سامي الذيب إسهال ثقافي وإفلاس فكري


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4655 - 2014 / 12 / 7 - 11:33
المحور: الادب والفن     

أيها القارئ، أين شجاعتك الأدبية؟ اقرأ هذا المقال، قيّمه، وعلق عليه...


ذهب سامي الذيب عند طبيب، وقال له:
- دكتور، أعتقد أن لدي إسهالاً ثقافيًا.
احتار الطبيب:
- ما هو الإسهال الثقافي؟ ما هي أعراضه؟
- كل مرة لدي فكرة هي خراء.

وهذه هي كل أفكاره العبقرية عن القرآن، سامي الذيب: خراء! أفكار قديمة قدم الزمان استهلكها المعتزلون والباطنيون والمستشرقون والرواقيون والحُلوليون والأفاقون ممن هب ودب من على يمين المسيح ومن على يساره –هو إلى الأمام سر لا يمين ولا يسار نحو أقرب مرحاض، هو يقول فلسطيني مسيحي، هو يقول أفكار المسيح السلام والمحبة يا سلام أفكاره الخراء، لا تنسوا إسهاله الثقافي محور موضوعنا- والمهلوسون ممن هبين ودبين الذين يؤمنون بالقرآن كلامًا وإعجازًا لأنهم يؤمنون بالقرآن حورًا وغِلمانًا، والمهسترون ممن ثلاثين هب ودب حاخامات مسطولون –الذيب يعشق كلمة مسطول حتى السطل- والمخبرون ممن ثلاثين ألف هب ودب الذين في كل مرة يُفحم فيها القارئ هذا المسطول يهبون واقفين كالنظام الفاشستي الواحد للدفاع عنه، فهذا المثقف المسهول من هذا الزمن المشبوه، زمن داعش والغبراء، داعش لأن كل ما يقوله هذا الدكتور المتبجح بالطريقة التي يقول فيها ضد القرآن، أقول بالطريقة التي يقول فيها، هو في صالح داعش، لخلط الأوراق أكثر فأكثر، فالحرب الإيديولوجية تقول هذا: كلما اختلطت الأوراق أكثر كلما كانت في صالح الطرف الأكثر تطرفًا.

مقالات سامي الذيب كل يوم بالكيلو، فإسهاله من النوع الثقيل، شيء غير طبيعي، وهذا ليس منذ اليوم، مائع ميوعة الغائط في بركة بلدية طولكرم البلدة التي ولد فيها، ورائحته والعياذ بالله، كنا نشمها من ريح صرصر سوق البصل في نابلس المدينة التي عشت فيها، فنحن جيران، وهو لا يفكر إلا في ملء معدته –كما يقول زولا- قرآن وقرآن وقرآن يلعن دين هالدين اللي ورا قرآنه هالذيب كفر سيد المرسلين... استغفر الله العظيم! قلنا لا يفكر إلا في ملء معدته –كما يقول زولا- ليدوم إسهاله، فهو مصدر إلهامه الوحيد، وتعدد الإسهال لديه واحد على الرغم من تنوعه أبيض وأصفر وأخضر لون العلم السويسري من اختراعه علم بلده الثاني دزنتاري والعياذ بالله. والكذابون لصوص البنوك –فكل السويسريين لصوص كل واحد بالطبع على طريقته- يقولون إن سويسرا بلد محايد وكل هذه الخراءات التي تتصارع ما بينها على أصولها الطولكرمية! لكن كارثة الكوارث أن المعجبين بخراءاته لا يعدون ولا يحصون بعد أن تمكن الذيب من ردم حاسة الشم لديهم، فغرر بهم المساكين، وهذا أيضًا جزء من الحرب الإيديولوجية الدائرة، أن يُقمع الفرد في خيشومه، فلا يميز بين رائحة العطن ورائحة السوار دو باري.

كلامه كالنبيذ سامي الذيب، لما يفكر في شيء آخر غير القرآن، ليبعد عنه الملل والقرف، هذا ما يخفيه من سر عن قرائه المساكين الذين يقتلهم بالملل والقرف، يغتصبهم بالملل والقرف، يملأ أمعاءهم الغليظة بالملل والقرف –لا تنسوا الحرب الإيديولوجية الدائرة التي من أهم أهدافها ألا تفكر بعقلك وإنما بِمَعْوِك- يخنق خيالاتهم بالملل والقرف، يرعب جرأتهم بالملل والقرف، يدمر طموحهم بالملل والقرف، إيمانهم بالخير، أملهم في الفهم، رغبتهم في المعرفة، في التنفس، في التغيير، في قول لا لكل هذه المفاهيم التي تطاردهم منذ مولدهم، التي تريهم السماء السوداء زرقاء، التي ترسل رائحة الخراء إلى أنوفهم أزكى رائحة، التي تريهم الجواهر في بيت الماء ماسات، ولكن لا يلبث أن يُفتضح أمره عندما يندلق نبيذه كالإسهال المفاجئ على رأس قارئه، على وجهه، على صدره، على بطنه، على فخذيه، على ساقيه، على قدميه، ومن حيث لا يدرك هذا العالِم الغائطي بالقرآن، يدفع القارئ إلى التفكير بعقله –أليس هذا ما يطرق به رأس القارئ طرق المعاول الصدئة ليل نهار، التفكير بعقله؟- ولكن التفكير بعقله لأول مرة عن إدراك ووعي: ما هذا الشخص سوى أداة، عن جهل أو عن علم، عن علم أكثر منه عن جهل، أو عن علم وجهل كيلا نظلمه، لتكريس الجهل تحت رداء "طوشات" تستدرج القارئ وتسليه، ولتمكين الإفلاس الفكري.


• أيها القارئ، شارك في محاورتي يوم 14 كانون الثاني/ديسمبر القادم، ولا تتردد في طرح كل أسئلتك عليّ، أقول كل أسئلتك، ومهما كانت هذه الأسئلة، أنا هنا في خدمتك، وليس في خدمة شوارب المثقفين المترهلين.


باريس السبت 2014.12.06