رسالة حميد تقوائي بمناسبة الاول من ايار


حميد تقوائي
الحوار المتمدن - العدد: 1190 - 2005 / 5 / 7 - 11:23
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار     

رسالة حميد تقوائي بمناسبة الاول من ايار
الاول من ايار
هو يوم الاشتراكية والانسانية والتمدن

الاول من ايار هو وثيقة ادانة عمال العالم للنظام الراسمالي. اليوم في عصر اطلاق العنان لراسمالية السوق الحرة، تشاهد عدوانية وهجوم الرسمالية على حرية وخير وكرامة البشرية في كل بلد من بلدان العالم بشكل حاد لا مثيل له. ان البرجوازية العالمية تهاجم في كل مكان وبشكل سافر وغير مبطن اي شيء عليه سيماء الحرية والانسانية وبغير الربح والربح الاكبر فانها لا تأبه بأي قيم ومعايير. استقطاعات في ضمان البطالة، في الخدمات الصحية، في التربية وغير ذلك من الخدمات الاجتماعية، تجميد وحتى تخفيص الاجور والضمانات، زيادة ساعات العمل ، التقليل المكثف لعدد العمال العاملين، تحديد نشاط نقابات العمال والمنظمات العمالية المستقلة، الغاء مكتسبات العمال الحقوقية والاقتصادية: كل ذلك يعد جزءاً من السياسات التي يأمر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الحكومات البرجوازية بتطبيقها بذريعة التقشف الاقتصادي و "شد الاحزمة على البطون". ان نتيجة هذه السياسات الممارسة ضد العمال والاغلبية الكادحة في كل دول العالم لا تعني اكثر من رفع مستويات الفقر والحرمان وانعدام الحقوق . دفعت سياسة التقشف الاقتصادي هذه ليس الطبقة العاملة فحسب بل وحتى اغلبية سكان العالم – اناس محترمون لا مصلحة لهم في تشديد حدة الاستغلال – ودفعتهم الى هاوية انعدام المأوى والبطالة والفقر والجوع.

وعلى الساحة السياسية، فأن الرأسمالية في عصرنا هذا قد ارجعت العالم القهقرى قروناً الى الوراء. نشط الدين والعرقية واصبحت بمثابة تيارات سياسية رئيسيّة في معسكرالبرجوازية العالمية. في اكثرية أجزاء العالم، أصبح المجتمع متحفاً للأديان، والقوميات، والمجاميع العرقيّة، والأجناس، والقبائل. حتى في المجتمعات الغربية، فأن المجتمع المدني، والمواطن، وحقوق المواطنة المستقلة عن الجنس والدين والعرق، اصبحت مهمشة ومنكرة. لقد استعيض عنها بمفهوم "النسبية الثقافية" وتفتيت البشر على اسس الدين والعرق والروابط القومية. ان انكار الهوية الانسانية والحقوق الانسانية العالمية هي الركيزة والسياسة الشائعة التي يستند اليها كل المعسكر البرجوازي العالمي من تنظيم القاعدة والاسلام المعارض – والموالي للغرب الى البرجوازية الحاكمة من الثاتشرية والريغانية ومذهب المحافظين الجدد في الغرب. هذه العودة الى القرون الوسطى قد حولت العالم الى ميداناً للحروب والجرائم والقتل بين ارهاب الدولة المليشياتي من جانب وارهاب الاسلام السياسي ولوردات الحروب العرقية - الدينية من الجانب الآخر. هذا العالم الملئ بالرعب والممزق بالحروب وغير الآمن والمليء بالفقر هو هدية النظام العالمي الجديد ورأسمالية السوق الحرة الى البشرية.

ياعمال كل الدول!

فقط بامكاننا نحن العمال انهاء هذه البربرية. ان حياة حكام هذا العالم المتراجع في ايدينا نحن العمال. ان راية التمدن والانسانية في ايدينا. ان بديلنا، الاشتراكية، وهي السبيل الوحيد للخلاص من الرأسمالية قد اصبحت ضرورية، ملحة، وعاجلة. قبل 150 سنة قال ماركس: "ليس هناك غير بديلين امام البشرية؛ الاشتراكية او البربرية الرأسمالية"، اليوم العالم يشهد صحة هذه المقولة تحت ارهاب النظام العالمي الجديد الفاسد الذي طوق عالم اليوم. اليوم، كل معارض لهذا النظام الارهابي الجديد، كل مدافع عن الحرية والانسانية، كل علماني، كل مدافع عن المدنية، وكل مدافع عن الحقوق المتساوية لكل المواطنين، سيكون مع صف العمال ومع الحركة الاشتراكية للعمال.
ايار هذا العام هو احتفال كل العمال واحتفال كل محبي الحرية واحتفال كل المتمدنين وانسانيي العالم. لنخرج في كل بلدان العالم وراية ماركس والاشتراكية في أيدينا لنكرم المدنية والانسانية.

يا عمال ايران!

الجمهورية الاسلامية في ايران هي رمز العداء للانسانية و بربرية راسمال عصرنا. لمدة ستة وعشرون سنة والعمال وغالبية الجماهير في ايران يعيشون تحت رحمة اشد الدكتاتوريات قسوة وهمجية في العالم المعاصر، يعانون من الفقر والتمييز وانعدام الحقوق واللامساواة. ان تجربة العقدين الاخيرين من حياة المجتمع الايراني قد كانت تجربة مستمرة من الاضرابات والنضال والمواجهات بين العمال والنساء والشباب وفئات اخرى واسعة من المجتمع المنتظرة نهاية هذا النظام على نطاق واسع. نضالات تبدأ من مطالب "زيادة الاجور" الى "حق التنظيم والاضراب" ومن الغاء "التميز الجنسي" الى " الخبز والحرية للجميع" الى " يجب الغاء التمييز - آن اوان نهوض الاشتراكية". في ايار هذا العام اخرجوا الى الشوارع مع شعاراتكم مثل " فلتسقط الراسمالية" و "الحرية والمساواة" و مع المطالب من قبيل زيادة الاجور و حق الاضراب والتنظيم - دعوا الرأسمالية البربرية تسمعكم في كل من ايران والعالم.

يا نساء و شباب واحرار ايران

عيد العمال هو عيد الجميع. الاول من ايار هو يوم الحرية والمساواة. يوم كل متحدي قوانين سلطة القساس والتمييز الجنسي والضرب بالسياط والتعذيب والرجم. انه يوم معارضي النظام الارهابي العالمي المعاصر. كل من يعتقد ان نظام تقسيم البشر الى مجموعات على اساس الجنس، الدين، القومية، القرابة، يحقر كرامة البشر ويطالب بحياة مرفهة وحرة و متساوية. أوقفوا العمل في هذا اليوم وشاركوا احتفال العمال العالمي.

عاش تضامن العمال العالمي
عاشت المدنية والانسانية
عاشت الاشتراكية

حميد تقوائي

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني

25 نيسان 2005