في الثامن من آذار إنهضي وحاربي من أجل حريّتكِ الثمينة


ينار محمد
الحوار المتمدن - العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 11:34
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي     

نحتفل للمرة الثانية بيوم المرأة العالمي بعد الخلاص من صدام حسين ومن نظامه البعثي المقيت. ولازلنا نعيش رعب التفجيرات والمواجهات وانعدام الأمان في الشوارع وخاصةً على النساء. لم ينتهِ رعب الخوف من تهديدات الاختطافات والانتهاكات وبيع النساء إلا ليُضاف إليها مؤخراً رعبٌ من حكومة قادمة يقودها مجموعة من الملالي الذي يحكمون ويعِظون ويعملون لإحكام الحجاب على رؤوس وعقول النساء تحقيقاً لـ"مشيئة وإرادة" إلاهية.
نحن على أبواب التحول الى حكومة اسلامية تعلن إلغاء كل المكاسب التي حصلنا عليها في تاريخنا الحديث. ان اي تهاون او تراخٍ بحجة احترام المعتقد ومن يمثله يعني قبولنا بان نرتدي أقبح الأثواب، قبولنا ان يتم اقتياد أربعة منا الى دار رجل واحد، قبولنا بمبدأ كون الرجل مساوٍ لأنثيين، وقبولنا بأننا "ناقصات عقل".
مهما كان الكلام منمقاً في البدايات، ومهما كانت الوعود "الديمقراطية"الكاذبة بأننا سننعم بالمساواة والاحترام، فإننا نعلم أن مصيرنا وواقعنا سيكون مثل المرأة في إيران والتي فقدت معظم حقوقها في حياة اجتماعية لائقة، بل وأصبحت عرضة لطرق حكومية مؤسساتية منظمة في إهانة النساء وامتهان كرامتهن. إذ فرض عليها عدم الاختلاط بالرجال. فرض عليها تحديدات كبيرة على تعليمها وعملها. كما وفرض عليها ان تُقاد كالشاة الى بيت تحكمه عقلية ذكورية ويُنظر لها على أنها أداة للمتعة والإنجاب. ومما لاداعٍ للخوض فيه أو إثباته أن المرأة في الجمهورية الاسلامية في إيران اقتيدت لرجمها في الساحات العامة ورميت في السجون لعدم ارتدائها الزي المفروض عليها. وهوذا المصير المحتمل الذي ينتظرنا الآن في العراق بسبب وصول الملالي عن طريق الانتخابات "الحرة".
قامت الحكومة الأمريكية بشن الحرب على العراق بحجج عديدة اتضح انها جميعا كاذبة، ولذا تتمسك الآن باكذوبة تحقيق الحريات للنساء والرجال. يرضون بانجازات شكلية من قبيل (25% من المقاعد للنساء) وفي نفس الوقت يتعتمون على إمرار مجازر صامتة خلف أبواب موصدة من قبيل فرض الشريعة على الدستور والقوانين (كما حصل أثناء إمرار قرار 137) مما يحوّل المرأة مباشرة الى مواطن من الدرجة الرابعة؛ ويتسامح مع ممارسات قتل النساء وتأديبهن والتسامح مع مغتصبيهن في بعض الحالات.
على النساء في العراق ان تدرك ان الحرية تنتزع ولاتعطى وان عليهن رص صفوفهن في يوم كهذا لرفض اعطاء الشرعية لحكومة إسلامية قومية معادية للنساء.
لن نحصل على واقع أفضل إلا إذا نهضنا وحاربنا من أجل حريتنا الثمينة، وإلا فلن تُعطى لنا هبة من قبل الآخرين.
عاشت الحرية والمساواة التامة بين المرأة والرجل
عاش الثامن من آذار يوم المرأة العالمي

ينـار محـمد
رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق
6 آذار - 2005