على هامش الموقف الايجابي المتضمن في خطاب الأخ اسماعيل هنية


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 17:44
المحور: القضية الفلسطينية     

بكل موضوعية أقول : لا بد من تداعي كافة الفصائل الوطنية لحوار جدي وقراءة موضوعية لموقف الاخوة في حركة حماس من المصالحة كما قدمها الأخ اسماعيل هنية ، بالرغم من تحفظنا على اتفاقات مكة والقاهرة ، وبهدف البناء على المنطلقات الايجابية لانهاء هذه الحالة الانقسامية التي باتت عقبة كأداء تحول دون تحقيق أي من أهداف شعبنا التحررية او الديمقراطية .
ففي ظل استمرار الانقسام والصراع بين الأخوة الأعداء ، تتواصل الممارسات العدوانية العنصرية للكيان الصهيوني ، والسؤال هو: ما هي تلك الغنيمة الهائلة التي يتنازع قطبي الصراع المتصادمين عليها؟ لا شيء سوى مزيد من التفكك والانهيارات والهزائم .. فالحرب بين الفلسطيني والفلسطيني لن تحقق نصرا لأي منهما ، وإنما هزيمة جديدة لمن يزعم انه انتصر ، يؤكد على هذا الاستنتاج الواقع الراهن الذي يعيشه أبناء شعبنا في الوطن والشتات .
أتوجه من هنا من قطاعِ غزةَ ..سفينة نوحٍ الفلسطينية الى كل أبناءِ شعبِنا وقواه السياسية والمجتمعية في كل مدن ومخيمات الضفة والقطاع وكل مخيمات المنافي واللجوء ان يتوقفوا عن صمتهم وأن يبادروا إلى ممارسة الضغط الشعبي الجماهيري عبر الاعتصامات والمظاهرات بشعارٍ موحدٍ هو "انهاءُ الانقسامِ" والعودة الى الاحتكام للشعب والانتخابات الديمقراطية من اجل تكريس الوحدة الوطنية التعددية أساسا وحيدا لصمود شعبنا والارتقاء بنضاله السياسي والكفاحي من اجل اهدافه وثوابته الوطنية في التحرر والعودة وتقرير المصير، اذ لا معنىً ولا قيمةً أو مصداقية لأي نضال وطني سياسي أو كفاحي في ظل الانقسام والصراع على السلطة والمصالح الفئوية بين حركتي فتح وحماس ، أيضا لا معنى او مصداقية أو امكانية لتحقيق أي هدفٍ وطني فلسطيني دون الخلاص من هذه الحالة الانقسامية التي كرست عوامل القلقِ والاحباطِ واليأس في صفوف أبناءِ شعبنا في كل أماكن تواجدِه مع تزايد عدوانية العدو الصهيوني ، حيث يعيش شعبنا الفلسطيني اليوم في مواجهة خارطة سياسية جديدة، محكومة في مساحة كبيرة منها، بالمصالح الفئوية ، إلى جانب الصراع و المنافسة غير المبدئية بين القطبين فتح وحماس–حتى لو تم توقيع المصالحة بينهما- وفي مثل هذه الظروف ، فإن من واجب فصائل وأحزاب اليسار أن تنتقل من حالة الركود الراهنة إلى حالة التفاعل الذي يحقق قدرتها على الاستجابة والتحدي للمأزق السياسي والمجتمعي الراهن، وأن تتعاطى مع ما يجري من على أرضية المصالح والأهداف الوطنية والديمقراطية المطلبيه ، ارتباطاً وثيقاً بالرؤية القومية للصراع مع العدو الصهيوني باعتباره صراع عربي إسرائيلي، جنباً إلى جنب مع تفعيل دورها في المقاومة المسلحة والشعبية ، في المكان المناسب والزمان المناسب ، بما يوفر لها امكانيات كسر الاستقطاب الثنائي لحركتي فتح وحماس ، والانطلاق إلى رحاب الجماهير الشعبية والتوسع في صفوفها لكي يستعيد شعبنا من جديد،فعالياته النضالية وأفكاره وقيمه الوطنية والديمقراطية والاجتماعية التوحيدية، ويطرد قيم الانتهازية والتخاذل والواقعية المستسلمة وشروطه المذلة عبر مفاوضات عبثية لن تحقق سوى المزيد من التفكك وانسداد الآفاق.