خطاب مباشر للمؤمنين فى الأحداث التاريخية والتعليق عليها


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 5000 - 2015 / 11 / 29 - 00:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

الخطاب المباشر للمؤمنين فى التنزيل المدنى :
خطاب مباشر للمؤمنين فى الأحداث التاريخية والتعليق عليها
لم يأت هذا الخطاب المباشر فى التنزيل المكى . جاء فى التنزيل المدنى للمؤمنين فى التشريعات وفى القصص التاريخى المعاصر للنبى ودولته الاسلامية فى المدينة وتعليقا على الأحداث . ومع أنه تنزيل مدنى يخاطب أهل المدينة ومن حولها فى فترة تاريخية إلا إنه ــ كالعادة ـ يستعمل صفة الايمان ( الذين آمنوا ) أو ( المؤمنين / المؤمنون ) ليكون التطبيق ممكنا مع توافر نفس الظروف ، وللتاريخ عادة سيئة ، أنه يحلو له دائما أن يكرر نفسه حين تسود ( السلفية ) الماضوية ) .
ويتنوع الخطاب المباشر هنا الى نوعين : نوع ينادى فيه رب العزة الذين آمنوا قائلا : (ياأيها الذين آمنوا )، ونوع فيه خطاب مباشر من رب العزة بدونها . وتتعدد موضوعات الخطاب المباشر فى هذا وذاك . ونعطى أمثلة :
خطاب مباشر :ب( يا أيها الذين آمنوا ) فى الأحداث التاريخية
يُذكّر الله جل وعلا الذين آمنوا بالنصر على الأحزاب يقول الله جل وعلا فى سورة الأحزاب - الآية 9 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ۚ-;- وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ) ، وتكرر هذا فى سورة المائدة - الآية 11 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ-;- وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ-;- وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
خطاب مباشر :ب( يا أيها الذين آمنوا ) فى التعليق على الأحداث
والأكثر فى هذا السياق التعليق الالهى على الأحداث بخطاب مباشر للذين آمنوا :
1 ـ عن عصيان المؤمنين بعد موقعة ( بدر ) نزلت أوامر ونواهى بخطاب مباشر للذين آمنوا فى المدينة ، يقول الله جل وعلا فى سورة الأنفال ، منها : – الآية 20 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ ) الآية 24 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ-;- وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) 27 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ )
2 ــ وتكررت حالات الردة عن الاسلام بما كان يجعل النبى يحزن . وتكرر نهى النبى عليه السلام (ولا يحزنك ) ( 6 ) مرات فى القرآن الكريم فى التنزيل المكى والمدنى . قال له جل وعلا فى سورة الأنعام – الآية33 : ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ-;- فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰ-;-كِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) و قال له جل وعلا فى سورة يونس – الآية 65 : ( وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ-;- إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ۚ-;- هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) و قال له جل وعلا فى سورة يس - الآية 76 : ( فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ-;- إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) و قال له جل وعلا فى سورة لقمان - الآية 23 : ( وَمَن كَفَرَ فَلَا يَحْزُنكَ كُفْرُهُ ۚ-;- إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) .
وتزايدت حالات الكفر بين المؤمنين فى المدينة فأصابت النبى بالحزن فقال له رب جل وعلا فى سورة آل عمران – الآية 176 : ( وَلَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ۚ-;- إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا ۗ-;- يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ ۖ-;- وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . وفى أواخر ما نزل فى المدينة قال له جل وعلا فى سورة المائدة – الآية 41 عن حالات ردة مقترنة بنشاط فى التحريف والإضلال : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ-;- وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ-;- سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ-;- يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ-;- يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰ-;-ذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ-;- وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ-;- أُولَٰ-;-ئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ-;- لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ-;- وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . وليس فى الاسلام ما يعرف ب ( حد الردة ) ولم تعرفه دولة الاسلام فى عهد النبوة ، لذا جاء فى نفس السورة تحذير وتهديد مباشر من رب العزة للذين آمنوا ، يقول الله جل وعلا فى سورة المائدة – الآية 54 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ-;- وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).
3 ــ وكانت عادة سيئة للذين آمنوا التحالف والموالاة مع المعتدين ،وليست هنا عقوبة فى تشريع الدولة الاسلامية ، لذا تكرر لهم الخطاب الالهى المباشر ينهى عن هذا : فى أوائل التنزيل المدنى فى بداية سورة الممتحنة : 1 ، قال جل وعلا لهم : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ-;- أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ-;- تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ-;- وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ). وظلت هذه العادة السيئة الى أواخر التنزيل المدنى فقال جل وعلا لهم: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ-;- وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) التوبة 23 ) بل أضافوا موالاة أهل الكتاب المعتدين ، فقال جل وعلا لهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ-;- أَوْلِيَاءَ ۘ-;- بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ-;- وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ-;- إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) المائدة 51 )
4 ــ ويدخل فى ذلك طاعتهم للكافرين ، وأيضا ليست هنا عقوبة فى تشريع الدولة الاسلامية ، لذا يقول الله جل وعلا فى سورة آل عمران – الآية 149 : يحذرهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ-;- أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) ، وطاعتهم للكافرين من أهل الكتاب يقول الله جل وعلا لهم يحذرهم فى سورة آل عمران – الآية100 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ). العقوبة مؤجلة الى يوم الدين .

5ــ وكان من تحريفات أهل الكتاب دعؤهم رب العزة بقولهم ( راعنا ) وهو ( طعن فى الدين ) ، قال جل وعلا فى سورة النساء آية 46 : ( مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ-;- وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰ-;-كِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) . وعن تأثر المؤمنين بأهل الكتاب فى دعائهم بقولهم ( راعنا ) يقول الله جل وعلا فى سورة البقرة - الآية 104 ينهاهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ۗ-;- وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
ومن تأثرهم بأهل الكتاب كثرة التساؤلات فى الممنوع مثل ذات الله جل وعلا وطلب آية حسية . فقال لهم الله جل وعلا ينهاهم فى سورة المائدة – الآية 101 : 102 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا ۗ-;- وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ).
وكان بعض أهل الكتاب يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم فقال جل وعلا لهم ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ-;- أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) البقرة 44 ). وسار على نفس الطريق بعض المؤمنين فقال لهم الله جل وعلا يؤنبهم فى سورة الصف – الآية 2 : 3 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )
وكان بعض المؤمنين يؤذون الرسول عليه السلام ، وقد توعدهم رب العزة جل وعلا فى سورة الأحزاب 57 ، فقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ). وعن تشبههم بكفرة بنى اسرائيل الذين آذوا موسى علي السلام يقول الله جل وعلا محذرا المؤمنين الذين كانوا يؤذون النبى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَىٰ-;- فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا ۚ-;- وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهًا ) الاحزاب 69 )
6 ــ وتناثرت مواقف على هامش العلاقات بالمنافقين ، ونزلت تعليقات بخطاب مباشر للذين آمنوا ، يقول الله جل وعلا ناهيا ومحذرا فى سورة آل عمران – الآية118 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ-;- قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ-;- إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ).
وفى حديث الإفك الذى تزعمه المنافقون وإنجرف فيه بعض المؤمنين يرددونه ، يقول الله جل وعلا فى سورة النور – الآية 21 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ-;- وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ-;- وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ-;- مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَٰ-;-كِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ-;- وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
ونفس الحال فى ترديد أقاويل المنافقين ، ينهى رب العزة المؤمنين من ترديد مزاعم المنافقين ( واصفا اياهم بالكفر ) حين إشتدت دعايتهم السوداء بعد هزيمة ( أُحُد ) ، يقول الله جل وعلا فى سورة آل عمران : الآية 156 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰ-;-لِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ-;- وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ-;- وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
وحاول المنافقون إفساد الشورى أو الديمقراطية المباشرة بتكوين مجموعات تتناجى فيما بينها للتشويش وإرباك ( المشهد الديمقراطى ) ونجحوا فى إستقطاب بعض المؤمنين الى حلقات النجوى هذه ، يقول الله جل وعلا فى سورة المجادلة – الآية 9 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ-;- ۖ-;- وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) ويقول الله جل وعلا فى سورة المجادلة - الآية 12 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ-;- فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ). وعن تزاحم المؤمنين فى قاعة الاجتماعات العامة يقول الله جل وعلا فى سورة المجادلة - الآية 11 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ-;- وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ-;- وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )
وبعضهم نقل أخبارا كاذبة للمؤمنين ، يقول الله جل وعلا فى سورة الحجرات – الآية6 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ-;- مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
7 ـ وردا على دعاية المنافقين يقول الله جل وعلا فى سورة البقرة – الآية 153 : عمّن يُقتل فى سبيل الله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ-;- بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰ-;-كِن لَّا تَشْعُرُونَ ) ، وعن تثاقل المؤمنين عن النهوض للقتال الدفاعى نزل التأنيب لهم فى خطاب مباشر ، يقول الله جل وعلا فى سورة التوبة – الآية 38 : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ-;- أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ-;- فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ).
8 ـ وبعضهم كان يزايد على (رسول الله ) فى التشريع ، وبعضهم كان يخاطب ( النبى ) بلا أدب ويرفع صوته فوق صوت النبى ، يقول الله جل وعلا فى سورة الحجرات - الآية 1 :2 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ-;- وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ).
هذه أمثلة من الخطاب المباشر للمؤمنين فى التنزيل المدنى فى السياق التاريخى بإستعمال ( يا أيها الذين آمنوا ).
خطاب مباشر بدون ( يا ايها الذين آمنوا ) فى الأحداث التاريخية
1 ــ عن الوعد الالهى للمؤمنين فى بداية إقامة دولتهم الاسلامية فى المدينة يقول الله جل وعلا فى سورة النور – الآية55 : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ-;- لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ-;- يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ-;- وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ فَأُولَٰ-;-ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
2 ــ وعن وضعهم السىء بعد موقعة ( أُحُد ) يقول الله جل وعلا فى سورة آل عمران – الآية 139 : 140 ( وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ-;- وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ-;- وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
3 ـ وعن طاعة بعضهم للمنافقين يقول جل وعلا فى سورة التوبة عن المنافقين والسمّاعين لهم من المؤمنين : ( لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ-;- وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ) التوبة 47 )
4 ـ وعن تقاعسهم عن القتال فى أواخر ما نزل من القرآن الكريم يقول الله جل وعلا يؤنبهم فى سورة التوبة – الآية 13 : ( أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ-;- أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ-;- فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )، ويذكرهم بأنه جل وعلا الذى حمى النبى وصاحبه فى الغار : ( إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ-;- فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ-;- ۗ-;- وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ-;- وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة 40 ) ، وأنه جل وعلا الذى نصرهم فى موقعة ( حُنين ) يقول الله جل وعلا فى سورة التوبة 25 (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ-;- وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ-;- إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ )
هذه أمثلة من الخطاب المباشر للمؤمنين فى التنزيل المدنى فى السياق التاريخى بدون إستعمال ( يا أيها الذين آمنوا ).