من وحي الثورة الشعبية في مصر العربية ... القوى اليسارية الثورية هي القوى الوحيدة المؤهلة لقيادة هذه المرحلة ومستقبلها


غازي الصوراني
الحوار المتمدن - العدد: 4142 - 2013 / 7 / 3 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الثورة الوطنية الديمقراطية من منظور يساري هي استمرار لثورة التحرر الوطني من جهة وهي استمرار لسيرورة الثورة الاشتراكية من جهة ثانية ، انطلاقا من العلاقة الجدلية بين الثورة الوطنية الديمقراطية و الثورة الاشتراكية .
هذه الرؤية تفرض على كافة القوى اليسارية العربية أن تنطلق في نضالها السياسي الديمقراطي والكفاحي من ان مهام التحرر الوطني والاستقلال الحقيقي وإنهاء كل أشكال الارتهان للإمبريالية لازالت مهمة رئيسية لا بد من تحقيقها عبر تحطيم وإزالة الكتلة الطبقية الكومبرادورية، والبيروقراطية التي تشكل رأس حربة الهيمنة الإمبريالية في بلادنا.
لذلك فإن التحرر من الهيمنة الإمبريالية وتحقيق أهداف الثورة الديمقراطية يعني بناء الاقتصاد الوطني وتمكين الجماهير الشعبية من تقرير مصيرها ومستقبلها من خلال ضمان تفكيك الكتلة الطبقية السائدة وتصفية وتأميم مصالحها وامتيازاتها الطبقية بما يؤدي إلى تفكيك بنيتها بصورة نهائية على المستوى السياسي والمستوى الاقتصادي والثقافي، وذلك من خلال صياغة واقرار دستور ديمقراطي علماني يجسد إرادة الشعب باعتباره صاحب السيادة ومصدر السلطة، إلى جانب صياغة وتطبيق الخطط التنموية الكفيلة بالقضاء على كل مظاهر التبعية والافقار والاقتصاد الريعي وتفعيل وتطوير الصناعات الوطنية في إطار اقتصاد القطاع العام والتعاوني والمختلط ، إلى جانب القيام باصلاح زراعي تعاوني يمكن الفلاحين الفقراء من الارتقاء بأوضاعهم الحياتية وإسهامهم في تطوير القطاع الانتاجي الزراعي .
وفي هذا السياق لابد من العمل من أجل توفير الحاجيات الأساسية من الخدمات الاجتماعية والصحية والتأمينات ومجانية التعليم للفقراء وكافة الخدمات الأساسية للجماهير الفقيرة جنباً إلى جنب مع البرامج الهادفة إلى إنهاء مظاهر الفقر والبطالة وتحديد الحد الأدنى والأعلى للدخل وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص.
وفي هذا الجانب لابد من التأكيد على رفض المنهج الإصلاحي في مسيرة النضال الديمقراطي وممارسة هذه العملية بمنهجية ثورية ديمقراطية جذرية تستهدف تغيير بنية أنظمة التبعية والتخلف والاستبداد وتحطيم أسسها ومكوناتها الطبقية ، وهنا بالضبط يتجلى دور القوى اليسارية الثورية في قيادة مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ، باعتبارها القوى الوحيدة المؤهلة لقيادة هذه المرحلة والتأسيس لمستقبل مجتمعاتنا وشعوبنا ، بعد ان فشلت القوى الليبرالية أو البورجوازية التابعة في تحقيق هذه المهمة من ناحية وبعد ان تأكد للجميع أن تيارات الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين تحاول إعادة انتاج وتجديد التخلف والتبعية والاستبداد والقهر في بلادنا.