حواتمة في حوار مع فضائية «الغد العربي» في برنامج «أوراق فلسطينية»


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 16:10
المحور: مقابلات و حوارات     

حاوره: ـــ سيف الدين شاهين ـــ غزة
مشاهدينا الكرام في كل مكان أهلاً ومرحباً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج «أوراق فلسطينية»، ما زالت الثورات الميدانية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية بعمومها، لم تتواءم حتى اللحظة مع الحركة السياسية الرسمية الفلسطينية، التي كان من المفترض حسب عموم المراقبين أن تكون عنواناً لإعادة تصدر الموضوع الفلسطيني في الأجندة الدولية و الإقليمية، ولكن هناك واقع مرير على مستوى الإقليم فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، وكذلك التطورات في معظم البلدان العربية المحيطة، سوريا وكذلك ليبيا واليمن وغيرها، هذا سيكون عنوان الورقة الأولى في «أوراق فلسطينية»، في الورقة الثانية قضية توزيع الأراضي من قبل حركة حماس، الحركة المسيطرة هنا، وتجاوز هذه القرارات من قبل الإدانات الواسعة النطاق من قبل الفصائل الفلسطينية ، ومن قبل السلطة وحكومة الوفاق في ظل هذا الشروط والذي اعتبر بمثابة قرصنة على أراضي الحكومة، والتأكيد على أن حماس تسيطر على قطاع غزة.
الورقة الثالثة تتعلق بالاقتصاد وقضايا المعيشة للفلسطينيين، وقضية الاحتكارات، الشركات الاحتكارية منذ نشوء السلطة الفلسطينية، على حساب جيوب الفقراء وعموم الفلسطينيين، هذه الشركات التي تزاوجت مع بعض المراكز في ظل غياب استراتيجية اقتصادية وطنية للتخلص من التبعات للاحتلال الإسرائيلي وكذلك في الاحتكارات.

■-;- نرحب في هذه الورقة بالرفيق نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أهلاً ومرحباً بكم، ما زالت التحركات الفلسطينية على مستوى الميدان، كيف تنظرون رفيق نايف إلى الواقع الميداني بعد مرور شهرين وأكثر على التطورات لصرخة وهبّة القدس، بالقوائم وبالموازاة مع الحركة السياسية للقيادة الفلسطينية؟
■-;-■-;- الانتفاضة الشبابية الفلسطينية، تفتح الطريق لانتفاضة شعبية شاملة، وعليه شهران الآن، وهي تتقدم نحو الشهر الثالث، 126 شهيدا،ً مئات الجرحى، آلاف المصابين، وأكثر من ألف معتقل، الانتفاضة الشبابية الفلسطينية الصاعدة، من طلبة الجامعات والثانويات والمرأة والعمال، من ذوي البطالة والجوع والفقر، وعليه؛ مطروح على الجميع الآن، التسريع بالخطوات، الانتفاضة الشبابية وتطويرها إلى انتفاضة شعبية شاملة، حتى يصبح ممكناً الانطلاق نحو انجاز حقوق مع الشعب الفلسطيني، وعليه أقول من جديد، الآن الانتفاضة تسير بطريقها الصحيح، وتطرح على نفسها ما يجب أن تطرحه: الحرية والاستقلال، والخلاص من استعمار الاستيطان والاحتلال، وتصحيح الأحوال الاقتصادية، وتصحيح أوضاع البيت الفلسطيني، وفي المقدمة منه، إسقاط الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، وحالتذاك الانتفاضة تسير بطريقها الصحيح.
وبالمقابل تجري محاولات لاحتواء وتطويق وإجهاض الانتفاضة، ومن هنا جاءت زيارة كيري إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلى دولة العدو الاحتلالي، وعليه دعا كيري إلى "الهدوء ووقف التصعيد"، أي وقف تطوير الانتفاضة، والعودة إلى ما قبل الانتفاضة وهذا يجب ألا يقع أو لا يكون، علينا أن نتحد جميعاً في القدس والضفة وقطاع غزة، في أراضي 1948، وفي الشتات تحت راية «حماية وتطوير الانتفاضة» ، هذه لحظة تاريخية جديدة يجب أن لا تضيع ـــ تحت الضغوط الخارجية وترددات سلطتي فتح وحماس.

■-;- كيف تتوحد مؤسسات السلطة في رام الله وغزة، وحتى الآن لا يوجد شعاراً ناظماً للانتفاضة، لا حماس تقول بأن الهدف هو منع التقسيم الزماني والمكاني للقدس وكبح التمدد الاستيطاني، هذا هو السقف الذي تطرحه، وهو ما أشار إليه أكثر من مسؤول في قيادة حماس، بالمقابل السلطة حتى هذه اللحظة لم تحدد ملامح شعارات حول ما يجري، كيف تقرأون أو تنظرون لأداء الفصائل الفلسطينية في ظل الحراك الشبابي؟
■-;-■-;- أنتم تعلمون جميعاً أن الانتفاضة الشبابية في القدس وفي الضفة الفلسطينية، في الأقصى وفي كل الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، هذه الانتفاضة من الشباب عفوية، بنوا عالم التواصل الاجتماعي، والآن اختبروا أنفسهم على الأرض والميدان، صمدوا على امتداد الستين يوماً، والآن دخلنا بالشهر الثالث، أكثر من مئة وستة وعشرين شهيد حتى الآن، ومئات الجرحى، لذلك أقول من جديد، هذا الوضع على الأرض وفي الميدان كل الادعاءات والدعوات «بالهدوء، لا للتصعيد لا للعنف» لم يستأذنوا أحداً، مقابل الهدوء، ولا التصعيد..، وحصر الانتفاضة بالأقصى أو «غضبة الأقصى» أو «غضبة القدس» كما تقول شعارات سلطوية معينة، سواء من داخل حماس في غزة أو داخل السلطة الفلسطينية في رام الله، إن هذا وذاك لن يصمد أمام انتفاضة الشباب، انتفاضة الشباب اندفعت وما زالت مندفعة .
قبل أيام اجتمعت قيادات « الجبهة الديمقراطية ، الشعبية ، حزب الشعب، فدا، المبادرة، » وقررت الانخراط الشامل بالانتفاضة على الأرض والميدان. هذا لم تقرره حتى الآن الفصائل الأخرى في الضفة وفي غزة.. ولذلك حتى الآن السؤال المطروح أين هي «الحصة الشعبية» ، «الحصة الجماهيرية» الشاملة لكل التيارات والفئات العمرية؟؟!

■-;- تبرر أهمية تفعيل وتطوير منظمة التحرير بهذه الفترة المرحلة التاريخية ..كيف ترون ذلك؟
■-;-■-;- بناء منظمة التحرير، وتفعيل وتطوير منظمة التحرير يستدعي بالضروي بناء خطوات من نوعٍ جديد،
يستدعي حكومة وحدة وطنية شاملة، تضع الآليات التنفيذية لوقف تداعيات الانقسام والعودة إلى انتخابات شاملة في الوطن والشتات، نحو مجلس وطني فلسطيني منتخب، المجلس الحالي آخر مجلس وطني توافقي لا داعي للعجلة، على اللجنة التحضيرية للدورة العادية أن تنجز كل أوراق جدول الأعمال في اطار اللجنة القيادية لتفعيل وتطوير مؤسسات منظمة التحرير، وبعدها يتم التوافق بين كل الفصائل واللجنة التنفيذية للمنظمة ورئيس المجلس الوطني على سقف زمني لعقد المجلس الوطني، حيث لم يكن ممكناً اجراء انتخابات بفعل الأوضاع على يد العدو الاسرائيلي الاحتلالي، والأوضاع في البلدان العربية في عٌشريات السنين التي مرت لكن لدينا تجربة 1996 وتجربة 2006 في الأراضي المحتلة، في احراء عملية انتخابية، تؤكد أن الامكانية للانتخابات الشعبية الشاملة ممكنة، لأن منظمة التحرير هي منظمة لكل الشعب الفلسطيني في الوطن وأقطار اللجوء والشتات، وبالتالي مطلوب حكومة وحدة وطنية شاملة، تتشكل من كل الفصائل والقوى والتيارات، والاتحادات والشخصيات الوطنية، تضع الآليات التنفيذية لأربع برامج للإجماع الوطني وقد انجزت في الأعوام 2005، 2006، 2009، 2011، ووضعنا قانون للانتخابات يقوم على التمثيل النسبي الكامل ، ووقع عليه 13 فصيلاً.
مؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية ائتلافية ليست "اقطاعية احتكارية" لفتح في الضفة أو حماس في قطاع غزة كما هو الحال الانقسامي حتى الآن بدعم وتمويل المحاور الاقليمية العربية والشرق أوسطية والدولية .

■-;- ما الذي يعطل الآن التفاعلات الداخلية الوحدوية، ودور ممثلي الفصائل في اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي، وانجاز ذلك بسقوف زمنية محددة لكل خطوة أرجو أن تضعنا في صورة ما يجري؟ ولماذا لا يعقد المجلس الوطني في سقف العام الجاري؟
■-;-■-;- نعم أعلم بذلك، وتمثيلنا وافر في اللجنة التنفيذية مندوبنا تيسير خالد، عضو المكتب السياسي، وأبو ليلى نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، والجّدية تعبر عنها مواقفنا، من أجل عقد المجلس الوطني بجّدية، كمجلس فعلي توافقي، المجلس الوطني القائم الآن هو آخر مجلس فعلي توافقي، والعمل لإنجاز مجلس وطني منتخب جاد، ولكن؛ ليس مقرراً نهاية هذا العام، أي في نهاية ديسمبر، وسيأخذ أشهراً أخرى، لأن التحضر الجاد يستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وليس ثنائي وفي سياق الأعمال التحضيرية متعدد الأشكال، بين جميع الفصائل الفلسطينية، ولكل الفصائل و حتى نصل فعلياً إلى ضرورة التحضير الشامل المشترك، من أجل تطوير وتفعيل وتطهير منظمة التحرر الفلسطينية في الدورة القادمة للمجلس الوطني، فأن علينا أن نمّيز بين الدورة الحالية المدعو لها من المنظمة في ربيع العام القادم؛ وبين مجلس وطني منتخب، المجلس الحالي مجلس توافقي انتهى زمنه، ومنذ عشرين عاماً معطل، الآن المطلوب تفعيل وتطوير منظمة التحرير، وقد قررنا ذلك في آذار/ مارس 2005، لم يكن حينها مطلوباً انتخاب مجلس وطني.
بالحوار الوطني الشامل في غزة 97 حزيران /يونيو/2006 وقعنا جميعاً 13 فصيلاً وشخصيات وطنية. على «برنامج الوفاق الوطني» الذي قرر انتخاب مجلس وطني جديد بالتمثيل النسبي الكامل.

■-;- ما السبيل لترجمة هذه الوجهة والقرارات لرؤية هذه القرارات في حيز التنفيذ و التي تفضلت بها، كيف يمكن أن تشارك حماس والجهاد الإسلامي في اللجنة التحضيرية.. كيف يمكن أن يكون ممثلين لهما.. وكيف يمكن أن تشارك حماس والجهاد الإسلامي، الآليات والسُبل؟
■-;-■-;- في السُبل والوسائل، حماس لديها أعضاء المجلس التشريعي، لديها ما يزيد على أربع وسبعين عضواً، هؤلاء سيكونون مدعوين للمجلس الوطني، لأن المجلس التشريعي جزءاً لا يتجزأ من المجلس الوطني، وبالتالي بإمكانهم أن يشاركوا، وكذلك الحال مع الأخوة بالجهاد الإسلامي، ولذلك أركز مرة أخرى، على الجدّية في اللجنة التحضيرية أن تتابع قرارها بتكليف رئيسها سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني خطوات دعوة حماس والجهاد للمشاركة في اللجنة التحضيرية وبرسالة رسمية من رئيس المجلس الزعنون وقد تم ذلك، وبيدي نسخة مصورة من رسالة الزعنون إلى قيادة حماس والجهاد، «وهكذا تمثل اللجنة كل أعضاء اللجنة العليا لتفعيل وتطوير منظمة التحرير» أن تدعي للحوار المتعدد الأشكال، وبالحوار لتفعيل وتطوير منظمة التحرر الفلسطينية، من أجل أن نعمل معاً وجميعاً نحو أنجاز هذه الدورة التوافقية، التي تحضر لخطوتين كبيرتين،
الخطوة الأولى:ــــ حكومة وحدة وطنية شاملة، والثانية:ـ الدعوة لانتخاب مجلس وطني جديد بالتمثيل النسبي الكامل والاتفاق على سقف زمني لانتخاب المجلس الجديد في الوطن والشتات.

■-;- رفيق نايف حواتمة.. حول توزيع الأراضي في قطاع عزة على موظفي حركة حماس.. موقفكم ورأيكم؟
■-;-■-;- نحن ننظر إلى القضية الفلسطينية من موقع الكلّ الفلسطيني، وليس من موقع الجزء الفلسطيني، هذا أولاً، وثانياً: ـــــ غزة ليست إقطاعية لحماس، والضفة ليست إقطاعية لعباس، والبلاد ليست إقطاعية لهذه الفصيل أو ذاك، وعليه؛ القانون يجب أن يأخذ مجراه، بموجب القوانين الناظمة للسلطة الفلسطينية؛ من هنا كل من قام بتوزيع أراضٍ على أفراد هو خارج القانون وقد أخطأ، وارتكب خطيئة بحق الكلّ الفلسطيني، والكلّ الفلسطيني هي المؤسسات الفلسطينية الملتزمة، وفقاً للقانون الأساسي للسلطة الفلسطينية، وبالتالي الإقطاعات لهذا الفريق أو ذاك، وكل من اقتطع لنفسه أو تبرع لغيره فقد ارتكب خطأً بحق الكل الفلسطيني، وخاصةً بحق أبناء غزة والضفة الفلسطينية والقدس، منذ الانتفاضة الثانية وحتى يومنا.. ومنذ أن جرت الحروب على قطاع غزة، الكثير من الموظفين وأبناء البطالة محرومين من أي دخل من المداخيل، وهذا أيضاً خطأ أساسي بحق الكلٍّ الفلسطيني.
أقول بوضوح أن الإخوة بحماس عليهم أن يتوقفوا عن هذه الأعمال الانقسامية التي تزيد الانقسام انقساماً، يجب أن تتوقف. وأقول لهم وللجميع: ــــ تعالوا جميعاً إلى برامج الإجماع الوطني التي قررناها، بأربع دورات حوار وطني فلسطيني شامل، وواحدة منها في قطاع غزة، وقررناها في حزيران/يونيو 2006، تعالوا جميعاً لتفعيل وتطوير حكومة "التوافق" الثنائي بين فتح وحماس (حزيران /يونيو 2014) التي اطلقوا عليها كلمة "الوطني"، وإعادة النظر فيها، وليس التمرد عليها، وإحراء إقطاعيات لهذا الفصيل أو ذاك، المطلوب تفعيل منظمة التحرير بالحوار الشامل، وفي إطار تفعيل الآليات المقررة بوثائق الإجماع الوطني، والقوانين الناظمة لعمل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.

■-;- كل الشكر للأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة.