باستطاعتنا افشال مشاريع كيري التي تنسف المشروع الوطني الفلسطيني وجودا وهوية وحقوقا


ابراهيم حجازين
الحوار المتمدن - العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 12:22
المحور: القضية الفلسطينية     

عادت ابواق قديمة وجديدة وتحت ذرائع شتى ومنها حالة البلاد العربية للدعوة للتسليم بأن 99 بالمئة من اوراق الحل هي في ايدي الادارة الاميركية كما تبجح كهنة الاستسلام والواقعية في السبعينات والتسعبنات، وأنه ليس أمامنا غير التسليم بذلك والتصرف وفقا لمقتضياته .
من الضروري أن نذكر هؤلاء ومن قد ينخدعون بخطابهم الواقعي (اقرأ الواقعي استسلامي)، ببعض ما يحمله جون كيري من عروض سياسية وأمنية . أن عرض كيري المتبلور الآن هو بقاء السيطرة الإسرائيلية على غور الاردن وعلى المواقع العسكرية الحالية في غور الأردن لعشر سنوات قابلة للتجديد، وعلى محطات الإنذار المبكر على قمم جبال الضفة الغربية، وإدارة مشتركة للمعابر مع الأردن كما كان الامر قائما قبل انتفاضة الاقصى ، وتسيير دوريات مشتركة على طول نهر الأردن ، هذا الى جانب محطات الانذار المبكر في المرتفعات الجبلية ومعسكرات لجيش الاحتلال في الضفة وما يتبع ذلك من خطوط حركة لجيش الاحتلال تسمح له القيام بما يسميه المطاردة الساخنة .

أما في المسار السياسي فإن جون كيري يدعو في ما يدعو إليه الى الاعتراف بيهودية إسرائيل، واعتبار البلدة القديمة من القدس دولية، على ان تكون ابو ديس والعيزرية والرام وعناتا المناطق خارج جدار الفصل العنصري( وهذا له دلالته) هي القدس الشرقية وتوسيع مناطق السلطة الفلسطينية، ودعوة الجانبين إلى التفاوض على قضايا الوضع النهائي على اساس حدود عام 1967 مع تبادل أراض بحيث تضم إسرائيل ستة وثمانية أعشار في المئة من أراضي الضفة الغربية، مقابل أن تسمح للفلسطينيين بالسيطرة على خمسة ونصف في المئة من أراض بديلة. إقامة ممر أمني سريع بين غزة والضفة للتواصل الجغرافي، ويدور الإقتراح حول قطار سريع يربط بين مدينتي غزة والخليل إلا أن الرئيس عباس يرفض هذا الاقتراح ويطالب بقطار سريع بين غزة ورام الله. في المقابل تطالب إسرائيل بالحصول على واحد في المئة من الأراضي بدلاً عن مكان إنشاء سكة الحديد. وبالتالي تصبح الأراضي التي ستأخذها السلطة الفلسطينية أربعاً ونصفاً في المئة. أما حق العودة بحسب خطة كلينتون. وتشمل إنشاء صندوق دولي لتوطين من يريد من الفلسطينين في استراليا والسماح لجزء قليل بلمّ الشمل داخل إسرائيل والباقي يتم توطينهم خارج فلسطين في دول الجوار شرط تنازلهم عن حقوقهم. وتجميع ثمانين في المئة من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في تجمعات كبيرة.
رفض هذه المشاريع والافطار الجهنمية وصد ابواقهم العربية اولا من جانب الشعب الفلسطيني ومن الشعب الاردني كفيل بافشالها فالموقف الامريكي ليس قدرا مفروضا من السماء. اقتراحات وخطة كيري ليست اكثر من مدخل لتفاوض يستمر عقود اخرى على طريق التنازل عن فلسطين وليس عن حقوق في فلسطين ومصير هذه المقترحات لن تكون افضل من مصير اوسلو وغيره ولكن الهدف منه الحصول تحت هذا المسمى على موافقة القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني على ترتيبات جديدة تشكل اساسا لتنازلات اخرى تليها.