الشيوعية والوعي البدائي والساذج للجماهير


عواد احمد صالح
الحوار المتمدن - العدد: 4276 - 2013 / 11 / 15 - 00:07
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف     

لاخير في اي جزب ماركسي او شيوعي ان لم يكن مبدئيا ورديكاليا.. منسجما مع مبادئه وتصوراته ومواقفه نابعة بشكل واضح وصريح من عقيدته السياسية ...مااكثر الشيوعيات المنحطة في عالم اليوم الذي يشهد اعتى الحروب والصراعات الرجعية الشرسة ذات الطابع الطائفي الديني العرقي المذهبي العشائري والمناطقي ..الخ تلك الشيوعيات المشوهة وتحت ذرائع معينة منها مراعاة الشعور الجمعي للبسطاء والسذج من الناس او بهدف مجاملة واسترضاء مؤسسات او حزاب دينية او مذهبية معينة تبني مواقفها على حساب موقف مفترض يجب ان يكون مبدئيا يجب ان يكون مختلفا عن السائد والمألوف مهما تدنى مستوى الوعي الحضاري والعقلي للجماهير الذي لم يسبق ان تدنى مثلما هو اليوم في جميع الحقب التاريخية المنصرمة ...
ولا بد ايضا ان يكون الموقف الماركسي او الشيوعي نابعا من من حاجات العصر الرأسمالي الراهن وتحدياته .. حيث نشهد بدفع وتأليب من الانظمة الرأسمالية المأزومة اعادة انتاج الظاهرة الدينية – الطائفية بهذه الصورة المهولة بعد اقصاء وافشال الايديولوجيات الاخرى ، اليسارية ، القومية ، ونصف الليبرالية وربع العلمانية التي سادت خلال مرحلة التحرر الوطني من الاستعمار القديم وتحقق من خلالها استقلال الدول تحت نموذج القومية او الوطنية او (القومية التقدمية ) .
عدم الانصياع الى وعي الجماهير الساذج والبدائي يفترض طرح البدائل الثورية : القومية والطائفية عار على الانسانية انهما اهم اسباب تقسيم البشر وخلق الصراعات بينهم وجعلهم يمسكون بخناق بعضهم البعض . عدم الانصياع للافكار والقيم والممارسات البدائية التي تمتهن الانسان وتنزله الى مرتبة الحيوان حيث يمارس تدمير الذات ومختلف الممارسات المازوخية الشاذة وغير السوية .
ترويج الافكار والثقافة العقلانية وثقافة الحرية والمساواة مهمة تاريخية مطروحة على الماركسيين والثوريين بدلا من مجاملة الوعي الساذج والبدائي الموروث للجماهير تحت مختلف الحجج والذرائع .(( الثورة الشيوعية هي القطيعة الأشد راديكالية مع النظام التقليدي للملكية فلا عجب إذن إن هي قطعت، في مجرى تطورها، وبأكثر الطرق حسما مع الأفكار التقليدية.))....(المتوارثة) [ البيان الشيوعي –ماركس/ انجلز]
من البدائل الثورية الاخرى لشكل الدولة الطائفية- الدينية المذهبية – القومية الراهن الدعوة الى قيام دولة علمانية غير قومية تقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم ومساواة المراة مع الرجل في جميع الحقوق ... والغاء الفصل القومي بين البشر على اساس الانتماء القومي او العرقي تحت بند المواطنة والانسانية .
هذه المباديء والاسس تستلزم التكرار واعادة الطرح لملايين المرات ، كما تستلزم نضالا سياسيا حازما ودؤوبا لايعرف المساومة او المجاملة . حتى تصل الى العقل الباطن للجماهير المخدوعة .
ما هو البديل الثوري والانساني والمساواتي والعقلاني الذي تقدمه مختلف اشكال الشيوعيات المنحطة اذا كانت تجامل الوعي الساذج ومختلف اشكال الانظمة البرجوازية الطائفية واحزابها .. بماذا تختلف عن تلك الاحزاب وما الذي يميزها ، وهل هي شيوعية او مسخ كاركاتيري للشيوعية .؟؟؟
ليتعلم العمال والشباب الثوري والنساء ان النفاق السياسي لن يصل بقضية الشيوعية الى أي مكان ولن يقدمها الى الامام خطوة واحدة بل العكس سيجعلها موضع سخرية واستهجان التيارات الدينية والطائفية .ويبقيها في هامش المجتمع بعديدة عن الفعل والتأثير الثوريين .
ان مختلف اشكال الايديولوجيا البرجوازية السائدة الدينية والقومية تبحث دائما عن شيوعيين مدجنين صامتين منزوعي المخالب ديمقراطيين يقتربون رويدا رويدا من الفكر الرجعي ولا يهددون سلطة ومصالح الطبقة البرجوازية ، يلعبون دور العجلة الخامسة في عربة النظام البرجوازي ويضفون مختلف اشكال المديح والمقبولية والشرعية على بقاء واستمرار الوعي الساذج والبدائي المتوارث للجماهير ذلك الوعي الكفيل بابقاء الجماهير ترسف قرونا اخرى في ظلمات الجهل والتخلف حيث تبقى مشروعا ابديا للعبودية والاستغلال الطبقي .
14/11