عساكر الفصل السابع


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 19:52
المحور: الادب والفن     

كان لملك الأردن عبدولدول 2 وزوجته حق الحصول على ليموزينة سوداء صغيرة تقودهما من المطار إلى البيت الأبيض، فلم يتوقف الموظف الصغير إياه، الذي استقبل بركة وزوجته، عن تكرار "جلالتك، جلالتك"، وكان الزوجان الملكيان مفتتنين لسماعه. في الطريق، جعل الملك الصغير السيارة تقف، ليزدرد واحد همبرجر، لأنه كان يعرف أي بروتوكول ينتظره في مطبخ البيت الأبيض. وبدافع الحيطة، دس في جيبه واحدًا آخر.
في المكتب البيضوي، وَكَلَ الرئيس إلى الملك كلبته التي لم تبد أية عدوانية، كما هي عادتها مع الحكام العرب، هذا لأن أم الملك الصغير إنجليزية، وأخذ يتكلم عن أبيه الذي كان يدعو أبا الملك الصغير إلى مربى ماشيته، وذكرياته عن العاهل الراحل، وهو يلعب التنس معه، عندما كان في ريعان الشباب. كان الرئيس يترك جلالة المرحوم يربح دومًا، والعاهل الراحل يعرف ويبتسم، فيعمل له بولوش الأب شيكًا صغيرًا بمئات آلاف الدولارات، مُجْتَزَأً بالطبع، وهذا ما لم يعرف الرئيس إلا فيما بعد، من حساب الملك الأب، المزود من طرف السي آي إيه بانتظام.
- وحسابي أنا؟ رد الملك الصغير. ليس لي حساب، أنا!
- ليس لك حساب، أنت؟
- فلنقل لي واحد صغير، لكن غير مزود بانتظام، من طرف الإف بي آي، وهذا منذ الوقت الذي كنت فيه طالبًا في المدرسة العسكرية، تبعًا لنصائحك، مستر بريزيدنت. حساب صغير. بعض الملايين الصغيرة غير الكافية.
- لملك صغير، صغير صغير، هذا يكفي.
- لا، هذا لا يكفي!
وحرد واضعًا الكلبة على الأرض.
- أثبت أنك ملك كبير وسيكون لك حساب كبير.
- أن أثبت؟ ما هوه أنا ملك كبير!
أخرجَ همبرجره، وعض فيه بنهم.
- انظر كيف أحكم الأردن: يد من حديد في قفاز من مخمل، قال الملك الصغير بفخر. أسيطر على كل السكان، ما عدا بعض رجالات البلاط وبعض التجار الكبار الذين كلهم لصوص، نعم، أؤكد ذلك، كلهم نصابون، لكن ماذا يمكنني أن أفعل؟ إنه الميراث الذي تركه لي والدي، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته... كل السكان ينامون ملء جفنيهم، ولا يقولون شيئًا، لا يجدون عملاً، ولا يقولون شيئًا. يعيشون في الخراء، عفوًا للعبارة، سيدي الرئيس، ولا يقولون شيئًا. هذا هو أن أكون ملكًا كبيرًا. وعندما في الناحية الثانية، أنت تعلم سيدي الرئيس، الناحية الثانية لنهر الأردن، في الضفة الغربية، في الأراضي المحتلة خليني أقولها –هل أسأت إليك، سيدي الرئيس؟- الأخوة والأخوات لثلاثة أرباع نفس السكان هم محاصرون، مجوعون، مذبوحون، لكن لا يقولون شيئًا.
- لهذا السبب فضلتك أمريكا على عمك.
- شكرًا يا عمي الأمريكي (الثري)!
- ولأن كل الأردن مستعمرة أمريكية، دونما حاجة بنا إلى اللجوء إلى أية حرب مثلما سيكون الحال مع العراق. تهانيّ.
- ذكرتني، لماذا تريد رؤيتي، سيادتك، بريزيدنت؟
- لأهنئك، هذا كل ما هنالك.
- ظننت لألعب التنس مع ابنك، لكن هذه المرة دون أن أتركني أربح مرة واحدة.
- على عكس أبيك، أنت انهزامي، يا صغيري.
- وحسابي البنكي، سيكون كيف؟
- أنت أكثر مكرًا من كل الملوك العرب.
- لكننا لسنا سوى ملكين، فلنقل اثنين ونصف: أنا، ملك المغرب، ذاك القذر الذي ينافسني في قلبك، والأمير العجوز ولي العهد السعودي.
- وكل رؤساء-ملوك عرب قفاي؟ لا حساب لهم؟
- مع كل احترامي لقفاك، لا، سيدي الرئيس.
- أنت تثبت أنك بالفعل ماكر كملك.
- قل لي، بريزيدنت، ماذا عليّ أن أفعل لخدمتك في حربك القادمة؟
- لا شيء. بالأحرى بلى. شيء صغير.
- كل ما تريد، بريزيدنت.
- دع شعبك يشتمني ما شاء له.
- يشتمك؟ سأذبح كل من يجرؤ على شتمك، بريزيدنت.
- بلى، بلى. أخذتُ طُعمًا ضد غضب الرعاع. وصَرِّحْ بأنك ضد الحرب.
- لكني معها!
- صَرِّحْ مع ذلك بأنك ضدها. ستكسب ثقة شعبك "الذي لا يقول شيئًا" بينما عساكري يقطعون الأراضي الأردنية لمهاجمة العراق.
- إذا كان الأمر كذلك...
رفع الرئيس السماعة:
- رز ولحم وتوابل! افتحي حسابًا باسم الملك الأردني الصغير.
- سبق وله واحد، رئيس.
- حسابًا ثانيًا.
- وبفوائد، تدخل الملك الصغير.
جلس على الأرض، وبدأ يتدحرج على السجادة مع الكلبة، كما لو كان ملكًا إنجليزيًا صغيرًا، تحت العين الراضية لرئيس الولايات المتحدة.

خلال ذلك، كانت ملكة الأردن، التي التحقت بالثلاث الأخريات، تنظر بعين الغيرة إلى ابنة لاد-لاد ذات البهاء، مع أن الملكة كانت ترتدي إحدى أجمل فساتين كريستيان ديور، مفضلها بين أكبر الخياطين. كانت تشعر أن ديور يعمل كما لا يعمل أحد الفساتين التي تحلم بها، أن خياط النساء العبقري لا يبتكر إلا لها. لهذا كانت فرصتها كلما تجيء إلى باريس للفِرار التسويقي عنده، وهي لا تجيء إلى باريس إلا لهذا، إلا أنها تستعمل الحفلات الخيرية ذريعة. لهذا كذلك أنشأت مؤسسة نهر الأردن التي تَرْأَسُهَا لحفلات في فيرساي أو لدى كارتييه، واحدٌ ثانٍ من مفضليها. حفلات ساهرة، وأيضًا حفلات ساهرة، لا تخدم سوى المجيء بها إلى عاصمة الموضة والأناقة، فسموها السفيرة الجميلة للمملكة الهاشمية وللأناقة الباريسية، وحجزوا لها أحسن دهون التدليك، أَلَكْسَس (من لوكس) عطور التجميل. هذه هي ملكة صغيرة، وإن كانت بقامة طويلة، من أسرة متواضعة –أبوها طبيب عادي-، فصارت إحدى الملكات الأغنى في العالم، وشعبها أحد الشعوب الأفقر في العالم! لكنها الملكة! ملكة بلد صغير صحراوي! على عكس الملك الصغير، الصغير الصغير، كانت مرصودة لإيلاد نسل هاشمي من العمالقة، ودحض البرهان على عقدة القامة القصيرة التي تورث من أب لابن في الأسرة الملكية. إذن لكل تلك النساء العظيمات ذوات النفوذ من العُقَد ما يراد حلها بسبب أزواجهن، وها هي تشعر، هي ملكة الأردن، بكونها مهددة بجمال خديجة. الأخريات كذلك، كن خائفات من إغرائها لأزواجهن، فأخذن يتآمرن عليها:
- من اللازم الإبلاغ عنها، قالت الرئيسة.
- لن يصدق أحد أن هذه الفتاة الساحرة هي ابنة متزمت وزوجة شيخ، قالت المصرية بلهجة مقنعة.
- إذن سنبعث بها إلى الشيطان، اقترحت الإنجليزية.
- نبعث بها إلى الشيطان! كيف؟ سألت ملكة الأردن.
- برميها في نهر الإيست ريفر.
- نهر الإيست ريفر ليس نهر التيمز، أجابت السيدة الرئيسة، حقًا لن يمر من هناك رجال مطافئ بالصدفة مثل أولئك الذين انتشلوا زوجك، لكن بعد أحداث 11 سبتمبر، النهر تحت الحراسة على الدوام، جوًا وبرًا وبحرًا...
- أنتم خائفون من حادث انتحاري ضد السمك؟ قذفت المصرية مقهقهة.
- بالضبط كما تقولين، لأن في الإيست ريفر أنواعًا منها نادرة، كما هي في الوول ستريت، من اللازم حمايتها بنفس الدرجة التي نحمي فيها مواطنينا.
- في النيل، ليس هناك سوى التماسيح، من نوع نادر، هذا صحيح، معادل، وحتى مساوٍ لتماسيح الوول ستريت، لكن هناك منها الكثير إلى حد لم نعد نبالي بها.
- هذا لأنكم بلا قلب.
- لأننا بلا قلب لتماسيح؟
- نعم، لتماسيح! متحضرة، أنا.
- وأنا نفرتيتي البربرية! مع ذلك، هي، كانت تشفق على التماسيح، فتعطيها أعداءها لتأكلهم في الأيام السعيدة.
- ولماذا لا نبعث بالجميلة خديجة إلى التماسيح المصرية؟ سألت الإنجليزية. نحن نعمل دومًا بنصيحة مدام صد-صد، لكن كتحلاية.
- لا! أنا أفضل خنقها على رؤيتها تُقضم بأسنان شرسة جدًا، أفلتت الملكة الأردنية.
- لجلالتها على الأقل قلب كقلبي، عادت الرئيسة إلى القول.
- لكني لم أقترح أبدًا رميها لتماسيحي، تَبًا لكما! احتدت السيدة الأولى لمصر. ومع ذلك، أفضل لها هذا الموت الفظيع لكن السريع على خنقها ورؤية عينيها الجاحظتين من الرعب خلال ضغطي بيدي على فمها.
- إذن سنسممها، ونقفل عليها في مكان ما، اقترحت الرئيسة.
- هنا، في البيت الأبيض؟ سألت ملكة الأردن، ساخرة. سيمكن لزوجي إيجادها وعيناه مغمضتان. إنه يعرف مقركم كجيبه، بفضل الزيارات التي كان يقوم بها هنا مع أبيه، أبوه الذي كان يأتي بدعوة أو بغير دعوة كل الرؤساء منذ أبراهام لنكولن. كان يعرفهم جميعًا، كلهم ذهبوا، وهو، كان لم يزل هنا: هذا هو أن تكون ملكًا، هذا هو أن تبقى إلى الأبد.
- ورئيس من عندنا زي بعضه، قذفت المصرية. هو ها هنا منذ خروجه من بطن أمه، حتى نرميه كجرذ ميت في قبره! من جهة أخرى، لهذا السبب، أعتقد أنني سأعدل عن غزو الرئاسة في بلد العم سام، وأقبل بالعقدة الدونية لطياري. وأنا صغيرة، عرفت ما كانت حياة الخراء في أزقة القاهرة.
- أحسنتِ الاختيار، قالت الأمريكية. والآن أعيدي إليّ صورة زوجي مع لسان حاله، فأتخلص من مس رز مرة واحدة وإلى الأبد.
- وأنا، كيف سأحل مشكلتي مع بليرو؟ سألت الإنجليزية.
- بترك خديجة تستولي عليه، اقترحت الملكة الأردنية، وهكذا سَيُصَان عرضي.
- وعرضي أنا؟
- هذا، سترين مع زوجة صد-صد، قالت النساء الثلاث ذات النفوذ.
- وفقط بهذه الطريقة سنتخلص من الجميلة السعودية دون أن نوسخ أيدينا، أضافت ملكة الأردن. لكن... تبقى العقدة التي لي، والتي لن تُحَل أبدًا. ملكي صغير، صغير جدًا.
قالت النساء الثلاث القويات الأخريات في جوقة:
- صغير لكنه فعال بقدر واحد كبير، كبير جدًا!
وانفجرن ضاحكات.
غادرتهن خديجة بلا استئذان، والتحقت بزوجها وأبيها في جناحهما. في البداية، اعتبرها الرجلان جاسوسة مرسلة من طرف السي آي إيه لجس رأيهما ومعرفة خططهما حول أسلمة أمريكا. مع ذلك، لم يخفِ الشيخ العُمَرِي إعجابه أمام جمالها، وأخذ يغازلها، إلا أنها صفعته معاملة إياه معاملة الخائن.
- كيف تجرؤ على خيانة زوجتك، أيها المرائي، أيها المسلم الطالح؟
- سامحيني، إنه البُعد، سارع إلى تبرير نفسه. أنا ماحل بقدر سلسلة جبالنا هندوكوش! أحلف برأس هذا البوذا الذي نسفته لأجل زوجتي الحبيبة: غازلتُكِ فقط لأنك تشبهين خديجة.
- لكني خديجة، أيها الأحمق!
- أنت أيضًا اسمك خديجة؟
- أنا خديجة، خديجة زوجتك، أيها التقي الباطل!
- إنها هي، يا صهري، خديجة، تدخل لاد-لاد، هل صرت مجنونًا أم ماذا؟
- نعم، يا حماي، مجنون حبًا لخديجة. انظر معي إلى هذا الجمال الفائق الإعجاب الذي أكتشفه للمرة الأولى بكل أبهته والذي يديخ رأس كل العالم.
- إنها لاد-لاد، يا صهري، أتنسى هذا؟ إنها لاد-لاد، طائرة انتحارية، عشرة اعتداءات بالقنابل، مائة صاروخ للمجاهدين، ألف مقاتل للقاعدة، إنها لاد-لاد، وأنت لك الحظ أن تكون هذه المرأة الساحرة زوجتك.
- أكيد لا، يا حماي.
- أكيد لا ماذا، يا صهري؟
- لا حظ لي أن تكون هذه المرأة الساحرة زوجتي.
- لماذا؟ غيرتك من التماثيل عادت إليك أم ماذا؟
- هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها زوس عاريًا، قالت خديجة بابتسامة كبيرة، وهي تُحْدِقُ النظر في أسفل بطن إله الآلهة.
- توقفي خديجة، يا ابنتي، سيدمر زوجك زوس كما دمر بوذا لأجلك، وفعل كهذا في البيت الأبيض، ليس شيئًا عاقلاً. الآن تعرف السي آي إيه من أنتِ... هل تسمعيني، يا سي آي إيه؟ صرخ في أُذُن فينوس.
والصوت الذكوري من فم فينوس:
- كما لم يسمعك أحد!
- شكرًا سي آي إيه.
- عفوًا وغد!
- اتفقنا، لنترك زوس على حاله، أضافت خديجة. لكني أنا، أنا لا أحب الشيخ العُمَرِي هذا، الذي أجبرتني على الزواج به لاستراتيجية سياسية، لم أحبه في حياتي إطلاقًا.
استولى الشيخ العُمَرِي على سكين، وهدد بقطع عروقه.
- أنت لست جادًا، يا صهري، قال لاد-لاد للشيخ العُمَرِي، تريد الانتحار لأجل امرأة؟
- إنها لاد-لاد، يا حماي، امرأة ليست كغيرها! كل الرجال يسقطون على قدميها، أنا أولهم (ويسقط)، لكنها لا تحبني. سمعتَ جيدًا ما قالت: لا تحبني. أنا، أحبها أكثر من أفغانستان، وهي، هي لا تحبني. سمعتَها جيدًا، يا حماي، لا تحبني! أنا، أحبها أكثر من جزيرة العرب، أحبها أكثر من كل شيء، أكثر من أمريكا، أستراليا، ألاسكا، صحراء النقب، سيناء، نيفادا، أكثر من كل صحاري العالم، أكثر من كل سواحل الجليد، وهي، هي لا تحبني. إذن دعني أنتحر.
- قم، يا معتوه، أو أبعث إليك كلبة الرئيس، قال الصوت الرجولي من فم فينوس.
- لا! لا الكلبة! صاح الشيخ العُمَرِي مرتعدًا، تعض بشدة هذه البهيمة، أفظع من أسدة!
نهض، أعاد السكين، وابتسم لخديجة وأبيها ببلاهة.
أخيرًا وجد لاد-لاد الفرصة لانتقاد زِيّ ابنته وماكياجها المعارضين للتقاليد، فأوضحت أنها كانت الوسيلة الوحيدة لخداع الرجال المكلفين بأمن الرئيس. في تلك اللحظة، دخل الرئيس الجناح الأزرق. وفي الحال، وقع متدلهًا في حب خديجة.
- سمعت كل شيء بفضل أُذُني زوس، قال، لهذا أنا هنا، مستعد للسقوط على قدميك، خديجة، يا حبيبتي.
- حبيبتك؟ تذمر الشيخ العُمَرِي. حبيبتي!!!
- لكن، يا صهري، الرئيس ليس تمثالاً: لا يمكنك أن تَغِيرَ منه! قذف لاد-لاد.
- له أُذُن زوس، عَكَسَ هذا الأخير الحجة على صاحبها، لقد اعترف منذ قليل.
- أُذُن زوس لن تكون أبدًا زوس، الجبار، القهار، الدولار! رد بدوره لاد-لاد. سامحني، مستر بريزيدنت.
- مسامح، لادي. رغم كل الخصال التي تنقصني، جعلت أمي مني رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، قال متفاصحًا، وهو يحس متأخرًا بتقليده الرئيس المصري.
- نعم، أيده لاد-لاد، لكن من زوس، أنتَ ليسَ لكَ غيرُ أُذُنِهِ، يا صهري.
- حماي! استشاط الشيخ العُمَرِي، أنا صهرك، وخديجة زوجتي.
جرها من يد، والرئيس ولاد-لاد من يد.
- اتركني أولاً أعمل على اعتناق الرئيس، أيها الغبي، همهم لاد-لاد. بعد ذلك، أعيد إليك زوجتك.
- إذا كان الأمر لكهوف بورا بورا، أنا موافق، قال الشيخ العُمَرِي مفلتًا يد خديجة.
وقعت خديجة بين ذراعي الرئيس، فحاول تقبيلها بلا جدوى. هربت منه راكضة، ضاحكة، تحت الابتسامات الراضية لأبيها وزوجها. دارت في الجناح الأزرق دورتين، والرئيس يركض من ورائها، ثم خرج الاثنان.


يتبع الفصل الثامن