خفايا الربيع (الشتاء) السوري


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 12:19
المحور: الادب والفن     

أولاً)

الانتقال بسوريا من مظاهرات سلمية إلى مواجهات عسكرية لم يكن لدكتاتورية تعيث في البلاد فسادًا مند عشرات الأعوام وإنما لدكتاتورية تستطيع تنفيذ أهداف جيوسياسية. إيران مثلاً لا تدعم النظام السوري لسواد عينيه، إيران تدعمه لتحترق سوريا كالعراق، لتضعفها، ولتسيطر إلى جانب لبنان وفلسطين على ما يدعى بالهلال الخصيب. أمريكا أًيضًا لم تتحرك في سوريا لذرائع واهية كما تحركت في العراق، في ليبيا، في الأفغانستان لا لغيرتها فجأة على وحدة سوريا وإنما لتفتيتها، ولتصل إلى ما وصلت إليه في العراق على يد أهلها، وبعد ذلك إلى تحقيق مشروعها الإسلامي النكحي: الدولة السنية في العراق وسوريا فوق (حلب والموصل وما يتبعهما)، والدولة الشيعية في العراق وسوريا تحت (بغداد ودمشق وما يتبعهما).

ثانيًا)

تفتيت سوريا مقابل تفتيت أوكرانيا، وذلك حسب المثل المعروف "أعطِ نُعْطِ"، ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا لم يكن ليتم إلا لابتلاع أمريكا لشمال سوريا، فأوكرانيا تمثل رئة روسيا حسب قول لينين، وسوريا تمثل ضلع أمريكا في مشروعها الإسلامي النكحي. إذن كل ما يقال عن دعم الروس لأسد (موطئ قدم وتعاون استراتيجي وحليف أبدي) تعلل بكلام فارغ.

ثالثًا)

الطاقة الكامنة – كما يقال – لكل هذا هم الجهاديون، قامت هذه الطاقة على أكتاف تسلل جهاديين من صنع النظام ليزلزل الأرض تحت أقدام المعارضة المسلحة، وتلقف الفكرة أول من تلقف الفرنسيون، فأرسلوا هم الآخرون بجهاديين، وهدفهم السيطرة على جهاديي غيرهم، ثم جاء دور أمريكا في دفع كل جهاديي العالم من مجانين الدين بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الذهاب لأجل القتال في سبيل الله ضد الرجيم أسد الشيطان.

رابعًا)

لتثبيت الأمر الواقع (تفتيت سوريا وإنشاء دولتين إسلاميتين ظلاميتين نكحيتين في الشمال وفي الجنوب) الغرب يزود النظام السوري بالأسلحة (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا...) وإيران تدفع، الغرب كما قلنا في البند الأول لماذا وإيران لماذا.

خامسًا)

النظام الأردني والنظام العراقي والنظام التركي وخاصة النظام التركي، عضو الحلف الأطلسي، لهذه الأنظمة الثلاثة دور واحد: استيعاب أكبر قدر ممكن من النازحين السوريين، في الظاهر يبدو الأمر إنسانيًا ونجعيًا بينا هو في الباطن يوغل في الابتعاد إلى حد يكون فيه كيديًا ونكحيًا، وذلك لتفريغ سوريا من أهلها – تمامًا كما وقع للفلسطينيين - وتبرير رفض الإسرائيليين لحق العودة.