-نصر الله- من جديد!


خالص جلبي
الحوار المتمدن - العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 00:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

خطب "نصر الله" جماهيره بلبنان يوم 3 يناير 2013، فحلل أحداث المنطقة وسرد فلسفة التاريخ كما يفعل آيات الله. أذكر جيداً ما كتبت عن الرجل تماماً في عام 2006، لقد زغلل الرجل عيون الكثيرين يومها، ونالني أنا من الغضب الشيء الكثير. لكن البعض يعترف اليوم لي أن حسي التاريخي كان في موضعه حين أعطيت الرجل حجمه الحقيقي.

كنت في زيارة لعائلة مغربية نظرت إلي الزوجة بشيء من التردد لمعرفتها مقدار «حماس» زوجها لنصر الله! قالت مارأيك بالرجل؟ قلت لها لا يزيد عن بيدق إيراني.

الوردي يعتبر أن العقل الإنساني لا يزيد عن عضو للبقاء فقط، مثل ساق النعامة ودرع السلحفاة وناب الأفعى.

يحق لكل إنسان أن يصبح شيعياً أو كاثوليكياً أو يزيدياً يعبد الشيطان أو الرحمن، أو يسوع المسيح الذي تحول بضربة من الكنيسة من بشر إلى إله، كما تحول آيات الله من بشر إلى كتل معصومة فوق النقد والمراجعة والخطأ، يعلو رؤوسهم عمامة سوداء أو طيلسان.

إنه الكهنوت والجبت الخالد عبر التاريخ. لكن المشكلة في سوريا اليوم أن الثوار يقاتلون الإيرانيين من امتدادات هذا الفكر حتى البقاع في لبنان. هنا ندرك ماذا يفعل الفكر وإلى أين يقود عباده؟ كتب يونج السويسري وهو كاهن ومدرس كاثوليكي كتاباً مهماً بعنوان مع إشارة استفهام (المعصوم ‪Ufehlbar = Unmistakable‬ ) للبابا والكنيسة وآيات الله العظمى؟ وكيف يتحول المقدس إلى دنس؟ والبشر إلى رتبة فوق البشرية؟

يومها وفي حمأة حملة الصواريخ والقتال في أرض لبنان عام 2006 قلت لمن حولي إن نصر الله يذكرني بالشقي بانشو فيا. لذا كان من الجميل استحضار ما كتبت في الرجل قبل ست سنين أليس كذلك؟

قصة حسن نصر الله في لبنان تذكر بقصة بانشو فيلا المكسيكي مع شيء من الفارق، فالأول يصارع جيباً أميركياً، (توسلت إسرائيل لأميركا بمدها بصواريخ ‪GUB-28‬ ثاقبة الأرض بعد نفادها بأيام)، وبانشو فيلا صارع أبا إسرائيل أميركا، وكلاً منهما هزم خصمه بطريقة سهلة مزعجة.

ويذكر صاحب كتاب القوة (‪Power‬) روبرت غرين عن القواعد الثماني والأربعين في لعبة القوة، عند القانون 36 أنه «إذا اعترفت بمشكلة تافهة فإنك تعطيها وجوداً ومصداقية، وكلما زاد اهتمامك بعدو فإنك تجعله أقوى، والغلطة الصغيرة كثيراً ما تصير أسوأ عندما تحاول إصلاحها، والشيء الأفضل أحياناً هو ترك الأمور وشأنها، فإن كان هناك شيء تريده ولا تستطيع امتلاكه، فاظهر احتقارك له، فكلما قل الاهتمام الذي تظهره فإنك ستبدو أكثر تفوقاً».