خفايا الربيع (الشتاء) الأردني


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

أولاُ)

المتابع لتسلسل الأحداث من 17 ديسمبر 2010 اليوم الذي ضحى فيه محمد البوعزيزي بنفسه، 14 يناير هروب بن علي، 25 يناير المظاهرة الأولى في ساحة التحرير، 27 يناير التعبئة الأولى في صنعاء، 11 فبراير مبارك يترك السلطة، 14 فبراير المظاهرة الأولى في المنامة، 17 فبراير مظاهرات بنغازي، 20 فبراير مظاهرات المغرب، إلى آخره إلى آخره، يجد المتابع لتسلسل هذه الأحداث نفسه أمام مِحْدلة (بالعامية مدحلة) تعمل في غاية الدقة، من حيث التوقيت، ومن حيث التنفيذ، وهي أحداث ليست ابنة يومها.

ثانيًا)

قلب أوضاع دولة لا بد أن يمضي بقلب معايير العيش، وفي الفلسفة المعيار علامة ظاهرة أو باطنة بها تبين الأشياء والمعاني ونستطيع الحكم عليها، ولكن عندما تكون المِحْدلة هي الأداة، تُقلب معايير العيش كيلا تبين الأشياء، وكيلا نستطيع الحكم عليها، وهذا ما تم على أكمل وجه.

ثالثًا)

"وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم"! هذا القول القرآني عنصر حاسم في مخيلتنا الألفية، وأهم دافع من دوافع ما يدعى بالثورات العربية، فندخل في نظام معقد من شد أنفسنا إلى مُشَبَّهات، حقائق مفتعلة أُوهمنا بها، للتغطية، فيقال عنها هبات شعبية تجرف كل المجتمعات.

رابعًا)

المظاهرات في الأردن حقيقة من هذه الحقائق المفتعلة متفق عليها بين النظام والإخوان المسلمين وإسرائيل وأمريكا لتغطية ما يفعله الأمريكان في البلدان العربية الأخرى. لهذا، النظام، لم يكن قلقًا، ولم يبرز مخالبه البربرية. وعلى العكس، استغل النظام ذلك ليقول عنه ديمقراطي اللبن والعسل، بينا لبنه البول وعسله الخل.

خامسًا)

عندما تم لأمريكا النجاح في مصر وفي سوريا وفي اليمن وفي ليبيا وفي تونس وفي المغرب وفي وفي... توقفت المظاهرات في الأردن بقدرة قادر، حتى ولا بعضها لم نسمع ولم نر من أجل طوفان الدم الغزيّ.