عندما يجادل الدعاة في وجود الله 2


عبد القادر أنيس
الحوار المتمدن - العدد: 4971 - 2015 / 10 / 31 - 02:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

عندما يجادل الدعاة في وجود الله 2
في هذه المقالة الثانية من هذه السلسلة حول الدعاة الذين يجادلون في وجود الله، أبدأ مع الداعية فاضل سليمان:
http://urlz.fr/2zco
في هذا الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=bFhw6PktJJI
نلمس مفارقة عجيبة لدى هذا الداعية، وهو في هذا لا يشذ عن أغلب رجال الدين في كل زمان ومكان. هؤلاء ظلوا دائما يناصبون العداء لكل جديد باعتباره بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. كل الإبداعات والاكتشافات تعرضت للتفسيق والتبديع والتكفير على يد هؤلاء الجهلة بحجة أنها تتعارض مع علم الله الذي تضمنته كتبه السماوية المقدسة المنزلة. التطور البشري كثيرا ما عانى من الحصار الذي ظل يتعرض له الأذكياء والعلماء على يد رجال الدين. الشرائع التي تضمنتها الكتب السماوية المنسوبة إلى الله اعتبرها رجال الدين وأغلب المؤمنين نهاية التاريخ، قمة القمم، شاملة جامعة مانعة، يكفي التقيد بها حرفيا لضمان السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة.
المفارقة العجيبة هي أنهم، بعد أن تمكنوا من فرض الجمود طوال القرون، راحوا يتراجعون بخبث أمام زحف الحداثة ومعها المعرفة العلمية، لكنهم، أيضا، طوروا حيلهم لمواجهة هذه الحداثة الزاحفة، بحيث أتقنوا فن التراجع والتحايل وإعادة التخندق وراء قضاياهم نفسها، كما برعوا في الالتفاف على الحقائق بغية تحويلها لصالحهم. فما كانوا قد ناصبوه العداء بالأمس، نراهم اليوم يستغلونه حتى النخاع في صالحهم. عارضوا بالأمس دخول أغلب وسائل الإعلام (المطبعة، الصحيفة، الإذاعة، التلفزة، الفضائيات، انترنت...)، عارضوها جهلا بإمكانياتها، عارضوها ظنا منهم أنها بدعة شيطانية يمكن أن تجردهم من الاحتكار الذي ظلوا يمارسونه تجاه الحقيقة التي لا تأتي، حسب زعمهم، إلا من كتبهم وعلى ألسنتهم، ثم ها هم يتراجعون ويعيدون النظر فيها ويتهافتون عليها بعد أن اكتشفوا فضائلها في حربهم المقدسة ضد التقدم، بل بزوا غيرهم في استغلالها. وهكذا رأينا شيوخ التخلف والرجعية والبداوة يتربعون على عروش الفضائيات التي تدار حسب أرقى ما بلغته تكنولوجيا الإعلام والاتصال في العالم، بل هكذا تفوقوا حتى في احتلال فضاءات الإعلام الإلكتروني ولوّثوه بموروثهم الرجعي.
عارضوا الديمقراطية لأنها تعني حكم الشعب بينما الحكم لله فقط (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)، لكن المفارقة أن معارضاتهم وتراجعاتهم تصب كلها في هدف واحد: الدفاع عن نفوذهم وهيمنتهم على الشعوب عبر مواصلة نشر الأوهام المقدسة التي تتناقض مع كل العلوم والمعارف الحديثة. ومن أجل هذا الهدف يلجئون إلى تشويه مكتسبات الحضارة الحديثة. الديمقراطية هي حكم الشعب، لكنه تحوّل، عندنا، حسب تعريفهم لها، إلى حكم الشعب المسلم الذي اختارهم أي اختار أن يُحْكَم بالشريعة الدينية. خروج المرأة أمر محظور في شريعتهم، لكن ما أسهل ركوب النصوص الدينية بناء على مقولات انتهازية مثل (الضرورات تبيح المحظورات) بل حتى مثل (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر).
لهذا تسخّر القوى المتخلفة عندنا المدعومة بأموال النفط السخية كل الوسائل الممكنة للدفاع عن وجود الله. وجود الله الذي يعني لها بقاء الدين وهيمنة رجاله وحكامه على الناس. وجود الله رهين بوجودهم ووجودهم رهين بوجود الله المتماهي مع هذه الشرائع. هذه هي الحقيقة.
ليس غريبا أن يتحول مهندس إلكترونيك إلى مجادل في الدفاع عن وجود الله، فهذا وارد بعد أن طلقت جامعاتُنا العلمَ بالثلاث، رغم حاجة مجتمعاتنا الماسة إليه، وتحولت إلى أوكار لنشر الفكر الديني حتى صارت تعقد فيها المؤتمرات (العلمية) العالمية في الإعجاز العلمي في القرآن، بل وتعقد مؤتمرات للطب البديل على طراز فضائل بول البعير والحبة السوداء والرقية، وغير ذلك من الفضائح.
نسمع لهذا الداعية وهو يتساءل: "إيه الدليل على وجود ربنا؟"
ويجيب: "لو عندنا كتاب تِخِين، وكتاب رُفَيَّع أوي. فيهما نفس المعلومات بالضبط. أكيد الذكاء الذي اسْتُخْدِمَ في صياغة المعلومات في كتاب رفيع أوي أكبر من الذكاء الذي استخدم في وضع المعلومات في كتاب تخين..." ثم يستدرج الداعية المستمع شيئا فشيئا عبر أمثلة تخزين المعلومات بواسطة التكنولوجيات الحديثة إلى ما مفاده أن المعلومات المخزنة في الد ن إ دلالة على عبقرية عظيمة خارقة، ويخلص إلى التساؤل: "هل ممكن حد يقول بأن خلية الد ن إ التي تحتوي على كل المعلومات الهائلة دي اتْعَمْلَتْ بالصدفة؟" ويسأل: "طَبْ إيه رأيك أن هؤلاء العلماء لم يخترعوا شيئا، بل قلدوا الد ن إ الموجود داخل الخلية الحية داخل جسم الإنسان". وحبذا لو تساءل أيضا عن السبب الذي جعله وأمثاله لم يسبق الغربيين في هذه المأثرة العظيمة!
يخلص الداعية في النهاية إلى أن هذا هو السبب الذي جعل "ملحدين كبار مثل أنتوني فْلُو أستاذ الفلسفة في جامعة أكسفورد والذي ألحد بسبب أعماله وكتبه آلاف الناس، ويضع لهم كلهم مقلبا سنة 2004 ويؤلف كتاب "هناك إله" ويعلن بأنه أصبح يؤمن بوجود الإله"، و"هذا الذي خَلَّى ملحداً فضيع مثل فرانسيس كولنز الذي هو مدير مشروع الجينوم البشري وكان من أكبر الملحدين، خَلاَّه يَعْدِل عن إلحاده ويصبح مؤمنا شديد الإيمان بوجود الخالق. الخالق الذي قام بتصميم الإنسان تصميما عبقريا. الصدفة والعشوائية لا يمكن أن تصنع هذا. وذكر هذا الداعية أن عالما في جامعة أمايتي يدعى جيرالد شرودر قام بتجربة على القردة فوجد أن "احتمال أن يكتب قردٌ بيتا واحدا من قصيدة لشكسبير بالصدفة هو عشرة أس ناقص 390 يعني واحد على عشرة جنبها 600 صفر، بينما عدد جسيمات الكون كله: الكترونات، بروتونات، نيوترونات.. هو عشر أس ثمانين. يعني لا توجد جسيمات كفاية في الكون كله تكفي التجربة".
ويخلص مهندس الإلكترونيك هذا إلى أن القرآن يدعوك إلى التفكر في إمكانية الصدفة، ويقول لك: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلِقَت)؟ ويخلص إلى استحالة أن "يكون كل هذا حدث بالصدفة بل هو صنع الله الذي أتقفن كل شيء، وبهذا أثبتنا أنه لا يمكن أن يوجد الكون بدون مُوجِد.." انتهى.
يبدو هذا الداعية في جداله مقنعا مفحما لذوي العقول البسيطة (كما نلمسه من خلال قراءة التعليقات البائسة تحت الفيديو) وهو يتحدث عن الـ د ن أ (DNA) وما أدراك! عن تعقيده،عن صغر مكوناته اللانهائي، عن دوره العظيم في الوراثة، لكنه مقابل ذلك يتستر على فكر ديني حوى كل ما يناقض العلوم الحديثة سواء الطبية أو التاريخية أو الجغرافية أو الكونية، يفعل تماما مثل ذاك الذي يرى الخشبة في عين جاره ولا يرى الشعرة في عينه. في تناوله للقرآن لتأييد موقفه نراه يتحايل وينتقي ما يؤيد زعمه ويهمل ما يفضحه: يقرأ علينا، بعد جولة مبهرة في الاكتشافات العلمية الحديثة حول الـ د ن إ، آية: (أفلا ينظرون إلى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) ولا يكمل (وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ، وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ، وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ..)، بينما تلاميذنا في مراحل تعليمهم الوسيطة قد تجاوزوا المعرفة البسيطة التي كان يتصورها الناس قبل 14 قرنا حول كون السماء قبة مرفوعة فوق الأرض سميكة غير قابلة للاختراق إلا بسلطان الله وهي فوق ذلك مرفوعة بغير عمد نراها وأن الأرض عبارة عن مسطح من اليابسة مستقر فوق الماء وأن الجبال نُصبت في البداية لتثبيت الأرض وتمهيدها لسكنى الإنسان حتى لا تميل به فيتدرج في الماء. تلاميذنا يعرفون اليوم كيف أن الأرض كروية وليست مسطحة حسب القرآن وأن الجبال موجودة على اليابسة وفي أعماق المحيطات، ولم تنشأ هكذا مرة واحدة، بل تطورت ولا تزال بفضل البراكين وتدافع القارات وعوامل أخرى كثيرة، ويعرفون أشياء كثيرة تجعل من المعرفة الدينية القديمة أمرا يدعو إلى الإشفاق على مستوى معرفة أسلافنا.
لكن المفارقة الأكبر أن يجادل هذا الداعية دفاعا عن أفكار دينية قيلت منذ 14 قرنا وينتصر لها مستعينا بأرقى الاكتشافات العلمية الغربية الحديثة مع التنكر أو بالأحرى تغييب ومعاداة جانب آخر، شكل ولا يزال يشكل البيئة الحقيقية التي كانت وراء كل هذه الاكتشافات والإبداعات أعني هذه الفتوحات العظيمة في مجالات أخرى من العلوم الإنسانية لا تقل أهمية عن العلوم الدقيقة مثل الأفكار والمذاهب والفلسفات التي كانت وراء هذه الأنظمة السياسية والدساتير والمواثيق والقوانين التي هدفت كلها إلى الدفاع عن هذا الإنسان الذكي الحر المبدع الفضولي المخترع الذي أهانته الأديان وتوفير المناخ النقي الذي يتحرك فيه الناس بكل حرية حتى أبدعوا ما أبدعوا، بينما يدافع هذا الداعية عن فكر ديني شرّع للعنف، للرق، للحروب، للعقوبات الهمجية، للتمييز العنصري، لرفض الآخر المختلف الكافر، باختصار، يدافع هذا الشخص عن أيديولوجيا متخلفة لم نعد نجد فيها حلا واحدا محترما يصلح لإصلاح حالنا في السياسة والاجتماع والاقتصاد والتربية وتنظيم الأسرة.. الخ. يفعل كل هذا في سبيل عرقلة انتشار أفكار وتجارب في السياسة والاجتماع والاقتصاد والتربية والتعليم أثبتت نجاعتها حيثما عُمِلَ بها. ولهذا لا أجد أية غرابة عندما يصرح هذا الداعية بأنه ضد أي عمل عسكري ضد داعش، وكأن داعش ليست حركة إسلامية إرهابية مارست أقذر أنواع الإرهاب: السبي، الذبح، التهجير، الرق...
http://urlz.fr/2CiR
مع ذلك دعونا نتمعن في مستوى ومصداقية الجدل الذي خاضه هذا الداعية ردا على سؤاله: "إيه الدليل على وجود ربنا؟"
لا شك أن الـ د ن إ، أعجوبة من أعاجيب الطبيعة أدهشت العلماء. لكن هل كل ما أدهش العلماء فوقفوا إزاءه عاجزين عن تفسيره لا بد أن يقودهم إلى الإيمان بالله؟ هذه ليست أول حيلة دينية يرفع لواءها رجال الدين للتشكيك في العلم والعلماء. وجود الله أصلا كان نتيجة لوقوف الإنسان الأول مشدوها أما ظواهر الطبيعة التي بدت له غامضة مخيفة مدهشة جبارة عاتية. الظواهر الطبيعية التي تمكن العلم اليوم من تفسيرها كانت تثير الهلع لدى الأسلاف وتجعلهم ينسبونها إلى قوى خفية مخيفة وقفوا إزاءها فزعين مستسلمين حتى توهموا أن وراء حدوثها آلهة أو شياطين تتربص بهم كل الشرور. هكذا كانت البدايات الأولى للأديان. تعدد الآلهة الخيرة والشريرة بتعدد الظواهر الطبيعية النافعة أو الضارة بلع عشرات الآلاف في الحضارة الإنسانية. تخيل الناس آلهة للشمس والقمر والنجوم وأبراج السماء والبراكين والزلازل والأعاصير والبحار والأنهار والطوفان... الخ. حاولوا التقرب منها والتماس عفوها وعونها عبر العبادات والأضاحي بما فيها قرابين من البشر كانت دماؤهم تسفك ترضية للآلهة الغاضبة.
أعجوبة الـ د ن إ إذن ليس سوى مرحلة أخرى من المراحل التي واجهها الإنسان ووقف عاجزا أمامها تفسيرها، ولكن على حين. لكن القول بأن الد ن إ لا تفسير له سوى أنه صُنْع الله هو قول لا يختلف عن أقوال الأقدمين حول الظواهر الطبيعية المختلفة. الاعتقاد بهذا الزعم ما هو سوى مصادرة للمستقبل، وكأن الداعية يدعونا إلى التوقف عن البحث العلمي بعد كل عقبة تقف في وجوهنا.
قول الداعية بأن هذا هو السبب الذي جعل "ملحدين كبار مثل أنتوني فْلُو (Anthony Flew) أستاذ الفلسفة في جامعة أكسفورد والذي ألحد بسبب أعماله وكتبه آلاف الناس، ويضع لهم كلهم مقلبا سنة 2004 ويؤلف كتاب "هناك إله" ويعلن بأنه أصبح يؤمن بوجود الإله"، هو قول مغرض وبائس وانتقائي، كما هي عادة الإسلاميين.
دعونا نقرأ ما كتب أنتوني فلو في كتابه "هناك إله" ص. 93
"علي أن أشير إلى أن اكتشافي للإلهي قد جرى على صعيد طبيعي صرف، ودون أية مرجعية لظواهر خارقة للطبيعة. كان هذا تمرين عادة ما يطلق عليه اللاهوت الطبيعي. ولا علاقة له بأي دين من الأديان الموحاة (السماوية). وأنا لا أزعم أنني مررت بتجربة شخصية عن الله ولا بتجربة يمكن أن تكون خارقة للطبيعة أو معجزة. باختصار، إن اكتشافي للألهي كان عبارة عن رحلة للعقل وليس للإيمان".
واضح من هذا الكلام أن الرجل صار ربوبيا (déiste). الاتجاه الفلسفي الربوبي (déisme) يختلف عن عن الاتجاه الإلهي (théisme). الأول يؤمن بوجود إله دون أن يسند إيمانه إلى نصوص مقدسة أو أديان منزلة. بينما الثاني يربط الإيمان بالتبعية لدين معين. الاتجاه الربوبي لا ضير منه مادام جاء نتيجة تفكير بشري، ولا علاقة له بأية شريعة من الشرائع المعروفة المتعالية. وجود الله هنا مثل عدمه مادام من اختراع البشر. (طبعا كل الآلهة من اختراع البشر). لكن الإيمان بإله الأديان يقتضي الإيمان بشرائعها، وهذه مشكلتها العويصة.
الداعية فاضل سليمان غَيَّبَ هذه الحيثية خدمةً لأصوليته الدينية وليس خدمة للحقيقة. الهدف ليس البرهنة على وجود الله بل العمل على مواصلة ربط المؤمنين بالدين (أي الإسلام في هذه الحالة) وما يقتضي ذلك من ارتباط بأيديولوجيته المعادية للعلم والحداثة وحقوق الإنسان.
الداعية فاضل سليمان لا يقول لنا الحقيقة، أيضا، وهو يستنجد بفرانسيس كولنز (Francis Collins). فهو ليس ملحدا فضيعا كما وصفه، بل هو مسيحي إنجيلي. ألف كتاب "جينوم الله"، وفيه شرح بأن العلم يجب أن يتصالح مع الإيمان، وأن على الاثنين أن يعملا معا، وليس الواحد ضد الآخر. وهو موقف محترم مهما اختلفنا معه ولا يخدم غرض الداعية الإسلامي المدافع عن داعش وما وراءها من شريعة حمقاء.
جيرالد شرودر Gerald Schroeder الذي ختم به الداعية فاضل سليمان جداله باعتباره عالما في أمايتي MIT، يكفينا شره كلاهوتي يهودي وليس كعالم، تصريحه بأن هناك "دليل مطلق وعلمي بأن الله يحمي الشعب اليهودي في إسرائيل" بعد دراسة على الصواريخ العربية الموجهة ضد إسرائيل. ولعل هذا ما دفعه للعيش في القدس باعتبارها مدينة الله المحمية.
http://alyaexpress-news.com/2015/05/dr-gerald-schroeder-la-preuve-absolue-et-scientifique-quune-force-supreme-protege-le-peuple-juif-en-israel-video/
أما الخرافة التي سوّقها الداعية لأتباعه المساكين حول أن "عدد جسيمات الكون كله: الكترونات، بروتونات، نيوترونات.. هو عشر أس ثمانين"، فهي مهزلة المهازل واستخفاف حقير بعقول الناس، ذلك أن العلماء ليسوا متفقين على عدد النجوم في درب اللبانة حيث تستقر مجموعتنا الشمسية، ناهيك عما لا يحصى من الكواكب والكويكبات والنيازك والمذنبات والغبار الدائر حول كل نجمة من النجوم الـ 224 مليار المقدرة في مجرتنا وحدها بناء على قياس متوسط الضوء الصادر عنها، وليس بناء على تعدادها واحدة واحدة. هذا في مجرة واحدة فقط، بينما يقدر العلماء عدد المجرات في كوننا المعروف بين 100 و200 مليار مجرةز ناهيك عن نظريات أخرى تتحدث عن أكوان كثيرة. أين نحن إذن من قول هذا الداعية الدعي بأن (عدد جسيمات الكون كله: الكترونات، بروتونات، نيوترونات.. هو عشر أس ثمانين).
يتبع