أيها الأبله ليس هذا أمل الثورة ولا هكذا يكون الثوار


سيبال جوزيف سيبال
الحوار المتمدن - العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 16:04
المحور: الادب والفن     

الخوف مقابل الاستقرار
والصمت مقابل الاستقرار
والجهل مقابل الاستقرار
وحتى المظلمة والاستعباد مقابل الاستقرار
وكل ما صرخت أفواه الحق أغلقوها تصديا للدمار

أفي الدمار عدل ينشي الاستقرار
أم في الخنوع وعي بحياة تجنبنا الاحتضار
أيها الأبله لما تستميت دفاعا عن الانكسار
ويعلو محياك فخر كلما تهاوى الانتصار
وتقنع الناس أن العبودية وسام الأخيار

أيها الأبله أترى أن للإرهاب حق في الاختيار
وفي نصرة الحق خيانة للشهداء الأبرار
لما نكون بين ثنائية الظلم أو الدمار
كلما تعالت أصوات الحرية يا أهل الديار
إنكم بين أيادي الخسة وصناع القرار
وأن في وعيكم خطر على أرصدة الاستثمار
وأنكم مجرد أرقام تثري الفواصل بالأصفار
فلا يهم شقائكم ولا معاناتكم ولا أحلامكم التي تنهار

أيها الأبله
ألا تستحي عندما تزمجر بنشوة في الأخبار
تناشد من داس الكرامة والهمة بافتخار
وأن من لديهم سم القوة أحق بإطلاق العيار
وجميع الانتهاكات مشروعة للقضاء على الأخطار
حتى وان شملت من لا ذنب لهم أو حتى الأحرار

صدقنا أن للرجعية فقهاء وتجار
واليوم نجد نخبا ورموز فكر تبارك الضحالة في الانتشار
وأن في القمع عيش لذيذ والمروة في الانبطاح مكسبا لا اندثار

أيها الأبله
أين الحياء إذا كان الحبر يساند المظالم وقصف الأعمار
وأين الفخر في عصا الراعي أو في تدجين الأفكار
ماذا قدمت لنا شعارات المناشدة والإكبار
يوم عبث الجلاد بالشبيبة ليختاروا الغرق في البحار
يوم مات برعم لأن والده لا يستطيع مداواته وكان الانتحار
يوم أحاطت الذئاب بحرة لأنها فقدت جناح الأطيار

أيها الأبله
وأنت مزهو بتصفيق البلهاوات أصدقت أن للحمق ثمار
وصدقت أن رواد الفكر هم عبيد الأقدار
وأن التمويه والأكاذيب خير ما نختار

لا أيها الأبله
هناك من لا تغريه المظاهر لا الحرير ولا الماس ينصفون الأحرار
المسألة جوهرية وليست مجرد شكليات التجار
اليوم هناك من يعمق الأخاديد ليعلن الانتصار
وهناك من يحمي الباطل بكل افتخار
وهناك من يقبل الخسة ويترجمها سياسة النبل والاعمار

لا أيها الأبله
الدنيء لن يكون فخرا في الأمصار
حتى وان جند إعلام العار
أيها الأبله ليس هذا أمل الثورة ولا هكذا يكون الثوار