فيلم - عُمر - ... قصة حب فلسطينية يحول من اكتمالها الاحتلال !


محمد جرادات
الحوار المتمدن - العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 21:19
المحور: الادب والفن     

أُسدل الستار مؤخراً عن الفيلم الفلسطيني " عُمر" للمخرج الفلسطيني ـ الهولندي هاني أبو أسعد الذي سُجِل اسمه في قائمة كبار مخرجي السينما العالمية بعد أن تميزت أفلامه الروائية بموضوعاتها الفلسطينية، ويعد " عمر " الفيلم الروائي الخامس لأبي أسعد بعد فيلمه الشهير " الجنة الآن " الذي أخرجه عام 2005 وقد حصل على جائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم أجنبي في عام 2006. وجائزة أوسكار, و جائزة العجل الذهبي في هولندا كأفضل فيلم هولندي.
ويتابع أبو أسعد في فيلمه "عمر" حصد الجوائز في مهرجانات السينما العالمية، إذ فاز بجائزة النقاد في مهرجان "كان" الفرنسي الدولي لعام 2013 وذلك في مسابقة "نظرة ما" لمستواه الفني وأداء ممثليه العفوي الذي أعطى بعداً واقعياً لقصة الفيلم.
فيلم " عمر " يعد الفيلم الأول من نوعه، لا لأنه حصل على جائزة " كان" السينمائية فقط بل لأنه فلسطيني الهوية والتمويل وطاقم عمله فلسطيني متكامل من الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48 بعد أن كانت الأعمال السينمائية الفلسطينية معتمدة بشكل أساسي على التمويل والإنتاج الأوروبي. وشارك في بطولة الفيلم كل من: آدم بكري بدور " عٌمر " ليم لوباني بدور " نادية " وليد زعيتر بدور " المحقق الإسرائيلي " إياد حوراني بدور " طارق " سامر بشارات بدور " أمجد " حيث قام إيهاب عسل بتصويره، فيما قام بتوليفه إياس سلمان، وهندسة ديكور نائل كنج.
هذا وقام مخرج الفيلم وأبطاله في شهر أيلول الجاري بجولة عروض في دور السينما الفلسطينية في مدن رام الله والناصرة ونابلس وجنين. يذكر أن اهتمام الصحافة العالمية الموجودة في مهرجان كان بموضوع الفيلم وتقنياته العالية جعل تكهنات النقادِ تذهب إلى احتمال فوزه بإحدى الجوائز التي أعلن عنها في 26 مايو/أيار الماضي.
وقد تم تصوير مشاهد فيلم "عــُــــمر" في الناصرة ونابلس، وتدور قصته حول عامل مخبز يُدعى عمر، تفادى رصاص القنص الإسرائيلي يوميا، وعبر الجدار الفاصل، للقاء حبيبته نادية أخت صديقه طارق الذي تربطه به وبأمجد علاقة متينة، بيد أن الأمور تنقلب حينما يقرر الأصدقاء الثلاثة تنفيذ عملية إطلاق نار على معسكر لجنود الاحتلال مما يؤدي لمقتل جندي إسرائيلي ليكتشفوا فيما بعد أن الاحتلال على علم بخليتهم، ويُعتقل عمر العاشق المناضل من أجل الحرية خلال عملية مطاردة مع جنود الاحتلال، تؤدي به إلى الاستجواب والقمع. ويعرض الجانب الإسرائيلي على عمر العمل معه مقابل حريته، فيبقى البطل ممزَّقاً بين الحياة والرجولة يطلق المحقق الإسرائيلي سراح عمر شريطة أن يسلمه طارق الذي تتهمه سلطات الاحتلال بقتل الجندي ويظن عمر أنه قادر على خداع الاحتلال وحماية صديقه،وبحذر يذهب لطارق ويخبره عن الاتفاق الذي عقده مع المحقق الإسرائيلي، وهنا تصبح الهواجس والشكوك تحوم حول وجود عميل للاحتلال بين الأصدقاء الثلاثة، يكون عمر محل شكوك أصدقائه وحبيبته نظراً لخروجه المبكر من السجن، ويقترح طارق على صديقيه تنفيذ كمين لجنود الاحتلال من خلال عمر لكي يثبت براءته إلا أن هذا الكمين يكتشف أمره، وتتصاعد الأحداث في الفيلم وتتشابك إلى أن يكتشف عمر أن الخائن هو صديقه أمجد والذي بدوره يحاول إبعاد نادية عنه طمعاً في الزواج منها وهنا يخبر أمجد عمر بأن ناديا على علاقة معه وتحمل في أحشائها جنيناً منه، وينتهي الفيلم باستشهاد طارق وزواج أمجد من نادية واكتشاف عمر لكذب أمجد حين أدرك بعد لقاء نادية أنها لم تكن تقيم أي علاقة مع أمجد فيقرر عمر الانتقام من أمجد والمحقق لما سبباه من قتل لصديقه وأخو حبيبته طارق وخسارة حب عمره نادية وهنا ينتهي الفيلم بقتل عمر للمحقق. ليرسل المخرج من خلال هذه النهاية أن السبب في كل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من مآسي وويلات ومشاكل متعددة هو الاحتلال وأعوانه الفلسطينيين، ولا خلاص للإنسان الفلسطيني إلا برحيل الاحتلال وأعوانه .