الاول من ايار المجيد


سمر الاغبر
الحوار المتمدن - العدد: 1184 - 2005 / 5 / 1 - 05:37
المحور: ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار     

1 ايار 2005
تحتفل الطبقة العملة العالمية في مطلع هذا الشهر بعيد العمال العالمي، يوم التضامن الاممي بين جميع عمال العالم، و الطبقة العاملة الفلسطينية تحتفل أيضا بهذا اليوم المجيد معربة عن تضامنها اللامحدود مع شقيقاتها على مستوى العالم اجمع. وإذا كانت الطبقة العاملة الفلسطينية تؤكد على أهمية هذا اليوم،

الأصل التاريخي للأول من أيار :

بالرغم من أن وسائل الأعلام الأمريكية التي يسيطر عليها رأسمال.
الكبير تستخدم كافة الوسائل المتاحة لحجب الحقيقية عن العمال الأمريكيين ألا أن الأصل التاريخي لليوم الدولي للعمال يعود إلى النضال المرير الذي خضته نقابات الولايات المتحدة من أجل العمل 8 ساعات يوميا، بمساندة الاتحاد الأمريكي للعمل أنذالك، الذي أصبح اليوم الاتحاد الأمريكي للعمل – مؤتمر المنظمات الصناعية.
وهذا النضال بالذات هو ما حاول أرباب العمل هايماركت في شيكاغو بمحاكمة قادة الإضراب:ألبير بارسونز ، واوغوت سياسي ، و الفونس فيشر ،وجورج أنغل وتنفيذ حكم الإعدام الأمريكي وفيما بعد اقترح الاتحاد الأمريكي للعمل ورئسه الأول صموئيل غومبرز على الرابطة الدولية للعمال أن يصبح أول أيار اليوم الدولي للعمال و أسفر طلب مساندة الإضراب العام الذي دعا إليه من الاتحاد الأمريكي للعمل في عام 1890 . من أجل العمل 8 ساعات في اليوم عن صدور قرار جعل أول أيار عيدا لعمال العلم اجمع .

إضراب من اجل العمل 8 ساعات في اليوم :

في أول أيار 1886 قرر عمال أهم المراكز الصناعية في الولايات المتحدة وعدد 350 ألف عامل التوقف عن العمل و خوض إضراب من اجل تخفيض ساعات العمل الى 8 ساعات في اليوم كحد أقصى، بدلا من العمل 12 الى 14 ساعة كما كان ارباب العمل يريدون أن يفرضون ذلك عليهم في ذلك الوقت، ووقفا للمعلومات المتوفرة عن تلك الحقبة حدثت اضرابات في 11562منشأة و تظاهر 11الف عامل في شوارع ديترويت و 25 الفا في نيويورك من اجل العمل 8ساعات في اليوم.

و في شيكاغو وحدها اضرب 40 ألف عامل وحصل 45 ألف آخرين على تخفيض ساعات العمل دون اللجوء الى الإضراب. وتمت الاستجابة في الأول أيار أوفي الأيام التالية لمطالب 185 ألف من بين 350 خاضوا الإضراب .
وقامت هذه النضالات أيضا بدور حاسم في تخفيض ساعات لحوالي 200 ألف عامل أخر من 12 ساعة الى 9 أو 10 ساعات.

مذبحة ((هايماركت )) و المؤامرة المدبرة:

غير إن رد فعل العمل كان عنيفا ، ففي شيكاغو ، مركز الانتفاضة رجال الشرطة و الحرس القومي ( و البنكرتونز ) " وهم عملاء لأرباب العمل مسلحون " . فقد أغلقت شركة ماكورنيك هارفستر أبواب مصانعها على اثر إضراب عمالها البالغ عددهم 1400من اجل العمل 8ساعات و الحصول على أجرة قدرة دولارين في اليوم كحد أدنى.
و في 3 أيار دخل المصنع 30 من محطمي الاضرابات بمصالحبة حوالي 500 من رجال الشرطة وعندما عبر الشرطة العمال عن احتجاجهم بالتظاهر، أطلقت الشرطة النار على الجمهور العمال العزل، مما أسفر عن مقتل أربعة عمال وإصابة عدد كبير منهم.


وعلى اثر ذلك قرر عمال شيكاغو تنظيم مظاهرة في اليوم التالي في ساحة "هايماركت " ( ساحة سوق العلف ).
وجرى الاجتماع الذي شارك فيه 3 ألاف شخص في هدوء و نظام، بل إن عمدة المدينة الذي صرح بعقده جاء لحضور. ولكن عندما اقترب الاجتماع من الانفضاض بعد مغادرة العمدة و عدة شخصيات أخرى و بينما كان المطر يدفع الحاضرين الى ترك المكان تقدمت مجموعة من رجال الشرطة باتجاه الجمهور، فإذا بقنبلة تلقى على الرجال الشرطة فيقع عدد منهم صرعى، وعندئذ أطلقت الشرطة النيران و قتلت عددا كبيرا من المتظاهرين.
ولم يعرف أبدا من الذي ألقى القنبلة واقر القاضي غاري الذي راس المحاكمة التي انتهت بإعدام " شهداء هايماركت " بان المذنب كان على الأرجح المدعو شنوبلت وهو عميل استفزازي تابع للشرطة ألقى القبض عليه مرتين ولكن أطلق سراحه في كل مرة. حيث غادر البلاد.

عمال العلم يحتجون

وفي الشهور التي امتدت بين أول أيار و تنفيذ حكم الإعدام بحق قادة الإضراب من اجل 8 ساعات عمل أصبحت محاكمتهم قضية عالمية.
فقد احتج العمال البريطانيون في العديد من الاجتماعات ضد " الاغتيال المخطط لقادة العمال " ووجه فريق من مجلس النواب الفرنسي و مجلس بلدية باريس ومجلس مقاطعة السين برقيات احتجاج لحكومة ولاية ايلينوا
ونظم العمال اجتماعات عامة في فرنسا و هولندا و روسيا و ايطاليا و اسبانيا وساهموا رغم ضآلة أجورهم في صندوق الدفاع عن المتهمين في قضية هايماكت.
غير أن أرباب العمل الامريكين كانوا قد عقدوا العزم على التخلص من هؤلاء الرجال. وقد صرح احد رجال الصناعة في شيكاغو آنذاك قائلا " لا اعتقد أن هؤلاء الناس قد ارتكبوا أي مخالفة ولكن يتعين إن يشنقوا ويجب أن تسحق الحركة العمالية "
وقد اعدم شنقا كل من بارسنونز و سبايز و فيشر و أيغل في 11 تشرين الثاني 1887

قمع وهجوم مضاد يشنه العمال

وعلى اثر إحداث هايماكت شن أرباب العمل الأمريكيون بالاستعانة بالأخص ببطش الشرطة حملة واسعة النطاق للقضاء على مكاسب الحركة المطالبة بتخفيض ساعات العمل.
وبالرغم من إعمال القمع نجح العمال في غضون عامين في أعادة تنظيم صفوفهم و استعدوا لشن هجوم مضاد
فقد قرر مؤتمر الاتحاد الأمريكي للعمل الذي انعقد في عام 1888 أن يركز كل العمال المنظمين في صفوف النقابات كافة جهودهم من اجل تحقيق نظام العمل 8 ساعات في اليوم، في أول مايو 1890وقد نظمت أربعة أيام نضالية واجتماعات عامة ضخمة في كافة أنحاء البلاد وبلغت الحركة ذروتها بتنظيم إضراب عام في الأول مايو 1890.
وفي اروبا، حظي نضال العمال الأمريكيين من اجل العمل 8 ساعات في اليوم بمساندة واسعة النطاق ونظمت المنظمات العمالية في انجلترا وفرنسا و ألمانيا وغير ذلك من البلدان مختلف الأعمال من اجل دفع تلك الحركة .
وكان الاتحاد الأمريكي للعمل مدركا لأهمية هذه الحركة الدولية.

نداء الأممية الثانية:
وفي العام التالي عندما قررت الأممية التي تم تعديلها تحت قيادة فردريك انجلز عقد المؤتمر التأسيسي للأممية الثانية في 14 تموز 1889 في الذكرى المئوية للاستيلاء على سجن الباستيل عرض على المؤتمر طلب صموديل غومبرز رئيس الاتحاد الأمريكي للعمل بان يكون يوم أول مايو مناسبة للالتقاء يكون يوم التجمع ويوم عطلة لعمال العالم اجمع. وقد تقدم المندوب الفرنسي لا فييني بمشروع قرار المؤتمر باريس يساند اقتراح غومبرز واتخذ المؤتمر القرار التالي:
"سينظم مظاهرة دولية كبرى في جميع البلدان و كافة المدن في موعد محدد حتى تتمكن الجماهير الكادحة من تقديم طلبها للسلطات العامة بتخفيض ساعات العمل بمقتضى القانون الى 8 ساعات يستطرد القرار قائلا: ولما كان الاتحاد الأمريكي للعمل قد اختار يوم أول مايو 1890 فسيجري انتقاء هذا التاريخ للاحتفال للمرء الأولى بهذا اليوم الدولي ".
غير انه مع اقتراب يوم أول مايو قرر صمويل غومبرز انه من الأفضل من باب الحذر إلا ينظم إضراب عام بل دعوة النقابة أو النقابات الأشد نفوذا للقيام بإضراب على إن تساندها النقابات الأخرى أخذا بذلك بعين الاعتبار الفقرة الأخيرة من بيان باريس الذي أكد على " إن عمال مختلف البلدان يتعين عليهم تنظيم تلك المظاهرة وفقا للظروف الخاصة بكل بلد ". وقد قرر مجلس الاتحاد الأمريكي للعمل بعد التصويت إن تقوم نقابة عمال التجارة الإضراب

1890:أول يوم عالمي للتحرك العمال المشترك

كانت التعبئة الدولية أول أيار 1890 إيذانا بأول يوم علمي للأعمال المشتركة للعمال في العالم وقد شارك عشرات الآلاف من العمال في المظاهرات التي جرت في أنحاء أوروبا.
وفي الولايات المتحدة سار 300 ألف عالم في شوارع شيكاغو تحت أشراف مشترك للاتحاد الأمريكي للعمل والحزب العمالي الاشتراكي وشارك حوالي مئة تنظيم نقابي في الموكب الذي نظمه 6الاف من عمال النجارة وفي نيويورك شاركت70 منظمة نقابية في المظاهرة أول أيار.
وحقق عمال النجارة نجاح كان يبدو آنذاك ضربا من المستحيل. فقد حصل 46197 عامل في 137 مدينة على العمل 8 ساعات في اليوم وحصل 30 إلف عامل على تخفيض لساعات العمل من 10 إلى 9 وانضم 22 إلف عضو جديد للنقابة مما استدعى إنشاء 132وحدةنقابية محلية جديدة.


91 سنة بعد ذلك

لما كان صيت الاتحاد الأمريكي للعمل قد غدا عظيما في تلك الحقبة فقد تم اختيار صمويل فيم بعد سكرتير للأممية الثانية وكتب صمويل يقول لاليانور ماركس افلنغ وهو يقبل هذا الشرف باسم الاتحاد الأمريكي للعمل "أن هذه الحركة وتطلعات العمال تتجه نحو تحالف دولي أوثق يبلور اعز أمال العمال ورفاهتهم وتحررهم النهائي ويسهم في تحقيق تلك الآمال"
غير إن صمويل تخلى بعد ذلك عن مواقفه واتبع خطا إميل إلى المواقف تعبئة قومية كبرى دعا إليها الاتحاد الأمريكي للعمل على مدى حوالي قرن من الزمن.

ففي 19 أيلول 1981 وتحت ضغط شديد مارسته المنظمات النقابية القاعدية نظم الاتحاد الأمريكي للعمل مؤتمر المنظمات الصناعية مظاهرة هائلة في واشنطن ضد السياسة الاقتصادية التي تنتهجها إدارة ريغان و ضد هجماتها المناهضة للحركة النقابية وفي هذا اليوم وفي ظل الأزمة الخطيرة التي يعاني منها العمال الأمريكيين تجمع في واشنطن نصف مليون من النقابين تلبية لدعوة الاتحاد ليثبتوا لسادة البيت الأبيض أن الحرك النقابية الأمريكية التي تضم ملايين من الأعضاء يمكن أن تكون قوة لها نفوذها عندها يتولى قادتها عملية تعبئتها.

النقابي : رندي الخليلي
المحاميه سمر الاغبر

حزب الشعب الفلسطيني