ساد ستوكهولم القسم التاسع هوراس ألفريدسون (2) نسخة مزيدة ومنقحة


أفنان القاسم
الحوار المتمدن - العدد: 4412 - 2014 / 4 / 2 - 10:20
المحور: الادب والفن     



- إيدا! نادى هوراس ألفريدسون، هذه مفاجأة.
- بروفسور، هتفت إيدا، ماذا تفعل هنا؟
- منذ متى تترددين على ساد ستوكهولم؟
- الواقع أنني أبحث عنك.
- ومن قال لك؟
- ماذا؟
- أنني في علبة الليل الشيطانية هذه؟
- هيغل.
- هيغل يعرف هذا المكان؟
- وهل قطع هيغل قضيبه؟
- إذن، فهو هيغل.
- في علم الجمال الذي كتبه فصل ناقص.
- سأكون سعيدًا أن نكتبه سويًا.
- هل وجدتَ كاتارينا فريدن؟ سأل بيتر أكرفيلدت هوراس ألفريدسون.
- أقدم لك إيدا.
- وكاتارينا؟
- لم أجدها.
- سأبحث لك عنها.
- كم هو غريب الأطوار هذا الرجل!
- إنه الصحفي المعروف بيتر أكرفيلدت.
- أنا لا أعرفه.
- هل أنت بصدد تطهير النفس أم تطهير الجسد؟
- لا الواحد ولا الآخر.
- إنها التطورية التي يقترحها واحد غريب الأطوار كبيتر أكرفيلدت.
- نظرة إليه تشعل المرأة، فتحار في أمر شبقها.
- تعالي، يا إيدا! توقفي عن النظر إلى الناحية التي ذهب منها هذا المستمني!
- يا ليتني أنا!
- أنتِ ماذا؟
- أن أفعله له.
- إيدا، يا حبيبتي، بماذا تتلفظين؟
- أنا حائرة في أمر شبقي.
- فلنذهب إلى ناحية شبه معتمة ترضين فيها مسّك الشبقي.
- ليس معك، بروفسور، معه.
خلته، وهو يصيح من ورائها:
- إيدا! باسم هيغل عودي!
- هيغل! ألقت كريستينا سفينسون، هل هو صاحبك؟
- صاحبته، سخر رالف لندغرن.
- أنتما، هل حشا ساد أحدكما في رِدف الآخر؟
- أنا، رد رالف لندغرن، ولكن ليس في الرِّدف.
- هذه صلاتك التي لك، علق هوراس ألفريدسون.
- صلاته هذا كثير، المسكين! تهكمت كريستينا سفينسون.
- لا تقولي لي إنك حصلتِ على انتعاظك، سفينسون؟ تهكم هوراس ألفريدسون.
- كما لم يحصل معي منذ قرون، زاودت كريستينا سفينسون.
- تهانيّ، يا لندغرن! طن هوراس ألفريدسون. لندغرن، إلى أين؟ لماذا هو معتم في ليل ساد ستوكهولم؟
- بروفسور، لم أعثر على صديقك.
- هذه إيدا، هذه كريستينا.
- إيدا؟
- طالبتي.
- سأبحث عن كاتارينا فريدن.
- تعالي، يا إيدا.
- لماذا؟
- لتشبعي نهمك.
- ظننت لتشبعني ضربًا.
- هناك ناحية شبه معتمة.
- ستتركني أفعل هذه المرة كما أريد.
- سأترك عنقي لك.
- ليس عنقك، ولدك.
- اخنقيه، اذبحيه، دمريه!
- ساد ستوكهولم ليس المدينة الفاضلة.
- وأنا لست أفلاطون.
- ومن تكون؟
- كلبك.
- أحب هذا.
- نعلك.
- أحب هذا أفضل.
- حفنة سكر تحت لسانك.
- حفنة ملح.
- إذا أردتِ.
- لماذا لا تفعل هذا مع زوجتك؟
- زوجتي لا تفعله مثلك.
- هي لا تحبك.
- أنا لا أحبها.
- وهل تحبني؟
- لا أحبك.
- عجيب أمرك!
- أحب لسانك.
- عجيب أمري!
- بإمكانك قول ذلك.
- وثديي، هل تحبه؟
- لا أحبه.
- وبطني هل تحبه؟
- لا أحبه.
- وفرجي هل تحبه؟
- ...
- متردد؟
- الفرج، أي فرج، هو الفكرة لدى هيغل.
- المتسلطة، المتعجرفة، المريضة.
- نخضع له ولا نحبه.
- جلاد هو فرجي.
- كأسد، كبوتفليقة، ككيم جونغ-أن.
- أنت تتملقه.
- لا تريدين أن أقول كخادم الحرمين الشريفين؟
- أنا بركان بفضله.
- ثوران.
- أن أقوم بثوران على صواب، هذا يعني فلسفيًا أن أقوم بثوران على خطأ، عرضت إيدا فكرتها، والهدف أن أتحاشى ما أسمعه من جواب "لا جديد" كلما سألتُ "كيف الحال؟" كان عليّ أن أقنع نفسي عن خطأ أن العكس هو الصحيح: كل شيء جديد! وفي الواقع، ليس هناك من جديد فعلاً. كان كل شيء يتوقف على ثقل ثديي الضخمين، هذا يعني فلسفيًا عليّ كامرأة. أن يكون لي قضيب بالفعل، حتى وأنا آخذ قضيبك بفمي، أن أشعر بأنني قادرة على أن أكون، وبطريقة تزعج، تثير الاستنكار، تزعزع. نحن في السويد، يا دين الرب! في مركز العالم! وأنا سويدية قبل أن أكون امرأة، ولأني سويدية كل النساء نساء، حتى تلك اللاتي يمصصن فروج رجالهن تحت الحجاب. نساء. آدميات. لبؤات. نُذِلُّ الإذلال، ونُذِلُّ الإقدام. نساء كما يجب. من السهل كسرنا كأباريق الفَخّار، ومن السهل جرحنا كسيقان الزهر، ومن السهل ذبحنا بالقبلات، ولكن ليس من السهل زرعنا في حقول الشوك. لساني حقل من الشوك الناعم تُصلى به الهَيُولَى، فلا تَخِزُ في عقلي، ولعابي سيل من الشوق العارم تُسقى منه الرجولة، فلا تظمأُ في حلقي. هذا هو بركاني، دون فلسفة.
- على مهلِكِ، على مهلِكِ!
- لا تكن أخلاقيًا كأبي، بروفسور!
- الواقع أنني لا أريد القذف بسرعة.
- كل شيء يجري بسرعة في السويد.
- إلا هذا.
- أول الأشياء هذا.
- إلا هذا، إلا هذا.
- وكل شيء يقوم حسب كودات.
- نعم، فلتتصرفي حسب كودات.
- حسب كودات السير مثلاً.
- أوه، أوه!
- أبي من النوع العنيد الذي يحترم كودات السير كالإنسان الآلي، هذه هي أخلاقه، ممنوع الوقوف، السير بسرعة ثلاثين كيلومترًا في المدينة، اتجاه أوحد، وأنا طلعت عليه.
- اتجاه أوحد، اتجاه أوحد!
- في إحدى المرات اضطررت إلى السير في الاتجاه الأوحد المضاد، فلم يغف لي جفن طوال الليل.
- الاتجاه الأوحد المضاد، الاتجاه الأوحد المضاد!
- معذرة، بروفسور، أنا لا أستطيع!
- الاتجاه الأوحد المضاد، يا دين الرب!
- إنها أخلاقي، بروفسور!
- أخلاق قفاي، يا دين الرب!
- إلا إذا كنتَ على استعداد للسهر معي حتى الصباح، بروفسور.
- ألف مرة أنا على استعداد.
- وما الذي تعطينيه من ضمان؟
- إيدا، يا دين الرب!
- يقال إنهم سيمنعون السيارات من السير في كل ستوكهولم حفاظًا على فضائها من التلوث، ستكون ثورتنا الخضراء منذ الفيكنغ! استقلالنا الجديد! كونيتنا الأكيدة! الفردية في تحققها الإنساني! الأفلاطونية قفًا للمرأة وثديًا! الرغبات الأكثر عنادًا! الممارسات الأكثر غرابةً! الأفكار الأقل شذوذًا! سيذهب العصر القضيبي دون رجعة، وتنشأ سلطة الذكر والأنثى على أكمل وجه، نوع من بَطْمَطْرَكِيّة سويدية يقتدي بها العالم. تصور، بروفسور، أن أبي ضد، بالنسبة له طالما هو يحترم كودات السير، فلا داعي إذن لكل هذا الهوس، هذه هي أخلاقه، وأنا، من هذه الناحية، لم أطلع عليه.



* يتبع القسم العاشر