هل هذا -نوع آخر- من -المادة-؟


جواد البشيتي
الحوار المتمدن - العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 11:39
المحور: الطب , والعلوم     

إذا ما ثبت وتأكَّد صِدْق وصواب نظرية، أو فرضية، "الجسيمات الافتراضية (المتضادة)" Virtual Particles..
وإذا ما ثبت وتأكَّد وجود "الثقب الأسود" Black Hole بما يُوافِق جوهر نظريته، أو فرضيته..
وإذا ما ثبت وتأكَّد صِدْق وصواب نظرية، أو فرضية، "تبخُّره" بما يُوافِق "إشعاع هوكينج"..
فلا بدَّ لنا، عندئذٍ، من أنْ نَفْهَم "المادة" Matter فَهْماً مختلفاً.
وفي هذا "الفَهْم المختلِف"، نقول إنَّ "المادة" على نوعين اثنين: "مادة سطحية"، تُوْجَد على "السطح" من "بحر الكون"، و"مادة عميقة"، تُوْجَد في "العُمْق" من "بحر الكون".
بعضٌ من هذه "المادة العميقة" يطفو على هذا السطح، في شكل "جسيمات افتراضية (متضادة)"؛ لكنَّه لا يبقى إلاَّ زمناً ضئيلاً جدَّاً؛ فكلا الجسيمين المتضادين يَفْني الآخر؛ وهذا "الفناء المتبادَل" يعني عودتهما إلى حيث كانا، أيْ إلى "العُمْق" من "بحر الكون".
بظهورهما (أيْ بطفوهما على "السطح") يُخْرَق (لزمن ضئيل جدَّاً) قانون "حفظ المادة"؛ لكنَّ هذا الخرق يزول سريعاً بعودتهما (بعد تبادلهما الفناء) إلى "العُمْق".
في استمرار، تَنْبَثِق "جسيمات افتراضية (متضادة)" من أيِّ مَوْضِع في "الفضاء الفارِغ (الخالي)" Empty Space؛ فهذا الفضاء يُمثِّل "خزَّاناً لا ينضب من هذا النوع من المادة (نوع "الجسيمات الافتراضية المتضادة")". وهذا يعني أنَّ "الفضاء الفارغ" هو مَوْطِن هذا النوع من المادة.
مِنْ مَوْضِعٍ في "فضاء فارغ" قريب من "ثقب أسود"، قد ينبثق "جسيمان افتراضيان متضادان (إلكترون وبوزيترون مثلاً)"؛ وقد يَحْدُث الآتي:
أحدهما (البوزيترون مثلاً) وقَبْل أنْ يتبادَل الفناء مع الآخر قد يَسْقُط في منطقة "أُفْق الحدث" Event Horizon بسبب الجاذبية الهائلة لـ "الثقب الأسود"، فيَهْرُب الآخر (الإلكترون الافتراضي) حاملاً طاقة مَصْدَرها "الثقب الأسود"؛ وبِحَمْلِه هذه الطاقة يتحوَّل إلى "جسيم حقيقي".
النَّاظر من بعيد إلى "الثقب الأسود" يَسْتَنْتِج أنَّ هذا "الثقب" يشع، في استمرار، "جسيمات حقيقية"؛ ويظل يشع حتى "يتبخَّر"، أو "يتلاشى".
"الجسيم الافتراضي" الساقِط، أو المُلْتَهَم، لا يضيف إلى "الثقب الأسود" طاقةً، أو كتلةً؛ لأنَّه ليس بجسيم حقيقي؛ لكنَّ العاقبة الحتمية لسقوطه في جوف "الثقب الأسود" هي اكتساب الجسيم الافتراضي الآخر طاقة، فيتحوَّل إلى "جسيم حقيقي"، فـ "يتبخَّر" نَزْر من مادة "الثقب الأسود".
على "السطح" من "بالوننا الكوني" يَقَع الكون كله، بفضائه، ومادته المضيئة، ومادته الداكنة، وطاقته الداكنة، وجسيمات المادة المتضادة، و"ثقوبه السوداء". وهذا "السطح" هو مكاننا الكوني بأبعاده الثلاثة (الطول والعرض والارتفاع).
وفضاؤنا الكوني (الموجود على "السطح" من "بالوننا الكوني") هو الذي يُمثِّل "بحراً"، على "سطحه" تُوْجَد المادة التي لا تَعْرِف خَرْقاً لقانون "حفظ المادة"؛ أمَّا في "العُمْق" من هذا "البحر" فيُوْجَد "النوع الآخر" من المادة، وهو "الجسيمات الافتراضية (المتضادة)" التي ما أنْ تطفو على "السطح" حتى تعود سريعاً إلى "العُمْق".