ثوبُ الحداد


انتصار الميالي
الحوار المتمدن - العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 22:32
المحور: الادب والفن     

يا شهوةَ القبور
حين تختطف الأجساد
فيموتُ الإنسان في أعماقنا
والعراق مسبحةٌّ بكفِ فاجرٍ
لا يرتوِ
أدمنَّ شربَ الدماء

يا صرخةَ الثكلى
في أزقة الفقراء
حين يموت وليدُّها
تتفطر لأجلها كلَّ القباب الذهبية
وينكسرُ الصليب

يا خوفَ أمي
الذي يجتاحُ الشوارع
يملأ البيوت بالنواح
يرسمُ فوقَ الأرصفة أجسادا
ويلونُ الجدران بالدم

يا ثوبَ الحداد
الذي يرتدي أجسادنا عنوةً
خياطه كافرٌ بعراقيتنا
يطرزه بالجماجم

يا دمعةً تحجرتْ
فوقَ جفن طفلٍ صغير
تناثرت ثيابه
ألعابه
دمائه
فوق أسفلت الطريق

يا مجلسَ العزاء
يملئه موتى الضمير
وفاتحةُ الكتاب يتلّوها قاتلٌ
اشترى بدلته من سوقِ العمالة
بدماء الأبرياء

يا غصةً تخنقني
منذ الصباح
والعين جائعة للبكاء
على بقايا إنسان يموت بداخلي
ويلّفُني...........
ثوب الحداد
على العراق
على العراق