الحكيم وتحديات اللحظة الراهنة


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 01:03
المحور: القضية الفلسطينية     

1/فبراير/2015


نص الكلمة بعنوان " الحكيم وتحديات اللحظة الراهنة" التي القاها الرفيق غازي الصوراني بالهاتف في الندوة العامة التي عقدها رفاقنا في قاعة بلدية قلقيلية مساء يوم الاحد 1/فبراير /2015 بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل الرفيق المؤسس القائد الثوري جورج حبش .

الأخوات والأخوة الاعزاء .. الرفيقات والرفاق الاعزاء..
احييكم وأشد على اياديكم من قطاع غزة توأم نابلس وجنين والقدس وبيت لحم واللد والرملة ويافا وكل مدن وقرى فلسطين، وفي القلب منها مخيمات اللجوء في الوطن والشتات ...
نلتقي اليوم في الذكرى السابعة لرحيل الرفيق المؤسس.. المفكر.. الثائر الوطني والقومي والأممي جورج حبش.. لكنه رحيل عن المكان .. لأن الحكيم لم يرحل عنا أو يفارقنا في الزمان ، فهو ما زال -وسيظل- في عقول وقلوب الجبهاوين حيثما كانوا، ملهماً ونبراساً ومرشداً ومفكراً ثورياً يستلهمون ويتواصلون مع المبادئ التي عاش ومات من أجلها.. ولا أبالغ في القول أن حكيمنا الراحل لم يفارق عقول وقلوب قطاعات واسعة من ابناء شعبنا ، كما انه لم يفارق عقول وقلوب رفاقنا وإخواننا وأصدقائنا في أحزاب وحركات اليسار في كل أرجاء الوطن العربي، ولم يفارق أيضاً عقول وقلوب العديد من الأحزاب والقوى اليسارية الثورية التي تواصلت مع الجبهة وساندتها في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا.. وعلى أساس هذه المسيرة الثورية التاريخية، فقد استحق حكيمنا الراحل عن جدارة لقب الثائر الوطني والقومي والأممي
عند الحديث عن الحكيم في الذكرى السابعة لرحيله تختلط مشاعر الرهبة والقلق والحزن الممتزجة بمشاعر الاعتزاز والتفاؤل والإصرار على مواصلة مسيرة النضال في مرحلة هي الأكثر تعقيداً وخطراً في تاريخ القضية الفلسطينية والصراع العربي الصهيوني... لكن رؤى الحكيم ومواقفه وأخلاقه تظل بالنسبة لكل الثوريين الفلسطينيين والعرب ، منارة تضيء الظلام لمن أراد أن يتحداه .
في ذكرى الحكيم ، لا نتواصل مع مبادئه ومنطلقاته الفكرية الماركسية الثورية فحسب ، بل نستذكر ونتواصل ايضا وباحترام عميق هذا القائد الوحدوي الكبير الذي عرف وعَلَّم كيف نتفق وكيف نختلف، وفي نفس الوقت كيف نحمي ونصون وحدتنا الوطنية بحدقات العيون في إطار تعدديتنا واختلافنا الديمقراطي ، باعتبار أن وحدتنا الوطنية هي أحد أهم شروط الانتصار على هذه الغزوة الصهيونية .. علمنا الحكيم أن الوحدة الوطنية التي تستجيب لطبيعة معركتنا ضد هذا العدو ، وتستجيب في نفس الوقت لقواعد الاختلاف والتعددية الفكرية والسياسية والتنظيمية ، هي الوحدة على أسس ومبادئ سليمة تنسجم وقانون الوحدة : نقد – وحدة، وذلك انطلاقاً من أن أي اختلاف وأي نقد بين أطياف ومكونات الساحة الوطنية الفلسطينية ينبغي دوماً أن يكون في إطار الوحدة ومعززاً لها.
ما احوجنا لاستذكار ذلك في ظل هذا المشهد الفلسطيني الذي يئن ويكتوي بنار الانقسام الكارثي الراهن ، وكأني بالحكيم يدعونا اليوم إلى ممارسة كل أشكال الضغط الشعبي لإدانة ورفض ومغادرة هذا الانقسام نحو وحدة وطنية راسخة تتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة كاملة السيادة كحل مرحلي، وفي إطار مؤسسة ديموقراطية تحشد كل قوى الشعب في معركة النضال من أجل تحقيق تلك الأهداف .. معركة الخلاص من الاحتلال وإلحاق الهزيمة التامة بهذه الغزوة الصهيونية وكيانها في بلادنا واقامة دولة فلسطين الديمقراطية لكل سكانها وحل المسألة اليهودية وفق هذا المنظور.
أما بالنسبة للخروج من الانقسام الراهن ، ففي تقديري أيتها الأخوات والأخوة والرفيقات والرفاق .. أن ما جاء في وثيقة الوفاق الوطني التي بدأها أبطالنا المعتقلين في سجون الاحتلال بما عرف يومها بوثيقة الأسرى، تشكل اساساً كافياً وصالحاً لاستعادة الوحدة ويمكن البناء عليها لتطوير مؤسساتنا بما فيها بل وأولها مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية لتتعزز وتترسخ كمؤسسة وطنية جامعة ترفض سياسات الهبوط والتفاوض العبثي بمثل ما ترفض كل ما يتناقض مع حقوقنا التاريخية بما في ذلك مشروع القرار المقدم الى مجلس الآمن مؤخرا ، الى جانب رفض شروط التحالف الامبريالي الصهيوني وعملائه في انظمة الاستبداد والتخلف العربية ، لكي تكون المنظمة فعلا ممثلا حقيقيا ووحيدا لشعبنا في الوطن والشتات .
الحضور الكريم : المقاومة بكل أشكالها تدعونا - الاستيطان الزاحف على أرضنا – انتهاك حقوقنا وكرامتنا الوطنية والشخصية – الوضع الراهن والمستقبلي لعاصمتنا الخالدة ...القدس - المعازل و الحصار المفروض على شعبنا وبخاصة الحصار المفروض على قطاعنا الحبيب – أُسر وأبناء آلاف الشهداء والجرحى – آلاف البيوت التي دمرها العدوان الصهيوني على غزة – عشرات آلاف أُسر المشردين الذين لا يجدوا مكاناً يأويهم بعد أن دمر العدو بيوتهم وأصبحوا بلا مأوى – آلاف الاخوة والرفاق من المناضلين الابطال المعتقلين الذين يواجهون العدو في زنازين الفاشية والعنصرية الصهيونية وفي مقدمتهم رفيقنا المناضل أحمد سعدات والأخ المناضل مروان البرغوتي والأخ المناضل عبد الله البرغوتي والأخ المناضل عزيز دويك – عذابات أهلنا في مخيم اليرموك وكل مخيماتنا في سوريا – معاناة أهلنا في لبنان – أوضاع البطالة والفقر المتفاقمة - مئات الشباب الذين بدأت تبتلعهم بحار العالم في سعيهم للوصول إلى بيت ومكان يأويهم .
كل ذلك يدعونا لأن نقول كفى لهذا الانقسام ... كفى للصراع على المصالح الفئوية الضارة بين فتح وحماس ... نعم للحوار الوطني الشامل بعيداً عن ثنائية فتح وحماس لكي نستعيد وحدتنا وتعدديتنا وفق قواعد الاختلاف الديمقراطي،بما يمكننا من بناء رؤية استراتيجية لنضالنا التحرري والديمقراطي، ونؤسس لبناء نظام سياسي وطني تحرري وديمقراطي تعددي تكون مهمته الرئيسية وقف عملية التفاوض العبثي ورفض الشروط الأمريكية الصهيونية ، والعمل على تخفيف معاناة شعبنا بكل مظاهرها الاقتصادية والاجتماعية، لكي نناضل معاً كتفاً إلى كتف ضد عدونا المحتل ، لمتابعة النضال من اجل تحرير الوطن والإنسان الفلسطيني دائماً .

فإلى الأمام إلى الأمام .. عشتم وعاش وعيكم ونضالكم الوطني ...عاشت فلسطين حرة عربية ... وعاشت ذكرى الرفيق الحكيم .. والمجد والخلود لشهداء فلسطين والامة العربية .. والنصر للثورة .