في الأول من ايار هذا العام وكل عام ...العمال والفلاحين الفقراء وكل المضطهدين العرب يبحثون عن أطر/أحزاب وحركات يسارية ديمقراطية وثورية ..


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 20:38
المحور: الحركة العمالية والنقابية     


الاول من ايار 2015

وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع ،حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد( محمد الماغوط )، فالكدح، والبؤس والشقاء والمعاناة والافقار والاستغلال والاذلال والعرق والدم ..صفات تلتصق بعمالنا وفلاحينا الفقراء العرب ..المشتتين في المصانع والمحاجر والورش والمزارع والعزب والمحلات التجارية وشركات المقاولات ، الفاقدين للاستقرار الاقتصادي أو الاجتماعي في حدوده الدنيا ...والفاقدين لاحوال الثبات في العمل، هذه هي الصفات التي اتسمت بها أوضاع عمالنا في كل البلاد العربية، إذ طالما عانوا من الفقر والبطالة ومن تدني الأجور وغياب التشريعات المنصفة لحقوقهم وغياب الحماية الاجتماعية، وغياب تكافؤ الفرص وتزايد الثروات في ايدي قلة من الطفيليين والكومبرادور الذين يمارسون ابشع مظاهر الاستغلال ضدهم ، ويكدسون الأموال ويساهمون في تأجيج الحروب والكراهية ؛ وكل انواع الصراعات ، الدينية، الطائفية، المذهبية، الى جانب تكريس البطالة والفقر، وتدمير للطفولة وخنق لامال الشباب من ابناء الفقراء، ورفع قاذورات الفكر والمعتقدات الخرافية البالية المتخلفة وغمر رؤوس العمال والفقراء بها ، ونفخ الحياة بكل ما هو متعفن ، ومهاجمة الديمقراطية والصراع الطبقي والفكر العلمي ، وتدمير ركائز العقلانية والترويج لمفاهيم رجعية ومتخلفه ، يبررون بها سلطتهم في ظل ضعف قوى اليساروالقوى الديمقراطية ، التي عجزت عن الاندماج في صفوفهم والتعبير عن قضاياهم وتوعيتهم وتنظيمهم من اجل ممارسة دورهم الطليعي في مسيرة النضال التحرري والديمقراطي ،الأمر الذي أفسح المجال لولادة حالة من الإرباك الشديد المتمثل في اختلاط وتداخل عوامل التغيير الديمقراطي المنشود، مع عوامل القلق المشروع من اتساع دور القوى اليمينية الكومبرادورية والبيروقراطية والليبرالية عموماً ، وقوى الاسلام السياسي وقوى الثورة المضادة خصوصاً، التي تتفاعل صعوداً، بدعم مباشر وغير مباشر من القوى الامبريالية و"حلف الناتو" وعملاءه من الحكام العرب في قطر والسعودية والخليج والعراق...إلخ ، ما يفرض علينا مجدداً طرحً السؤال التقليدي : ما العمل؟... ما هي العملية النقيض لذلك كله؟ إن الإجابة السريعة عن هذا السؤال مرهونة بصحوة حقيقية نشطة ، سياسياً وفكرياً وتنظيمياً ، من قبل أحزاب وحركات وفصائل اليسار العربي ، ومن ثم الالتزام بعملية النضال والصراع الطبقي الحقيقي، السياسي والمطلبي الديمقراطي والثوري التغييري، عبر قيادة العمال والجماهير الشعبية الفقيرة وتوعيتها للخروج والمطالبة بتحقيق الأهداف التي طالما ضحت من أجلها، فلا يستطيع حزب الطبقة العاملة والكادحين عموماً ، ان يحقق اهدافها بنفسه، وانما من خلال الاندماج في اوساطهم والتعبير عبر الممارسة عن معاناتهم وتطلعاتهم لكي يستطيع توعيتهم وتحرضهم وتنظيمهم في اطار حزبي جماهيري ثوري يقودهم إلى تحقيق اهدافهم العظيمة عبر الثورة الشعبية الديمقراطية بافقها الاشتراكي… ... لذلك لا بد من استمرار معترك النضال السياسي والمطلبي في قلب الصراع الطبقي من اجل استكمال مهمات الثورة الوطنية الديمقراطية واثقين من انتصارها، خاصة وأن أسباب الانتفاضة الثورية لن تتلاشى أو تزول، بل ستتراكم مجدداً لتنتج حالة ثورية يسارية نوعية، تقودها جماهير العمال والفلاحين الفقراء وكل الكادحين والمضطهدين لكي تحقق الأهداف التي انطلقت الانتفاضات الشعبية من أجلها في اسقاط انظمة الاستبداد والاستغلال والتخلف والتبعية واعلان ميلاد عصر نهوض عربي ثوري وديمقراطي ووحدوي يجسد بالفعل كل تطلعات الجماهير الشعبية من العمال والفلاحين الفقراء ..... كل عام وعمال وفقراء وكادحي الوطن العربي بخير وقوة يسيرون بخطى واثقة على طريق نضالهم الديمقراطي والثوري ضد كل قوى الاستغلال والاستبداد والفساد حتى تحقيق انتصارهم الحتمي ..... المجد لشهداء الانتفاضات الثورية العربية من العمال والفقراء ولكل شهداء الثورة العربية في فلسطين وكل أرجاء الوطن العربي .

.