علاقة الحركة النسوية الفلسطينية بالحركة الوطنية عشرينات القرن الماضي ولغاية 67


سمر الاغبر
الحوار المتمدن - العدد: 6161 - 2019 / 3 / 2 - 12:27
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين     

مداخلتي في ورشة العمل ضمن انشطة طاقم شؤون المراه في بلدية عتيل حول علاقة العمل النسائي الفلسطيني مع الحركة الوطنية

هناك صعوبة في ايجاد مراجع توثق عمل وتنظيم النساء في بداياته، ذلك ان من قام بتوثيق المراحل النضاليه كانوا من الذكور بالتالي كان طبيعيا ان تغيب النساء عن المشهد، ومع ذلك فقد كان هناك توثيق لبعض الشهادات الحية وربطها بما وصل الينا من هذا التاريخ.
اهتمت النساء الفلسطينيات منذ بداية القرن الماضي بالعمل العام من خلال اقامة الجمعيات الخيرية التي هدفت الى تقديم المساعدة الاجتماعية والخدمات فقد تشكلت اولى الجمعيات في عكا في العام 1903 تحت مسمى "الجمعية الارثوذكسية لمساعدة الفقراء" وبعدها في العام 1910 تشكل في يافا جمعية"عضد اليتيمات الارثوذوكسيات" حيث كان مركز عمل هذه الجمعيات في المدن.
ومع وقوع الانتداب البريطاني تحول عمل هذه الجمعيات من العمل الخيري الى السياسي واولى الجمعيات التي حملت اتجاهات سياسية كان "اتحاد السيدات العربيات في فلسطين تبعها "الاتحاد العربي" في حيفا ويافا ونابلس وجمعية الاتحاد النسائي – نابلس الذي تأسس عام 1921 بمبادرة من "مريم هاشم" والتي بدأت بتجميع النساء في منزلها والقيام بمجموعة من الانشطة ذات الطابع الاجتماعي والانساني كرعاية اسر شهداء الثورة وجمع التبرعات وغيرها متأثرات بحركة هدى شعراوي بالقاهرة ، وكانت زليخة الشهابي رئيسة جمعية الاتحاد النسائي العربي في القدس من قامت بتعميم الفكرة ،ومن ثم جمعية "السيدات العربيات في القدس عام 1928 وسجلت كأول جمعية ينص دستورها على حق المرأة في تعاطي الشأن السياسي واقامت لها فروع في عدة مناطق.
شكلت ثورة البراق مرحلة انعطاف في عمل الحركة النسائية الفلسطينية حيث عقد المؤتمر النسائي الاول عام 1929 الذي انتخب لجنة لمقابلة المندوب السامي وسميت ب"اللجنة التنفيذية للسيدات العربيات"، وكان المؤتمر اول اطار سياسي نقابي جامع للحركة النسائية الفلسطينية.
تبنت الحركة النسائية والتي تشكلت على ايدي نشيطات الحركة -واكثرهن زوجات وبنات قادة الحركة الوطنية- المطالب الوطنية التي طرحتها قيادة الحركة الوطنية والتي تمثلت ب
الغاء وعد بلفور
وقف الهجرة اليهودية الى فلسطين
انشاء حكومة وطنية
في العام 1933 خرجت النساء في مظاهرة احتجاجية على زيارة مسؤولين بريطانيين حيث تحدين اعين البوليس حيث سارت المظاهرة وقامت سيدة مسيحية بالقاء خطبة من على منبر المسجد وحين وصلت المظاهرة الى القبر المقدس قامت سيدة مسلمة بالقاء خطبة امام قبر المسيح
اضراب 36- كان للنساء الفلسطينيات دور مهم في التجنيد للاضراب العام وحث النساء على التبرع بالاموال والحلي لمصلحة الثورة وانجاح الاضراب ومقاطعة البضائع اليهودية
نلاحظ تطور العمل النسائي والذي انتقل من النشاط الخيري الى التجنيد لايصال السلاح والطعام والشراب الى المناضلين وبعضهن شاركن بالقتال والاعتقال، حيث اعتقلت نساء ابان الانتداب البريطاني وكانت"ساذج نصار" اول معتقلة ادارية في فترة الانتداب ،كما شهدت تلك الفترة اطر نسائية حملت السلاح وقاومت الاحتلال ابرزها"زهرة الاقحوان" في يافا التي اقيمت على ايدي ناريمان ومهيبة خورشيد.
في عام 48 تشكلت حركة النهضة في الناصرة لمقاومة الاحتلال والتهجير ومساعدة اللاجئين واقامت لاحقا فروع لها في عكا وحيفا، تشكلت الحركة بالاساس من نساء مقربات من عصبة التحرر الوطني او عضوات في الحزب الشيوعي الاسرائيلي ورفعن شعارات تتعلق بالخبز والعمل واطلاق سراح المعتقلين ومنهن من فرضت عليهن الاقامة الجبرية واعتقلن حيث عملت الحركة ايضا على تنظيم دورات محو امية وتدريب وفتح حضانات لمساعدة النساء الامهات على الخروج للعمل
تشتت الحركة النسائية العربية بعد النكبة حالها كحال الشعب بين الداخل والخارج حيث عملت النساء في مناطق اللجوء على تجميع انفسهن والنهوض لمواصلة النشاط على المستويات العربية والاقليمية والدولية، حيث عقد في بيروت في العام 49 المؤتمر النسائي العربي وقد حضرته النساء الفلسطينيات اللواتي عملن على انشاء هيئة نسائية فلسطينية تشرف على خدمة اللاجئيين بالتعاون مع الهيئات واللجان المختلفة.
وفي العام 54 شاركت النساء الفلسطينيات في المؤتمر العربي العام المنعقد في لبنان حيث ظهرت لاحقا"جمعية انعاش المخيم"، اما في الضفة فقد عانت النساء من تبعات النكبة والحكم العسكري والتهجير
في العام 65 اسست سميحة خليل جمعية انعاش الاسرة والتي قدمت خدمات اجتماعية واقتصادية للمرأة.
بدأت فكرة توحيد جهود النساء الفلسطينيات حين تداعت النساء الى اجتماع عقد في بيروت في العام 63، ثم عادت الفكرة الى الظهور اثناء انعقاد المؤتمر الفلسطيني الاول في القدس عام 64 اثر قرار المجلس الوطني الذي نص على اشراك المرأة في جميع مجالات العمل التنظيمي والنضالي ومساواتها بالرجل في جميع الحقوق والواجبات لتحرير الوطن، حيث تم عقد الاجتماعات التحضيرية في غزة والقدس وتم عقد المؤتمر التأسيسي الاول في العام 65 بالقدس.