بدوي في أمريكا 3


عبد القادر أنيس
الحوار المتمدن - العدد: 4949 - 2015 / 10 / 8 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

بدوي في أمريكا 3
أتابع في هذه المقالة الثالثة رحلة عائض القرني إلى أمريكا ضمن هذه السلسلة من المقالات التي هي عبارة عن قراءة في محاضرة له تحت عنوان (أمريكا التي رأيت)
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=19662&full=1
قال عائض القرني: "أخذنا الجوازات، وخرجنا في ساحة شركة بانام، فلما توقفنا رأينا هذه اللحوم البشرية وهي تموج أمامنا، الرجل يأخذ المرأة فيقبِّلها وما عليه، وعندهم في العرف الأمريكي -وقد ذكره هنري هذا- أنك ليس من حقك أن تنظر إلى الأمريكي، ولا تنظر إلى أحد من الناس، اذهب في أمرك، وعُد إلى مكانك، واشتغل بخاصة نفسك، ولا تتدخل في شئون الآخرين، وإذا نظرت إليهم استنكروا ذلك، هذه اللحوم البشرية تعيش كالبهائم، لا مبادئ ولا أخلاق ولا سلوك، ترى اللوعة والله، ترى القلق، ترى الحزن ولو كانوا يضحكون، يقبِّل الرجل المرأة وتقبِّله وهو أجنبي وهم يضحكون، ومع ذلك ترى اللوعة والأسى، والقلق والاضطراب في محياهم: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" [طه:124-126]."
نستشف من هذا الكلام، أن عائض القرني، وبسبب بدويته الدينية، قد حوّل مظاهر التمدن إلى مظاهر أخلاقية سيئة. هكذا صار الأمريكيون مجرد (لحوم بشرية تعيش كالبهائم بلا مبادئ ولا أخلاق ولا سلوك)! هكذا هم الأمريكيون، فقط لأن " الرجل يأخذ المرأة فيقبِّلها" أمام الناس. يقول هذا الكلام وكأن أي رجل في أمريكا يمكن أن يأخذ أية امرأة ويقبلها، دون معرفة مسبقة، دون تراضٍ، دون علاقة حميمية بينهما. هكذا يمكن أن يفهم القارئ المسلم الذي يقرأ ما يكتب هذا البدوي بثقة عمياء فيزداد مقتا واستعدادا تجاههم لأسباب تافهة. يقول هذا الكلام بينما ينص دينه الصالح لكل زمان ومكان (!) على حق الرجل المسلم في انتهاك عرض أسيرات الحروب باعتبارهن سبايا (مملوكات) ودون رضاهن، بل هو يعلم علم اليقين أن نبيه (تزوج) بأسيرته (صفية) ودون رضاها ووطئها بعد يوم فقط من قتل زوجها وإبادة أسرتها وعشيرتها في خيبر، وكان قد قتل أباها قبل ذلك في نكبة بني قريظة. أما الزوجة التي ترفض معاشرة زوجها فإن الملائكة تبيت تلعنها حتى تصبح حسب شريعة القرني، ويكون من حقه ضربها.
يستشنع القرني أخلاقا ومعاملات لدى الأمريكيين يمارسونها بكل حرية دون إكراه أو رقيب إلى رقيب الذوق السليم والإحساس المرهف، على النقيض مما هو جارٍ في السعودية، ويحسبها مساوئ لأن بدويته الدينية تدعو الناس للتدخل في شؤون بعضهم البعض باسم الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتبديع والتفسيق والتكفير..، حتى تحولت حياة الناس عندنا إلى جحيم، بل صيّروا الناس جواسيس يراقب بعضهم البعض حتى عم النفاق والرياء وصار الناس لا يعيشون حسب ما يرضيهم بل حسب ما يرضي الآخرين، أو بالأحرى حسب ما يرضي قوما عاشوا منذ 14 قرنا. عندنا مثال شعبي يعبر عن هذا الوضع الخانق: (كُلْ ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)، ومثال آخر جعل للحيطان آذانا، وصار الناس يعانون من انفصام في الشخصية حيث تزدوج وتتعدد شخصياتهم حسب المناسبات، واحدة يعيش بها في السر والأخرى في العلانية، واحدة لممارسة السياسة وأخرى عندما يقبل على ممارسة الشعائر الدينية، واحدة عندما يتعامل مع ضعيف وأخرى عندما يتعامل مع قوي، كل هذا يمارسه الناس ويجدون في الدين مخارج كثيرة فمن حج عاد كما ولدته أمه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه ومن قال لا إله إلا الله مائة مرة غُفرت له ذنوب ذلك اليوم ليبيت مرتاحا ليعود في الغداة إلى ارتكاب كل المخالفات.
ولا ينسى القرني استعداء إلهه الجبار العاتي ليسلط على الأمريكي "مَعِيشَةً ضَنْكاً" ويحشره "يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"، كل هذا لأن الأمريكي لا يشعر بالحرج فيأخذ زوجته أو حبيبته بين يديه ويقبلها أمام الملأ، (رغم فساد هذا التعبير الذكوري باعتبار أن هذا الفعل يتم بمبادرة الطرفين) ولأن الأمريكي لم يعد يرى من حقه أن ينظر إلى أمريكي آخر بنية المراقبة أو التدخل في شئونه كما نفعل نحن. بل كما قرر القرني نفسه القيام به وهو يحل ضيفا على الأمريكيين، وكأنه بُعِثَ إليهم مفتش آداب يتسقط نقائصهم ويضَمِّنُها في تقرير يرفعه إلى من يهمه الأمر.
كل هذا لاحظه القرني وأصدر أحكامه في لحظات قصيرة قبل أن يواصل رحلته، ولكن ليس قبل أن يستقبح موقف آخر لهؤلاء "الأمريكان (الذين) يشعرون بعتوٍّ وجبروت على العالم، كأن هذا الكون ملكهم، وكأننا نحن دخلاء في هذا الكون، كأنهم يسيرون الدنيا بمن فيها".
ولعل في بعض ما يقول القرني في هذه الفقرة الأخيرة، تجاه الأمريكان، شيئا من الحقيقة، رغم أنه لا يدركها، ذلك أنه من حق الأمريكان أن يفخروا ويَتَمَنَّنُوا على غيرهم لفضلهم الكبير على البشرية. يكفي أن نعلم أن بلادهم تحتل المرتبة الأولى بين جوائز نوبل (288 جائزة على 829)، وجامعاتها تحتل المراتب الأولى عالميا، ونادرا ما نجد جامعة عربية ضمن الخمسمائة جامعة الأولى، وهي الأولى عالميا في ترتيب براءات الاختراع، والأولى في ما لا يحصى من العلوم والفنون والرياضات....
يواصل هذا البدوي وصحبه وصف رحلته فيقول: " ثم طرنا بواسطة شركة بانام لا حياها الله ولا بياها، وكان هذا الطيار كأنه يسوق هايلوكس -إي والله- نحن في ضباب، ولكن كادت عقولنا أن تطير، وقد ذكرتُها في القصيدة، يهوي بنا المطب فيأخذه في كيلو، فكادت عقولنا أن تطير، فتمسكنا، وكان الأمريكان يضحكون ويصفقون له، وكأنه يعبث حالماً يسمع التصفيق له؛ لأن هذه الشركة معروفة بالعباطة -كما قالوا- فتُبْنا من أن نركب بواسطتها مرة ثانية، ولما نزلنا في واشنطن كأنَّا خرجنا من القبور أحياءً بعدما متنا، عرقنا يتصبب، ونحن ننتفض من هذه الفضيحة، وهذه المشكلة التي ركبنا فيها، فلما أخبرنا زملاءنا قالوا: أسأتم كل الإساءة! أتركبون مع شركة بانام؟! لا يركب فيها إلا العُبطاء أو اللاهون أو الذين يريدون أن يتفسحوا ويتفرجوا".
هنا ينسى القرني أنه سبق أن قال عن رحلته: "لا يحفظنا إلا الله في حَدِيْدة بين السماء والأرض، لو توقف مسمار أو سلك لهبطنا؛ ولا ينقذنا إلا الواحد الأحد". فما باله هنا يفقد ثقته في ربه، ويصب جام غضبه على الشركة وطياريها (العبطاء) من شدة الهلع. من المفروض أن يكون الأمريكيون هم الأشد حرصا على حياتهم حسب هذا المنطق. لكن البشر كلهم حريصون على حياتهم مهما نافق المتدينون. الراجح في قول القرني أنه كان مرعوبا فتصور أمورا غير صحيحة وبالغ فيها حد المهزلة.
المهم أن القرني وربعه وصلوا بسلامة إلى واشنطون، ولو في حالة بائسة مضحكة. لكن المدينة ومناظرها وطبيعتها أنستهم هذه المحنة للحظات قصيرة، ليواصل بعدها التشنيع على مضيفيه مثل قوله: "نزلنا هناك، واستقبلنا نخبة من الصالحين (مستقبليه من العرب والمسلمين)، وكان الثلج يغطي الأرض، أما جمال الطبيعة فسبحان من أعطاهم جنتهم في الحياة الدنيا!"
هكذا تحول جهد الأمريكيين طوال مائتي سنة لجعل مدينتهم من أجمل العواصم، منحة ربانية، ولكنها منحة مغشوشة، لأن الله ببساطة "أعطاهم جنتهم في الحياة الدنيا!"، وهو ما يعني أن لا نصيب لهم في الجنة (الأخرى) التي سوف يحتكرها المسلمون فقط (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرين من الخاسرين)!!. أما نهر واشنطون فهو يأخذ "الجِمال، لو كان أمامه جَمَل لشدَّه ورماه". فما دخل الجَمَل؟
ولكنَّ هذه الطبيعة الخلابة لم تكف لجعل هذا البدوي ينسى بداوته الدينية ولهذا يستدرك دائما مستعديا قرآنه على مضيفيه الكرماء "ولكنهم عتوا عن منهج الله، أعرضوا تماماً عن الله، ألْحَدوا في شرع الله: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ [النحل:112]".
يواصل القرني هذا الوصف المشحون بالكراهية لأمريكا. فيقول: "نزلنا في فندق ريجيسون في واشنطن، وكان من التعليمات التي يعرفها من يذهب إلى هناك: ألا تفتح باب غرفة الفندق إذا دخلْتَ حتى تعرف من الناظور من الذي طرق عليك، فهم في إرهاب وخوف، قد يدخل عليك رجل بخنجر فيقتلك ويأخذ ما معك، أو قد يدخل عليك من يطلق عليك الرصاص، ثم لا محكمة ولا قضاء، ولا شيء، لا تعرفه ولا يعرفك، فكلما طرق طارق فزع الواحد منا، فيَنْظُر أحدنا في الناظور...".
ومع ذلك لم يحدثنا القرني أنه تعرض لمكروه خلال هذه الرحلة.
ثم يقول: "خرجنا من هناك ما يقارب ثلاثة أيام ما سمعنا أذاناً، ولا قرآناً، ولا توجُّهاً، وما سمعنا تسبيحاً، ولا ذكراً لله، أمة كالغنم، كالبهائم، وهم من أشد الناس عملاً، ينطلقون الساعة السابعة ولا يعودون إلا مع صلاة المغرب، في عمل كالآلة، الأمريكي مبرمج كالثور، يذهب من بيته إلى عمله ثم يعود في المساء، والعجيب أن أساتذة الجامعات عندهم لا يعرف أحدهم الولاية التي بجانبه، ولا حدودها ولا أخبارها، هذا يقين، ولكن دخلنا المركز الإسلامي في واشنطن فسمعنا (الله أكبر) فكأن قلوبنا عادت وحييت بعدما ماتت"!
هكذا تتحول قيم الحداثة والتمدن في عيني هذا البدوي إلى مساوئ. الأمريكيون كالغنم والبهائم لأن بدويَّنا لم يسمع آذانا. والأمريكي العامل المجد صار مثل الثور. أما أساتذة الجامعات فهم جهلة لأنه "لا يعرف أحدهم الولاية التي بجانبه، ولا حدودها ولا أخبارها"!
بعدها انتقل القرني وصحبه إلى كلورادو حيث حضر مؤتمر إسلامي. وفيه جرى الإعلان عن مقتل عبد الله عزام في بيشاور (أي عام 1989). ووصف تأثر الحاضرين بعد إذاعة خبر مقتل عزام: "وأتى رئيس المؤتمر: الشيخ محمود مراد، ببيان رهيب كأنه يتقطع دماً، ثم قام أمام المؤتمر فقرأ البيان بعد صلاة المغرب، فبكى وأبكى حتى سمعنا بكاء النساء المسلمات من وراء الحجاب، وهذه علامة القبول إن شاء الله، وأبلغ برقية للشيخ سياف من ذاكم المؤتمر".
ثم يشكك القرني في جدوى الحريات والديمقراطية على حياة الناس التي خلت، حسب قوله، من الأمن والرخاء، ومرة أخرى يستنجد بآية لتقريعهم: " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ"، ويستخلص منها أن " لا أمن إلا للمؤمن، أما الكافر فحرام عليه الأمن، وحرامٌ عليه أن يهجع" (أي ينام أو يطمئن). ويواصل بهذه الطريقة تَسَقُّط المظاهر السلبية في المجتمع الأمريكي ليبني عليها مواقف عامة مغرضة.
حين زار القرني أمريكا كانت حكوماتها تلعب بالنار في سياساتها الخارجية وهي تتحالف مع السعودية وباكستان ضياء الحق وغيرهما لتعبئة العالم الإسلامي ضد التدخل السوفييتي في أفغانستان. ولا شك أن العالم يحصد، اليوم، تلك الأشواك التي زُرِعت بنية محاربة الشيوعية، ولكن أمريكا دفعت الثمن غاليا جراء ذلك. ويبدو لي أن الغرب، بصفة عامة، لم يعتبر كل الاعتبار بما حدث حتى اليوم، خاصة في تعامله مع قضايا البلاد الإسلامية، لكنهم انتبهوا إلى الخطر الذي يمثله الإسلام بصورة عامة وخطر التطرف بصفة خاصة على حياة الناس في بلدانهم فبدأت الدوائر تضيق عليه وبدأ الدور السعودي ينفضح أكثر فأكثر.
كنت أنوي مواصلة الكتابة حول المحاضرة كلها، لكني بدأت أشعر بالقرف منها ومن بداوة صاحبها، وظلامية فكره. لهذا سأتوقف هنا، ومع ذلك فإن قراءة هذه المحاضرة حتى نهايتها مفيدة لكل من يريد أن يفهم أكثر الدور السعودي الوهابي في نشر الإرهاب في العالم تحت غطاء نشر الإسلام وإخراج الأمم الكافرة من ظلمات الديمقراطية والحرية إلى نور الإسلام!!!
منذ أن قام هذا البدوي الوهابي برحلته إلى أمريكا، مرت ست وعشرون سنة. فهل تغير فكر عائض القرني رغم الدمار الذي تسبب فيه ودولته للعالم وللمسلمين بخاصة؟ كلا. في آخر رحلة قام بها إلى بلاد الكفار، حيث قصد باريس لإجراء عملية جراحية، كتب رسالة من هناك عبر فيها عن إعجابه بالحضارة الغربية فأسخط عليه قراءه لأنه مدح الكفار،
http://archive.aawsat.com/details.asp?section=17&issueno=10670&article=458436#.VhWnJysYGUl
ردود الفعل السلبية تجاه رسالته يستحقها القرني، على الضد ممن دافعوا عنه، "فمن زرع الشوك لا يجنبي العنب". القرني والقرضاوي وغيرهم من علماء الإرهاب فقدوا الكثيرة من الهالة والنفوذ. الحكومات اليوم تطالبهم بخطاب آخر مضاد للتهدئة واستغفال العالم مرة أخرى عبر تقديم إسلام متسامح منقَّى يختلف عما كانوا ينشرونه، لكن الحركات الإرهابية وشبابها الذين ترعرعوا في البيئات الوهابية شَبُّوا عن الطوق ولم تعد لشيوخهم سلطة عليهم، بل صار هؤلاء الشيوخ فقهاء السلاطين في نظرهم. ولهذا فعندما كتب القرني في رسالته: "وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة، أما نحن العرب فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة"، عندما كتب هذا الكلام المنافق قامت عليه الدنيا، رغم أنه مهّد له بمبررات أخرى خبيثة ومسمومة: "أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتَّهَمَ بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف، ووالله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين. ولكن الاعتراف بحسنات الآخرين منهج قرآني، يقول تعالى: "ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة". هكذا هو القرآن مثل عجينة أطفال المدارس، يشكلونه حسب المراد الطلب والمصلحة، لكن تمسحه بالقرآن لم يعد يقيه ولا غيره شر الأفاعي التي ربوها وأطلقوها تلدغ في جميع أنحاء العالم.