نايف حواتمة: مع إذاعة -الوطن- في غزة يخاطب الشعب والمقاومة


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 4512 - 2014 / 7 / 14 - 17:00
المحور: القضية الفلسطينية     

يا شعب غزة الشجاع، يا أبناء ثورتنا ومقاومتها – أبناء الفصائل الفلسطينية في المقاومة والصمود، يا عائلات الشهداء والجرحى المهدمة بيوتهم، انتم اليوم جديد تاريخ الأمة العربية من أقصاها إلي أقصاها، تاج كل قوى التحرر في العالم على امتداد آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وفي كل العالم تناضلون من اجل حق الحياة وحق البقاء، وحق تقرير المصير وبناء دوله فلسطين المستقلة علي حدود 4 حزيران 1967 عاصمتها القدس العربية المحتلة.. حق الشعب اللاجئ في العودة إلي دياره عملاً بالحق التاريخي والمقدس والقرار الأممي 194.
يا شعبنا في قطاع غزه الشجاع.. أيها المقاومون البواسل، أيتها الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية.. كتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – كتائب القسام لحماس- سرايا القدس للجهاد - أبو على مصطفى للشعبية - كتائب الأقصى لفتح.. وكل القوى المقاتلة... أنتم على صدر الجميع نجوماً تستطع في سماء فلسطين، نجوما ساطعة على صدر كل عربي وكل حرّ في هذا العالم، يقف.. وكل حراَ يهتف بجانبكم.
دعوت وأدعو من جديد كل قوى الحرية والسلام والديمقراطية في العالم، من أقصاه إلي أقصاه.. إلى النزول في الشارع تعبيراً عن إرادة الرأي العام العالمي بالضغط على العدو الإسرائيلي الاحتلالي، لوقف هذه الحرب العدوانية القذرة على قطاع غزة، مقاومتنا، مناضلونا لوقف هذا العدوان الغادر انتقاماً وفق مشاريع إسرائيلية توسعية، تريد تركيع شعبنا في قطاع غزة وتركيع المقاومة الوطنية الفلسطينية.
أقول لا.. شعبنا في قطاع غزة لن يركع، المقاومة لن تركع، وصمودها حتى دحر العدوان والاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، يريدون تركيع الشعب الفلسطيني؛ بدأوا في الضفة الفلسطينية والقدس علي امتداد 16 يوما تحت عنوان متابعة وتمشيط الأرض الفلسطينية من كل مناضليها في الضفة الفلسطينية والقدس، تحت شعار: "الإفراج عن المختطفين الثلاثة"، والآن بدأوا في قطاع غزة .. وهذا كله؛ على طريق المشروع الصهيوني من أجل ضم القدس لتبقى كما يقول نتنياهو زعيم اليمين المتطرف الإسرائيلي العدواني "جزءاً لا تتجزأ من إسرائيل.."، من أجل التوسع في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة. ومن اجل الفصل بين الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.. الآن نتنياهو يقول على عباس أن يختار بين "السلام" مع إسرائيل أو العلاقة مع "حماس" زوراً وبهتاناً، وبالأمس قبل حكومة التوافق نتنياهو ذاته كان يصرح يومياً "عباس لا يمون على قطاع غزة"، محصور في الضفة الفلسطينية، بعد حكومة التوافق نتنياهو خرج من جديد "عليك أن تعود إلى حالة الانقسام"... نقول لشعبنا والعالم أن الحرب الدائرة علي الضفة الفلسطينية 16 يوماً، والآن اليوم الخامس على قطاع غزة الباسل الشجاع هدفها تكريس الانقسام وتركيع شعبنا.
لا لن يبقى الانقسام – ولا ولن يركع شعبنا– لن تركع قوى المقاومة والثورة والصمود..، هنيئاً لشعب غزة الشجاع – وقفة رجل واحد – الوحدة في الميدان لدحر العدوان – وإرغامه على الرحيل.
الوحدة الوحدة، على الأرض وفي الميدان، لمواجهة قوة العدوان الاسرائيلي براً، وبحراً، وجواً، بين لحظة وأخرى يحضر نفسه للتدخل البرّي في الأراضي الفلسطينية أراضي قطاع غزة، جميعنا في الميدان، وحدة وطنية لدحر المحتلين، وإرغامهم على التراجع والهزيمة، إرغامهم أن شعبنا سيواصل النضال كما فعل في نضاله ضد حرب "السور الواقي" في آذار 2002 على الضفة الفلسطينية والقدس الشرقية العربية المحتلة، كما فعل في عدوانه الأخير على قطاع غزة الشجاع وكما فعل في حربيّه السابقين حرب عدوان "الرصاص المسكوب - وعامود السحاب" الآن تحت عنوان "الجرف الصامد".

يا شعبنا، يا أبطال المقاومة...
يعتقد العدو أن بإمكانه أن يفعل ما لم يستطع أن يفعله في حربيّ "الرصاص المصبوب وعامود السحاب"؛ نقول للعدو لا لن تتمكن من ذلك، شعب قطاع غزة، شعب غزة الصامد الباسل... اليتامى.. والأرامل والثكالى، الشهداء وأرواح الشهداء، كلهم صواريخ ورصاص موجه إلي صدر الاحتلال الاسرائيلى.
إلى قوات جيش العدو المحتل.. إلى سياسات نتنياهو المعادية للسلام، سلام وقرارات الشرعية الدولية، الرعاية من الخمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بدلاً من الانفراد الامريكي .. وحده المنحاز لدولة العدو، وأقول للإدارة الأمريكية؛ من المخجل أن يصدر عنها تصريحات تدعم حكومة نتنياهو في أعمالها العدوانية على المدنيين وعلى أبناء المقاومة، وهدم منازل أبناء الشعب المدنيين على رؤوس النساء والأطفال والشيوخ.. على رؤوس الجميع...
من المخجل للإدارة الأمريكية، إدارة أوباما التي تنادى بأنها إدارة تريد سلاماً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أن تدعم العدو الاسرائيلى في أعماله العدوانية على قطاع غزة الشجاع أقول للدول التي تغطي وتصمت على العدوان (إخجلوا ... إخجلوا أمام الرأي العام الأوروبي...) الذي أخذ بالمقاطعة الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية لكل المستوطنين والمستوطنات في الضفة الفلسطينية، لكل المؤسسات الإسرائيلية الجامعية والهندسية التي تدعم الاستيطان في القدس العربية وفى الأراضي الفلسطينية المحتلة، تدعم العدوان والتوسع الاستيطاني، أقول على الدول التي تريد أن توقف حقاً الأمور عند سكة السلامة، سكة سلام متوازن شامل، عليها أن تصحح مواقفها اتجاه شعب قطاع غزة. وأن تتوقف عن دعم العدوان الاسرائيلي؛ وأقول أيضاً لقوى التحرر والتقدم فى العالم كله، على مؤسسات الأمم المتحدة من أجل وقف العدوان أن تأخذ قرار مجلس الأمن بوقف الأعمال العسكرية، وأقول للأخ أبو مازن وللأخوة القيادة الفلسطينية في الضفة الفلسطينية، ورئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.. جندوا الطاقات كلها في صفوف شعبنا في القدس، في الضفة، وأقول للمناضلين أبناء شعبنا داخل 48 إلى الشوارع تجندوا للضغط على حكومة اليمين – واليمين المتطرف لوقف هذه الحرب الدموية القذرة والمتوحشة.

الحماية الدولية لشعبنا، التوقيع الفوري لميثاق روما والمحاكم الدولية
أقول للأخ أبو مازن وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.. عودوا فوراً إلى الأمم "الحماية الدولية لشعبنا"، وقدموا طلباً جديداً للاعتراف بدولة فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة لتنهض الأمم المتحدة بدورها بمساندة دولة فلسطين تحت الاحتلال، ضد دولة إسرائيل المحتلة، من أجل حقنا في تقرير المصير وتفكيك ودحر المستوطنين والمستوطنات حقنا وحق شعبنا فى القدس والضفة وقطاع غزة بتقرير المصير بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران 67 وعاصمتها القدس العربية المحتلة؛ وحق أبناء شعبنا اللاجئ في قطاع غزة والضفة الفلسطينية واللاجئ فى الأردن وسوريا ولبنان وأقطار اللجوء والشتات والمهاجر الأجنبية.. العودة إلى دياره.. عملاً بحقوقه التاريخية عملاً بالقرار الأممي 194، سارعوا لتقديم طلب العضوية العاملة الكاملة فى الأمم المتحدة "دولة تحت الاحتلال"، لتنهض الأمم المتحدة وطاقاتها السياسية والقانونية والأخلاقية؛ ومحاكمة العدوان والمعتدين الاسرائليين التوسعيين الاستعماريين، من أجل حق شعبنا في نيل حقوقه الوطنية المقررة بموجب القرارات الدولية، وكما أقول للأخ محمود عباس وأعضاء اللجنة التنفيذية فى منظمة التحرير سارعوا على توقيع ميثاق روما حتى نصبح قادرين أن نأخذ وننتظم بمحكمة الجناية الدولية، العدل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة لتكون اسرائيل دولة احتلال والعدوان على قطاع غزة لوقف العدوان تحت سيف المحاكم الدولية من أجل فرض قراراتها وفرض قرارات الأمم المتحدة، والعقوبات على دولة الاحتلال حتى يرحل الاحتلال عن برِ وبحرِ وجو قطاع غزة وفك الحصار، ويتوقف عدوان الاغتيالات والاعتقالات في الضفة الفلسطينية والقدس وعمليات القتل التي جرت وأسفرت عن مقتل 18 قتيلا في القدس والضفة مقابل الثلاثة المخطوفين، والآن زادت عن 172 شهيدا في قطاع غزة، أكثر من 1120 جريح، عشرات المنازل المهدمة؛ وعائلات بكاملها قدمت نفسها للشهادة قرباناً، من أجل الصمود "ناس مدنية" لا علاقة لها بالسلاح وإطلاق النار؛ بل تهديم منازل البشر من أجل تركيع البشر.. لا لن يركع بشرُ قطاع غزة، لن تركع فصائل المقاومة، لن يركع شعبنا في الأراضي المحتلة.. لن يركع في أقطار اللجوء والشتات.

يا أبناء شعبنا الشجعان يا أبناء المقاومة الفلسطينية
انتم أبناء الثورة 47 عاماً في النضال والثورة، في المقاومة والانتفاضة بكل أشكالها الممكنة، 47 عاماً منذ هزيمة يوليو حزيران 67، حتى يومنا نضالاً متواصلاً ثورة مستمرة من أجل إرغام العدو على وقف الاحتلال ورحيله، إرغام العدو على عدم التوسع الاستيطاني في القدس العربية والضفة الفلسطينية ورحيل المستوطنات والمستوطنين، من أجل حق قطاع غزة بفك الحصار الظالم عليه، من أجل حق قطاع غزة في الحياة الحرة المستقلة بعيدا عن عدوان الاحتلال عليه.
أقول من جديد علينا.. على أبو مازن ومنظمة التحرير أن تتقدم بخطوات جديدة مقابل كل الأعمال الحربية والعدوانية، ولا نكتفي بإدانتها وطلب العالم أن يدينها، علينا أن نتحرك فلسطينياً الآن.. الآن، في كل شوارع أراضينا المحتلة عام 48،67 وفي أقطار اللجوء والشتات، من أجل أن تتحرك الشعوب العربية.. نتحرك نحو القيادة الفلسطينية وإلى الأمم المتحدة من أجل أن تقف الأمم المتحدة وتنهض وتوقف هذه الحرب الظالمة وعدوانيتها... تحت سيف المحاكم الدولية.. فرض العقوبات الدولية.. حتى يرحل المحتلين، وينتهى العدوان كما انتهي عدوان العنصريين البيض في جنوب أفريقيا، على شعب جنوب إفريقيا المتعدد الأعراق والألوان والأديان.. ضد الحكم العنصري... العدواني، ونزول عند إرادة الأمم المتحدة.. ودول الأمم المتحدة التي بدأت بفرض العقوبات على حكومة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا؛ من أجل تفكيك الحكم العنصري من أجل النزول عند قرارات الأمم المتحدة ودول الأمم المتحدة التي بدأت بفرض العقوبات علي حكومة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا من اجل تفكيك الحكم العنصري، وتقرير مصير جنوب أفريقيا بانتخابات تحت رعاية الأمم المتحدة، علينا أن نذهب على المسار الذي يحقق الانتصار.. وبالتالي أن نقدم خطاباً يتجاوز المفاوضات العبثية المدمرة، وخطاباً يتجاوز الانقسام ومصادرة الحريات؛ وحق الشعب الفلسطيني بالحريات كافة، المنصوص عليها في وثائق الشرعية الدولية.. لمواصلة النضال حتى انجاز حقوق شعبنا وتقرير المصير، الدولة على حدود 4 حزيران يوليو 67، عاصمتها القدس الشرقية وليرحل الاستعمار ونناضل معاً من أجل حقوق عادلة كاملة وديمقراطية شاملة ... تلتزم حق الشعوب بالحرية والاستقرار وتقرير المصير.

يا أبناء غزة الشجعان،
بوركت جهودكم الدفاعية... صواريخكم الدفاعية، بوركت مقاومتكم على الأرض والميدان، لحماية الشعب الأعزل على أرض قطاع غزة، بوركت كل الجهود لكل المناضلين والمناضلات، لكل الأمهات ولكل الأطفال واليتامى ؟؟ لكل من يحب الحرية ويعشق الاستقلال... يعشق حق تقرير المصير لشعبنا الفلسطيني..

يا أبناء قطاع غزة،
يا أبناء فصائل المقاومة، معكم حتى النصر القادم الأكيد.. صموداً لكم حتى طرد الاحتلال، وكسر عدوانه على قطاع غزة.. ومنعه من أن يتمكن على أرض قطاع غزة، ونحن على ثقة كبرى أن الجهود الجارية على المستويات الفلسطينية أينما كان شعبنا، وعلى المستوى الدولي ستعطى ثمارها بالنصر القادم الأكيد.. واثقون أن الخطوات الجديدة يجب أن تبدأ على يد رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير؛ بالعودة إلى الأمم المتحدة عضوية كاملة لتكون دولة تحت الاحتلال، الأمم المتحدة تنهض والمحاكم والعقوبات الدولية تنهض لطرد الاحتلال ووقف الاستيطان والعدوان، كما وقع في جنوب أفريقيا ودول العالم الثالث، ضد كل أشكال الهيمنة والقوة العسكرية والتفوق الاقتصادي.. ضد كل أشكال العدوان ضد شعبنا ثورةً ومقاومة، قضيته معلقة منذ 66 عاماً، بينما ينعقد مؤتمر دولي من أجل حل مشكلة العلاقات والأزمة مع إيران، مؤتمر دولي جينيف لحل المشكلة السورية ومؤتمر دولي من أجل حل ألازمه الأوكرانية.. بينما شعب فلسطين منذ 66 عاما وحقوقه معلقة ولا مؤتمر دولي لأن الدول الامبريالية والدول الاستعمارية التي تساند العدوان الاسرائيلي، والتوسع الاستعماري الصهيوني تغطى توسع هذا العدوان.
يا شعب فلسطين أقول لكم جميعاً.. شعب فلسطين لن يركع شعباً ثورةً ومقاومةً، نكبة ومقاومة، عدوان ومقاومة، هذه هي حقوق شعبنا بالدفاع عن النفس، أوقفوا الأيدي الإسرائيلية المعتدية، أوقفوا حكومة نتنياهو اليمينية واليمينية المتطرفة؛ التي لا تريد سلام قرارات الشرعية الدولية وسلام الأمم المتحدة.. سلام مواقف الأغلبية الساحقة من شعوب العالم.
يا أبناء غزة الشجاع، يا أبناء شعبنا في أقطار اللجوء والشتات اليوم علينا أن نكون قبضة واحدة لإسقاط الاحتلال، لردع وطرد العدوان، لنزع الاستيطان، وإعادة بناء الوحدة الوطنية لكل شعبنا على كل أراضيه المحتلة من أجل استعادة كامل الحرية، من أجل شراكة وطنية كاملة.. الجميع علي قاعدة جديدة تقوم بانتخابات شاملة وبقوانين الشراكة الوطنية، وعلينا أن نصحح الأوضاع الفلسطينية- الفلسطينية.
ختاماً أقول لكم نشد معاً على أيادي بعضنا بعضاً من أجل وقفة موحدة.. حتى ردع العدوان الإسرائيلي ورده الي نحره، شعبنا يواصل المقاومة والنضال.. شعبنا عاهد كل الشهداء والمناضلين والمناضلات.. نضال متواصل ومقاومة متواصلة دفاعاً عن النفس، عن الأرض، عن الشعب، عن الكرامة، عن الوطن عن الإنسانية... وحقوقنا بالدولة المستقلة بالعودة..
وختاماً أقول سأبقى ونبقى معكم.. الخطوط بيننا مفتوحة، في هذا النضال حتى دحر المعتدين، اتحدوا في جبهة مقاومة متحدة لدحر عمليات العدو البرية، لأنه سيدفع الثمن الكامل للرحيل عن القطاع ووقف كل أشكال العدوان.. ووقف كل عمليات الحصار.. هذا هو الطريق للكرامة وللحياة الحرة والكفاح..
أحييكم وأقبل جبينكم وأقبل جبين كلاً منكم.. أحيي زنادكم.. المجد للشهداء.. والمجد للمناضلين والمناضلات.. معاً وسوياً للنصر القادم والأكيد..