ق 3 ف 2 : من تناقضات اللجنة الشرعية المسعرية


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 4611 - 2014 / 10 / 22 - 20:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

كتاب ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين )
القسم الثالث: المعارضة الوهابية التى أنجبت أسامة بن لادن
الفصل الثانى : تحليل الصراع بين اللجنة الشرعية والدولة السعودية
صراع اللجنة مع الدولة : صراع بين عقيدتين سياستين من عقائد السلف
من تناقضات اللجنة الشرعية المسعرية
1 ــ في حكمها علي شيوخ السلطة
وعلي هامش ذلك الجدل الفقهي تناثرت تعليقات اللجنة علي فقهاء السلطة تغري بحثها والتوقف معها .اذ ان الملاحظ ان النبرة تطورت من الهدوء لتصل الي الهجوم حسب ظروف اللجنة مما يوضح ان شرع اللجنة الحقيقي يتم تفصيله حسب ظروفها ..ونكتفي بموقف اللجنة من الشيخ ابن باز ،ونتتبع بعض ملامح هذا الموقف بالترتيب الزمني :
في العدد 22 في 16/11/1994 يحلل منشور اللجنة موقف الشيخ ابن باز تحت عنوان (مهلا يا سماحة الشيخ )وفيه يحذر من الهجوم علي الشيخ ويمدحه بالصدق والعفاف والزهد والعبادة والعلم والحفظ والتواضع ،ويحلل عقليته بأنه ينتمي الي اسلام ال سعود الذي لا يسمح بالتدخل في السياسة والاقتصاد ، مع الاقتصار علي العبادات دون الحكم السياسى ،وتفضيل الامن علي سيادة الشرع واعتبار الاصلاح فتنة ، وانه يحسن الظن بآل سعود الذين يضللونه عن طريق اعوانهم من المحيطين به ولذلك تناقض موقفه بين اللجنة والدولة .
وفي العدد 23 /11/1994 تبرر اللجنة انتقاد ابن باز لها بأن الامير نايف افهم الشيخ ابن باز بأن ثمن اطلاق سراح المعتقلين او التخفيف عنهم هو وقف الهجوم من اللجنة .
ثم بدأت اللجنة هجومها علي ابن باز في العدد 31 في 18/1/1995 حيث تقول له (اذا لم تحدد موقفك بشكل واضح وصريح من هذا النظام الذي يحارب الاسلام واهل الاسلام فستبقي مستغفلا كما انت ،وستبقي مركبة وجسرا لقرارات الطغاة ).
ثم اصبح الهجوم علي ابن باز وتكفيره هو وزملاؤه من ملامح كتابات المسعري في النشرة وغيرها ،ولم يكتف بذلك بقوله في كتاب الادلة الشرعية (من اعتقد ان للحاكم الحق في اصدار التشريعات والقوانين التي تخالف دين الله تعالي ثم اوجب علي الناس التزامها هو بلا شك كافر )واستدل برأي الشيخ ابن عبد الوهاب في الرسائل الشخصية ، وعلق قائلا (ولذلك يجب عرض كل الشئون علي الشرع والا يخرج عن الشرع شئ منها ،ومن ادعي ان شيئا من ذلك بيد الحاكم ولا سلطان للشرع عليه فهو كافر ملعون [41]).
والمسعري يتلاعب في صياغة الالفاظ كي يتهم خصومه بالكفر بحيث يمكن استخدام نفس الصياغة ضده لأنها قضايا خلافية في اطار الفكر السلفي ،وهو بنفسه فيما سبق اعتبره خلافا في الرأي حين قال لخصومه في الرأي في النشرة 58 (الذين يختلفون معنا في شرعية النظام ،ويعتبرون علمهم اجتهادا شرعيا فالواجب ان يعتبروا من خالفهم قد اجتهد اجتهادا شرعيا ) وسبقت الاشارة الي هذا النص .كما ان البيان رقم 2 للجنة في 25/5/1993 ردا علي الاستنكار الذي اطلقته هيئة العلماء والذي سبقت الاشارة اليه ،هذا البيان يقول في الرد علي العلماء (ان المجتهد في مثل هذه الامور لا يجوز ذمه ،وتأنبيه ولو اخطأ..) واستشهد بأراء ابن تيمية في الفتاوي ،واذا فلا محل لاتهام المسعري خصمومه بالكفر .
والمستفاد مما سبق ان اللجنة تفوقت فى الجدل الفقهى على خصومها . الا انها استخدمت تفوقها الفقهى لتستخدمه في الصراع حسب الظروف ،ولذلك اختلفت اراؤها الفقهية ،او بمعنى اخر اختلف شرعها حسب ظروفها .
2 ــ في التعامل مع الاخر من المقاومة السلمية الي العنف : فى مقتل الحضيف
القي عبد الله بن عبد الرحمن الحضيف ماء النار علي الضابط سعود الشبرين انتقاما منه ،واعتقل الحضيف ومعه مجموعة ، ثم اعلنت الداخلية السعودية صدور احكام رادعة علي عشرة ارهابيين في 12/8/1995 منهم الحضيف ، وبتأثير اللجنة إحتجت منظمة مراقبة حقوق الانسان (H.R.W).
ويعتبر اعدام الحضيف نقطة هامة في مسيرة الصراع بين اللجنة والدولة بحيث أثّر في شرع اللجنة الذي يتأثر بالظروف الموضوعية والشخصية للجنة والقائمين عليها ،ونتتبع مواقف اللجنة وتأثرها بهذا الموضوع :
في البداية اصدرت اللجنة البيان رقم 38 عن الموضوع بتاريخ 12/8/1995 تحت عنوان (السلطة تفتح باب الدم :اول شهيد في مسيرة الاصلاح ) واتهم الحكومة السعودية بالتلفيق والمغالطة لأن بعض المتهمين في الجريمة كانوا معتقلين قبل الحادث ،وانهم اغفلوا اسم الضابط المجني عليه مع شهرته بالتعذيب والعيب في الذات الالهية ، وزعموا ان المتهم كان يحوز اسلحة للقتل مع انه لم يستخدم سوي مادة كاوية لا تستخدم للقتل ،وان اعترافات المتهمين ،اخذت تحت قسوة التعذيب ،وان المحاكمة تمت في سرية ،واحتج بيان للجنة علي تلبيس هذا الحكم لباس الشرع ،واحتج علي اتهام اللجنة باصدار اللجنة للمتهمين بالاعتداء علي الضابط سعود الشبرين .
وفي النشرة رقم 61 في 16/8/1995 امتلأت سطور اللجنة بتهديد الحكومة وعملائها ،تقول ( لم يجرؤ الحاكم في أي وقت مضي علي اراقة الدم الا في حالتين ،اما بمبررات يقبلها الناس مثل الحدود ومثل رفع السلاح ،او بالقتل سرا وتعتيم كامل خاصة مع الطوائف والفرق التي ليس لها ثقل جماهيري ،اما في حالة الشهيد عبد الله الحضيف فلا المبررات مقبولة ولا اكتفي الحاكم بالقتل سرا والتكتم علي الموضوع ، بل ذبح الرجل ثم رفع النظام عقيرته منتشيا بما صنع ،معتقدا انه يخاطب خليطا من الاغبياء والجبناء ، الاغبياء الذين ينطلي عليهم لباس الشريعة والجبناء الذين يخيفهم لون الدم وذكر الدم ،…،واذا كان الحكام يعتقدون انهم ينجحون في الاكتفاء علي حفنة من القضاة الذين وضعوا ذمتهم وامانتهم بين يدي اسيادهم من الحكام ،فليعلموا ان الامة صارت الان هي القاضي والشعب هو الحكم ،وقد حكم الشعب بعد أن سمع البيان وقرر تحميل الحكام والقضاة وزر هذا الدم المسفوك ،وبدأت اجراءات القضاء في ضمير الامة من اجل الشروع في محاكمة الذين سفكوا هذا الدم الطاهر .اما اذا ظن الحاكم انهم يرهبون ويرعبون برائحة الدم فالأمر علي عكس ما يظنون ،فلن يفنى حاجز الخوف من الدم الا سفك الدم ،وعندما يسفك الدم ويتحدث الناس عن الموت بعد كانوا يتحدثون عن السجن والاعتقال والتعذيب ،وتتحدي السلطة الشعب بلغة الدم فإن الخيارات تنتهي امام اصحاب التحدي ،ويقول المرء : مادمت مقتولا فليكن قتلي مقبلا غير مدبر وهيهات ان اموت رخيصا بلا ثمن فليكن قتلي ودمي بدم اخر . واذا كان النظام قد فسر ضبط الشباب لاعصابهم ومبادرة قيادتهم بتصريف حماسهم يما مضي في وسائل تستوعب هذا الحماس بالجبن والخور فهو مخطئ ،وقد اثبتت الايام ان شباب الجزيرة رغم ما فتن به من نعمة ودنيا فهو المتقدم في افغانستان وفي البوسنة بل وحتي في الشيشان ،.. ان الامر يبدوا خطيرا وجهاز الحكم سائب يتصرف فيه كل امير كما لو كان هو الدولة ،ويحاول نايف وسلمان جر النظام كله في سلسة الدم ،بعد ان ورط النظام في حادثة الحضيف ،والنظام لا يدرك ان فيه فجوات ضخمة تجعله هدفا لا يقارن بأنظمة الحكم الاخري ..من هذه الفجوات ارتباط الحكم بالاسرة ، و لتحلي كل ابناء الاسرة بعلاقة خاصة بالحكم فأن كل الستة الاف امير هدف سهل للانتقام ،فهل يتصور فهد ان يهئ حراسة لكل هؤلاء؟ ومن هذه الفجوات تعاطف المسلمين في جميع انجاء العالم مع حركة الاصلاح في الجزيرة واستعدادهم للانتقام من اجل ضحايا الاصلاح في الجزيرة ،فهل سيقدم فهد علي منع الستة الاف جميعا عن السفر والحركة ،وغيرها فجوات تمنع من المستحيل ان يحمي النظام نفسه اذا دخل دائرة الدم؟ ) الى أن يقول مهددا آل سعود : (.. انهالت المكالمات علي مكتب اللجنة من جميع انحاء العالم بعد الجريمة علي خلاف ما اراد النظام من ترعيب الناس وتخويفهم ،وتعرفت اللجنة بعد الحادث علي مجموعة جديدة من المؤيدين دفعهم الغضب علي اخيهم الشهيد فقدموا انفسهم وقدراتهم وجعلوها تحت تصرف اللجنة ).
وفي النشرة 62 في 23/8/1995 جاء الرد علي بيان الحكومة بشأن مقتل الحضيف تحت عنوان (الادلة القطعية علي تلاعب الحكام والقضاة بالاحكام الشرعية ) وفيه انه لا يجوز قتل الحضيف قصاصا لأنه لم يرتكب جريمة قتل للمجني عليه وانه لم يقصد قتله لأن المادة الحارقة لا يحدث عنها قتل .كما انه لا تجوز معاقبته قتلا بتهمة الحرابة او التعذير ،واستغرق الرد تسع صفحات من التأصيل الفقهي ، وانتهي باتهام القضاة الذين اصدروا الحكم بأنهم ارتكبوا جريمتين :المشاركة في سفك دم الحضيف والتقول علي الشريعة .
وفي العدد 64 في 6/سبتمبر /95 تتحدث النشرة عن تطورات جريمة قتل الحضيف علي المستوي الشعبي حيث شارك الالوف في تعزية اسرته ، وعلي مستوي القضاء الذين حاولوا التبرير او التنصل وتحريض النظام بأنه سيستمر في الاعتقال والتعذيب حتي يتم القضاء علي البنية التحتية للعمل الاسلامي في المملكة،ثم خبر يقول بعودة سعود الشبرين للتحقيق والتعذيب .وبهذا خلقت اللجنة داخل الاصولية السنية رغبة في التآمر وتحولا نحو سفك الدماء .
ثم مالبث ان وقع انفجار بيشه الذي حدث في 21/10/95 ،أي بعد شهرين من اعدام الحضيف ،وقد اعلنت السلطات السعودية ان الحادث نتيجة خلاف شخصي وليست له دوافع سياسية برغم كثرة ضحاياه ،وقد اكدت اللجنة في منشورها رقم 17 في 25/10/95 ان الرواية الرسمية صحيحة علي غير العادة في بيانات الحكومة السعودية وذلك كي تؤكد عدم مسئوليتها عن الحادث .وقام المسعرى بتحليل دلالة الحدث في انه يعكس تدهور الحالة الامنية وسهولة الحصول علي المفرقعات مما يجعل من اليسير علي شباب الاصولية السنية اللجوء الي نفس الطريق في الصراع مع الحكومة ،برغم تركيز الحكومة علي الامن السياسي اكثر من الامن الجنائي .وتكررت تحليلات الحادث في العدد التالي رقم 72 في 1/11/1995 وفي العدد 73 في 8/11/1995 كأنها تريد ان تضع شبابها في معايشة مع ذلك الحادث .
وحدث فعلا انفجار الرياض 14/11/1995 حيث تم تدمير مقر البعثة الامريكية في الرياض مما اسفر عن مقتل ستة اشخاص وجرح ستين اخرين معظمهم من الامريكان ،وكان انذارا للحكومتين السعودية والامريكية ،وحين سئل المسعري عن رأيه في الانفجار قال (انه ضد العنف ولكنه لا يدين العملية الارهابية ،وان المهمة في نظره هو عدم شرعية الحكم السعودي ،وان المنظمات التي اعلنت مسئوليتها عن الحادث ليس لها وجود حقيقي ،وانه لا يستبعد قيام مجموعة من الشباب الغاضب اليائس من الاصلاح بهذه العملية ) [42] .
وناقشت اللجنة آثار الحادث في نشراتها لتؤكد علي ان الامن لا يجققه القمع وانما وفرته معادلة كانت تقوم علي انصياع الشعب وطاعته ( لقيادته الشرعية ) سواء ما كان منها رسميا او شعبيا ،ولكن النظام السعودي علي حد قولهم افسد ذلك فضاع الامن .
وفيما بعد اعلنت السعودية القبض علي منفذي العملية في 22/4/1996 وكشف اعترافاتهم ان لهم علاقة بالافغان العرب وتأثرهم بفكر المسعري واسامة بن لادن ، مما جعل المسعري يحتد في هجومه علي الحكومة السعودية ،ويتهمها بتدبير الحادث وانها حصلت علي الاعترافات بالتعذيب [43] وعلاوة علي ضعف حجة اللجنة في نفى اتهامها ،فإن التسلسل المنطقي للاحداث يرجح مسئولية اللجنة ان لم يكن في التدبير والتنفيذ ففي التحريض انتقاما لقتل الحضيف ،مما يبعث علي القول بأن قتل السلطة السعودية للحضيف تحت التعذيب هو الذي احدث هذا التغيير في اللجنة وجعلها تغير شرعها من المقاومة السلمية التي كانت تحرص عليها اثناء الاعتصامات ووقف الاعتقالات لشيوخها وشبابها الي التحريض علي العنف .
الا ان التمعن في قضية الحضيف نفسها يشير الي ان اللجنة بدأت تغير شرعها الي العنف قبل اعدام الحضيف وذلك في تعاملها مع سعود الشبرين المشهور بتعذيب المسجونين في السجن .
لقد سبقت الاشارة الي ان اللجنة استخدمت سلاح الدعاء علي الظالمين ، واتخذت منه وسيلة للحرب النفسية لتخويف خصومها في السلطة السعودية هذا بالاضافة الي تهديد ضباط المباحث بالانتقام ..
ونرجع الي تطبيق اللجنة لسلاحي الدعاء والحرب النفسية والتهديد فيما يخص سعود الشبرين .فبالاضافة الي التهديد الذي رفعته اللجنة والذي كان مقصودا به في الاساس سعود الشبرين ،اشهر من يقوم بالتعذيب فإن اللجنة استخدمت ضده سلاح الدعاء والحرب النفسية فادعت في النشرة 9 في 23/7/1994 ان (ضابط المباحث المفضوح يتوسل الي ضحاياه )(ثم تقول سعود الشبرين احد اعمدة هذا الجهاز-المباحث- والذي ترقي من قبل آل سعود جزاء علي تعذيبه للدعاة والمصلحين يدور هذه الايام علي بعض ضحاياه يحاول ان يقنعهم انه منفذ للاوامر ويطلب العفو والسماح ).
وفي النشرة التالية رقم 10 في 30/7/1994 تقول قررت عائلة سعود الشبرين البراءة منه ومن جرائمه بعد ان فضحته اللجنة )أي ان اشاعات اللجنة ضده اتت ثمارها ، إذا صح ان عائلته تبرأت منه فعلا .
ثم يأتي خبر غريب في النشرة رقم 28 في21/12/1994 عن إلقاء ماء النار على سعود الشبرين ، وتفسيره فى ضوء الانتقام الالهى ، يقول كاتب النشرة : ( سعود الشبرين الذي لم يعرف الا بعداء المصلحين والدعاة اصابته سهام الليل –أي دعوات الصالحين في الليل – أي لقد شلت يمينه واحرق نصف جسمه وتشوه وجهه اثر حادث تعرض له واجريت له اربع عمليات جراحية لترقيع الحروق في جسمه )، وهذا الخبر يدخل ضمن الدعاية السوداء والحرب الرسمية ، بدليل استمرار سعود الشربين في مهمته بحيث قام بتعذيب د.محمد الحضيف شقيق عبد الله الحضيف ،ومن هنا كان متوقعا ان يتحقق فيه تهديد اللجنة بالانتقام منه ،وبالطريقة التي اخبرت بها من قبل ،وهو الحرق ،ولتحقيق هدف اخر وهو ان يكون عبرة لغيره ..ثم تفسير ما حدث له في ضوء الاعتقاد في الانتقام الالهي .
والمستفاد من هذا ان شرع اللجنة قد تطور من المقاومة السلمية السلبية الي التهديد ثم تحقيق التهديد بالقاء ماء النار ،والمستفاد ايضا ان اللجنة في مقاومتها السلمية والسلبية استخدمت الاشاعات الكاذبة .وهذه هي الناحية التي نتوقف معها ..
3 ــ الاشاعات والاكاذيب في المقاومة السلمية كشرح للجنة :
خلافا لما اعلنته اللجنة ف دفاعها عن نفسها في البيان رقم 2 في 25/5/1993 بأن اعضاء اللجنة مجتهدون متحرون المقاصد الشرعية فإن دخول اللجنة في معترك الصراع مع الدولة ودخول شيوخها وشبابها الي السجون قد دفعها الي استغلال كل وسيلة سياسية حتي لو تناقضت مع المقاصد الشرعية التى تزعم التمسك بها .
ففى عملها السلمي اعتمدت علي بث اشاعات واخبار كاذبة هدفها تحطيم هيبة الاسرة الحاكمة والنيل منهم ،وبالتالي فأن شرع اللجنة منذ البداية حمل هذا الوزر الي ان اصبح شيئا معتادا في نشراتها تتباهي به .
وننقل بالنص رسالة اوردتها النشرة رقم 128 في 23/7/1997 ارسلها الي اللجنة احد عملائها في الباحة ونشرت بعض مقتطفات منها وحذفت الباقي للضرورات الامنية ،ولكن ما نشرته يكفي دليلا علي ان جهود عملاء النشرة في حركتهم السلمية كانت جهودا سياسية وليست شرعية ،وتتلاءم مع ظروفها المتغيرة .
تحت عنوان رسالة الباحة يقول المسعري : (وصلتنا رسالة مطولة وغنية بالمعلومات من انصار اللجنة في منطقة الباحة ،الرسالة التي وصلت منذ مدة طويلة ،ولكن منع من نشر المقتطفات التالية اعتبارات خاصة ،نطلع عليها الاخوان في حينه ،والان الي المقتطفات بتصرف طفيف (…تعلمون مدي الاضطهاد الذي نعيشه في حياتنا اليومية من الطغمة الحاكمة بالرياض ،هؤلاء الظلمة الذين يحكمون كتاب الله قولا دون العمل !ونحن في الباحة حظينا بنصيب من الظلم والتعسف والطغيان .كذلك تعلمون ما نعانيه من اضطهاد مستمر …الا اننا لم ولن نخضع للفسدة المستبدين سرا وجهارا ،ورغم ذلك نبشركم بأن امورنا في تحسن مستمر ،وذلك يعود للتخطيط المتقن الذي نستمده من افكاركم ،وآرائكم المباركة التي تأبي ما نحن فيه من ظلم واستبداد ،وفيما يلي اوجز لكم بعض اخبارنا ،في منطقتنا ،آملا ان تصلكم رسالتي ،وان تمر عبر جلاوزة النظام اليكم وانتم في احسن حال ..
اولا :مشكلة جبل القيم انتهت ،…حيث امر سلطان بوقف جميع الاعمال المحدثة من قبل فيصل بن محمد بن سعود . وتلبية لرغبتكم ،فهذا رقم وتاريخ الخطاب الرسمي من مجلس الوزراء ورقمه :271/م في 1416 /1/1/23 هـ ،والذي انتهت بموجبه آمال الطغاة الصغار ،ومن ساندهم من خونة اهل الباحة .ثانيا :تمكنا من تجزئة اهالي الباحة الي ثلاث فئات ،وهي كما يلي : مجموعة الاخوان الذين يناصروننا ،وهؤلاء عندكم اسماؤهم ..، شرذمة من اذناب محمد بن سعود وولده ،الذين سيطروا عليهم بأموالهم ،وافكارهم ،التي ما انفكوا يتشدقون بها في بعض المجالس .ثالثا : نقوم بمحاولة اسقاط هيبة النظام ، وذلك بنشر اخبار اختلاف ال سعود حول السلطة ،والحرب الداخلية بينهم ،الناتجة من تضارب مصالحهم من بعض البعض …وغير ذلك .رابعا : اصبح دعاة الاصلاح شوكة في نحر محمد بن سعود ، وابنه فيصل ،ومن معهم ،ومن سار علي شاكلتهم ،فكلما ارادوا القيام بمشروع ،او عمل ، قد ينتج منه زيادة شعبيتهم ،او تحسين الصورة التي ارتسمت عنهم في اذهان الاعداد الهائلة من اهل المنطقة ،حركنا الجماهير برفع برقيات التظلم ضدهم الي الملك او ولي العهد ،او سلطان ،وخارجها عنهم ،وتبقي صورتهم الحقيقية –البشعة- في اذهان الناس .خامسا :استخدم دعاة الاصلاح سلاح ترويج النكت والطرائف لاسقاط هيبة محمد بن سعود ،وابنه فيصل !وقد برع عدد من شخصيات المجالس في ذلك ،وكان لذلك اطيب الاثر . سادسا : نشر الاشاعات حول حنين محمد بن سعود الي وزراة الدفاع ،وانه يخطط لاستردادها ،مما يجعله محل السخرية والاستهزاء من اهل المنطقة !.سابعا :الضرب المباشر لمصالح المناصرين لآل سعود ،وذلك بالشكوي ،ورفع القضايا ،ومنازعتهم في الاراضي ،والمطالب بهدم المباني والمنازل لما فيها من مخالفات ،والقيام بحملات الهمس عن مخالفاتهم ،وتهديد بقيتهم بنفس المصير .ثامنا :فضح الوضع الأمني المتردي ،وجعله حديث المجالس ،ونشر تفاصيل الحوادث المهمة ،وربط ذلك بفشل النظام ،في المنطقة والرياض علي حد سواء .تاسعا :بالنسبة للمسجونين ظلما وعدوانا ،فسنوافيكم بكامل التفاصيل …
عاشرا :بالنسبة لمن كنا نعتقد انهم مساندون ومناصرون ،ثم انشقوا ولحقوا بالنظام ،فهم في الكشف الذي ارسل لكم .ختاما :تقبلوا كل الاحترام والتقدير ،مني شخصيا ،ومن جميع الاخوان هنا ،ونعاهدكم علي السير علي خطاكم تحقيقا للمصلحة العليا ،والاهداف السامية ،التي تربطنا ، والله من وراء القصد .).!
اذن شرع اللجنة يتلخص في محاربة الاصلاح ( القليل ) الذي يقوم به آل سعود واختلاق الاكاذيب ونشر الشائعات عنهم والضرب المباشر لمناصري ال سعود خلال التقاضي بغير حق ،وهذه الوسائل تهدف لمقصد اساسي هو اسقاط هيئة النظام تمهيدا لاسقاطه ..
وهذا يذكرنا بموقفهم السلبي من اصلاحات الملك فهد باقامة مجلس الشوري تلبية للبند الاول من مطالب العلماء ،بل هجومهم علي اصلاحاته وفيما اعلنه بالتمسك بالكتاب والسنة ،وذلك لأن هدف اللجنة ليس الاصلاح ولكن الوصول للحكم ، وبالتالي فان الوسائل لا يمكن ان تتفق مع الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن تتحول الي حرب كلامية ثم الي حرب دموية .