الموقف الثوري المطلوب من فصائل واحزاب اليسار العربي تجاه قوى اليمين الليبرالي والاسلام السياسي..


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4181 - 2013 / 8 / 11 - 14:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي     


إن تراكم المخاطر الناجمة عن الصراعات واحتدام التناقضات الداخلية ، إلى جانب المخاطر الناجمة عن خضوع وارتهان معظم النظام العربي الرسمي للمشاريع الامبريالية الصهيونية في بلادنا ، تفرض تفعيل وتطوير كل عناصر ومقومات النهوض بفصائل واحزاب اليسار من أجل استعادة دورها المتميز ، كبديل ديمقراطي لكل من منهج وقيادة اليمين الوطني واليمين الديني .
وفي هذا السياق نؤكد على أن العقل الثوري التغييري الذي تحمله قوى اليسار لن يتراجع بسبب قوة وانتشار تيار الإسلام السياسي في المرحلة الراهنة بما يمثله من رؤى سياسية ومجتمعية يمينية ، أو بسبب الهيمنة الطبقية الرأسمالية الرثة والتابعة لأنظمة الاستبداد والتخلف والاستسلام ومعها العديد من القوى الذيلية اليائسة أو المشككة أو الانتهازية أو الهروبية، بل سيستمر على شكل قوة موضوعية تكمن في صميم قوة وتبلور الهوية الفكرية الماركسية ومنهجها المادي الجدلي في عمق وعي هذه الاحزاب والفصائل، وكل إمكانيات النهوض فيها في موازاة صلابة الموقف الذي تحمله من أجل التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية بآفاقها الاشتراكية بعيدا عن سفينة الأصوليين المحكومة بقواعد التعصب والتخلف الاجتماعي ، وبعيدا عن سفينة ركاب السلطة المحكومة برياح التبعية والتسوية مع التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي.
فالتغيير الثوري بالنسبة لقوى اليسار العربي هو مبرر وجودها وهو أيضاً قمة النضال السياسي الديمقراطي والكفاحي في تلاحمهما معاً، إذ انه خلال مسيرة النضال، تترابط وتتوحد القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية على أرضية صلابة الانتماء الوطني والانحياز الطبقي الصريح والصادق للعمال والفلاحين وكل الكادحين والفقراء، كشرط أساسي لتوحد وتعاظم دور اليسار العربي الثوري في القضايا التحررية والمطلبية الديمقراطية ، الوطنية والقومية والأممية، وذلك انطلاقاً من الإدراك بأن الثورة لا تنضج بمقدماتها فحسب، بل تكتمل بتوفير العناصر الموضوعية للوضع الثوري والعامل الذاتي، وهي أيضاً لا يمكن أن تندلع –بالصدفة أو بحفنة من المناضلين المعزولين عن الشعب، بل بالحزب المؤهل، الذي يتقدم صفوف الجماهير الشعبية الفقيرة، واعياً لمصالحها وتطلعاتها وحاملاً للإجابة على أسئلتها، ومستعداً للتضحية من أجل هذه الجماهير، واثقاً كل الثقة من الانتصار في مسيرته المظفرة.