ساد ستوكهولم القسم الثاني عشر كاتارينا فريدن (3) نسخة مزيدة ومنقحة


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4415 - 2014 / 4 / 5 - 10:42
المحور: الادب والفن     

ربطت كاتارينا فريدن جوستين من يديها وقدميها وقوفًا، وتناولت قضيبًا حديديًا تقدمت به منها.
- هذا لا شيء، قالت كاتارينا فريدن لجوستين، قضيب حديدي.
- أرى ذلك، أجابت جوستين.
- لكن ما لا ترين شيء آخر.
- ما هو؟
- الطائر.
- أنا لا أرى طائرًا.
- يحلق هكذا، تتظاهر كاتارينا فريدن بتحليق القضيب الحديدي، وينقض على فمك.
- آي! أنت توجعينني.
- وبمنقاره يدخل.
- آي! على مهلك.
- يداعب لسانك، ويسعى إلى التغلغل في حلقك.
- آه! يا إلهي.
- يدخل قليلاً في حلقك.
- آآآه!
- يدخل أكثر.
- آآآآآآه!
- أكثر.
- آآآآآآآآآه!
- كله، ويكاد يخنقك.
- الرحمة!
- ليس أنا، هو.
- الرحمة!
- العقرب.
- أنا لا أرى عقربًا.
- يزحف هكذا، وينحرف بين فخذيك.
- آي! أنت توجعينني.
- وبمقصه يدخل.
- آي! على مهلك.
- يداعب مشفريك، ويسعى إلى التغلغل في فرجك.
- آه! يا إلهي.
- يدخل قليلاً في فرجك.
- آآآه!
- يدخل أكثر.
- آآآآآآه!
- أكثر.
- آآآآآآآآآه!
- كله، ويكاد يخنقك.
- الرحمة!
- ليس أنا، هو.
- الرحمة!
- الثعبان.
- أنا لا أرى ثعبانًا.
- يزحف هكذا، وينحرف بين رِدفيك.
- آي! أنت توجعينني.
- وبرأسه يدخل.
- آي! على مهلك.
- يداعب مستقيمك، ويسعى إلى التغلغل في أحشائك.
- آه! يا إلهي.
- يدخل قليلاً في أحشائك.
- آآآه!
- يدخل أكثر.
- آآآآآآه!
- أكثر.
- آآآآآآآآآه!
- كله، ويكاد يخنقك.
- الرحمة!
- ليس أنا، هو.
- الرحمة!
- هل صدقتِ؟
- لم أصدق.
- إنه قضيب حديدي.
- أعرف.
- طالما تعرفين.
- أرجوك!
- افتحي فمك!
- آه! يا إلهي.
- سأدخله هذه المرة عدة مرات متتالية، فلا تصرخي، الصراخ في ساد ستوكهولم لا يجدي نفعًا.
- آآآآآآآآآه!
- ولكني لم أبدأ بعد.
- آآآآآآآآآه!
- أنت بنت عاقلة.
- آآآآآآآآآه!
- سأعيد الكرة للمرة الثانية، فلا فائدة من الصراخ، أنت بنت عاقلة.
- آآآآآآآآآه!
- صراخك هذه المرة أقل قوة.
- الرحمة!
- سأعيد الكرة للمرة الثالثة.
- الر...
- أنت بنت عاقلة.
- كأس ماء.
- لتقيئيه؟ لا، شكرًا. ابعدي بين فخذيك!
- آه! يا إلهي.
- سأدخله هذه المرة عدة مرات متتالية، فلا تصرخي، الصراخ في ساد ستوكهولم لا يجدي نفعًا.
- آآآآآآآآآه!
- ولكني لم أبدأ بعد.
- آآآآآآآآآه!
- أنت بنت عاقلة.
- آآآآآآآآآه!
- سأعيد الكرة للمرة الثانية، فلا فائدة من الصراخ، أنت بنت عاقلة.
- آآآآآآآآآه!
- صراخك هذه المرة أقل قوة.
- الرحمة!
- سأعيد الكرة للمرة الثالثة.
- الر...
- أنت بنت عاقلة.
- كأس مَنْي.
- لتبلعيه؟ لا، شكرًا. ابعدي بين رِدفيك!
- آه! يا إلهي.
- سأدخله هذه المرة عدة مرات متتالية، فلا تصرخي، الصراخ في ساد ستوكهولم لا يجدي نفعًا.
- آآآآآآآآآه!
- ولكني لم أبدأ بعد.
- آآآآآآآآآه!
- أنت بنت عاقلة.
- آآآآآآآآآه!
- سأعيد الكرة للمرة الثانية، فلا فائدة من الصراخ، أنت بنت عاقلة.
- آآآآآآآآآه!
- صراخك هذه المرة أقل قوة.
- الرحمة!
- سأعيد الكرة للمرة الثالثة.
- الر...
- أنت بنت عاقلة.
- كأس مخاط.
- لتلعقيه؟ لا، شكرًا.
- الرحمة!
- سنواصل.
- آه! يا إلهي.
- لا تتوسلي.
- الرحمة!
- هذا جمر.
- لا، ليس هذا!
- الجمر يحب الحديد والحديد يحب الجمر.
- النجدة!
- الصراخ في ساد ستوكهولم لا يجدي نفعًا.
- العون!
- قبلة، قبلة واحدة فقط لا غير.
- العون.
- اختاري! من ثغرك؟ من فرجك؟ من عجيزتك؟
- العون!
- لن يسمعك أحد.
- العون!
- سأختار عنك. من عجيزتك.
- النجدة!
- طيب إذن من فرجك.
- العون!
- من فمك.
- العو...!
حضر أحدهم، وقدم نفسه بوصفه قاضيًا.
- لم أتأخر عن الحضور حال سماعي "العون"، قال القاضي.
- سمعت خطأً، يا سيدي القاضي، قالت كاتارينا فريدن، فلا أحد يطلب العون.
- العون! نفخت جوستين بِخَوَر.
- وهل أسمع غير أسمع؟
- اذهب بعونك لمن هم وراء القضبان!
- وهذا القضيب الذي بيدك، أليس واحدًا منها؟
- يبدو أنك من النزاهة لدرجة أنك لا تفرق بين قضيب وحبيس!
- أحسنت القول، أيتها الفتاة! وأنا لهذا هنا، بدافع النزاهة!
تناول من يد كاتارينا فريدن القضيب الحديدي، وذهب به إلى جوستين شبه الغائبة عن الوعي، ولرأسها الثقيل المتدلي لم يفلح مع فمها. فكها، وتركها تتساقط، ووجهها إلى السماء. عند ذلك، تمكن من وضع القضيب في فمها.
- ال...عو...ن!
- يبدو عليها الإجرام.
- تقول يبدو؟
- على الجرم أن يعالج بالجرم.
وضغط القاضي القضيب حتى منتصفه في حلق جوستين التي أغمي عليها، قلبها على بطنها، وتقدم بفرجه من رِدفيها. كان وشمُ ثعبانٍ فوقهما بقليل، صِلٌّ يرفع رأسه، ويمد لسانه. لعق بلسانه عضو القاضي، مصه، ثم ابتلعه. بعد ذلك، استدار، وزلق بين الرِّدفين.


* * *

في المحكمة، كان المدعي العام يعدد جرائم جوستين:
- الحريق والسرقة والقتل ليست فقط كل التهم الموجه إلى هذه الفتاة الشيطان، فهي آخر التهم لا أولها، وقبل ذلك كانت على وشك الذهاب إلى منصة الإعدام لولا صاحب قلب كبير عرف بفصاحته كيف يدافع عنها. حقًا عاملها البعض معاملة الحيوان، لكنها استحقت هذه المعاملة، وكان قِسٌّ على وشك أن يقطع رأسها، لكنها كالشيطان تستوجب هذا العقاب، وكفرد في عصابة لتزوير النقود ضاعفت من فقر الفقراء، وأضعفت من قدرة شرائهم على ما يسد رمقهم، ففسق بها من فسق، لكنها بيت الداء كانت ولم تزل! لهذا أطلب من هيئة المُحَلَّفين ألا يبخلوا على جوستين في إدانتها، وأن يكون الإعدام أخف الأحكام.
- الكلام الآن للدفاع، قال القاضي.
- ...
- أين محامي الآنسة دوراند؟
- ...
- أُعطي الكلام لمن يرغب في الدفاع عن المتهمة بين الحاضرين.
- أنا، سيدي القاضي، قالت امرأة ثرية تلف شعرها ووجهها بالتل الأسود، وهي تخترق القاعة.
- تقدمي! اكشفي عن هويتك!
- جولييت دوراند، أخت جوستين.
علا ضجيج الحاضرين، فأسكتهم القاضي بقدومه.
- سكوت!
- جولييت! قالت جوستين بصوت واطئ.
- لا يسمح القانون بحق دفاع الأخت عن أختها، توجه المدعي العام بالكلام إلى القاضي.
- لا يسمح إلا في حالة واحدة، غياب الدفاع، رد القاضي.
- سيدي القاضي، تدخلت جولييت، أنا لم أر أختي جوستين منذ عشر سنين، ولما كانت بعد في الثانية عشرة من عمرها، فهي إذن بحكم القانون عني غريبة، ولولا تقديمي لنفسي لما عرفني أحد.
- ماذا تريدين أن تقولي لدحض الحجج ضد أختك؟
- كل التهم باطلة.
علا ضجيج الحاضرين، فأسكتهم القاضي بقدومه.
- سكوت!
- الحريق لم تكن يدها بل يد سيدها، والسرقة لم تكن يدها بل يد سيدها، والقتل لم تكن يدها بل يد سيدها.
علا ضجيج الحاضرين من جديد، فأسكتهم القاضي بقدومه.
- سكوت! مرةً أخرى هذه البلبلة وأُخلي القاعة!
- وها هي الإثباتات.
اقتربت جولييت من القاضي، وقدمت بيد أصابعها مليئة بالخواتم الثمينة ثلاث وثائق قرأها رئيس المحكمة بسرعة قبل أن يقول:
- هذه الأوراق لا تؤكد ولا تنفي شيئًا.
ومدها للمدعي العام، الذي مدها بدوره بعد تصفحها لهيئة المُحَلَّفين بينما جولييت تتبادل نظرات متفاهمة مع أحد الجالسين في الصفوف الخلفية: دافيد، عشيقها، فأكد دافيد بهزة من رأسه.
- سيدي القاضي، اسمح لشهود الإثبات بالحضور.
- نسمح لشهود الإثبات بالامتثال لنا.
قام من بين الحاضرين رجلان وامرأة، وتقدم ثلاثتهم بقدم مترددة.
- يالله! يالله! حث القاضي.
- قَدِّموا أنفسكم، طلبت جولييت.
- نورمان السكاكيني، من رتب القتل دون أن يرتكبه.
- سارفيان اللص، من رتب السرقة دون أن يرتكبها.
- ديبورا الجهنمية، من رتبت الحريق دون أن ترتكبه.
- والإثباتات؟ نرفز القاضي,
- سيدي القاضي، شهود الإثبات على شهود الإثبات، اقترحت جولييت.
- لسنا في عرس، يا سيدتي!
- وإلا ذهب رأس أختي جوستين بِشَرْبَةِ ماء.
- نسمح لشهود الإثبات على شهود الإثبات بالامتثال لنا.
قام من بين الحاضرين رجل وامرأتان، وتقدم ثلاثتهم كسابقيهم بقدم مترددة.
- يالله! يالله! حث القاضي.
- قَدِّموا أنفسكم، طلبت جولييت.
- سيمون الجميلة، تم القتل تحت سقفي.
- ريبيكا الغنية، تمت السرقة تحت سقف جاري.
- جيرار الغبي، تم الحريق تحت سمعي وبصري.
- ما رأي هيئة المُحَلَّفين؟ سأل القاضي، وفي الحال اقتربت الرؤوس من الرؤوس.
- سيدي القاضي، تدخل المدعي العام، اترك لرجالي الوقت للتحقيق.
- بعرف القانون، عَكَسَ القاضي الحجة على صاحبها، ينتهي افتراض الجرم بحضور شاهدي إثبات ونحن لدينا ستة.
- هيئة المًحَلَّفين لا ترى حقًا مانعًا في إطلاق سراح المتهمة، مع استحضارها أمام القضاء إذا ما لزم، إلى أن يتم التأكد من كل الشهادات، بتّ أحد الأعضاء.
- أخيرًا! طن القاضي قبل أن يصدر حكمه، تُقِرّ المحكمة بإطلاق سراح الآنسة جوستين دوراند وجعلها رهن إشارتها. رُفعت الجلسة!
في متاهات دار العدل، أخذ دافيد، عشيق جولييت، يوزع سرًا أكداس النقود على شهود الإثبات واحدًا واحدًا، وهؤلاء يختفون حالاً بين الأعمدة.



* يتبع القسم الثالث عشر