-الانتحال-.. كيف يمارسه ويبرِّره -عبد الله الراوي-!


جواد البشيتي
الحوار المتمدن - العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 22:01
المحور: الطب , والعلوم     

جواد البشيتي

السيد "عبد الله الراوي" نشر، في صفحته على الفيسبوك الآتي:
كذبة أزلية المادة :
ظهور المادة :
قبل ولادة الكون لم يكن من وجود لأيِّ شيء؛ فإنَّ "البيضة الكونية" Singularity التي منها وُلِدَ الكون، قبل نحو 13.7 بليون سنة، لم تكن بالشيء الذي يمكن تصوُّره على أنَّه "مادة", بل يمكن تصوُّره على أنَّه "العدم" Nothingness .
فناء المادة :
"الثقب الأسود" لا يسمح لأيِّ شيء (ولا حتى للضوء نفسه) بالخروج منه، والإفلات من قبضة جاذبيته الهائلة؛ أمَّا المادة التي يلتهمها (إذا ما كانت في متناول جاذبيته) فتُسْحَق في جوفه، وتَخْرُج نهائياً من الوجود، وكأنَّ هذا الجسم هو "المقبرة الفيزيائية للمادة".
إنَّ "الثقب الأسود"، هو "المادة الفانية"، أو "فناء المادة"، بهذا "المعنى الفيزيائي" للفناء.
وهذا الذي نشره تجدونه على الرابط الآتي:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=369581176579463&id=100005827500635&fref=nf

وردَّا عليه، نشرتُ أنا (على صفحتي في الفيسبوك) الآتي:
تنبيه من جواد البشيتي
منذ وقت طويل وأنا أُفَكِّر في أَمْر تنبيه أولئك الذين يَنْقُلون أقوالي حرفياً، وينشرونها في صفحاتهم، من دون الإشارة إليَّ بصفة كوني صاحب هذه الأقوال، إلى أنْ يكفُّوا عن ذلك؛ لكنِّي لم أَقُمْ بذلك. لكن ما أثار حفيظتي الآن هو أنَّ أحدهم، ويُدْعى "عبد الله الراوي"، قد فَعَل ذلك واضِعاً عنواناً لأقوالي (المُنْتَحَلَة) يتناقض مع منطقها، ومع معتقدي الكوزمولوجي والفلسفي؛ وكان عنوانه "كذبة أزلية المادة"، عِلْماً أنني قد كتبتُ المقالة لأقيم الدليل على أزلية المادة.
وفي الآتي أشير إلى الرابط الخاص بمقالتي؛ ثمَّ أنشر (على شكل مشاركة) النص المُنْتَحَل مع عنوانه المجافي لمنطق مقالتي:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid=240048

"عبد الله الراوي" ردَّ عليَّ قائلاً:
أهلاً بك أستاذ| جواد البشيتي.
معك كل الحق في بعض من غضبك, ولكن ليس في كله. لنوضح التالي:
1 ـ نعم, أنا نقلت تعبيرك النصي, لأنه الأفضل, ولاضير من عدم نسبت التعبير لك, فهو في الأول و الأخير مجرد تعبير, ولكن هو الأفضل لغوياً.
2 ـ في منشورك هذا؛ كأنك تنسب هذه النظريات لك! هذه علوم فيزيائيه لا فضل لك بها إلا أنك صغتها بتعبير ونحن أقتبسنا هذا التعبير.
3 ـ هذا المنشور نشرته في موقع (الحوار المتمدن) تحت عنوان (كذبة أزلية المادة), وفي آخر المقال كتبت هذه الجملة: (نشكر الأستاذ الجليل| جواد البشيتي على مقالاته العلمية الدسمة), ولكن للأسف الشديد, فإدارة الحوار (كونها مسيحية تزعم الماركسية) لم تنشره! .

ثمَّ رددتُّ عليه قائلاً:
أستاذ "عبد الله الراوي".. الأمر لا يختص بنظريات علمية ليست لي وأنسبها إليَّ، ولا بنصٍّ خاص بي أُعبِّر به عن تلك النظريات. الأمر يختص بـ "رأيي" في تلك النظريات، وفي مساعي توظيفها بما يسقي الأوهام الدينية بماء الفيزياء؛ وهذا ما يتَّضِح لكل من يقرأ مقالتي، ويُحْسَن فَهْم ما قرأ. ما انتزعته أنتَ من مقالتي لم أُورده أنا إلاَّ في سياق مضاد تماماً، ألا وهو سياق إثبات وتأكيد أزلية ـ أبدية المادة؛ فهل يحقُّ لكَ بعد ذلك أنْ توظِّف هذه النصوص من مقالتي بما يخدم القائلين بفكرة خلق وفناء المادة؟!

ثمَّ ردَّ عليَّ قائلاً:
أهلاً بك أستاذ| جواد بشيتي.
أحاول أن أوضح المسأله أكثر.
- يحق لك أن تنتقدني في حالة واحدة, وهي أن قمت (أنا) بإقتباس (فلسفتك) أو (نقدك) الخاص بك.
- لايحق لك أن تنتقدني في حالة أن قمت (أنا) بإقتباس تعبيرك لمعلومه علمية عامه.
- في منشورنا المقتبس من تعبيركم لم نتعرض أبداً لـ(معتقدك الكوزمولوجي والفلسفي), بل نقلنا تعبيرك لهذه النظريات فقط.
الخلاصة يا أستاذ| جواد, يحق لك أن تنتقدني أن قمت (أنا) بإقتباس (فلسفتك) أو (نقدك) الخاص بك, وهذا لم يحصل في منشوري.

وأخيراً، رددتُّ عليه قائلاً:
أستاذ "عبد الله الراوي"..إنَّك، وللأسف، لم توضِّح في تعليقك الأخير ما كان ينبغي لك توضيحه وهو "هل يجوز أنْ تنتحل من مقالتي ما تدَّعي أنه معلومة خالصة أعجبكَ تعبيري عنها، منتزِعاً إيَّاها من سياقها الفكري وهو إثبات وتأكيد أزلية ـ أبدية المادة، لتضعها في سياق مضاد تماما وهو نفي أزلية ـ أبدية المادة؟". ثمَّ قُلْتَ (وكأنَّك تضيف إلى ما اقترفته من أخطاء خطاً جديداً): في منشورنا المقتبس من تعبيركم لم نتعرض أبداً لـ (معتقدك الكوزمولوجي والفلسفي), بل نقلنا تعبيرك لهذه النظريات فقط. يبدو من كلامك هذا أنَّ مفهوم "الرأي (أو المُعْتَقَد)" مُلْتًبَسٌ عندكَ أيَّما التباس؛ كيف؟ هذا ما سأوضحه لكَ. لقد "اقْتًبَسْتِ" من مقالتي "المعلومة (لا وجهة النظر)" الآتية: 2- فناء المادة:
"الثقب الأسود" لا يسمح لأيِّ شيء (ولا حتى للضوء نفسه) بالخروج منه، والإفلات من قبضة جاذبيته الهائلة؛ أمَّا المادة التي يلتهمها (إذا ما كانت في متناول جاذبيته) فتُسْحَق في جوفه، وتَخْرُج نهائياً من الوجود، وكأنَّ هذا الجسم هو "المقبرة الفيزيائية للمادة".
إنَّ "الثقب الأسود"، هو "المادة الفانية"، أو "فناء المادة"، بهذا "المعنى الفيزيائي" للفناء. هذه "المعلومة" وَضَعْتَ أنتَ له عنوان "فناء المادة"؛ مع أنَّ ما تسميه "المعلومة" تضمَّنت "رأياً" هو لي ضدَّ فكرة فناء المادة. هل هذه "معلومة فيزيائية خالصة" لا أثر لـ "الرأي (أي لرأيي)" فيها؟ أنتَ (وبما يوافق معتقدك الديني والفلسفي) تفهم "فناء المادة" فهماً ميتافيزيائياً لا فيزيائياً. لهذا أنا حرصتُ على القول لكَ (ولكثير من الذين يفهمون "الثقب الأسود" على أنه فناء للمادة) إنَّ "المادة" في "الثقب الأسود" لا تفنى إلاَّ بالمعنى الفيزيائي الضيق؛ فهي لا تفنى بالمعنى الميتافيزيائي أو الديني؛ لماذا؟ لأنَّ "الثقب الأسود" نفسه هو "مادة"، هو صورة من صور المادة؛ إنَّه، وبالمعنى الفلسفي المادي، ليس زوالاً للمادة وإنما تحولا لها من شكل إلى آخر. أليس رأياً، ورأياً خالصاً، أن أقول في هذه "المعلومة": إنَّ "الثقب الأسود"، هو "المادة الفانية"، أو "فناء المادة"، بهذا "المعنى الفيزيائي" للفناء؟ ارْجَع إلى كل ما كتبته الفيزيائيون في نظرية "الثقب الأسود" لترى أنَّهم يُقَدِّمون "الثقب الأسود"، ويفهمونه، على أنه فناء ميتافيزيقي للمادة؛ أمَّا رأيي فكان: "الثقب الأسود" ليس فناء للمادة إلاَّ بالمعنى الفيزيائي (الضيق). وبعد كل ذلك تقول إنك لم تنتحل رأياً لي وإنما معلومة فيزيائية أعجبكَ تعبيري عنها!