حواتمة يدعو إلى جبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات موحدة في فلسطين، لبنان وعلى خطوط التماس مع دولة الاحتلال


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 23:05
المحور: مقابلات و حوارات     

حواتمة.. من على فضائية «الميادين»...

على قوى المقاومة في كل الأراضي العربية المحتلة أن تنسق فيما بينها .. والعودة للاعتماد على الشعوب العربية وقواها الحيةّ بدءاً من التفعيل الجدي لسلاح المقاطعة..

■-;---;-- أهلاً وسهلاً بك استاذ نايف، أسالك بداية عن قراءتكم وموقفكم مما جرى، هذه الغارة الإسرائيلية على القنيطرة السورية؟
■-;---;--■-;---;--
العدوان الإسرائيلي لا يتوقف على شعب فلسطين على شعب سوريا على شعب لبنان، حيث يستطيع الوصول يضرب بعدوانية ووحشية، بالأمس سقط شهداء كوكبة غنيّة ثرّية في المقاومة على الأرض السورية، ندين هذا الاعتداء العدواني الشرس الوحشي، نؤكد أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، اليوم بالنقب جنوب فلسطين سقط لنا شهيدان، والشهداء بالأرض الفلسطينية بالقدس، بالضفة، بغزة، لا يتوقف تقديم الشهداء، لذا نقول أن العدوان الذي وقع بالجولان وذهب ضحيته كوكبة من الشهداء الأبرار، الذين نعتز بهم ونعتز بكل نقطة دم تبذل على الأرض العربية، الأرض الفلسطينية، في سبيل دحر العدو الإسرائيلي، في سبيل تحرير الأرض العربية. والأرض الفلسطينية المحتلة في سبيل حق شعبنا بتقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدس العربية المحتلة وعودة الشعب اللاجئ لدياره، في سبيل حق شعب لبنان بالعيش الحر المستقر في سبيل حق سوريا بتحرير أراضيها المحتلة بالجولان، لذا نقول أن ما وقع من عدوان وسقوط كوكبة من الشهداء هم شهداء لكل أشكال المقاومة على الأرض العربية.
هنيئاً للشهداء ولعائلاتهم جميعاً على هذا الطريق، لن نبدل تبديلاً إلى أن نؤمن حقوق شعوبنا، وفي المقدمة نحن الذين في قلب الصراع وعلى خطوط التماس مع العدو.
■-;---;-- ولأنكم كذلك ربما لديكم رؤية خاصة، بناءً واستناداً على التاريخ الطويل لنضال الفصائل الفلسطينية ومن بينها الجبهة الديمقراطية، هل لديكم فهماً خاصاً وأنت تتحدث ربما عن صراع بمرحلة جديدة مع العدو الإسرائيلي، لماذا اقدمت إسرائيل على ذلك بالتوقيت وأيضاً بالمكان؟
■-;---;--■-;---;-- كل حروب العدوان الإسرائيلية منذ عام 2000 وتحرير الجنوب وما تلاه من عدوان وحروب على قطاع غزة "الرصاص المصبوب، عامود السحاب، والجرف الصامد" هي حروب فاشلة بكل المقاييس العسكرية والسياسية والاستراتيجية.. ورغم استخدام السلاح المحرم دولياً - الفسفور الأبيض -.
الإرهاب الإسرائيلي لا حدود له.. ولا سقف له..، الحروب كلها نالت من معنويات جيشها ومجتمعها وحطمت أساطيرها "التي لا تقهر" وأثّرت في هيبتها كدولة إقليمية كبرى متخمة حتى أنيابها بآخر تقنيات الغرب الأميركي التكنولوجية التسليحية، وعرّتها بتغولها ووحشيتها ونالت من نفوذها وسمعتها الدولية، وأثارت حالة من القرف والكراهية لأساليبها الموصوفة بالهمجية والعدوان على الإنسان، جراء انتهازيتها وميكافيليتها.. فهي قناصة فرص، وتعتبر ذاتها خارج الشرعية الدولية والإجرام الموصوف هو نتاج تراكم عنصريتها والحماية الامريكية المديدين جراء استخدام فائض قوتها لقهر الشعوب خارج مبادئ الشرعية الدولية وحقوق الإنسان والأوطان، حين تدفع لتآمر على النُظم الوطنية التي تناهض السياسات والاستراتيجيات الأميركية.. هذه الحروب التي تخوضها - إسرائيل - مباشرةً أو بنيابة تحت شعارات مضللة كما فعلت تفعل أمريكا بحروب "الديمقراطية وحقوق الإنسان"... في الفلبين ما لا يقل عن مليون ونصف مليون مواطن (1899 ـ 1902) سقطوا في حروبها، وفي كوريا مئات آلاف الكوريين الشماليين والجنوبيين، وفي فيتنام بين أربعة ملايين ـ وخمسة ملايين وغيرها وغيرها.. و"إسرائيل" وليّدة هذه القيّم، يضاف لها غريزة العنصرية لتجعل منها قناصة فرص دموية، فحين يلوح لها فرصة للقتل لن توفر أبداً تلك الفرصة، مدفوعة بغريزة الدم، فهي تعتبر ذاتها خارج الشرعية الدولية، الإحساس المتجذر بحكم ولادتها المشوّهة بواسطة الحديد والنار والمجازر.. وتزرع معها بذور الفتن وغيرها.
جميع القوى الحرّة والديمقراطية في صفوف شعب فلسطين، الجبهة الديمقراطية وكل القوى الديمقراطية من كل الأطياف، كل القوى الوطنية والليبرالية جميعها تلحظ أن العدوان الإسرائيلي لا حدود له.. الإرهاب الإسرائيلي لا حدود له.. ولا سقف له وبالتالي هو دائماً يضرب ويقوم بعمليات غدر وبدون تردد.. حين تسنح له الفرصة.. لأن هذه هي سياسة العدوان على شعب فلسطين.. على شعب لبنان.. على شعب سوريا وكل الشعوب العربية، نحن الشعب الفلسطيني من حزيران 67 قدمنا 70 ألف شهيد ومئات آلاف الجرحى وآلاف المدنيين، كل هذا بعمليات الغدر الإسرائيلية، كذلك وقع بالحروب الستة على لبنان.. وقع بالحروب على مصر، سوريا.. لذا نقول أن كل أشكال المقاومة متواصلة إلى أن يتم دحر العدو الإسرائيلي عن كل الأراضي العربية المحتلة، نحن في الثورة الفلسطينية، في منظمة التحرير، وقعنا على ميثاق روما لتكون كل الاعتداءات الإسرائيلية تحت سيف المحاكمة الدولية، وتكون "إسرائيل" تحت العقوبات الدولية لأن هذه الخطوة الكبيرة التي تأخرت سنتين كان من المفترض أن تتم فوراً بعد اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين.. دولة تحت الاحتلال في 29 نوفمبر 2012.
الآن أدعو المقاومة في لبنان، في غزة والضفة والقدس لتشكيل جبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات مركزية موحدة، لوضع استراتيجية جديدة للمقاومة في الأراضي الفلسطينية، اللبنانية، والعربية المحتلة وعمليات رد مباشر على المعتدين.
■-;---;-- هذه واحدة من أشكال المقاومة سيد نايف حواتمه ربما لأن المقاومة تعيش في لحظة فارقة، وقبل قليل كان معنا نائب الأمين العام للجبهة الشعبية أبو أحمد فؤاد وتحدث أن تكون غرفة عمليات مشتركة للمقاومة بكل أشكالها.. إلى أي حد إمكانية العمل بذلك؟
■-;---;--■-;---;-- نحن ندعو الآن، وعلى درجة كاملة من الجاهزية للعمل بهذا الاتجاه، أن نوحَّد وننَّسق ونعمل مع جميع فصائل المقاومة على كل حدود التماس، ندعو إلى جبهة مقاومة متحدة على الأرض الفلسطينية المحتلة، جبهة موحدة على الأراضي اللبنانية، مزارع شبعا، الجولان وحيث يمكن أن تصل يد المقاومة ضد العدوان الإسرائيلي، لذلك نحن في الثورة وفي المقاومة لوضع استراتيجية جديدة موحدة للجميع ومع الجميع.
في الجبهة الديمقراطية عندما أعلنا أدانتنا للعدوان الإسرائيلي وأننا نعتز بكوكبة الشهداء، أعلنا عن دعوتنا لجبهة مقاومة موحدة وعبرنا عن ذلك بالآليات التنفيذية التي وقعت في الحرب على غزة بين 7 تموز - 26آب، القوى الأربعة التي لها أجنحة عسكرية، كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية قاتلت جنباً إلى جنب مع قوات القسام، الشعبية، الجهاد الإسلامي هذه القوى الأساسية، الأجنحة العسكري الأساسية، نحن ندعو إلى عمليات موحدة رداً على كل أشكال العدوان وعدم تمكين العدو من أخذ المبادرة والقيام بعملياته القذرة..
■-;---;-- تحدثت عن جبهة موحدة للمقاومة إن كانت فلسطينية أو لبنانية.. وأيضاً في سوريا ربما، إلى مدى تتحدث بالمناخات وخصوصاً العربي يمكن أن يوفر مثل تلك الاستراتيجية أو الرؤية؟
■-;---;--■-;---;-- نحن نقول من جديد علينا أن نحتفظ بكل أشكال المقاومة داخل فلسطين وكل خطوط التماس بالأقطار المجاورة، ولذلك دعونا من جديد إلى جبهة موحدة بين جميع القوى التي تنخرط في حياة المقاومة، وندعو إلى غرفة عمليات مركزية حتى لا يتمكن العدو أن ينفرد بفصيلٍ دون غيره، أو جبهة دون غيرها بل نعمل جميعا ًفي إطار التنسيق الكامل والمتبادل، وفي إطار الجبهة المتحدة وبالتحديد عندما يقوم العدو باعتداء ما.. ماذا على كل من هو في إطار المقاومة وفي مسارها أن يفعل بأشكال المقاومة الممكنة، الرد على العدو، النار بالنار..الرد على العدو لتجنب المدنيين العدو عندما يستهدف المدنيين كما وقع في غزة 2165 شهيداً مدنياً، لنا منهم المئات نحن القوى الأربعة الرئيسية التي لها أجنحة عسكرية لم تمكّن العدو أن ينفرد بأحد: العدوان.. كان على كل الفصائل والقوى وكل الشعب الفلسطيني مما اضطر كل الفضائيات العربية أن تعترف بهذه الحقيقة، بعد أن كانت بالخطأ المستديم تقرر صفحة خاصة لهذا الفصيل أو ذاك جرى تحت ضغط كل فصائل المقاومة بالأرض والميدان.. سلمت ـ الفضائيات ـ أن الصراع في غزة يدور بين العدو الإسرائيلي بكل قواه وبين فصائل المقاومة دون استثناء..
■-;---;-- إذا كان حزب الله قد توعد بالرد "وإسرائيل" حين يتوعد الحزب تأخذ ذلك بالحسبان بشكل كبير، أسألك هل يمكن إيجاد الجبهة الموحدة، في ظل هذا الواقع العربي الرسمي.. في هذه المرحلة لا أدري إذا كنا نملك الجواب بالصمت العربي الذي جاء عقب هذا الاعتداء، كيف تنظرون أساساً للتعامل العربي مع هذا الاعتداء؟
■-;---;--■-;---;-- أقول بوضوح لكم.. لشعب لبنان، لشعب سوريا.. لكل الشعوب المسلمة أن الكثير الكثير من البلدان العربية والمسلمة غائبة عن الميدان، لأنها إما لها سياسة انطوائية على نفسها، أو منشغلة بأوضاعها الداخلية وخاصةً بعد الانتفاضات والثورات التي اندلعت للإطاحة بأنظمة الإستبداد والفساد، ومن أجل فتح الطريق أمام الشعوب أن تأخذ حقّها بالحريات وتقرير المصير وحقها بالنضال ضد العدو المشترك، وعليه نتساءل أين مئات الملايين من الشعوب العربية والمسلمة البعيدين عن الميدان بفعل هذه الانشغالات، وبفعل نمط الأنظمة القائمة أيضاً.. أين مليار ونصف مليار مسلم الذين..!
"إسرائيل" تعتمد على غياب معظم المحيط العربي والمسلم بها، نحن بجانب الشعوب العربية التي تناضل من أجل فتح الطريق لإسقاط أنظمة الفساد والإستبداد، ولحق الشعوب من أجل مقاومة أعدائها وحقوقها بالعدالة الاجتماعية ومقاومة العدوان من أي جهة كانت، العدوان على القدس، فلسطين، الأراضي العربية التي تجاور فلسطين علينا أن نتحد جميعاً نحن الشعوب، القوى المقاومة بهذه الشعوب لمواجهته ودحره.
■-;---;-- لا أدري وأنت تكرر كلمة العدوان ونحن نتحدث عن غياب الفعل العربي إذا كان يصنف مثل هذه الغارة على أنه عدوان؟
■-;---;--■-;---;-- مواقف الدول العربية والمسلمة صمت على العدوان، وغياب عن أي فعل على الأرض، حتى الذين أدانوا العدوان يقفون عند حدود البيان.
أكرر وبلغة مباشرة أن علينا أن نقوم وما قمنا به منذ هزيمة حزيران 67 حتى يومنا.. حملنا السلاح ولا زال بيدنا.. نجمع ما بين «سياسة السلاح وسلاح السياسة» كما تفعل كل الثورات بالعالم وعليه قدمنا عشرات الألوف عند هزيمة حزيران/67 كانت الأوضاع العربية أسوأ بكثير مما هو راهناً، ومع ذلك صمدنا بالمقاومة وبما هو متوفر، ولذلك أقول قوى المقاومة بيدها فلسطينياً وعربياً وفي المحيط المجاور للأراضي المحتلة، عليها أن تقدم قواها بلغة متحدة وأشكال التنسيق دون أن تنتظر مدداً مباشراً قريباً من الأوضاع العربية والمسلمة المحيطة فهي في حالة غياب وغيبوبة، وعلينا التوجه للشعوب العربية بكل أطيافها الايديولوجية والسياسية والنضالية والكفاحية حتى ننزل للشوارع والميادين كما نزلت 2011.
■-;---;-- أنت تقول كل الشعوب العربية وتقول أنها مشغولة بالتطورات في بلدانها.. وكنا نتحدث عن الأوضاع الرسمية العربية، إلى أي حد غياب التعامل الرسمي العربي دون مواقف بالتوصيف اما تواطئاً أو عجزاً؟
■-;---;--■-;---;-- كنت أقول أن الحالة العربية الحالية لا تغضب عدواً لا تسِّرُ صديقاً وهذا هو الوضع، برغم أن حالة الشعوب العربية كسرت الخوف والقمع ونزلت بالملايين في شوارع العديد من البلدان والعواصم العربية، تدعو إلى إسقاط الأنظمة التي تتخاذل وتعطل دور شعوبها، أدعوها للنزول من جديد لدعم المقاومة وإسنادها على الخطوط الأمامية، لأن يد العدو لا تتردد بضرب أي موقع عربي، ضربت المفاعل النووي العراقي، ضربت ميناء وهران الجزائر وضربت في تونس، واغتالت من اغتالت أيضاً، هذه الظروف برغم كل قساوتها فإن الشعوب كسرت جدران الخوف، ورغم غرقها بأوضاعها الداخلية فإن الأوضاع الراهنة أفضل من 67، كانت الأنظمة مهزومة.. الجيوش العربية مدمرة.. لذلك حملنا سلاحنا.. وحملنا المقاومة.. وقدمنا عشرات الألوف من الشهداء.. الأمر الذي لم يتوقف؛ لذلك علينا ألا نتوقع وننتظر بل نتقدم بما لدينا بغرفة عمليات مركزية وجبهة مقاومة متحدة، ولنتذكر أن حرب العدو على غزة وقبلها الحروب السابقة بالضفة والقدس الأوضاع العربية كانت غائبة عن الوعي، إن أي فعل لنتقدم للأمام..
في عام 1991، وفي أعقاب مؤتمر مدريد جاء القرار الرسمي العربي بتجميد قرار المقاطعة العربية لإسرائيل، الذي فك حصار وعزلة عربية "عن إسرائيل" وأزاح صخرةً كأداء عن صدر بعض الرسمي العربي، فأعاد العديد من وصل "الشرايين" معها، الذي كان يكلفها غالياً في اقتصادها، باعتبار مؤتمر مدريد "فتح أبواب السلام والسماء"، رغم معرفتهم بأن المفاوضات عبثية.
إن العودة اليوم لسلاح المقاطعة الاقتصادية الذي يمارسه الفلسطينيون تحت الاحتلال.. يعزز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان اليومي والتهويد والاستيطان.. على أمل أن يرتقي العربي الرسمي إلى أضعف الإيمان.. لأن سلاح المقاطعة هام وهام جداً..
نتوجه للشعوب العربية والأمثلة العربية هامة في تاريخ الصراع.. إن من المعيب أن تقاطع مؤسسات أكاديمية وعلمية أوروبية وأمريكية وتسحب استثماراتها، وتقاطع منتجات الاستيطان الاحتلالي وجامعاته فضلاً عن الكنائس و200 مدينة في العالم تنضم إلى حملات المقاطعة، فيما العربي والمسلم الرسمي يتفرج..
■-;---;-- شكراً لك سيد حواتمه كنت معنا من دمشق.