سجّل للتاريخ- لأن النفط سيزوّره -


لمى محمد
الحوار المتمدن - العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 21:11
المحور: الادب والفن     

قلتَ لي:
من يعدّ نجوم الليل ينام..
والنجوم تمائمٌ وطن مسروق..
كلّما كبّرتِ الرقمَ كسرتِ اللعنة..

النجمات لا تعرف لوناً أو عرقاً..
لا تحتكر الدين بحد السيف ..
لا تميز بين الجاه و بين ملايين الشبهات..
ذاتها تلمعُ فوق "السين"..
فوق "الهادي"..
و على سطح "الفرات"..

أطلّ صباح جديد و لم أنتهِ..
نسيتُ كم لوّنتُ من النجمات..
ما أطولها من لعنة!!
أصباحي خيرٌ يا وطني..
أم أنّه قد كُتِبَ علينا عدُّ نجوم ( الظهر)!
***************

سجّلْ للتاريخ، لأن الجاه سيزوّره:

تحدثني صديقة أمريكية عن رأيها في أحد الأشخاص، فتقول:
- لا يقبل أن يقول له أحدٌ أنت مخطئ.. هو يعتقد أنه على صواب دوماً.. و هذه خصلة عربية معروفة.. يأتون إلى بلادٍ علمانية ليحصلوا على حياة كريمة، ثم يسبون تقاليدها و ناسها.. و يكفرون دياناتها الأخرى.. هم لا يستطيعون العيش من دون عداوة لأحد.. يجب أن يتغتابوا أحداً مع أنهم يتزلفوّن أنّ الغيبة من الكبائر!

يحدثني أحد الأصدقاء العرب عن نفس الشخص ، فيقول:
-هو يعتقد أنه على صواب دوماً.. خصلة من الشرق الأوسط العربي كما تعرفين.. نزاعات منطقتهم انتقلت إليهم.. تسكن داخلهم، كلّ منهم ينعكس موقف حكومته على أفعاله.. منهم من يترجم كونه على صواب بمقاومة.. و منهم من يحوّله إلى تطبيع!!

و يحدثني صديق من بلاد الشام عن ذات الشخص:
- هذا " السوري" كما كلّ السوريين يعتقد أنه دائماً محق.. تدمرت بلادهم و كلّ منهم لا يزال يعتقد أنه يحمل الحقيقة المطلقة و أن رأيه صواب.. بينما آراء المختلفين عنه ( تشبيح) ثوريّ أو نظاميّ.. لا فرق فعلاً.. لا فرق، فكلا المعتوهيَن سببٌ في زوال البلاد!
*****************

سجّلْ للتاريخ، لأن النفط سيزوّره:

يحلل السفلة اليوم التجارة بالنساء.. تحت اسم ملكات الأيمان.. سرطانهم يستشري في جسد الأوطان لأنه مازال حيّاً هناك في بقعة أرضيّة يحكمها الاقتصاد العالميّ باسم الدين..
المعاتيه يطلبون منا غض البصر عن تصرفات الجهلة، بذريعة الأنظمة الاستبدادية!!
نريد تعريّةً للصورة الحقيقية اليوم:
من هي أطراف النزاع في " سوريا" و " مصر" اليوم؟! و أين تقف اللحى ( المتخصينة) منه؟!
ما هو الحلّ في رأيك؟!
عندما تقف مع عقلك و تجيب على هذه الأسئلة، أكملها و كن (....) و نادي بغض البصر عن سبيّ نساء بلادك، و إنهاء جيشها...
الحل يبدأ من مراجعة الملف " العراقي"..
ذاق العراقيون الويل من جراء الإرهاب تحت اسم الدين، غالبيتهم تدرك تماماً أن ما حدث في بلادهم كان مخططاً مدروساً من قبل الدول ( العظمى) و أن تدمير جيش بلادهم كان بداية العدّ في تدمير كثير من جيوش المنطقة المحيطة بالجيش الذي( لا يقهر)...
الرهان لم يكن على تحويل دول محوريّة إلى دول ديمقراطية، و لا هو على تحويلها إلى إمارات( إسلامية)..
الرهان كان و مازال على تحويل بلدان في موقع استراتيجي مهم إلى قبائل متناحرة تحت اسم الدين...
هذا ما لن يتحقق أبداً مهما استشرى الطاعون في أقلام المزوّرين، ستبقى الأوطان التي صدرت الحضارة للعالم قوية بأولادها بغض النظر عن أية صفات ( إمبريالية ) أخرى.
************

و أسجل للعام الجديد:

نحن في زمن لا يصلح للأعياد، و لا حتى لجنائز بجثثٍ كاملة..
نحن في زمن الصراعات الكبيرة.. النزاعات المتوحشة، و العقول الصغيرة.. أما الحرب الأساس التي خلقت جلّ المأساة بدأت عندما رضخنا لأكاذيب التاريخ..العادات و التقاليد، فأصبح الاعتراض جريمة و استخدام العقل ارتداد...

ستستمر الحياة من حولنا بصخبها و أنينها.. و إذا ما أردنا تغييراً فلنغيّر في أنفسنا أولاً..
نتذكر الوجوه.. ماذا رأينا من الوجوه؟! و كم شاهدنا من أقنعة!
نتحدث عن الطيبين:
الطيبون أناسٌ لا يجب أن نخذلهم.. هؤلاء من يستحقون التضحية.

أؤمن تماماً أننا نحقق جميع أحلامنا و الرهان هو على تحقيقها قبل أن يفوت الأوان.. لذلك يجب دوماً أن نسبقها كيما نقنعها أنها ستنتهي في أحضاننا...

نكبر عاماً.. و عام بلا وطن يُضرَبُ بعشرة.. و يَضرِبُ العشرين..
لنحلم بعامٍ أفضل.. كل عام و نحن على قيد الحلم...

يتبع...