حواتمة: معادلة جديدة لإنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية


نايف حواتمة
الحوار المتمدن - العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 17:55
المحور: مقابلات و حوارات     

حواتمة في لقائه مع فضائية الميادين "برنامج حوار الساعة"

• معادلة جديدة لإنهاء الانقسام وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية
• دعوة حماس إلى استقالة حكومة حماس في غزة عملاً ببرنامج الإجماع الوطني 4 مايو 2011 وتفاهمات فبراير 2013
• دعوة عباس إلى تشكيل حكومة التوافق الوطني بديلاً عن حكومة السلطة وحكومة حماس
• لا لاتفاق إطار وتمديد المفاوضات الجارية إلى عام 2015 وشروط نتنياهو باستمرار تهويد القدس والاستيطان في الضفة الفلسطينية
• عقد اللجنة القيادية العليا الإطار المؤقت لمنظمة التحرير للتوافق على دعوة شعبنا للانتخابات الشاملة وتحديد سقف زمني نتفق جميعاً عليه

حاورته : علا ملاح
بيروت - عمان
حوار الساعة من الميادين.. السلام عليكم
هي فلسطين التي لم تعد لدى الكثيرين قضية شعب مظلوم وأرض منهوبة وعدوان مستمر؛ انما هي قضية توجه ما وحسابات اقليمية معينة.. هي لاجئون.. هي غزة المحاصرة.. هي الضفة.. وفتح وحماس وخلافات داخلية المستفيد الأكبر منها اسرائيل.. وهي مفاوضات متعثرة.. هي قضية شبه منسية بعد ان قال العرب عنها يوماً إنها قضيتهم المركزية.. فانشغلوا أو أُشغلو بما يسمى ربيعهم؛ ولم يبصر ربيعهم النور بالرغم من احتلالٍ طال أمده.. عن مستقبل القضية الفلسطينية والتحديات، عن المفاوضات والمصالحة الداخلية ومصيرها في ظل التوتر اليوم بين حماس ومصر الراعي للمصالحة؛ سنتحدث اليوم مع ضيفنا من عمان السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
سيد نايف اهلاً وسهلاً بك معنا في حوار الساعة
حواتمة: اهلاً بكم أيضا

س1: سيد حواتمة سنبدأ معك ايضاً بطبيعة الحال من آخر التطورات في غزة سقوط صاروخ على عسقلان، هناك رد اسرائيلي بغارتين على وسط غزة وواحدة شمال غزة، بداية كيف ترد وتعلق على كل هذه التطورات منذ يومين حتى الآن.. وكل ما يجري في غزة تفضل؟
ج1: حكومة نتنياهو لا تحتاج الى مبررات تكتيكية حتى تطلق النيران على قطاع غزة الشجاع، قطاع غزة محاصر براً وجواً وبحراً منذ سنوات وحتى يومنا هذا؛ وحكومة نتنياهو اليمينية واليمينية المتطرفة تستدعي كل لحظة ان توجه صواريخها إلى قطاع غزة وفي ظل الحصار الخانق الذي حوله؛ كذلك الحال تفعل في الضفة الفلسطينية باستعمار الاستيطان تكثيفه تهويد القدس لتهويد الضفة الفلسطينية؛ ومن أجل الضغط المتزايد الدائم على المفاوض الفلسطيني وعلى فريقه الذي يدفعه لهذه المفاوضات من اجل محاولة تركيع الشعب الفلسطيني اقول للعالم كله.. إن العالم ان قضيتنا الوطنية تجاوزت امكانيات القمع الاسرائيلي مهما كان متعاظماً، وأن قضيتنا ستبقى القضية المركزية مهما تطورت الأحداث في منطقة الشرق الاوسط.

س2: سيد نايف أود أن اعرف عن الامور في غزة إلى أين تتجه في ظل هذا التصعيد، اسرائيل نصبت خمس بطاريات على حدودها مع غزة، متحدث اسرائيلي يقول ان حماس تتأهب لمعركة، نيويورك تايمز الانتفاضة القادمة هذا المقال لعلي الجرباوي.. كل هذا يعني نحن امام انتفاضة جديدة؟
ج2: في الأراضي الفلسطينية المحتلة كل الظروف الموضوعية لانتفاضة فلسطينية شعبية شاملة قد باتت ناضجة، أقصد الأزمة السياسية الطاحنة والأزمة الاقتصادية والاجتماعية أيضاً الطاحنة، وعليه الحالة الشعبية جاهزة فعلياً موضوعياً لانتفاضة ثالثة؛ لكن الإشكال هو أن شعبنا بتجربته التاريخية مع عديد من القيادات الفلسطينية لم يعد في حالة اليقين حتى يستجيب إلى نداء تلك القيادة او هذه القيادة ولذا شعبنا الآن في الأراضي المحتلة يحتاج إلى اليقين اليقين، هذا بلغة واضحة. أولاً الانسحاب من المفاوضات الحالية والإعلان بالعودة إلى الأمم المتحدة ومؤسسات الأمم المتحدة. ثانياً البحث الجاد في إعادة النظر وتصحيح السياسة الاقتصادية والاجتماعية في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة وهي سياسة تقوم على الإفقار ومزيد من البطالة؛ بدلاً من تصحيحها نحو سياسات جديدة تستجيب لتعزيز الصمود بشأن البطالة والفقر ومحاصرتهما.. وبشأن ضرورات إعادة النظر بالعلاقات مع القوى الشعبية الفلسطينية؛ الطبقة الوسطى والطبقة العاملة والطبقات الفقيرة حتى تنهض هذه القوى جميعاً فتستجيب لضرورة حل الأزمة بانتفاضة شعبية شاملة ثالثة .

س3: سيد نايف انت لطالما دعوت للانسحاب من هذه المفاوضات المتوقفة حالياً والذهاب إلى الأمم المتحدة، ولكن الأمم المتحدة هي نفسها اليوم تدعو الفلسطينيين إلى اكمال مسيرة المفاوضات والاستمرار فيها؟
ج3: المفاوضات لم تتوقف للحظة واحدة، تجري اجتماعات بمعدل اجتماعين إلى ثلاثة اجتماعات اسبوعياً لا يذاع عنها شيئاً، الآن المفاوضات من 30 تموز.

س4: سرية..!؟
ج4: نعم نعم داخلية موجودة بين الوفدين المفاوضين أي بين ليفني واسحاق مولخو من الجانب الاسرائيلي وفريق المفاوض الفلسطيني صائب عريقات.

س5: لكن الناطق الرسمي بإسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة نفى هذه الاجتماعات السرية وقال إن الاجتماعات اليوم أو المفاوضات هي امريكية – فلسطينية، واسرائيلية – امريكية، لكن ليس هناك مفاوضات مباشرة..!.
ج5: المفاوضات الثنائية كما قلت لم تتوقف، الذي توقف الإعلان عن كل جولة من هذه الجولات لأن لجميع الآن بانتظار عودة كيري إلى منطقة الشرق الأوسط إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ وإلى دولة "اسرائيل" للبحث من جديد بما طرحه كيري بجولته الأخيرة وقبل الاخيرة؛ على الجانبين على الفريق الفلسطيني المفاوض وعلى دولة اسرائيل، أي على حكومة نتنياهو ونتنياهو شخصياً، وبالتالي هذه الاقتراحات التي تقدم بها كيري المبنية على "تفاهمات كيري" لاستئناف المفاوضات؛ هذه الاقتراحات مرفوضة من الشعب الفلسطيني وقواه الديمقراطية والتقدمية، لا يمكن ان تمر لا تستطيع أي حالة قيادة فلسطينية ان تستجيب لهذه الاقتراحات لأنها تعني بلغة واضحة قطع الطرق على امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة متصلة على حدود 4 حزيران/ يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة بذات التاريخ، قطع الطريق على حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير، قطع الطريق على اللاجئين بالعودة إلى ديارهم بموجب القرار الأممي 194. أي بموجب قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة الاخيرة؛ التي اعترفت بدولة فلسطين على حدود 4 حزيران/ يونيو 67 عاصمتها القدس الشرقية، وبالتالي تفاهمات كيري التي طُرحت في الجولة الأخيرة وقبل الأخيرة غير قابلة للتعاطي معها، لأنها تعني بلغة واضحة وضع القدس وضعاً مؤجلاً إلى إشعارٍ آخر، كذلك الحال اللاجئين إلى إشعارٍ آخر، ووضع الضفة الفلسطينية بين فكي كماشة، المستوطنات الاسرائيلية على امتداد القدس والضفة الفلسطينية، والمستوطنات والجيش الاسرائيلي على امتداد غور الأردن لتحويله إلى شريط حدودي بين اسرائيل والأردن وليس إعتبارها ارضاً فلسطينية، ولذلك هذه المقترحات تحت عنوان الأمن لن تؤدي أبداً إلى امكانية فتح مفاوضات مسؤولة؛ توصل فعلاً إلى تقارب مع قرارات الشرعية الدولية؛ ولذلك اقول وأدعو من جديد إلى الانسحاب من هذه المفاوضات والعودة إلى الأمم المتحدة لنيل العضوية؛ الكاملة العضوية، ودخول كل مؤسسات الأمم المتحدة لفرض العزلة الدولية على اسرائيل والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني كما جاء بالقرار في 29 نوفمبر 2012؛ وعليه يمكن أن تُبنى مفاوضات سياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومرجعيتها الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن بدلاً عن الانفراد الأميركي المتواصل منذ 21 عاماً حتى الآن.

س6: لكن هل الأمور ستتم بهذه السهولة سيد نايف، وإذا كان هناك مطالبة بالانسحاب من المفاوضات ما هو البديل؟
ج6: بديل هذه المفاوضات؛ من جديد أحدد نحن أمام طريقان؛ المفاوضات الجارية ليست ممراً إجبارياً يتيماً عبر الانفراد الأميركي أي الفيتو الأميركي بمجلس الأمن، جُرب هذا الطريق 21 سنة كانت النتيجة 4 إعلانات اتفاق إطار، والآن تفاهمات كيري تطرح اتفاق إطار رقم /5/ ومفتوح لـ 10-15 سنة إلى الأمام باستمرار المفاوضات الثنائية دون أساس سياسي وقانوني دولي، دون رعاية دولية دون الوقف الكامل للاستيطان، هذا يعني الخراب الكامل أي إعطاء إسرائيل فرص كاملة لاستكمال عمليات تكثيف تهويد القدس واستكمال عمليات زرع الاستيطان في كل مربع من مربعات الضفة الفلسطينية بما لن يوصل أبداً إلى حل يقارب الشرعية الدولية، والطريق الآخر هو الشرعية الدولية، التي تعني؛ خطونا خطوة واحدة لـ 29 نوفمبر 2012 وانتزعنا قراراً من الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بنا "دولة فلسطينية تحت الاحتلال حدودها 4 حزيران 67، عاصمتها القدس الشرقية المحتلة وحق اللاجئين بالعودة ومنظمة التحرير الفلسطينية هي التي تمثل الكل الفلسطيني بالوطن والشتات هي الممثل الشرعي والوحيد في هذه العملية السياسية"، هكذا نخلق وضعاً دولياً جديداً ومرجعية شرعية دولية كاملة وبرعاية دولية من الدول الخمس دائمة العضوية التي تجهز لعقد مؤتمر دولي، كما الآن: هناك جنيف دولي لإيران، وجنيف دولي لحل الأزمة الطاحنة السورية، القضية الفلسطينية عمرها 65 عاماً لم تحل بعد، تشكل الجحيم اليومي للشعب الفلسطيني والعدوان اليومي على الشعوب العربية وبذات الوقت القضية الفلسطينية، وقرارات الشرعية الدولية معطلة.. إذاً يجب أن نكمل خطواتنا التي بدأناها في 29 نوفمبر عام 2012، هذا هو الطريق الجديد الذي ندعو له ليؤدي إلى وضع "إسرائيل" تحت سيف المحكمة الجنائية الدولية والعدل الدولية واتفاقات جنيف الأربعة لعدم السماح للدولة التي تحتل أراضينا بأي تغييرات جغرافية وديمغرافية على الأرض الفلسطينية المحتلة 67؛ وأن يكون مضموناً مفاوضات سياسية جديدة... على هذه القواعد السياسية والقانونية الدولية الجديدة، وخاصةً أن المجتمع الدولي يئن الآن من السلوكيات الإسرائيلية، بـ 1/1/2014 الاتحاد الأوروبي سيبدأ بالمقاطعة الكاملة لكل المستوطنات وإنتاج المستوطنات في القدس العربية المحتلة وفي الضفة الفلسطينية، الإنتاج الزراعي والصناعي، والمقاطعة لكل المؤسسات التعليمية الموجودة ومنها جامعة "أريئيل" بالضفة الفلسطينية على كتف نابلس، وكذلك الحال الجمعية الأكاديمية الأميركية أعلنت عن مقاطعتها لكل الجامعات الإسرائيلية الصامتة على الاحتلال الإسرائيلي، الصامتة على مواصلة استعمار الاستيطان؛ وبالتالي لا مفاوضات بدون قرارات ومرجعية دولية من الدول الـ 5 دائمة العضوية التي تفتح على مؤتمر دولي جديد لحل القضية الفلسطينية وقضايا الصراع العربي الإسرائيلي.

س7: يعني ما زلتم تؤمنون بالمؤتمرات والحلول السياسية؟
ج7: نحن لا نعتمد على مؤتمرات سياسية، نحن نعتمد على ضرورة تدويل الحقوق الوطنية الفلسطينية بالدولة المتصلة المستقلة على حدود 4 حزيران 67 عاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام 67؛ وهذا القرار أتخذ بالأمم المتحدة بأغلبية 179 دولة منها 138 دولة تسعى إلى الاعتراف الكامل الآن بدولة فلسطين وليس فقط دولة مراقب بالجمعية العامة، ندخل 63 مؤسسة للأمم المتحدة، نفرض العزلة الدولية على إسرائيل، هذا كله يؤدي إلى تغيير بالرأي العام العالمي وبدء مقاطعة شاملة؛ لأن "إسرائيل" كما جرى مع حكومة جنوب إفريقيا العنصرية البيضاء، التي ركعت لقرارات الشرعية الدولية والمقاطعة الدولية سيقع معها، وينعقد مؤتمر جديد لمفاوضات سياسية جديدة برعاية الدول الـ 5 دائمة العضوية والأمانة العامة برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة للتحضير لمؤتمر دولي شامل، لحل القضية الفلسطينية وقضايا الصراع العربي الإسرائيلي، هذا سيؤثر على كل الأوضاع بالشرق الأوسط وعلى دفع الدول العربية إلى التعاطي من جديد مع القضية الفلسطينية على قاعدة جديدة، قرارات الشرعية الدولية ومرجعية جديدة الـ5 دول دائمة العضوية ومؤتمر دولي جديد لقضايا الصراع الفلسطيني - لإسرائيلي، والعربي – الإسرائيلي، ويدفع أيضاً للضغط على الرأي العام الإسرائيلي ليضغط بدوره على حكومة اليمين واليمين المتطرف؛ من اجل التعاطي مع قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية والمرجعية الدولية؛ والنزول عن شجرة تهويد القدس بكثافة ومواصلة الاستيطان، واستكمال بناء الجدار العازل أي بعبارة أخرى، سياسية من نوع جديد ومفاوضات سياسية من نوع جديد لان المفاوضات الجارية جرت 21 سنة كاملة من الفشل كفى، كفى، كفى...

س8: اليوم كان هناك أيضاً لحكومة نتنياهو قرار بالمزيد من الاستيطان وبناء الوحدات الاستيطانية، على أي حال كل ما تحدثت به سيد حواتمة كلام جميل ولكن ألا تعتقد أنه كان من الممكن أن يصبح واقعي أكثر لو أن البيت الفلسطيني الداخلي كان متماسكاً أكثر ولا وجود لهذه الخلافات؟ يعني كيف يمكن المضي في هذا المسار والبيت الداخلي الفلسطيني أصلاً متخلخل؟
ج8: الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية ليست للمرة الأولى، هذه خلافات تعايشنا بها على امتداد 45 سنة من عمر الثورة الفلسطينية والمقاومة والانتفاضات الفلسطينية ومن عمر منظمة التحرير الفلسطينية الائتلافية، لأن الائتلاف الفلسطيني هو ائتلاف وطني عريض بجبهة وطنية عريضة، تحت مظلة منظمة التحرير الائتلافية تتشكل من 13 فصيلاً ومن ممثلي هذه الفصائل باللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني الفلسطيني والعديد من الشخصيات الوطنية، وكل النقابات والاتحادات الشعبية، بينما هذه الكتلة التاريخية على امتداد 30 سنة، برغم كل الخلافات السياسية لم تنقسم وأعدنا بناء الوحدة الوطنية 3-4 مرات والآن أعدنا بناء البرنامج السياسي للوحدة الوطنية بـ 2005 و2006 والورقة المصرية 2009 وأخيراً 4/أيار/2011 وتفاهمات شباط 2013 بمصر بالحوار الوطني الشامل الذي جرى أيضاً بالقاهرة بين جميع هذه الفصائل الـ 13 فصيل والشخصيات المستقلة، وبالتالي أقول الطريق هو احترام قرارات الإجماع الوطني..
المفاوضات الحالية كسرت قرارات الإجماع الوطني وذهبت إلى المفاوضات العبثية القديمة، بينما قرارات الإجماع الوطني قالت: "لا مفاوضات قبل الوقف الكامل للاستيطان، لا مفاوضات قبل تحديد المرجعية للمفاوضات بقرارات الشرعية الدولية ولا مفاوضات قبل مرجعية لهذه المفاوضات من الدول الـ 5 دائمة العضوية في مجلس الأمن"، هذه القرارات أجمعنا عليها بالقاهرة تكراراً؛ وأجمعنا عليها برام الله وبغزة أيضاً، واجمعنا عليها بالشتات، لكن فريق التفاوض الفلسطيني لم يحترم قرارات الإجماع الوطني، كسرها وذهب منفرداً وأحادياً، الآن يعاني ما يعانيه، والدليل على ذلك استقالة محمد أشتيه العضو الثاني بالطريق المفاوض، واستبداله بشخص آخر، وبقيت الرئاسة بيد صائب عريقات رغم أنه قدم استقالته للمرة العاشرة وفي كل مرة لا يَصْدقُ القول ويعود عن استقالته... ولذا أقول العودة إلى الإجماع الوطني.
بشأن الانقسام بين فتح وحماس؛ الذين زرعوا هذا الانقسام عليهم أن يتراجعوا عن الانقسام ولذلك أدعو الأخوة بحماس أن يعلنوا عن إنهاء الانقسام من جانب واحد، وان يعلنوا عن استقالة إسماعيل هنية، وأن يستجيبوا لقرار اللجنة القيادية العليا لإطار منظمة التحرير المؤقت الذي يتشكل من 13 فصيل ويوجد به مندوب حماس خالد مشعل ومندوب الجهاد الإسلامي رمضان شلح، بجانب فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، جبهة ديمقراطية، فتح، شعبية، حزب الشعب، وكل الفصائل الفلسطينية+ جميع أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية+ عدد من الشخصيات الوطنية، القرار كان بـ 4 أيار 2011 ثم شباط 2013، ان تستقيل حكومة حماس وأن يُعلن عن إنهاء الانقسام بتشكيل حكومة توافق وطني من شخصيات مستقلة مشهود لها بالأخلاق الوطنية ونظافة اليد ومشهود لها بالروح الوطنية، وبرئاسة محمود عباس باعتباره رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس دولة فلسطين تحت الاحتلال ورئيس سلطة دولة فلسطين تحت الاحتلال، وان يعلن بذات الوقت بمرسوم آخر، دعوة الشعب إلى انتخابات ديمقراطية لكل مؤسسات السلطة الفلسطينية التشريعية والرئاسية بقوانين التمثيل النسبي الكامل 100/100 وبسقف زمني نتوافق عليه، لأننا شعب صغير تحت الاحتلال وبالشتات ونحتاج إلى مكونات وتيارات وعناصر الشعب الفلسطيني ولأننا نحتاج إلى الوحدة الوطنية وبالتالي على حماس أن تعلن استقالة حكومتها وبعدها تستقيل حكومة السلطة في رام الله، وعلى الأخ محمود عباس أن يدعو اللجنة القيادية العليا لإطار منظمة التحرير المؤقت المشكل منذ 4 أيار2011، واجتمعنا في ذلك الوقت واجتمعنا في ديسمبر 2012 وفي فبراير 2013، أن يدعو نتيجة لإعلان حماس إنهاء الانقسام من جانبها لأنها هي التي قامت بالحسم العسكري ووضعت يدها على قطاع غزة في 14 حزيران 2007، وأن تستقيل حكومة إسماعيل هنية الذي دعا قبل أيام مؤتمر أنعقد في غزة عن القدس إلى ضرورة وضع القضايا الوطنية أولاً، والقدس تضيع والضفة الفلسطينية تضيع وان ينتهي الانقسام هذا بحاجة إلى ترجمة عملية وخطوات ملموسة.

س9: إسماعيل هنية دعا أيضاً إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، حتى هذا الوقت لم يلقَ على هذه الدعوة أي رد؛ لماذا؟
ج9: إسماعيل هنية لم يدعو إلى حكومة وحدة وطنية شاملة؛ بل دعا إلى حكومة ائتلافية في قطاع غزة، نحن نقول لا لهذه الحكومة الائتلافية، عمر حكومة حماس 6 سنوات بغزة، كفى، كفى، كفى، باحتكار حمساوي، نحن ضد الاحتكار الحمساوي وإقصاء القوى الأخرى؛ وضد أيضاً احتكار السلطة الفلسطينية على يد فتح وإقصاء القوى الأخرى، العودة إلى الائتلاف الوطني الشامل بتطبيق اتفاق 4 أيار2011، وتطبيق اتفاقات وتفاهمات شباط 2013.
هذا هو الطريق للخلاص الوطني، أما دعوة إسماعيل هنية إلى حكومة وحدة وطنية شاملة دون إنهاء الانقسام، دون استقالة حكومة إسماعيل هنية، ثم تستقيل حكومة رامي الحمد لله والأخ أبو مازن يشكل حكومة توافق وطني من شخصيات مستقلة برئاسته؛ ويدعو إلى انتخابات مجلس وطني جديد لمنظمة التحرير داخل الأرض المحتلة وفي أقطار اللجوء والشتات بسقف زمني نتوافق عليه، بموجب قوانين التمثيل النسبي، لماذا التمثيل النسبي؟ لأننا لسنا دولة مستقلة على أراضيها، هناك أشكال متعددة من الانقسامات بقوانين انتخابات لا تشمل الجميع، القانون الوحيد الذي يشمل كل التيارات كل الاتجاهات كل الفصائل كل النقابات والاتحادات كل الشخصيات المستقلة؛ هي قوائم التمثيل النسبي، وعليه نعيد بناء الوحدة الوطنية باعتبارها الائتلاف الوطني الشامل بموجب حكومة توافق وطني من شخصيات مستقلة؛ تشرف على هذه العملية الانتخابية، وبلجنة انتخابات مركزية واحدة، الأراضي المحتلة دائرة انتخابية، وأقطار اللجوء والشتات دائرة انتخابية، وعند ذاك يكون بيدنا مؤسسات توحيدية ووحدوية ائتلافية تتشكل فيها وتتمثل كل الفصائل، وكل التيارات وكل الاتحادات والنقابات والشخصيات الوطنية، لأننا شعب صغير تحت الاحتلال وفي أقطار اللجوء والشتات نحتاج إلى الوحدة الوطنية، بنينا هذه المرحلة الوطنية 30 عاماً من كل الطبقات والتيارات والقوى والفصائل من 67 و68 إلى 96، عندما انفردت فتح بالسلطة السياسية كاملة بالأراضي المحتلة، وهذه السلطة أدارت ظهرها لأقطار اللجوء والشتات، وناضلنا من اجل تصحيح هذا الوضع وبنينا وضعاً تصحيحياً بآذار 2005 ثم بعدها ذكرت 4 مرات.
أدعو لمبادرة متكاملة تضع موضع التنفيذ الفعلي، أن تستقيل حكومة هنية وان تعلن حماس، كلام هنية يجب أن يوضع موضع التنفيذ الفعلي، أن تستقيل حكومة هنية وان تعلن حماس إنهاء الانقسام واستعدادها لحكومة التوافق الوطني التي اجمعنا عليها بحضور حماس والجهاد الإسلامي أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية والشخصيات المستقلة الأعضاء بالإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، وبالتالي عندئذ على عباس أن يتحرك بدعوة اللجنة القيادية العليا للإطار المؤقت لمنظمة التحرير، من اجل البت بحكومة التوافق الوطني وإصدار مرسوم بذلك، ومرسوم آخر كذلك بدعوة الشعب للانتخابات بموجب قوانين التمثيل النسبي الكامل، ومشاركة الجميع لكل مؤسسات السلطة التشريعية والتعددية ومؤسسات منظمة التحرير في الوطن والشتات.

س10: تحدثنا في الجزء الأول عن المفاوضات فلنفترض أن السلطة اليوم لجأت للتوقيع على ما جاء به كيري، ماذا ستكون ردة فعل الفصائل؟
ج10: اعتقد أن الأخ أبو مازن والإخوة في السلطة لن يذهبوا بهذا المذهب بالتوقيع على اتفاق إطار تَقدم به جون كيري لان هذا يعني بلغة واضحة كسر الإجماع الوطني، ترك الأبواب مفتوحة لغول الاستيطان، تكبيل منظمة التحرير بشروط عدم الذهاب للأمم المتحدة ووضع اسرائيل تحت طائلة العقوبات، ترك المفاوضات بدون مرجعية ورعاية دولية، مفتوحة على سنوات طويلة لا تنتهي، بينما اسرائيل تواصل تهويد القدس والاحتلال ونهب ارض الضفة الفلسطينية..، وبالتالي العودة إلى الصراعات الفلسطينية - الفلسطينية بأشكال متعددة، الرابح الوحيد والأكبر هو "إسرائيل"، والخاسر الدائم في كل هذا هو الشعب الفلسطيني، لذلك يجب أن تحترم إرادة الشعب الفلسطيني.

س11: على ماذا ستفتح الأمور؟
ج11: تفتح الأمور على سلسلة من الصراعات والانقسامات السياسية والتفكك والتفتت الذي يؤدي إلى عربدة "إسرائيل" أكثر فأكثر، عندئذ كل الرغبات الإسرائيلية التي أشرنا لها تأخذ مجراها إلى التطبيق.
أنا أثق أن الاستطلاعات التي جرت مؤخراً تبين ان هناك اغلبية بصفوف الشعب الفلسطيني تطالب بالانسحاب من هذه المفاوضات ورفض تفاهمات كيري، ورفض اتفاق الإطار، جُرب اتفاق إطار بأوسلو، الآن 21 سنة، وجُرب اتفاق إطار آخر بالعقبة بشكل مشترك من بوش الأبن وشارون وأبو مازن والملك عبد الله الثاني، وأيضاً انتهى إلى لا شيء وجُرب أتفاق إطار ثالث مرة أخرى بزمن اولمرت، ورابع خريطة للرباعية الدولية. ولم ينتهي إلى شيء والآن نحن أمام اتفاق إطار يترك الأمور مفتوحة للاحتلال والاستيطان... السياسة الصائبة هي السياسة التي اجمعنا عليها، لا مفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان، لا مفاوضات دون مرجعية ورعاية دولية.

س12: لنحسب الأسوأ في حال تم التوقيع على ما جاء به كيري وحمله من خطة، ماذا عن تداعيات هذا الموضوع؟
ج12: بهذا الميدان وهذه العملية ستستمر إلى 29 نيسان 2014 وتمديدها سنة إلى عام 2015..، وليس مطروحاً بالجولة القادمة لكيري توقيع، حتى الان كيري يقدم اتفاق الإطار مكتوباً ملموساً أسود على أبيض.

س13: حُكيّ أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى اتفاق مرحلي قبل انقضاء الشهور التسعة المخصصة للمفاوضات التي ترعاها وبالتالي البعض اعتبره انه يخالف الأسس التي انطلقت منها المفاوضات؟
ج13: أقول لكم بكل وضوح وشفافية، لن يقع أتفاق مرحلي، لن يقع أتفاق على دولة مؤقتة الحدود، لن يقع اتفاق على توسيع مناطق أ، ب بأجزاء من حيث السيطرة السياسية الاسرائيلية الاقتصادية والأمنية والعسكرية الكاملة على 60% من مساحة الضفة الفلسطينية، هذا لن يقع، المفاوضات ستستمر بإصرار من الإدارة الأميركية ومن عباس ومن نتنياهو إلى 29 نيسان 2014، لن يقع اتفاق مرحلي ولا اتفاق على دولة مؤقتة الحدود، نحن انتزعنا من الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة بينها 4 دول من أعضاء مجلس الأمن الدولي حقنا بدولة مستقلة على حدود 4 حزيران 67 عاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام 67 في 29 نوفمبر 2012، علينا أن نكمل هذه الخطوات ولذا أقول بـ 29 نيسان لن يكون هناك اتفاق شامل، تسوية شاملة. كما وعدت الإدارة الأميركية، فالأميركان سيقدمون اتفاق اطار، وهو يعني فتح باب المفاوضات سنوات عديدة، استمرار الاستيطان، هذا سيؤدي بالضرورة إلى أزمات طاحنة داخلية، من بينها انفجار، انفجار، انفجار، انتفاضة ثالثة جديدة.

س14: هذا ما كنت اريد الوصول إليه منك وأعرف منك ايضاً في حال لم يحصل، كنا نتحدث عن الوضع الداخلي الفلسطيني، والخلافات بين فتح وحماس، تحدثت عن رؤيتك في هذا الموضوع، ولكن في حال لم تتم هذه المصالحة رغم أن الرئيس في كلمته عشية عيد الميلاد تحدث وقال إن المصالحة آتية قريباً، على ماذا اعتمد في كلامه السيد محمود عباس، وهل يمكن أن لا تحصل، واذا لم تحصل ما هي التداعيات؟
ج14: اتمنى ذلك وأدعو إلى ذلك، وأدعو كل من الأخ أبو مازن ان يعلن الخطوات العملية التي يراها من أجل اسقاط الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية، كما أدعو حماس كما ذكرت أن تتخذ خطوات عملية خارج اطار الادعاء بالكلام والشعارات، وعليه أدعو حماس أن تتخذ الخطوات الملموسة التي دعونا لها، وأدعو الخ أبو مازن أن يعلن الخطوات الملموسة التي يعتقدها.

س15: سننتقل معك لموضوع الأسرى، اليوم اليمين الإسرائيلي بدأ يطلق مواقف تهدف إلى إثارة موضوع جوناثان بولارد الجاسوس الاسرائيلي في السجون الأميركية من أجل عرقلة إطلاق الدفعة الثالثة من الأسرى الفلسطينيين التي يفترض أن تطلق سراحهم "اسرائيل" بالقريب العاجل، كيف تعلق على هذا الموضوع؟
ج15: هذه الابتزازات لحكومة نتنياهو للإدارة الأميركية بشأن بولارد، حيث لا علاقة بين هذا وهذا، الذي حصل في تفاهمات كيري أن جدولة اطلاق سراح الأسرى الـ 104، والدفعة الثالثة إطلاق سراحهم يوم 29 من ديسمبر. و بـ 26 أسيراً وبالتالي لا علاقة لهذا بإطلاق سراح بولارد.

س16: ماذا يعني هذا الربط؟
ج16: هذا الربط بالنسبة لحكومة "اسرائيل" يعني أنها عربدة تضغط بها على الإدارة الأميركية لتأخذ وعداً بإمكانية اطلاق سراح بولارد دون الربط اليومي بين (29/12) وبين اطلاق سراح بولارد، وبذات الوقت أقول هذا ضغط مقابل على محمود عباس من أجل أن ينحني لأشكال متعددة من الضغوط الاسرائيلية للموافقة على اتفاق الاطار وتمديد المفاوضات الجارية سنة كاملة إلى عام 2015،، بينما محمود عباس قال إذا تأجل اطلاق سراح هؤلاء الـ 26 الدفعة الثالثة بـ 29 ديسمبر سينسحب من المفاوضات، وهذا يضع اعلانه موضع الامتحان من جديد، لذا أقول هذه الألاعيب والمناورات التكتيكية لحكومة نتنياهو يجب أن لا تمر على الأخ أبو مازن.

س17: سيد حواتمة، نتنياهو نفسه دعا إلى تمديد المفاوضات سنة أخرى، هل هي فعلاً مناورة.. هل هناك لدى "اسرائيل" نية للتوصل إلى اتفاق سلام، ماذا يعني هذا الطلب لنتنياهو؟
ج17: نتنياهو له سياسة محددة، يخطئ الكثيرين من العرب والفلسطينيين وفي العالم إذا اعتقدوا أن نتنياهو رجل سلام ويريد الوصول إلى سلام شامل ومتوازن يستند إلى قرارات الأمم المتحدة، ويستند إلى مرجعية دولية كما ذكرت، نتنياهو يلعب سلسلة من المناورات، له الأن سنوات في الحكم، الولاية الأولى 4 سنوات استكملها ولم يخطو خطوة واحدة، والآن له سنة جديدة، يعتقد أن بيده 3 سنوات يريد تمرير المفاوضات الثانية بين "الذئب والحمل" وبانفرادية بالرعاية الأميركية، بالمناسبة الرعاية الأميركية لم تحضر من 18 جولة، كل جولة من 3 إلى 5 ساعات سوى 4 جولات فقط بينما دعاها فريق المفاوض الفلسطيني إلى أن تحضر يومياً، وبكل جولة بغرفة المفاوضات، اقصد أن نتنياهو يريد جرّ الوضع بالزمن حتى يواصل استكمال تهويد القدس، يواصل زرع المستوطنين والمستوطنات حتى يفيضوا على مليون من البشر، عند ذاك لن يكون هناك موجوداً على الأرض وبالأمر الواقع أراضي متصلة للضفة الفلسطينية والقدس، لن يكون هناك امكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ولن يكون هناك امكانية لحل مشكلة القدس وحل مشكلة اللاجئين، وبتعبير آخر سيستمر الاستعمار الاسرائيلي الاستيطاني على مجموع الضفة الفلسطينية في اطار سياسة نتنياهو، بالنتيجة لديه مشروع آخر يخفيه، لا يطلقه حتى الآن، غزة تعود على اكتاف مصر وما تبقى من الضفة الفلسطينية يرمى على أكتاف الأردن.

س18: سأتحدث معك بداية عن مصر، هناك خلاف وتوتر بين حماس ومصر بعد اعتبار مصر لجماعة الإخوان جماعة ارهابية وادراجها كجماعة ارهابية بناء للمادة 96، 97، 98 من قانون العقوبات في مصر وكل من يتبع هذه الجماعة هو بنظرها ارهابي، ومصر قالت لحماس ستعاملون بالمثل، ودعتهم للانفصال عنهم أو ستعاملون بالمثل، واليوم في ظل هذا التوتر، ومعروف أن مصر هي الراعي للمصالحة بين فتح وحماس، ماذا عن الخواتيم، كيف سيؤثر هذا التوتر على موضوع المصالحة بين فتح وحماس؟
ج18: اقول بلغة واضحة مباشرة وشفافة نحن في الجبهة الديمقراطية ومعنا الكثيرين من القوى الديمقراطية والوطنية الفلسطينية دعونا حماس مراراً وتكراراً سنة بعد سنة وشهر بعد شهر، ودعوناهم من جديد قبل وبعد رحيل حكم الإخوان بمصر وأثناء حكم الإخوان إلى أن يقدموا حماس بأنها جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني، جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية وليس فقط جزءاً من حركة الإخوان المسلمين وبالتالي ارتباطها الأساس بالحركة الوطنية الفلسطينية وليس بالدولية الإخوانية، من جديد وقبل أيام وأسابيع دعونا بالجبهة الديمقراطية ولجانبنا قوى وطنية فلسطينية قيادة حماس في غزة ان تعلن ذلك على قاعدة برامج الاجماع الوطني التي وقعنا جميعاً عليها واخرها برنامج 4 أيار 2011 وتفاهمات شباط 2013، برنامج القواسم المشتركة المرجعية الوطنية للجميع احتراماً والتزاماً..، لكن مع الأسف لم يتم هذا...

س19: ولكنه تم الإعلان أن لا علاقة تنظيمية معهم ولكن ربما فقط بالامتداد الفكري هل هذا الموقف يكفي اليوم؟
ج19: سمعت خبراً قبل قليل لم أتأكد منه أن حركة حماس تفتخر وتعتز أنها جزء لا يتجزأ من جماعة الإخوان المسلمين (المحاور يقاطع: الخبر صحيح)، اذاً هذا يعني بلغة واضحة الدخول بصراع لا علاقة للشعب الفلسطيني به، الدخول بصراع لا علاقة لقوى التحرر الوطني الفلسطينية به، ولا علاقة لقوى المقاومة الفلسطينية به، صراع يقوم على قاعدة دينية تتبناها حماس وولاء للدولية الإخوانية والاعتزاز والفخر بفكر الدولية الإخوانية، هذا يعني مرة أخرى، نحن لدينا احتلال اسرائيلي، استعمار استيطاني اسرائيلي، بينما العلاقة بين الحركة الوطنية الفلسطينية ومصر وأي دولة عربية هي علاقة بين حركة الشعب الفلسطيني الوطنية وكل دولة عربية.

س20: هذا سيؤثر على المصالحة الوطنية الفلسطينية؟
ج20: بالتأكيد سيؤثر عليها.

س21: باعتبارك معنا من الأردن، اريد أن انهي هذه الحلقة مع سؤال، كتب أحد الكتاب بإحدى الصحف العربية، الأخطر في كل هذا المسلسل الذي بدأ إشعاعه السام منذ توقيع معادة كامب ديفيد مروراً باتفاقيات اوسلو، وانتهاءً باتفاقيات وادي عربة، بعد كل هذا هناك توريط الأردن الرسمي بأخر حلقة من حلقات التصفية للقضية الفلسطينية، اذا امكن ان تعلق على هذا الكلام وماذا عن غور الأردن؟ سيما وان معاهدة وادي عربة تتيح له القيام بواجباته تجاه المقدسات؟
ج21: اقول بلغة واضحة ومباشرة الأردن كرر الإعلان وآخره على لسان وزير خارجية الأردن الأخ ناصر جودة في رام الله بعد اللقاء مع الأخ أو مازن والمشاركة باحتفالات عيد الميلاد بيت لحم، اعلن الوزير أنه يتبنى المواقف الفلسطينية تبنياً كاملاً وأن الأردن برئاسة الملك عبد الله الثاني يتبنى بشكل كامل الحقوق الوطنية الفلسطينية وما يقرره الشعب الفلسطيني وأعلن ايضاً ان هناك قضايا متداخلة مشتركة بين الأردن وفلسطين، اقصد قضايا القدس، واللاجئين، والحدود.

س22: ولكن هل من توريط للأردن فعلاً بآخر حلقة من حلقات التصفية للقضية الفلسطينية وبالتالي هل عام 2014 كما يتحدث الكثيرون سيكون عام تصفية القضية الفلسطينية بعد تناسيها؟
ج22: قلت وأقول الخلاص من كل المشاريع التوريطية الإسرائيلية التوسعية الاستيطانية لمصر والأردن ولسوريا ولبنان، الخلاص الكامل من هذه المشاريع الإسرائيلية وكل أشكال العدوان الإسرائيلية يكون بموقف لكل من هذه البلدان وجميع البلدان العربية، وبلدان الشرق الأوسط، موقف يقول بلغة واضحة نحن مع حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والدولة المستقلة على حدود 4 حزيران عاصمتها القدس الشرقية ومع حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وان يتمسكوا بذلك.
س23: أود منك ختاماً، علمنا أنك كنت مؤخراً في كوبا، ناقشت الكثير من القضايا ونحن هنا نحتفل بذكرى الثورة الكوبية، حدثنا اليوم عن دور كوبا، هل ما زال دعم كوبا للقضية الفلسطينية مجرد عمل سياسي دعم مواقف أم هناك دعم على كافة الصعد؟
ج23: كنت بجولة إلى عدد من بلدان أميركا اللاتينية وختمتها بكوبا وهذه التطورات الجارية بأمريكا اللاتينية وآخرها الانتخابات المحلية التي جرت في فنزويلا بفوز الحزب الاشتراكي الموحد وفوز ميشيل باشيليه وريثة الشهيد الرئيس الاشتراكي اللندي برئاسة تشيلي، هذه تحولات جميعها لصالح القضية الفلسطينية وقوى التحرر الوطني بالعالم ولمصالح الشعوب العربية جميعاً بقضايا الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي والعربي - الإسرائيلي، بكوبا: كوبا قدمت الكثير للدول العربية وقدمت الكثير للشأن الفلسطيني، الدعم الكوبي لم يكن فقط دعماً سياسياً ومعنوياً وأخلاقياً وهذا دعم هام، بل قدمت تأهيل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، أبناء الشهداء والأرامل واليتامى بالمعاهد الجامعية الكوبية، وأيضاً؛ المعاهد التأهيلية في فنون المقاومة ضد المحتلين ولا زالت كوبا بمواقفها الثابتة وكذلك التحولات الجارية في القارة اللاتينية (600 مليون) نحو التقدم والتحرر والديمقراطية.
ختام: السيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نشكرك جزيل الشكر على مشاركتنا في هذه الحلقة في حوار الساعة.