إله القرآن يكذب كثيراً


كامل النجار
الحوار المتمدن - العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

المسلمون يؤمنون إيماناً راسخاً أنّ كل كلمة في المصحف هي من كلام الله الذي نطق به بواسطة جبريل. ولكن في نفس الوقت يساورهم الشك في صدق الله فيما يقوله ولذلك نجدهم بعد تلاوة أي آيات من القرآن يقولون "صدق الله العظيم". وهذا يعني أنهم يعطون الله شهادة بأنه صادق في قوله، وما دام الله قد صدق في تلك الآيات فيجوز بالمنطق أن يكون قد كذب في آيات أو أقوال أخرى، وإلا تصبح مقولة "صدق الله العظيم" مقولة بلا معنى يرددها المسلمون كما تردد الببغاء الكلام دون استيعاب معانيه. والقرآن نفسه يُثبت أن إله القرآن يكذب كثيراً فيما يقول وفيما يعد به المؤمنين. وسوف نذكر بعض الأمثلة هنا
ترديد الكلام بكثرة يوحي للسامع أن المتحدث يعرف أن كلامه كذب ولكنه يود أن يطمئن السامع بكثرة التكرار، وكما قال جوبلز، وزير إعلام هتلر، "اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس"، أي كرر الكذبة مراراً حتى تصبح كالحقيقة ويصدقها الناس. نجد في القرآن أن الله يكرر ثمان مرات مقولة "إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون". (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) (يس 82). (ما كان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) (مريم 35). وهناك ست آيات أخرى تقول بنفس الشيء. فهل حدث أن أراد الله شيئاً وقال له كن فكان؟ لم يحدث إطلاقاً. فعندما كان عرشه على الماء وأراد أو قرر أن يخلق السماء والأرض، قال (والسماء بنيناها بأيدٍ وإنّا لموسعون) (الذاريات 47). فهو قد بنى السماء بأيديه أو بقوته واستغرق ذلك منه يومين، وخلق الأرض في أربعة أيام. ولو كان صادقاً في قوله لقال للأرض والسماء (كونا) فتكونان.
ثم عندما فكر في خلق خليفة للأرض وقرر أن يخلق آدم، كان من الممكن أن يقول له كن فيكون، ولكنه، حسب التراث الإسلامي، أرسل جبريل ليجمع له عينات من تراب الأرض فبنى منه آدم ونفخ فيه من روحه (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيديّ أستكبرت أم كنت من العالين) (ص 75). وهناك قصة خلق عيسى بن مريم، وخلقه كان يجب أن يكون أسهل من خلق آدم لأن الله سبق له أن اكتسب خبرة خلق الإنسان، وكان من الممكن أن يقول لعيسى (تكون في رحم مريم)، ولكنه بدل ذلك تجشم مشقة عزل مريم في مكانٍ قصي، ثم جعل جبريل يتقمص هيئة رجل ويأتي إلى مريم التي استعاذت منه فطمأنها بأنه رسول الله ليهب لها غلاماً زكياً، ثم اقتحم جبريل خصوصيتها ونفخ في فرجها الذي كانت قد احصنته حتى ذلك الوقت. هل هناك سذاجة أكثر من ذلك بينما كان من الممكن أن يقول لعيسى (كن) فيكون؟
وليس هناك من شك أن محمداً كان يعلم أن قرآنه كذب ولذلك أكثر من القسم على لسان الله، والله ليس بحاجة لأن يقسم لخلقه لأنه إله والإله لا يكذب، وبالتالي يصبح القسم توكيداً على أن الكلام اللاحق كذب. فنجد الله يقول لمحمد (تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك) ( النحل 63). محمد وعرب ما قبل الإسلام كانوا يؤمنون أن رب السماء قد أرسل أنبياءً ورسلاً لبني إسرائيل، فهل هناك أي سبب يجعل الله يقسم بنفسه أنه قد أرسل رسلاً قبل محمد؟ إنه الاعتراف بالكذب، وهذا الاعتراف يكون لا إرادياً من الشخص الكاذب، وكما يقول المثل المصري الشعبي "الحرامي على رأسه ريشة". فالحرامي يأتي بحركات لا إرادية عندما يكون في مجموعة من الناس كأنما يريد أن يطمئن نفسه بأن أمره لم ينكشف. وإله القرآن يقسم بالشمس وبالقمر وبالخيل وبالبلد الأمين وبرب المشرق والمغرب، وبالضحى وبالليل وبالنجوم والكواكب، وبكل شيء يخطر بباله. إنها عقدة الكاذب
ويتضح كذب إله القرآن في اعتماده على طبيعة الأرض الصحراوية التي ظهر فيها محمد. يقول إله القرآن (الله الذي يرسل الرياحَ فتثير سحاياً فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كِسفاً فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون) (الروم 48). بالطبع إذا كان الإنسان يعيش في منطقة صحراوية لا ينزل بها المطر إلا كفافاً، فإن ذلك الشخص سوف يفرح ويستبشر إذا رأى السحاب والبرق الذي يبشره بنزول المطر. ولكن عندما يسوق إله القرآن ذلك السحاب إلى بنغلاديش التي تعاني من أمطار المنسون كل عام بين يونيو (حزيران) وأكتوبر (تشرين) حين يكون متوسط هطول الأمطار في هذه الفترة 4000 مليمتراً تتسبب في فيضانات وسيول يموت من جرائها الإنسان والحيوان، فهل يستبشر البنغلادشيون بالسحاب عندما يسوقه إله القرآن لهم؟ بالطبع هم لا يستبشرون بل ربما يلعنون السحاب ومن أرسله لهم.
يفتخر إله القرآن بأنه خلق الناس بألوان مختلفة، فمنهم الأبيض والأسود والأصفر (ومحمد كان يُغري المؤمنين ببنات الأصفر إذا خرجوا معه في غزواته). يقول إله القرآن (ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) ( الروم 22). وبالطبع هو لم يخلق الناس بألوان مختلفة، فظهور الإنسان بدأ في إفريقيا حيث كان اللون الأسود يحمي الإنسان من حرارة الشمس الإفريقية التي قد تسبب سرطان الجلد وضربة الشمس لمن لا يمتلك مادة الميلونين في جلده. تلك المادة هي التي تعطي الإنسان اللون الأسود. وعندما هاجر إنسان إفريقيا إلى أوربا وآسيا حيث البرد القارس، لم يعد يحتاج إلى الميلونين الذي كاد أن يختفي من جلده بمرور آلاف السنين، فأصبح جلده أبيضَ أو أصفرَ. ويؤكد لنا محمد في أحد أحاديثه أن ربه قد كذب، فيقول " "إن اللّه لا ينظر إلى صوركم ولا إلى ألوانكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" (مختصر تفسير ابن كثير، اختصار الصابوني، ج1، سورة الأنعام، الآية 50). فإذا كان رب القرآن لا ينظر إلى ألواننا، لماذا يفتخر بأنه خلقنا بألوان مختلفة؟ ما الحكمة في خلقنا بألوان مختلفة وهو لا ينظر إليها؟ هل كان هدفه خلق التفرقة العنصرية بين عبيده أم أنه الكذب الذي اعتاد عليه إله القرآن؟
ونجد المبالغة في الكذب في قوله (وكأين من دابةٍ لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) (العنكبوت 60). وكذلك (وما من دابةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كلٌ في كتاب مبين) (هود 6).ويستطيع أي شخص يملك تلفازاً أن يرى مدى الكذب هنا عندما يرى كل عام أخبار المجاعات التي تضرب شرق إفريقيا في الصومال والحبشة وجيبوتي حيث يعرض التلفزيون صور الحيوانات النافقة من الجوع والعطش وبجوارها الأطفال الذين يشبهون الهياكل العظمية. ولولا الفنان بوب جيلدوف الذي أقام الحفلات الحية من أجل مساعدة المتأثرين بالمجاعة في إثيوبيا قبل عدة سنوات لمات الآلاف من الإثيوبيين. ولولا تبرع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بآلاف الأطنان من القمح للسودان لهلك الآلاف من السودانيين قبل عدة سنوات عندما أصابهم القحط والمجاعة. فأين كان الله الذي أكد لنا في عدة آيات أنه يرزق كل دابة في الأرض والسماء؟