من أين لك هذا؟


عبد السلام أديب
الحوار المتمدن - العدد: 4383 - 2014 / 3 / 4 - 21:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

قالوا أن المغرب بلد فلاحي وأن التنمية يجب أن تقوم على الانتاج الفلاحي وعدم الالتفات للتنمية الصناعية الا بما يرتبط منها بالقطاع الزراعي، فقامت الدولة عن طريق الضرائب التي تقتطعها بتقديم المساعدات الضخمة لعدد محدود من الأعيان في البادية الذين ملكتهم الاراضي المسترجعة من الاستعمار وجهزت لهم تلك الاراضي وبنت لهم السدود وساعدتهم في تصدير منتجاتهم الفلاحية الى البلدان الأوروبية

لكن بعد 60 سنة من الاستقلال القطاع الفلاحي لا يساهم سوى ب 15 في المائة من الناتج الداخلي الخام و90 في المائة من الفقراء الذين احصتهم المندوبية للتخطيط يوجدون في العالم القروي الذي يضم ساكنة تصل الى حوالي 13 مليون نسمة أي 45 في المائة من مجموع سكان المغرب، وقد دفع الفقر منذ بداية الستينات والى اليوم الى هجرة حوالي 30 في المائة من سكان البادية نحو المدن أو نحو الخارج
اذن فالمجهود الكبير الذي قام به المغاربة من تقشف وحرمان وافقار مقابل تنمية القطاع الفلاحي الذي قيل عنه انه استراتيجي لم يستفد منه المعنيون به، بل استفاد منه أقلية من الاعيان كما أن القطاع الفلاحي تخلف أكثر مما تطور فأكثر من 50 في المائة من حاجيات المغرب من المواد الغدائية تستورد من الخارج، وحتى الزراعات المنتجة محليا والتي يتم تصديرها للخارج اضعف من أن تزاحم الزراعات المنتجة من قبل دول حوض المتوسط

لكن بموازاة مع توسع الفقر والتهميش وسط أغلبية المغاربة في العالم القروي فإن الحواضر المغربية التي تضم 55 في المائة من مجموع الساكنة وبغض النظر عن الأوضاع الاجتماعية المزرية لنسبة 10 في المائة من الفقراء الذين يوجدون تحت عتبة الفقر والمكدسين في بؤر الفقر والسكن غير الانساني، فإن الشرائح الوسطى من ساكنة الحواضر والتي يصل تعدادها الى أزيد من 11 مليون نسمة وتنقسم الى شرائح عليا ذات مداخل عليا وشرائح وسطى ذات مداخل متوسطة وشرائح دنيا ذات مداخيل دنيا، فقد استهدفتها سياسات التقويم الهيكلي لعقد الثمانينات من القرن العشرين عبر تصفية المرافق العمومية وعبر الزيادات في أسعار المواد الأساسية طيلة ذلك العقد

الشرائح الوسطى والدنيا من الطبقة الوسطة أو ما يعرف بالبرجوازية الصغرى ظلت تؤدي ثمن ما يسمى بتخلي الدولة التدريجي عن التدخل الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق اعادة توزيع المداخيل والثروات لفائدة القطاع الخاص المحلي والأجنبي وهو القطاع الذي تسيطر عليه البرجوازية المتحكمة في وسائل الانتاج.

فالعملية إذن منذ 60 سنة تتلخص بشكل واضح في افقار الفقير واغناء الغني. ومع مجيئ حكومة بنكيران سنة 2011 شرعت في عملية تقويم هيكلي جديدة تحمل هذه المرة العديد من الألوان، فبالإضافة الى اغراق المغاربة ذوي الدخل المحدود في المديونية التي عليهم سدادها بواسطة الضرائب المرتفعة وأيضا رفع الدعم نهائيا عن المنتجات والخدمات الاساسية وما ينجم عن ذلك من رفع اسعار، هناك أيضا المخطط الأخضر والأزرق والاصفر، تستهدف قطاعات اقتصادية معينة كالزراعة والسياحة والصيد البحري والصناعة. لكن القاسم المشترك بين مختلف هذه المخططات يستهدف مواصلة الهروب الى الامام نحو المزيد من افقار الفقراء واغناء الأغنياء.
ان حجم الاغتناء الذي حدث منذ 60 سنة والذي يهم حوالي 6 مليون نسمة، لا يوازيه سوى عمق الافقار والتهميش الذي حدث طيلة هذه المدة الزمنية والذي هم أزيد من 24 مليون نسمة، فاذا كان ما يسمى بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد اعترف بشكل واضح بعمق وضعية الفقر في المغرب، فان قائمة فوربس الامريكية التي تنشر كل سنة لائحة أثرياء العالم تتضمن دائما اسماء مغاربة حطموا سقف الثراء العالمي بالملايير التي كدسوها، لم تحققها أرباحهم الرأسمالية فقط والناجمة عن فائض القيمة المقتطع من عرق جبين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وانما متأتية في جزء كبير منها من الريع الاقتصادي ومن حرمان اغلبية المغاربة من الامن الغذائي ومن المرافق العمومية ومن التعليم الاساسي ومن العلاج، فالثروات المكدسة ليست بريئة من عرق ودماء الأغلبية من الفقراء فهي في نهاية المطاف نهب واضح بدون نتائج التنمية المفترى عليها.

فيما يلي نماذج عن الثراء الذي حققه بعض المغاربة بحسب تقرير فوربس الامريكية لسنة 2014

أدرجت قائمة فوربس الأمريكية ضمن قائمتها لأثرياء العالم لعام 2014 ، 37 من الأثرياء العرب، بينهم 4 من المغرب بثروة 7.35 مليار دولار، من المملكة العربية السعودية بثروة 47 مليار دولار، و8 مليارديرات من مصر بثروة 25.5 مليار دولار، وخمسة مليارديرات من الكويت بثروة 6.4 مليار دولار، و6 مليارديرات من لبنان بثروة 12.3 مليار دولار، وأربعة من الإمارات بثروة 14.6 مليار دولار، واثنين من سلطنة عمان بثروة 2.3 مليار دولار، ومليارديرا من الجزائر يملكون 3.2 مليار دولار.

ومن المغرب، انضم لقائمة أثرياء العالم،

1 - عثمان بن جلون في المرتبة 609 بثروة 2.8 مليار دولار،
2 - وميلود الشعبي في المرتبة 931 بثروة 1.9 مليار دولار،
3 - وعزيز أخنوش وأسرته في المرتبة 1210 بثروة 1.25 مليار دولار،
4 - وأنس صيفروي في المرتبة 1356 بثروة 1.25 مليار دولار.

ودائما ما يتشكك الكثيرون، خاصة أولئك الذين تشملهم القائمة، في هذة الإحصائيات التي تقوم المجلة الأمريكية بإعدادها سنويا وفقا للبيانات المتوفرة لديها.
ومن السعودية، جاء
1 - الأمير الوليد بن طلال في المرتبة الـ 30 عالميا والأول عربيا بثروة 20.4 مليار دولار،
2 - ورجل الأعمال السعودي محمد العمودي في المرتبة 61 بثروة 15.3 مليار دولار،
3 - والأمير سلطان بن محمد بن محمد بن الخبير في المرتبة 446 بثروة 3.5 مليار دولار،
4 - ورجل الأعمال محمد العيسى في المرتبة 520 بثروة 3.1 مليار دولار،
5 - وعبد الله الراجحي في المرتبة 731 بثروة 2.4 مليار دولار،
6 - ورجل الأعمال صالح كامل في المرتبة 731 بثروة 2.4 مليار دولار،
7 - وسليمان الراجحي وأسرته في المرتبة 931 بثروة 1.9 مليار دولار.

ومن مصر، حل
1 - ناصف ساويرس في المرتبة 205 بثروة 6.7 مليار دولار
2 - ومحمد منصور رجل الأعمال ووزير النقل والمواصلات الأسبق في المرتبة 520 بثروة 3.1 مليار دولار
3 - ونجيب ساويرس في المرتبة 609 بثروة 2.8 مليار دولار،
4 - وأنسي ساويرس في المرتبة 731 بثروة 2.4 مليار دولار،
3 - ويوسف منصور في المرتبة 764 بثروة 2.3 مليار دولار،
4 - ومحمد الفايد في المرتبة 931 بثروة 1.9 مليار دولار،
5 - وياسين منصور في المرتبة 988 بثروة 1.8 مليار دولار،
6 - وسميح ساويرس في المرتبة 1284 بثروة 1.3 مليار دولار.

ومن الجزائر، انضم لقائمة فوربس
1 - رجل الأعمال يسعد ربراب في المرتبة 506 بثروة 3.2 مليار دولار.

الكويت:
- وجاء فوزي الخرافي وجاسم الخرافي ومهندس الخرافي على رأس أثرياء الكويت بثروة 1.3 مليار دولار لكل منهم، وجاء ترتيبهم وفقا لقائمة فوربس التي تضم مليارديرات العام 1284،
- ثم بسام الغنام في المرتبة 1356 بثروة 1.25 مليار دولار،
- و قتيبة الغانم في المرتبة 1356 بثروة 1.25 مليار دولار.
ومن لبنان،
- جاء رئيس الحكومة السابق نجيب الميقاتي في المرتبة 520 بثروة 3.1 مليار دولار،
- وطه ميقاتي في المرتبة 520 بثروة 3.1 مليار دولار،
- وبهاء الحريري في المرتبة 796 بثروة 2.2 مليار دولار،
- وسعد الحريري في المرتبة 1154 بثروة 1.5 مليار دولار،
- وأيمن الحريري في المرتبة 1372 بثروة 1.2 مليار دولار،
- وفهد الحريري في المرتبة 1372 بثروة 1.2 مليار دولار.

ومن سلطنة عمان،
- احتل رجل الأعمال محمد البرواني المرتبة 1372 بثروة 1.2 مليار دولار،
- ورجل الأعمال الهندي الأصل "بي إن سي مينون" في المرتبة 1465 بثروة 1.1 مليار دولار.

ومن الإمارات،
- جاء عبد الله الفطيم في المرتبة 687 بثروة 2.5 مليار دولار،
- وماجد الفطيم في المرتبة 328 بثروة 4.5 مليار دولار،
- وعبد الله بن أحمد الغرير وأسرته في المرتبة 305 بثروة 4.8 مليار دولار،
- وسيف الغرير 2.8 مليار دولار.