فاطمة ناعوت وخروف ابراهيم


سامي الذيب
الحوار المتمدن - العدد: 5057 - 2016 / 1 / 27 - 02:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الحكم على فاطمة ناعوت
----------------
حكم على زميلتنا في الحوار المتمدن فاطمة ناعوت بالسجن 3 سنوات بحجة "ازدراء الأديان"، وذلك إثر انتقادها في تدوينة، نشرتها في تشرين الأول/أكتوبر 2014 على فيس بوك، "ذبح الأضاحي" في أعياد المسلمين. وهذا ما قالته حينها ولكن سارعت بشطبه بعد ان تعرضت لعدة انتقادات:
"بعد برهة تساق ملايين الكائنات البرية لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها وهو يبتسم، مذبحة سنوية تكرر بسبب كابوس أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، وبرغم أن الكابوس قد مر بسلام على الرجل الصالح وولده، إلا أن كائنات لاحول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتنحر أعناقها وتزهق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنا لهذا الكابوس القدسي".
.
وقبلها تم الحكم على اسلام البحيري بالسجن سنة لإتهامات مختلفة مرتبطة ببرنامجه الذي حاول فيها تجديد الفكر الإسلامي... وهو ما طالب به الرئيس االسيسي.
ومن المنتظر أن يتبعهما غيرهما من المفكرين. والحبل على الجرار، كما يقال.
.
واختصارا لعمل القضاء، الذي رفضت فاطمة ناعوت التعليق على قراره، وتوفيرا لتكاليف المحامين، على مفكري مصر ان يحملوا كل واحد منهم بجامته ويتوجه للقضاء مطالبا بحكم جماعي بالسجن مثل ما حدث مع فاطمة ناعوت مرددين ما كتبته زميلتنا. وما كتبته ليس عليه أي غبار يذكر. فإن كان معنى التجديد في الفكر الديني الذي تكلم عنه الرئيس السيسي هو سجن المفكرين الذين يخالفون الأزهر أو غيره، فليكن كذلك. ويجب على المفكرين ان يتخلوا عن الطعن في الحكم، لأن هذا يعني زيادة في تكاليف المحاماة وتكاليف القضاة. وآمل ان يقوم المفكرون المصريون بتجميع ونشر كل قرارات المحاكم المصرية المتعلقة بحرية التعبير. فهذه القرارات سوف تكون ركيزة أساسية لتوثيق محاكم التفتيش التي تعمل اليوم في مصر. ولنضع الرئيس السيسي أمام مسؤوليته فيما يجرى اليوم في مصر.
.
يلوم المسلمون الكنيسة على اقامة محاكم تفتيش في العصور الوسطى... وهم اليوم يقومون بما قامت به الكنيسة في تلك العصور.
لا تنه عن خلق وتأتى بمثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
.
ولو ان ابو العلاء المعري كان عائشا، لتم الزج به في سجون مصر على كلامه
غدوت مريض العقل والدين ....... فالقني لتسمع أنباء الأمور الصحائح
فلا تأكلن ما اخرج الماء ظالماً ..........ولا تبغ قوتاً من غريض الذبائح
وأبيض أمات أرادت صريحه ........... لأطفالها دون الغواني الصرائح
فلا تفجعن الطير وهي غوافل ................بما وضعت فالظلم شر القبائح
ودع ضرب النحل الذي بكرت له ...........كواسب من أزهار نبت فوائح
.
ولقد سبق وان كتبت مقالا حول عيد الأضحى انتقدت فيه بشدة تصرفات المسلمين في هذا اليوم http://goo.gl/jOr47h واكتفي هنا بنقل هاتين الفقرتين منه
.
إبراهيم الخرفان والعنف في المجتمع العربي والإسلامي
----------------------------------
لقد توارث المسلمون عن ابراهيم عادتين من أبشع العادات التي عرفتها البشرية: عادة الختان وعادة ذبح الحيوان. فكل عام يتم ختان الملايين من الأطفال لذكرى ختان إبراهيم، ويتم ذبح ملايين الخرفان لذكرى تضحية إبراهيم ابنه واستبداله بكبش. والأغرب من كل ذلك أنهم يعتبرون هذين الحدثين عيدا، بدلا من أن يعتبراهما يوم حداد، حداد على العقل المفقود. وقد تناقلت الأخبار أن الأخضر الإبراهيمي، مبعوث الأمم المتحدة، قد اقترح على السوريين وقفا للنار حتى يتمكنوا من ذبح الخروف ذكرا لإبراهيم الخرفان. ولكن يا ترى هل سيكف السوريون عن ذبح أخوتهم عندما ينتهون من ذبح الخرفان؟ ألن يشجعهم ذلك في استمرار المذابح واستباحة الأعراض؟
لا بد يوما من أن نتسلح بالشجاعة لكي نرى مدى تأثير هذين الحدثين الهمجيين على الاستخفاف بالدماء في مجتمعنا. فنحن نمارس العنف على أطفالنا بختناهم صغارا ثم نقوم بذبح الحيوان البريء أمام أعينهم. فندمغ في ذاكرتهم كل الحدثين بالدين فيصبح العنف وسفك الدماء جزء من ثقافتنا الدينية ونعتبر قتل الآخرين وسيلة للتقرب من الله ودخول جنته. هل هناك من عاقل يصرخ في مجتمعنا لكي يفيق من جنونه فيكف عن ختان الأطفال وذبح الحيوان لذكرى إبراهيم الخرفان؟
.
د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8
كتبي المجانية http://goo.gl/Jzlq7o
اشرطتي http://sami-aldeeb.com/video