يتم اطلاق مثل هذه التصريحات،من قبل المفلسين سياسيا كعزاء ذاتي.تم إثبات أن المعارضة هي جناح منشفي في حزبنا، و ان المعارضة تدحرجت نحو المنشفية، ،موضوعيا فان المعارضة تحولت إلى أداة بيد العناصر البرجوازية. كل هذا تم اثباته عده مرات. كيف يمكن أن يدور الحديث عن يسارية المعارضة ؟ اين سمعتم عن مجموعه منشفيه، تحولت موضوعيا إلى أداة بيد "قوة ثالثة"، بيد العناصر البرجوازية ،اصبحت اكثر يساريه من البلاشفه ؟ اليس من الواضح أن المعارضة هي اليمين،هي جناح منشفي في الحزب الشيوعي (البلشفي)؟ .
من الواضح ان راكوفسكي، اختلط عليه الامر بشكل نهائي ،و لخبط اين هو اليمين و اين اليسار ،. اتذكرون سيليفان لدى غوغول: "مهلا، أنت، ... لا تعرف اين اليمين و اين اليسار!".
ج) حول مساعدة المعارضة. يقول راكوفسكي أن المعارضة مستعدة لدعم الحزب إذا هاجمنا الإمبرياليين. وما إلى ذلك، انها رأفه! هم مجموعة صغيرة، تمثل تقريبا نصف بالمئه في حزبنا، تعدنا مشكوره بالمساعده، إذا هاجمت بلدنا الامبريالية. لا نثق في مساعدتكم، و لا تلزمنا! نطلب منكم شيئا واحدا فقط: لا تعيقونا ، توقفوا عن اعاقتنا، سنفعل كل شئ بانفسنا، يمكنكم أن تكونوا على يقين من ذلك. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق).
د) حول " التحذيرات".يصرح راكوفسكي أن المعارضة تحذرنا بخصوص الاخطار و الصعوبات و "موت" البلاد .انهم حقا محذرين!، و منقذين الحزب من "الموت"،في الوقت الذي يموتون فيه،و يحتاجون للانقاذ من الموت! لا يمكنهم الوقوف على الاقدام ، و يزحفون لانقاذ الاخرين!،اليس هذا ايهاالرفاق امرا مثير للسخرية ؟ (ضحك).
تخيلوا قاربا صغيرا، بالكاد يطفو على سطح البحر، وهو على وشك أن يغرق، وتخيلوا سفينة رائعة تمخر عبر موجات قوية وتمضي قدما بثقة. ما قولكم إذا سار القارب الصغير لإنقاذ السفينة الضخمة ؟ (ضحك). أليس صحيحا، بإنه سيكون امرا أكثر من مثير للسخرية؟ هذا هو الآن موقف "المحذرين" في المعارضة. أنهم يشيروا الى الأخطار، والصعوبات التي تواجهها، الى "الموت" إلى كل شيء و عن أي شيء. وهم أنفسهم يغرقون، دون أن يدركوا أنهم اصبحوا في القاع.
يتحدثون عن انفسهم بأنه "محذرين"، ادعاء المعارضة هذا، يهدف الى تزعم قياده الحزب والطبقة العاملة في البلاد. السؤال الذي يطرح نفسه - على أي أساس؟ وهل المعارضة، أثبتت عمليا أنها يمكن أن تقود أي شيء ، ناهيك عن قيادة الحزب، الطبقة، البلد؟ اليس حقيقة أن المعارضة التي يرأسها اناس مثل تروتسكي، زينوفييف، كامينيف، يقودون كتله لمدة عامين ،وقيادتهم للكتله، أدت إلى الانهيار النهائي للمعارضة ؟ أليس حقيقة أن المعارضة قادت المجموعه في هذين العامين من هزيمة إلى هزيمة؟ ماذا يعني هذا، إن لم يكن أن قادة المعارضة فاشلون، و قيادتهم كانت القيادة إلى الهزيمة و ليس الى الانتصار؟ لكن إذا فشل زعماء المعارضة في الامور الصغيرة، ما هي الأسس للاعتقاد أنهم سوف ينجحوا في الامور الكبيرة؟ اليس من الواضح أن اناس افلسوا في قياده مجموعة صغيرة، لا يجرؤ أحد أن يعهد إليهم إدارة مثل هذه الامورالكبيرة، كالحزب، الطبقة العاملة، البلد؟ هذا ما لا يريد فهمه "قارعو ناقوس الخطر".

II. حول خطاب كامينيف
أنتقل إلى خطاب كامينيف. هذا الخطاب هو الأكثر كذبا، ألاكثر فريسييه، والأكثر تزويرا و خداعا و لعبا بالثلاث ورقات(1) من جميع الخطب المعارضة التي القيت هنا، من على هذا المنبر. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق).
أ) شخصين في طبيعة واحدة .أول الأشياء التي اهتم بها كامينيف في خطابه – هي تمويه الاثر. تحدث ممثلو الحزب هنا عن إنجازات حزبنا، عن نجاح تنميتنا، وتحسين عملنا، الخ وتحدثوا، علاوة على ذلك، عن المناشفة،عن خطيئه المعارضة و انزلاقها إلى المنشفية، بنفيها إمكانية بناء ناجح للاشتراكية في بلادنا،و عن نفيها وجود دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد السوفياتي، نفيها ملاءمة سياسة تحالف الطبقة العاملة مع الفلاحين المتوسطين، ونشرهم الافتراءات حول التيرميدور، وهلم جرا. وتطرقوا في نهاية المطاف،إلى أن وجهات نظر المعارضة تتعارض مع عضوية حزبنا، و أنه يجب على المعارضة أن تتخلى عن هذه الآراء المنشفية إذا كانت تريد البقاء في الحزب.
ماذا حدث؟ لم يجد كامينيف أي شيء أفضل من محاولة الالتفاف على هذه القضايا، لتغطية اثرها والسير قدما. يسئلونه عن أهم قضايا برنامجنا ، سياستنا والبناء لدينا. و هو يتجنب ذلك كما لو أن الامر لا يعنيه. هل يمكننا أن نسمي هذا السلوك من قبل كامينيف موقفا مسؤولا؟ كيف يمكن أن نفسر مثل هذا السلوك من قبل المعارضة؟ له تفسير واحد فقط: الرغبة في خداع حزب، لتغييب يقظته، لخداعه مرة أخرى.
المعارضة لها وجهان: أحدهما - منافق فريسي، وآخر --منشفي معادي للثورة. فإنها تظهر للحزب وجهها الفريسي اللطيف، عندما يضغط الحزب مطالبا و رافضا سياسه التحزب و سياسة الانقسام. و تظهر وجهها المنشفي والمعادي للثورة ،عندما تتوجه إلى القوى غير البروليتارية، عندما تأخذ بمناشدة "الشارع" ضد الحزب، ضد السلطة السوفياتية. أنها تتوجه الآن لنا، كما ترون، بوجهها الفريسي اللطيف، راغبة في خداع الحزب مرة أخرى. لهذا السبب يحاول كامينيف تمويه الاثر، متجنبا أهم مسائل الاختلاف. هل من الممكن تحمل هذه الازدواجية، وهذا النفاق؟
واحد من أمرين: إما أن المعارضة تريد التحدث بجدية مع الحزب – و حينها يجب إسقاط القناع؛ أو أنها تريد الاستمرار في الحفاظ على وجهين، ولكن حينها يجب أن تبقى خارج الحزب. (أصوات: "صحيح تماما!") .
ب) حول التقاليد البلشفية. كامينيف يؤكد أن في تقاليد حزبنا، في تقاليد البلشفية ،لا يوجد ما يبرر الطلب من عضو الحزب التخلي عن بعض الآراء التي لا تتفق مع أيديولوجية حزبنا ، مع برنامجنا. هل هذا صحيح؟ بالطبع غير صحيح. وعلاوة على ذلك، - فهو كذب ايها الرفاق! .
أليس حقيقة أننا جميعا، جنبا إلى جنب مع كامينيف، طردنا من الحزب مياسنيكوف و جماعته؟ لماذا طردناهم ؟ بسبب ان آرائهم المنشفية كانت غير متوافقة مع وجهات نظر الحزب.
أليس حقيقة أننا جميعا، جنبا إلى جنب مع كامينيف، طردنا من الحزب جزئا من "المعارضة العماليه"؟ لماذا طردناهم؟ لأن آرائهم المنشفية كانت غير متوافقة مع وجهات نظر حزبنا.
ولماذا طردنا من الحزب اسوفسكي و داشكوفسكي ؟ لماذا طردت الامميه الشيوعيه،ماسلوف، روث فيشر، كاتز وآخرون؟ لأن وجهات نظرهم لا تتفق مع أيديولوجية الامميه الشيوعيه، مع ايديولوجية الحزب الشيوعي (البلشفي).
ان حزبنا لن يكون حزبا لينينيا، إذا اعتبر أنه من المقبول وجود عناصر معادية ل اللينينية داخل منظماتنا. لماذا، إذن، لا ندخل المناشفة إلى حزبنا؟ كيف يمكن التعامل مع اناس من هذا القبيل، اعضاء في حزبنا انحدروا الى المنشفية ، ويروجوا آرائهم المناهضة ل اللينينيه؟ ماذا يمكن أن يكون مشتركا بين الحزب اللينيني واناس من هذا القبيل؟ كامينيف يفتري على حزبنا، و يخرق تقاليده ، انه يخرق تقاليد البلشفية، بحجة أنه يمكن التسامح داخل حزبنا مع الناس الذين يؤمنون و يروجون وجهات النظر المنشفية. وعلى وجه التحديد لأن كامينيف، ومعه المعارضة كلها تدوس بالأقدام التقاليد الثورية لحزبنا - وهذا هو سبب إثاره الحزب مسألة تراجع المعارضة عن الآراء المناهضة ل اللينينية.
ج) وهمية مبدئية المعارضة. يؤكد كامينيف انه من الصعب عليه و على المعارضين الأخرين التخلي عن وجهات نظرهم ، لأنهم تعودوا الدفاع عن وجهات نظرهم بنهج بلشفي. ويقول: سيكون تخليا عن المبادئ من جانب المعارضة، اذا تراجعت عن وجهات نظرها. ويترتب على ذلك، أن قادة المعارضة أناس ذو مبادئ ساميه. هل هذا صحيح يا رفاق؟ هل قادة المعارضة، يقيمون عاليا مبادئهم، وجهات نظرهم، معتقداتهم؟ من غير المرجح ايها الرفاق. إن اخذنا في الاعتبار تاريخ تشكيل كتلة المعارضة. (ضحك). الوضع هو على العكس تماما. التاريخ يخبرنا و يظهر الحقائق، أن لا أحد قد قفز بسهولة من مجموعة مبادئ لآخرى، لم يغير أحد بسهولة و بحرية آرائه ، مثل قادة المعارضة. لماذا الآن لا يتخلوا عن وجهات نظرهم، إذا اقتضت مصلحة الحزب ذلك؟ .
وفيما يلي بعض الأمثلة من تاريخ التروتسكية.
ومن المعروف أن لينين، لتوحيد الحزب، عقد مؤتمرا للبلاشفة عام 1912 في براغ. ومن المعروف أن المؤتمر كان في غاية الأهمية في تاريخ حزبنا، لأنه وضع حدا بين البلاشفة والمناشفة و وحد المنظمات البلشفية في جميع أنحاء البلاد في حزب البلشفي واحد.
ومن المعروف أنه في عام 1912 ايضا،تم اجتماع لكتلة أغسطس المنشفية برئاسة تروتسكي. ونحن نعلم، أيضا، أن الاجتماع قد أعلن الحرب على المؤتمر البلشفي، ودعا المنظمات العمالية للقضاء على الحزب اللينيني. بماذا اتهم اجتماع كتلة أغسطس التروتسكيه، المؤتمر البلشفي في براغ؟ بجميع الخطايا المميتة. اتهموا باغتصاب السلطه والطائفية، في تنظيم "انقلاب" في الحزب، والشيطان يعرف بماذا ايضا.
واليكم كيف وصف اجتماع كتلة أغسطس المؤتمر البلشفي في براغ ،في تقريره الى الامميه الثانيه :
" يعلن الاجتماع أن هذا المؤتمر [مؤتمر البلاشفة في براغ في عام 1912 .ستالين] هو محاولة مفضوحه لمجموعة من الأشخاص الذين قادوا الحزب عمدا إلى انشقاق، لاغتصاب راية الحزب، وتعرب عن أسفها العميق إزاء حقيقة أن بعض المنظمات الحزبية والرفاق وقعوا ضحية لهذا الاحتيال،و بذلك ساهموا في السياسة التقسيمية والاغتصابيه للطائفه اللينينيه ، ويعرب الاجتماع عن قناعته بأن جميع منظمات الحزب في روسيا والخارج ستحتج على الانقلاب و لن تعترف بالهيئات الحزبيه التي انتخبها المؤتمر ، و بجميع الوسائل ستسهم في استعادة وحدة الحزب ،عن طريق عقد مؤتمر عام فعلي للحزب ".(من تقرير كتله اب في الامميه الثانيه،المنشور في جريده فورفورتس26اذار1912).
انكم ترون أنه في البيان، هناك كل شيء: طائفة لينين، واغتصاب، و"انقلاب" في الحزب.
وماذا حدث؟ مرت عدة سنوات - وتخلي تروتسكي عن وجهات نظره حول الحزب البلشفي. و ليس فقط تخلى، ولكن زحف على بطنه إلى الحزب البلشفي، ليدخل الى الحزب كواحد من أعضائه النشط. (ضحك).
على اي اساس بعد كل هذا، يمكن نفي امكانيه تخلي تروتسكي والتروتسكيين مرة أخرى عن وجهات نظرهم حول توجهات التيرميدور في حزبنا، حول الاغتصاب، وما إلى ذلك؟
مثال آخر عن نفس الشئ.
نحن نعلم أنه في نهاية عام 1924، نشر تروتسكي كتيبا بعنوان "دروس أكتوبر". ومن المعروف أنه في هذا الكتيب وصف كامينيف وزينوفييف باليمينيين،و بانهم جناح شبه منشفي في حزبنا. ومن المعروف أن كراسة تروتسكي كانت سببا في مناقشة موسعه في حزبنا. وماذا حدث؟ مر فقط نحو عام - وتخلي تروتسكي عن وجهات نظره وأعلن أن زينوفييف وكامينيف ليسوا الجناح اليميني في حزبنا،بل الجناح اليساري، الجناح الثوري.
مثال آخر هو من تاريخ جماعة زينوفييف. من المعروف أن زينوفييف وكامينيف كتبوا كومة كاملة من الكتيبات ضد التروتسكية. ومن المعروف أنه في عام 1925، زينوفييف وكامينيف أعلنا، جنبا إلى جنب مع الحزب كله، عن عدم توافق التروتسكية من اللينينية. ومن المعروف أن زينوفييف وكامينيف، جنبا إلى جنب مع الحزب بأكمله، مرروا قرار حول الانحراف البرجوازي الوضيع للتروتسكية ،سواء في مؤتمرات حزبنا او في المؤتمر الخامس للأممية الشيوعية،. وماذا حدث؟ مرت أقل من سنة ، فاذا بهم يتخلوا عن وجهات نظرهم، و يتراجعوا عنها، معلنين أن مجموعة تروتسكي هي اللينينية الحقيقية ومجموعة ثورية داخل حزبنا (صوت: "الصفح المتبادل").
هذه هي الحقائق ايها الرفاق ، والتي يمكنني الاضافه عليها إذا رغبتم في ذلك.
اليس من الواضح أن المبادئ السامية لزعماء المعارضة، والتي اخبرنا عنها كامينيف هنا، اقصوصه لا علاقة لها اطلاقا مع الواقع ؟ .
اليس من الواضح أنه لا أحد في حزبنا تمكن بهذه السهولة و الحرية من نبذ مبادئه، مثل تروتسكي، زينوفييف وكامينيف؟ (ضحك).
والسؤال هو: على اي اساس يمكن التوثق من أن قادة المعارضة الذين تخلوا عدة مرات عن مبادئهم و وجهات نظرهم، لن يتمكنوا مرة أخرى التخلي عنها؟
اليس من الواضح أن مطالبنا بتخلي المعارضة عن وجهات نظرها المنشفية ليست صعبه جدا بالنسبة لقادة المعارضة، كما يحاول تصوير ذلك كامينيف ؟(ضحك). ليست المرة الأولى التي يتخلوا فيها عن وجهات نظرهم - لماذا لا يتخلوا لمرة واحدة أخرى ؟ (ضحك).
ز) الحزب أو المعارضة. كامينيف يؤكد أنه من المستحيل الطلب من المعارضة التخلي عن بعض آرائها، والتي أصبحت لا تتفق مع ايدلوجيا وبرنامج الحزب. لقد تحدثت بالفعل عن مدى عدم جديه تأكيد كامينيف، اخذين في الاعتبارماضي و حاضركتلة المعارضة. ولكن دعونا نفترض للحظة أن كامينيف محق. ماذابعد ذلك ستكون النتيجه؟ هل يمكن للحزب، حزبنا، التخلي عن وجهات نظره وقناعاته ومبادئه؟ هل يمكن أن نطالب حزبنا بالتخلى عن وجهات نظره، مبادئه؟ تكونت لدى الحزب قناعه اكيده، بأنه على المعارضة أن تتخلى عن وجهات نظرها المعادية اللينينية، و إلا فستطير من الحزب. إذا كنا لا نستطيع مطالبه المعارضة التخلي عن معتقداتها، اذن لماذا يمكن إلزام الحزب التخلي عن آرائه وقناعاته حول المعارضة؟ ولكن حسب كامينيف فأن المعارضة لا يمكنها أن تتخلى عن وجهات نظرها المعادية للينينية، وينبغي على الحزب التخلى عن وجه نظره حول حقيقة أنه من المستحيل ترك المعارضة في حزبنا دون تخلي المعارضة عن وجهات نظرها المعادية ل اللينينية. أين هو المنطق؟ (ضحك تصفيق.)
ويؤكد كامينيف أن المعارضين هم اناس شجعان يدافعون عن معتقداتهم إلى النهايه. لدي شك كبير حول الشجاعة والثبات المبدئي لدى زعماء المعارضة. أنا على الأخص لا أثق كثيرا في شجاعة، زينوفييف وكامينيف،مثلا (ضحك)، الذين انتقدوا بألامس تروتسكي، والآن يقبلونه (صوت "اعتادوا على لعبه القفز "). ولكن دعونا نفترض للحظة أن قدرا معينا من الشجاعة و المبدئيه لا يزال موجودا لدى قادة المعارضة. على اي اساس يمكن الاعتقاد أنه لدى الحزب الشجاعة و المبدئية والقدرة على التحمل أقل ، من ما لدى زينوفييف، كامينيف أو تروتسكي مثلا ؟ على اي اساس يمكن الاعتقاد أنه سيكون من الأسهل على الحزب التخلي عن معتقداته حول المعارضة، حول عدم توافق وجهات نظرها المنشفية، مع أيديولوجية وبرنامج الحزب ،من مقدره زعماء المعارضة على تغيير وجهات نظرهم، فهم يقومون بتغيير آرائهم، مثل تغيير القفازات؟ (ضحك).
اليس من الواضح أن كامينيف يطالب الحزب بالتخلي عن وجهات نظره حول المعارضة واخطائها المنشفية ؟ الا يتطاول كامينيف كثيرا ؟ ألا يعرف أنه من الخطورة بمكان التمادي إلى هذا الحد؟
الموضوع هو: إما الحزب و إما المعارضة. اما تخلي المعارضة عن وجهات نظرها المعادية ل اللينينية، أو رفض ذلك – فلا يبقى منها في الحزب حتى الذكريات. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق).
ح) المعارضة تخلت عن التقاليد البلشفية. يؤكد كامينيف أنه لا يوجد ضمن التقاليد البلشفية ،ما يتطلب من اعضاء الحزب التخلي عن آرائهم. أثبت المتداخلون، بشكل تام أن هذا خطأ. الحقائق تؤكد أن قول كامينيف هو كذب محض.
ولكن السؤال هو: هل هناك في التقاليد البلشفية ما يسمح، ولا تزال المعارضة تسمح لنفسها به ؟ نظمت المعارضة فصيل وحولته إلى حزب داخل الحزب البلشفي. لكن من سمع بأن التقاليد البلشفية تسمح لأي شخص بمخزيه كهذه؟ كيف يمكن للمرء الحديث عن التقاليد البلشفية، في نفس الوقت يسمح بحدوث انقسام في الحزب وتشكيل حزب جديد معادي للبلشفية ؟ .
نتابع. نظمت المعارضة مطبعه غير قانونيه، ودخلت في تكتل مع المثقفين البرجوازيين، الذين، اتضح أنهم في كتلة مع البيض. والسؤال هو: كيف يمكن للمرء الحديث عن التقاليد البلشفية، والسماح بهذه القباحات، المجاوره للخيانة الاكيده للحزب وللسلطة السوفياتية؟
وأخيرا، نظمت المعارضة مظاهرة مضاده للحزب، مناهضة للسوفييتات، وجهت ندائات إلى "الشارع"، مناشده العناصر غير البروليتارية. لكن كيف يمكن للمرء أن يتحدث عن التقاليد البلشفية، ويوجه نداء إلى "الشارع" ضد حزبه، ضد السلطة السوفياتية ؟ من سمع ،أن التقاليد البلشفية تسمح بمثل هذا القبح، المجاور مباشره للثورة المضادة ؟
اليس من الواضح أن حديث كامينيف حول التقاليد البلشفية، هو لتغطيه تخليه عن هذه التقاليد في سبيل مصلحة مجموعته المناهضه للبلشفية ؟.
ندائات المعارضة الى "الشارع" لم تؤدي الى نتيجه، و اتضح أنها مجموعة ضئيلة. ولكن هذا ليس ذنبهم، بل مأزقهم. ماذا لو بذلت المعارضة، أكثر قليلا من جهد ؟ أليس من الواضح أن ندائاتها إلى "الشارع" ستتحول الى تمرد مباشر ضد الحكومة السوفياتية؟ هل من الصعب أن نفهم أن محاولة المعارضة هذه ، في جوهرها، لا تختلف عن المحاولة المعروفة للاشتراكيين الثوريين اليساريين في عام 1918؟ (أصوات: "صحيح تماما") وفقا للقانون، في مثل هذه الحالات كان يتعين علينا اعتقال ألاعضاء الفاعلين في المعارضة يوم 7 نوفمبر. (أصوات: "! صحيح تماما" تصفيق لفترة طويلة) نحن لم نفعل هذا فقط رحمه منا،مظهرين لهم شهامتنا ، معطينهم فرصة للتفكير مرة أخرى. لكنهم اعتبروا شهامتنا ضعفا.
أليس واضحا أن حديث كامينيف حول التقاليد البلشفية هو خدعة وثرثرة مزيفة، تهدف لتغطية الفجوة بين تقاليد المعارضة و تقاليد البلشفية؟
ه) حول الوحده المزعومه و الوحدة الحقيقية. كامينيف غنّى هنا حول الوحدة. تابع تغريده، مطالبا الحزب أن يتعاون في سبيل الوحدة " مهما كان الثمن". أترون قادة المعارضة ، ضد وجود حزبين. انهم، مع وحدة الحزب " مهما كان الثمن". نحن نعرف على وجه اليقين، أنه في الوقت الذي غنّى فيه كامينيف هنا عن وحدة الحزب، كان أتباعه في اجتماعاتهم الغير قانونيه،قد اتخذوا قرارا أن بيان المعارضة حول الوحدة هو مناورة تهدف إلى الحفاظ على قوتهم لمواصلة سياستهم الانشقاقيه . من ناحيه – أغنية حول وحدة الحزب في مؤتمر الحزب اللينيني.و من ناحية أخرى - عمل المعارضين تحت الأرض لتقسيم الحزب من خلال تنظيم حزب ثاني، لتقويض وحدة الحزب. هذا هو ما يسمونه الوحدة " مهما كان الثمن". أما حان الوقت لإنهاء هذه اللعبه الاجراميه، لعبة الغش؟ .
تحدث كامينيف عن الوحدة. وحدة مع من؟ الوحدة مع الحزب أو مع شيرباكوف؟ الم يحن الوقت لندرك أنه لا يمكن ان تكون وحده بين الحزب اللينيني والسادة شيرباكوف و امثاله؟
تحدث كامينيف عن الوحدة. وحدة مع من؟ مع ماسلوف و سوفارين، أو مع الامميه الشيوعيه والحزب الشيوعي (البلشفي)؟ اما حان الوقت لندرك أنه لا يمكن الحديث عن وحدة مع الحزب الشيوعي (البلشفي) والامميه الشيوعيه، و في نفس الوقت بقاء التواصل مع ماسلوف و سوفارين؟ ألم يحن الوقت لفهم أنه من المستحيل جمع وجهات النظر اللينينية مع وجهات النظر المنشفية للمعارضة؟
توحيد لينين مع ابراموفيتش؟ لا ايها الرفاق! لقد آن الأوان لإنهاء هذه اللعبة المغشوشه.
لهذا السبب أعتقد أن حديث كامينيف حول الوحدة " مهما كان الثمن"، هي لعبة فريسييه مصممة لخداع الحزب.
نحن بحاجة إلى وحدة الحقيقية، وليس لعبة وحدة . هل لدينا وحدة حقيقيه لينينيه في حزبنا؟ نعم، يوجد. إذا كان99% من الاعضاء صوتوا للحزب وضد المعارضة، فهذه هي الوحدة البروليتاريه الحقيقية ، لم يكن لها مثيل في حزبنا. وهنا في مؤتمر الحزب ، لا يوجد مندوب واحد للمعارضة. (تصفيق) ما هو هذا إن لم يكن دليلا على وحدة حزبنا اللينيني ؟ هذا هو ما نسميه الوحدة اللينينيه للحزب البلشفي.
ز) "المعارضة – النهايه(2)". لقد فعل الحزب كل ما يمكن فعله لوضع المعارضة على الطريق اللينيني. أظهر الحزب الحدود القصوى من الليونة والتسامح ،بهدف اعطاء المعارضة فرصه للتفكير مرة أخرى، وتصحيح أخطائها. ودعا حزب المعارضة الى التخلي بصراحة وصدق، امام الحزب بأكمله، عن وجهات نظرها المعادية ل اللينينية. و دعا الحزب المعارضة، إلى الاعتراف بأخطائها و ادانه تلك الاخطاء ، للتخلص منها مرة وإلى الأبد. ودعا الحزب المعارضة الى نزع سلاحها بشكل تام ، سواء فكريا اوتنظيميا.
ما هو هدف الحزب؟ هدفه التخلص من المعارضة والتوجه الى العمل الإيجابي. فهو يسعى إلى القضاء على المعارضة ليكون قادرا على متابعه العمل في عمليه البناء العظيمه.
قال لينين في المؤتمر العاشر: "لا تلزمنا الآن المعارضة ... بالنسبه للمعارضة حانت نهايتها(2) ، كان لدينا ما يكفي من المعارضات!" .
اخيرا يريد الحزب تطبيق شعار لينين هذا، في صفوف حزبنا. (تصفيق لفتره طويلة.)
نزع سلاح المعارضة – امر جيد. لا تريد نزع سلاحها بنفسها- سوف ننزعه نحن. (أصوات: "صحيح تماما!" تصفيق).

III. النتائج

من خطاب كامينيف ، واضح أن المعارضة لا تنوي نزع سلاحها بالكامل. و كذلك حسب البيان الصادر عنها يوم 3 ديسمبر. من الواضح، ان المعارضة تفضل البقاء خارج الحزب. حسنا - ليبقوا خارج الحزب. في حقيقة أنهم يفضلون البقاء بعيدا عن الحزب، أن يقطعوا صلتهم بالحزب - لا يوجد شيء رهيب،و لا استثنائي أو مدهش. إذا استعرضنا تاريخ حزبنا، يصبح من الواضح أنه دائما عند بعض المنعطفات الخطيرة ، يسقط من عربة الحزب البلشفي، جزئا معينا من القادة السابقين ،مخليين المكان لأشخاص جدد. المنعطف - هو شيء خطير ايها الرفاق. المنعطف خطير بالنسبة لأولئك الذين لا يجلسون بإحكام في عربة الحزب. على المنعطفات، لا يمكن للبعض أن يحافظ على توازنه. انعطفت العربه، فتنظر لترى – انه قد سقط البعض منها (تصفيق).
لنأخذ عام 1903، فترة المؤتمر الثاني لحزبنا. وكانت فترة انعطاف الحزب ، من التوافقيه مع الليبراليين إلى صراع مميت مع البرجوازية الليبرالية، من إلاعداد للنضال ضد القيصرية، الى الصراع المفتوح معها، بهدف التدمير الكامل للقيصرية والإقطاعية. على رأس الحزب كان آنذاك ستة: بليخانوف، زاسوليتش، مارتوف، لينين، أكسلرود،بوتريسوف. المنعطف كان مميتا بالنسبه إلى خمسة أعضاء من ستة. فهم سقطوا من العربه. بقيى لينين وحده. (تصفيق). واتضح أن القادة السابقين للحزب، مؤسسي الحزب (بليخانوف، زاسوليتش، أكسلرود)، بالإضافة إلى اثنين من الشباب (مارتوف، بوتريسوف)وقفوا ضد واحد، شاب ايضا،هو لينين. اتعرفوا كم كان كمُ الصراخ، والبكاء والعويل حول وفاة الحزب، و حول ان الحزب لا يمكن أن يكون دون قادتة القدماء. ولكن سقطت الصرخات والشكاوى، وبقيت الحقيقة. وهي انه بفضل رحيل الخمسه تمكن الحزب من انتهاج الطريق الصحيح. فمن الواضح الآن لكل بلشفي، أنه من دون معركة لينين الحاسمة ضد الخمسة، دون الاطاحة بهم، لما تم توحيد حزبنا كحزب بلشفي قادر على قيادة البروليتاريا في الثورة ضد البرجوازية. (أصوات: "صحيح تماما!")
لناخذ الفترة التاليه، وهي الفترة من 1907-1908. وكانت هذه فترة انعطاف حزبنا من النضال الثوري المباشر ضد القيصريه، إلى طرق ملتوية في النضال، إلى استخدام أي وجميع الامكانيات القانونية - من صناديق التأمين إلى منصة الدوما. كانت فترة من التراجع بعد ان كنا قد هزمنا في ثورة 1905. هذا الانعطاف، بدوره تطلب منا استيعاب أساليب جديدة للنضال، لنتمكن من تجميع قوانا من جديد و البدء في النضال الثوري المباشر ضد النظام القيصري. ولكن هذا بدوره كان قاتلا لعدد من البلاشفة القدامى. سقط من العربه اليكسينسكي. الذي كان في وقت ما بلشفيا جيدا. سقط بوغدانوف. وكان واحدا من أكثر القادة جديه في حزبنا. سقط روجكوف - وهو عضو سابق في اللجنة المركزية لحزبنا. وهلم جرا. كان بعد ذلك بكاء وعويل حول وفاة الحزب ، ربما لا يقل عن عويل عام 1903. ومع ذلك، اختفت الصرخات في الوجود، ة بقيت الحقيقة. الحقائق تقول أن حزبنا لم يكن قادرا على الوصول الى الطريق الصحيح، في الظروف الجديدة للنضال دون تنقيته من الناس المترددين والكابحين للثورة. ماذا كان هدف لينين؟ شيء واحد فقط: في أقرب وقت ممكن، تخليص الحزب من العناصر المتردده والباكيه، حتى لا يكونوا عقبه امامنا. (تصفيق).
هكذا نمى حزبنا ايها الرفاق.
حزبنا هو كائن حي. مثل أي كائن حي: القديم يسقط و يموت، - (تصفيق)، الجديد ينمو ويتزايد. (تصفيق) يخرج واحد، ومن أعلى و من أسفل، تنمو القيادة الجديدة، لتقود إلى الأمام. هكذا نما حزبنا. و هكذا سوف نستمر في النمو.
والشيء نفسه يجب أن يقال عن هذه الفترة من ثورتنا. فنحن نشهد الآن فترة انعطاف، من انعاش الصناعة والزراعة الى إعادة بناء الاقتصاد الوطني برمته، لإعادة هيكلته على أساس تقني جديد، عندما يكون بناء الاشتراكية ليس فقط احتمال، بل اجرائا عمليا حيا ، يتطلب التغلب على صعوبات جدية داخليا وخارجيا.
تعلمون أنه تبين ان هذا الانعطاف اصبح مميتا لقادة المعارضة ، خائفين من الصعوبات الجديدة سعوا لتحويل الحزب نحو الاستسلام. و الآن إذا سقط من العربه، بعض الزعماء الذين لا يريدون الجلوس بثبات فيها ، فليس هذا امرا مستغربا. فهذا ينظف الحزب من الذين يقفوا عقبه و يعيقون السير إلى الأمام. على ما يبدو، انهم يريدون بجدية التخلص من عربة حزبنا. حسنا، اذا كان بعض القادة السابقين، الذين تحولوا إلى مهملات يعتزمون السقوط من العربه – فليكن لهم ذلك! (تصفيق صاخب وطويل الأمد ووقوف المؤتمر باكملة لتحيه الرفيق ستالين و التصفيق.).

"برافدا"، العدد 282
9 ديسمبر عام 1927.

ملاحظات المترجم
(1)احدى العاب الورق(الشده)تعتمد على الخداع و سرعه الايدي .
(2)في الاصل كلمه روسيه تعني غطاء التابوت،عربتها هكذا خشيه من سوء الفهم.