القاموس القرآنى : حصر ( من الحصار )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 19:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

أولا :
جاء (أُحصر ) بصيغة المبنى للمجهول ، أى وقع عليه الاحصار ، ورد بلفظه ومعناه مرتين فى القرآن الكريم:
1 ـ الاحصار فى الحج : أى منع الوصول الى البيت الحرام . وقد يكون الاحصار فى الحج بسبب مانع طبيعى كالفيضانات والزلازل واى ظاهرة طبيعية تحول بين الناس والوصول للبيت الحرام . وقد يكون الاحصار بسبب بشرى كالحروب ، وقيام المسيطرين على البيت الحرام بصدّ الناس عن البيت الحرام الذى جعله الله جل وعلا للناس كافة ، المقيم فيه والذى يقطع البوادى سفرا اليه ، يقول جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِي وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج ). قريش إرتكبت هذا الصّدّ عن سبيل الله جل وعلا وعن بيته الحرام ، والأسرة السعودية الراهنة ترتكب نفس الجُرم تقريبا، وهى تمنع من لا يتفق معها من المجىء الى البيت الحرام ، وتستغل البيت الحرام فى خدمة أغراضها السياسية وإستنزاف الحجاج بالرسوم الباهظة .
ولأنها حالة قابلة للتكرار فقد أنزل الله جل وعلا تشريعا عند الاحصار فى الحج ، يقول جل وعلا : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196 ) البقرة ) .
أى عند الاحصار والمنع من الوصول الى البيت الحرام فإن البديل لمن عزم على الحج وأُحصر هو تقديم ما تيسّر من الهدى ، أى إرسال ما تيسر من الأنعام الى البيت الحرام ، إما إرسالها ( حيوانات حية ) أو إرسال ثمنها لشخص مؤتمن يشتريها ويذبحها ويوزعها على ضيوف الرحمن . ويظل المحصور عن الحج فى حالة إحرام فى مكانه الى أن يبلغ الهدى البيت الحرام ويتم توزيعه على ضيوف الرحمن هناك .
وحالة الاحرام تستوجب ما جاء فى الآية التالية : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197) البقرة )، ( لا رفث ) أى منع العلاقة الجنسية بالزوج و (لا فسوق ) أى منع العصيان ، ومنع الجدال وقت الحج . وأيضا منع قتل أى كائن حىّ حتى من الهوام والدواب وحتى الحشرات التى تعيش فى جسد الانسان ، لذا يكون الحلق أو التقصير لمن أحرم بالحج ، سواء كان فى البيت الحرام ، أو كان عازما على الحج فحدث له إحصار . هذا الذى حوصر ومُنع من الحج يمارس الاحرام بارسال الهدى الى الكعبة و بأن يكون فى إحرام بنفس إحرام الذى تمكن من الوصول الى البيت ، وينتهى إحرامه هذا بوصول الهدى الى البيت . عندها ينتهى إحرامه . وإذا كان للمحصور عُذر قهرى من مرض أو شىء فى رأسه يمنعه من الحلق والتقصير فعليه تقديم فدية، من صوم أو صدقة أو صلاة وذكر لله جل وعلا ، بالقدر الذى يستطيعه .
2 ــ وجاء مصطلح ( الاحصار ) فى سياق حالة فريدة تخصّ المؤمنون المستضعفين الذين يتعرضون للإضطهاد أو بالتعبير القرآنى ( الفتنة ).
ومن أجلهم شرع الله جل وعلا القتال فى سبيل الله ، وجعل له مقصدا أعلى وهو تقرير الحرية الدينية للجميع ليكون الناس أحرارا فى إعتناق ما يشاءون من أى دين ، وليكون الحكم لله جل وعلا عليهم ( يوم الدين ) ، وهذا معنى أن يكون الدين كله لله جل وعلا ، ومرجعه اليه يحكم فيه بين الناس ( يوم الدين ) بناءا على حريتهم المطلقة فى الدينية فى حياتهم الدنيا ، وحتى لا يكون لأحدهم عُذر ، وإذا إنتهى هذا الاضطهاد وتلك الفتنة فى الدين فلا مجال لقتالهم . يقول جل وعلا عن منع الفتنة ( اى الاضطهاد فى الدين ) كمقصد أعلى لتشريع القتال فى الاسلام :( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة ) (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) الانفال ).
وعن وجوب القتال فى سبيل الله لانقاذ المُضطهدين المستضعفين يقول جل وعلا : ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74) وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75)) النساء ).
الذى يتعرض لاضطهاد دينى عليه أن يهاجر فى أرض الله جل وعلا الواسعة ، فالأرض واسعة ولكن العمر قصير ومحدد ويقترب الانسان من الموت ويسير اليه بسرعة 24 ساعة فى اليوم ، يقول جل وعلا : (يَا عِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) ) العنكبوت ).
والهجرة شاقة ، حتى لو كانت فى سبيل العيش فى حياة أفضل ، وهى أشقّ لمن يعيش تحت إضطهاد وتحكم الظالمين فيه ومراقبتهم له ، وهو شأن الطواغيت السائرين على سُنّة فرعون . ومع ذلك فأولئك المستضعفون فى الأرض الذين يتعرضون للإضطهاد مفروض عليهم الهجرة من تلك القرية الظالمة ، فإن إستطاعوا الهجرة ولم يهاجروا وماتوا على هذا إستحقوا الخلود فى النار ، يقول جل وعلا : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء ) .
وفى سبيل مساعدتهم على الهجرة فقد شرع الله جل وعلا معونتهم وأوجبها على من ينفق فى سبيل الله إبتغاء وجه الله ، وعليه أن يتوجه بهذه النفقة لمساعدة الذين ( أُحصروا فى سبيل الله ) أى لا يستطيعون الهجرة من تلك القرية الظالمة، أى لا يستطيعون ( الضرب فى الأرض ) أى السفر الشاق المحفوف بالمخاطر والمطاردات.
هم نوعية خاصة جدا من المحتاجين ، يحسبهم الجاهل أغنياء بسبب تعففهم ولأنهم يتحرجون من طلب المساعدة ومن الالحاح فى طلبها مع حاجتهم الشديدة اليها وكونها بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت ، وهم يعيشون تحت سياط الاضطهاد . وفى موضوع ( الإحصار للمؤمنين المستضعفين المُحاصرين فى القرية الظالمة ) يقول جل وعلا : ( وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (272) لِلفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273 ) البقرة ).
ثانيا : وجاء معنى الإحصار ــ دون لفظه مرتين أيضا فى القرآن الكريم:
1 ـ جاء ( معنى ) الاحصار فى تشريع خاص بزمانه ومكانه عن أحداث أغفلتها روايات السيرة التى كتبها محمد بن اسحاق ، ولكن جاءت الاشارة اليها فى القرآن الكريم فى الجزء الأول من سورة التوبة ، ومنها نفهم أن كُفّار مكة قاموا بحركة ردّة كبرى عن الاسلام ، ونقضوا فيها العهد ، وهموا بإخراج الرسول ، فنزل التشريع بإعطائهم مهلة أربعة اشهر هى الأشهر الحرم ( ذو الحجة ، محرم ، صفر ، ربيع الأول ) للتوبة والكفّ عن العدوان ، فإذا إنسلخت تلك الأشهر الحرم ولم يتوبوا فيجب قتالهم ومطاردتهم بما يفيد ( حصارهم ) ، يقول جل وعلا : ( فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)التوبة ) . والتوبة المقصودة هى رجوعهم الى السلام اوالاسلام السلوكى فى التعامل مع الناس ، وهذا هو المقياس البشرى للحكم على إسلامهم الظاهرى طبقا لسلوكهم المُسالم ، وهو أيضا معنى إقامتهم للصلاة وإيتائهم للزكاة بالمعنى السلوكى الظاهرى فى التعامل مع الناس . أما من حيث الاسلام القلبى والطاعة القلبية والاقامة الفعلية للصلاة والايتاء الحقيقى للزكاة بتزكية النفس وطهارة القلب فهذا هو الذى يحكم عليه رب العزة يوم الدين .
2 ـ وجاء معنى الاحصار أيضا فى التعامل مع منافقى الاعراب الذين كانوا يعيشون خارج المدينة .
المنافقون فى داخل المدينة كانوا يتمتعون بحرية مطلقة فى الدين وفى المعارضة السياسية ومن مات منهم على نفاقه فهو فى الدرك الأسفل من النار . برغم كفرهم القلبى الشائن عاشوا آمنين فى المدينة فى دولة الاسلام الحقيقية فى عهد خاتم النبيين ــ عليهم السلام . لأنهم من حيث الظاهر ( مسلمون ) أى لا يرفعون السلاح ، يكتفون بممارسة الحد الأقصى من المعارضة الدينية التى تصل الى إيذاء النبى والاستهزاء بالله جل وعلا ورسوله وكتابه، وبممارسة الحد الأقصى من المعارضة السياسية بالتآمر على الدولة التى يعيشون فيها والاحتكام الى خصومها والتآمر معهم بل وتأسيس مسجد ليكون وكرا للتآمر ، وكانوا إذا كشفتهم أعمالهم أو نزل القرآن يكشف رذائلهم يسارعون الى الحلف والقسم بأغلظ الأيمان يؤكدون براءتهم ، وينزل الوحى القرآنى بالاعراض عنهم مع تقرير كفرهم القلبى لأنهم كانوا مسلمين حسب الظاهر ، مسالمين لا يرفعون السلاح ولا يقتلون النفس البريئة التى حرّم الله جل وعلا قتلها .
كان هناك منافقون من الأعراب ، وصفهم الله جل وعلا بأنهم أشد الناس كفرا وأشدهم نفاقا . كانوا يأتون الى المدينة بزعم الاسلام ، ويتجسسون عليها ويتعرفون على مواقع الضعف فيها ، ويعودون مع قومهم الكافرين يُغيرون عليها ، ثم يهربون الى صحرائهم . كانت المدينة موقعا ثابتا ، وهم عدو متحرك فى صحراء تحيط بالمدينة من كل جانب. كان الذى يلزمهم فى إغاراتهم السريعة على المدينة أن يتعرفوا على مواطن الضعف ومواضع الخلل ليستخدموها فى إغاراتهم السريعة وفى هروبهم السريع الى حيث تصعب مطاردتهم . سبق أن تعرضت المدينة كموقع ثابت الى الحصار فى غزوة الأحزاب . وبعدها تتالت إغارات الأعراب الكفرة المعتدين ، ينتهزون فرصة الترحيب بمن يأتى للمدينة يعلن اسلامه ، فيأتون يزعمون الاسلام ، ويعودون فى غارات مستفيدين بما حصلوا عليه من معلومات .
ولهذا شرع الله جل وعلا كيفية التعامل معهم لردء خطرهم ، وهو أن من يزعم الاسلام منهم عليه أن يهاجروا الى المدينة وأن يستقروا فيها لو كانوا فعلا مسلمين مسالمين مؤمنين مأمونى الجانب ، وعندها يتمتعون بتلك الحرية المطلقة فى الدين وفى المعارضة السياسية طالما لا يرفعون سلاحا ولا يسفكون دما ظلما وعدوانا . فإن رفضوا الهجرة للمدينة وأصروا على القدوم اليها ثم العودة اليها للهجوم والغارات فعلى المؤمنين قتالهم ومطاردتهم . يستحيل حصار الاعراب فى صحرائهم المفتوحة ، لذا فإن الحصار هنا يعنى مطاردتهم لابعاد خطرهم عن المدينة . يقول جل وعلا : ( فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (88) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (89) إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (90) سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً (91) النساء ).