الحريات1: العربية السعودية


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 21:52
المحور: الادب والفن     

أولاً
للدخول من أبواب العصر الواسعة، يجب تغيير كل شيء في السعودية من طقطق لسلام عليكم!
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي أولى المنكرات، أعضاؤها باسم الأمر بالمعروف يأمرون بكل ما يحرم الإنسان من حقوقه، وليحافظوا على امتيازاتهم، لأنها كل شيء لهم –رئيسهم برتبة وزير- سنبعث بهم إلى فاتيكان مكة، البيت الحرام، فلينهوا عن المنكر هناك، وليأمروا بالمعروف هناك، ربما وجدوا هناك لأنفسهم تبريرًا لكل ترهاتهم، وليعيشوا هناك في زمن الجاهلية لو يشاؤون، لنحرر من المطاوعة، بوليسهم الديني والعياذ بالله، باقي التراب الوطني، ومن خرفناتهم.

ثانيًا
أما عن القضاة فحدث!
المشايخ القضاة الساديون الذين حلت النخالة محل العقل في رؤوسهم كلهم إلى فاتيكان مكة، فليحكموا بألف جلدة على أنفسهم لو يشاؤون، هم أحرار من هذه الناحية، ونحن سنتحرر منهم: شهودهم هناك سيكونون مسلمين متممين واجباتهم الدينية كما يوجبون، وسنترك لهم التأويل الذي يرونه للإسلام، وبالمقابل، ستكون لباقي التراب الوطني محاكمه المدنية ككل المحاكم في العالم، شِبهة المتهم، من حقه الإنساني، حتى تثبت التهمة عليه، والشاهد شاهد عِيان، أيًا كانت مِلته، أيًا كان عِرقه، أيًا كان لونه، مع محامين وهيئة محلفين، وقضاة عقولهم في رؤوسهم.

ثالثًا
وعن تعليم الدين في المدارس هل سمعت؟
الدين في القلب، كانت تقول أمي، وهؤلاء يريدون قمعنا بالدين، منذ الصف الأول الابتدائي، والدين منهم بريء! الدين جميل بعيدًا عن أَدَوِيَّتِهِ، بمعنى أن نجعل من الدين أداة، كالعصا التي نضرب بها الحيوان، فليذهبوا إذن برؤيتهم عن الدين إلى فاتيكان مكة، ليُكرهوا المؤمنين على حب الدين، وليتركوا الناس يحبون الدين على راحتهم، وبالطريفة التي يريدون فيها أن يحبوه، وليحبوه إن كان الإسلام، وإن كان المسيحية، وإن كان اليهودية، وإن كان الصابئية، وإن كان الإيزيدية، وإن كان... وإن كان... وإن كان... هم يقولون الإسلام يعترف بهاتين الديانتين على الخصوص، المسيحية واليهودية، ولأن في رؤوسهم النخالة لا العقل يطبقون العكس، يمنعون هاتين الديانتين وكل دين غير الإسلام، ويرتكبون ألف جنحة يستحقون عليها ألف جَلدة.

رابعًا
فاتيكان روما مفتوح لكل البشر المسلمون أولهم!
فاتيكان مكة (ومسجد المدينة التابع له) سيكون مفتوحًا لكل الموحدين ولكل الآخرين، حتى للملحدين، لماذا كل فرد يدخل كنائسهم ونحن لا؟ بالطبع هناك طقوس يجب احترامها، وكفى.الأكل، كل واحد وما يأكل. اللباس، كل واحد وما يلبس. رمضان، كل واحد وما يقدر. الصلاة كل واحد وما يريد، فلا إكراه في الدين، إذن كل صلوات السعودي بالإكراه غير مقبولة، وكل دعاءاته، ودل ادعاءاته، ولأذكّر بما كانت تقوله أمي: الدين في القلب!

خامسًا
هل تعرفون ما هو حلمي الأغلى على قلبي؟
تأسيس كازينو في الطائف. نعم، كما هي الحال في مدينة موناكو، كما هي الحال في مدينة لاس فيجاس، لماذا نبتعد كثيرًا؟ كما هي الحال في مدينة بيروت. وأن تعمل البنوك بفوائد، ككل البنوك في العالم، وإن كان هناك إصرار على رفضها أخذتها أنا، وأن ينتخب السعوديون مجلس نوابهم (وباي باي يا مجلس شورى بل وإلى الجحيم، هناك خير مكان لكم للتشاور، كما يلاحظ القارئ لم أقل فليذهبوا إلى فاتيكان مكة، فاتيكان مكة لن يتشرف بهؤلاء الدكتاتوريين)، وأن تسوق المرأة السعودية سيارتها، ودراجتها، وقاربها، وبدون نقاب، وأن يرى الرجل السعودي العالم بعين الفرنسي، بدون أحكام دينية، كمريض بَرِئَ، هم بَرِئوا مع عصر التنوير في القرن الثامن عشر، أي منذ عدة قرون، ولم يعودوا يتكلمون عن رِدة وتجديف وشيعي وسني وسِناني ورباني ووهابي وهبابي، ونحن آن لنا أن نترك مستشفى الجهل والتجهيل.


يتبع الحريات2