ابنوا الأمل مرة أخرى/ ماذا يقول مسؤول الانتخابات في قيادة الحزب الشيوعي الفرنسي؟


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 4416 - 2014 / 4 / 6 - 10:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

ا


تميزت الانتخابات المحلية الفرنسية لعام 2014، التي جرت الاسبوع الماضي بعدد غير مسبوق من الممتنعين عن التصويت، وبفوز كبير لليمين على حساب عموم اليسار، وخصوصا الحزب الاشتراكي الفرنسي.
هذه الانتخابات أرسلت بلا شك إشارة قوية من"المعارضة" إلى سياسة فرانسوا هولاند وهي اعراض مصاحبة لمجتمع مريض، بحكومة صماء في مواجهة تصورات الناس، وغير مبالية بالمعاناة الاجتماعية وخانت وعودها الانتخابية بسخرية. ونظام سياسي يعاني من الانغلاق باستمرار، ويعيش أكثر فأكثر لنفسه فقط؛ يعاني من حزب اشتراكي يقدم نفسه على انه حزب يساري، ولكنه يدمر هذه القيم؛ يعاني من اليمين والجبهة القومية، التي تحرض على تصعيد العداء الاجتماعي، وتثير الكراهية والانقسامات؛ يعاني من سياسة التقشف التي تخدم رأس المال والأسواق المالية، وتدمر العمل والضمان الاجتماعي.
هذه الانتخابات مثلت ضربة خطرة للذين يعانون من الازمة، ويحتاجون الى العمل والحماية الاجتماعية والتضامن. وفي سياق هذه الأزمة، وجزئيا أيضا كضحايا للرفض الجماعي للحزب الاشتراكي، وبالرغم من ذلك صمد الحزب الشيوعي الفرنسي وجبهة اليسار بشكل جيد وكسبا بعض المدن الجديدة.
في بعض التقسيمات الإدارية مثل هون دو سين، سين مارنتيم، إيسون، موث أو مارسيليا، فاز الحزب الشيوعي الفرنسي في الجولة الثانية 100 في المئة في البلديات التي أدارها في السابق.
ولأول مرة منذ 1995 فاز الحزب الشيوعي في موروي وآبرلفل الاولى، وهما مدينتان يبلغ سكان الواحدة منهما اكثر من 80 الف نسمة. وفي مدن مثل دياب وفييرزو استطاع الدفاع عن انتصاره في عام 2008. وفي فال دو مارن تقدم الحزب الشيوعي الفرنسي مع جبهة اليسار في 10 مدن وعلى الرغم من خسارة فيلجويف لا يزال الحزب يمثل القوة اليسارية الاولى.
وعلى المستوى الوطني ظل الحزب القوة السياسية الثالثة، في ما يتعلق بإدارة البلديات ورئاستها، وعدد المقاعد في مجالسها، متقدما بفارق كبير على الخضر والجبهة القومية، اللذين قدما من قبل وسائل الإعلام بصورة متسرعة بعض الشيء، على إنهما الفائزان في هذه الانتخابات.
ومع ذلك، فنحن لسنا بمنأى عن أضرار موجة غزو اليمين واليمين المتطرف. ان خسارة 7 إدارات بلديات شيوعية يبلغ عدد سكانها اكثر من 30 الفا، بفارق ضئيل من الاصوات، في بعض الحالات لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، يمثل ضربة ضد سكانها. وهذه النتائج لها علاقة بالتطورات على الصعيد الوطني، ولها علاقة أيضا بالأوضاع المحلية، التي لا يجب التغاضي عنها. وهذا التطور يوضح صعوبة حل التناقض الذي ينشأ بسبب الطلب المتزايد على الخدمات العامة، والحماية الاجتماعية، من جهة والموارد المالية المتوفرة للبلديات من جهة أخرى، التي انخفضت باستمرار، وأكثر من اي وقت مضى، بسبب سياسة الحكومة المركزية في الـ20 سنة الأخيرة .
في وضع يكون فيه المجتمع مفككا وينجح اليمين، ويحقق اليمين المتطرف تقدما نسبيا في صناديق الاقتراع، وفي الشوارع، وفي وعي المواطنين، يجب إعادة بناء الأمل والبديل اليساري ثانية.

ترجمة: رشيد غويلب